مأساة حلب

ناصر محمد الأحمد
1438/02/24 - 2016/11/24 07:33AM
مأساة حلب
25/2/1438ه
د. ناصر بن محمد الأحمد

الخطبة الأولى :
الحمدُ للهِ العَظِيمِ فِي قَدْرِهِ، العزيزِ في قَهرِهِ، يَسمَعُ أَنِينَ المظلُومِينَ وَيجُودُ عليهم بِنصرِهِ، نَشهدُ ألاَّ إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ آمنَّا بِقَدَرِهِ خَيرِهِ وَشَرِّهِ، ونَشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحمَّدَاً عَبدُ اللهِ ورَسُولُهُ جَاهَدَ فِي اللهِ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ طُولَ عُمرِهِ، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وصَحبِهِ ومن تَبِعَهُم بِإحسانٍ إلى يَومِ الدِّينِ.
أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل: وبالتقوى تزودوا ليومٍ الوقوف فيه طويل، والحساب فيه ثقيل، وليس لنا عن زاد التقوى بديل!.
ولستُ أرى السَّعَادةَ جَمْعَ مالٍ .. ولَكنَّ التَّقيَّ هو السَّعِيدُ
وتَقْوَى الله خَيرُ الزَّادِ ذُخراً .. وعندَ الله للأتْقَى مَزِيدُ
أما بعد: أيها المسلمون: إن ما يتعرض له إخواننا اليوم في سوريا بعامة وفي حلب بخاصة هو من أعظم الظلم والسعي في الأرض بالفساد وإهلاك الحرث والنسل الموجب للوقوف ضده من قبل كل قادر من المسلمين حكومات وشعوباً، منظمات وأفراداً، إذ إن نصرة المظلومين من المسلمين من المولاة الشرعية التي هي أوثق عرى الايمان، ويكون ذلك بكافة الوسائل العسكرية والإعلامية والحقوقية والإغاثية.
قد لا تكون مدينة حلب السورية قادرة حتى على الاستغاثة وطلب النجدة، فأهلها مشغولون عن ذلك بدفن شهدائهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من جراحهم، تضطر طواقم الإسعاف والدفاع المدني التي لم تستثن من الاستهداف لترك مكان مدمر فيه بعض العالقين تحت الأنقاض لإنقاذ مكان آخر يعج بالشهداء والجرحى والعالقين تحت ركام المنازل بعد قصفه.
لا يبدو أن هدف سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها روسيا والنظام النصيري ومعهم الرافضة والصهيونية العالمية في سورية تقتصر على تهجير سكانها الأصليين من أهل السنة وتوطين الطارئين من المرتزقة الصفويين فحسب، بل يبدو أن هذه السياسة قد تحولت إلى دفن أهل السنة في حلب وعدم إخراجهم منها أحياء، فالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة والألغام البحرية تستهدف أي شيء يتحرك، ووصل الحال إلى أنهم لا يسمحون للأهالي حتى بالنـزوح والخروج من المدينة أحياء!.
لأول مرة في تاريخ هذه المدينة الإسلامية العريقة لا تتم فيها شعيرة صلاة الجمعة، فقد تم تعليق الصلاة في حلب حفاظاً على أرواح المصلين.
فيَا أَهْلَ الإسلامِ: مَا تَزالُ أَروَاحُ المسلِمينَ تُزهَقُ، ودِمَاؤهم تُسفَكُ، وبِلادُهم تُستباحُ ولا حول ولا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ العليِّ العظيمِ.
تَبْكِي وَتَمسَحُ دَمعَهَا حَلَبُ.. وَبِقَلْبِهَا مِنْ حُزنِها لَهَبُ
حِقْدُ النُّصَيْرِيِّينَ يُشعِلُهَا.. والجَاِمعُ الأَمَوِيُّ يَنتَحِبُ
حَلَبٌ وَحلِفُ أَلفُ قَاذِفَةٍ.. أنَّ الطُّغاةَ بِأَمْنِها لَعِبوا
والغَربُ يَشْربُ كَأْسَ سَكرَتِهِ.. وَبِمِثلِها يَتَضلَّعُ العَرَبُ
لا تَجْزَعِي فَالظَّالِمُونَ لَهُمْ.. يَومٌ مِنَ الخُذْلانِ مُرْتَقَبُ
النَّصرُ عندَ اللهِ يَمنَحُهُ.. لِلصَّابِرِينَ إذَا هُمُ احتَسبُوا
اللهُ يهِزمُ كُلَّ ذِي صَلَفٍ.. فَتَعلَّقِي باللهِ يا حَلَبُ
إي واللهِ فَتَعلَّقِي باللهِ يا حَلَبُ. فَالأَرْضَ كُلُّها لِله، والأَمْرُ أَمْرُ الله، وَالملكُ لِله يورِثُه مَنْ يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ. مَهْمَا حَاوَلَ الأَعدَاءُ فِي إنْزَالِ أَنْوَاعِ الفَشَلِ وَأَلوَانِ الشَّلَلِ بِالمسلِمِينَ فَوا اللهِ لَنْ يُفلِحُوا، أَلَمْ يَقُلِ اللهُ جَلَّ وَعَلا: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوٰهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ) فإذَا كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ فَمَا أَحْوَجَنا اليومَ إلى أَنْ يَقوَى تَضَافُرُنا، وَيَشتَدَّ تَنَاصُرُنا، وأَنْ نَكونَ صَفَّاً واحِدَاً مُتَعاضِدِينَ مُتَعاوِنِينَ، فَقَدْ وَجَّهَنا اللهُ لِذَلِكَ فَقَالَ: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: (وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) فَالْمسلِمُونَ على اختِلافِ أَجنَاسِهم وَأَلوانِهم وَبُلدَانِهم جَسدٌ واحِدٌ، يَسعَدُ بِسعَادِةِ بَعضِهِ، وَيَتَأَلَّمُ لِأَلَمِهِ وَمَرَضِهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، إِنِ اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ، وَإِنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ". وفي الحدِيثِ: "مَنْ لَمْ يَهتَمَّ بِأَمْرِ المُسلمينَ فَليس مِنهُمْ".
أَيُّها الأخُ المسلِمُ: مَتى استَجَارَ بِكَ أَخاكَ المسلِمُ وَاسْتَنْصَرَكَ فِي الدِّينِ وَجبَتْ عَليكَ نُصرَتُهُ، وَلَزِمَت عَلَيكَ إِعَانَتُهُ، أَلَمْ يَقُلِ اللهُ تعالى: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) أَلَمْ يَقُلِ اللهُ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ - يعني: التَّناصُرُ في الدِّينِ: - تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) تَكُنْ مِحنَةٌ بالحُرُوبِ والقتلِ والتَّعذيبِ والأَسْرِ، وَفَسَادٌ كَبِيرٌ بِظهورِ الكُفرِ والشِّركِ!.
عبادَ اللهِ: المسلِمُ الصَّادِقُ يُقاسِمُ أَخَاهُ الهُمومَ والمَكَارِهَ، وَيَعِيشُ مَعَهُ مُصابَه وَرَزِيَّتهُ، لا يُسلِمُه ولا يَخذُلُهُ، بل يحُوطُهُ وَيَنْصُرُهُ وَيَعْضُدُهُ، وَمَتى تَخَاذَلَ المسلِمُونَ وَصَارَ لِكُلِّ واحدٍ مِنهُم شَأْنٌ يُغنِيهِ، وَهَمٌّ يَعنِيه، فرَّق العَدُوُّ جَمْعَهُم، وَبَدَّدَ شَمْلَهُم، قال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: "ما من امرئٍ يَخونُ مُسلِمَاً في مَوطِنٍ يُنتَقَصُ فيهِ من عِرضِهِ وَيُنتَهَكُ فيه مِنْ حُرمَتِهِ، إلاَّ خَذَلَهُ اللهُ في مَوطنٍ يُحِبُّ فيه نُصَرَتَهُ، ومَا مِن امرئٍ يَنصُرُ مُسلِمَاً في مَوطنٍ يُنتَقَصُ فيه من عِرضه ويُنتهَكُ فيه من حُرمَتِهِ إلاَّ نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوطِنٍ يُحِبُّ فيه نُصرتَهُ". رواه أحمد بسند حسن. وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
أيها المسلمون: تُشَاهِدُونَ بِكُلِّ أَسَىً إلى مَا نَزَلَ بِإخْوانِنا في سُوريا عامة وحَلَبِ خاصة، فَلَمْ تَتَوارَى رُوسِيَا ومعهم الرافضة والنصيريون بِإمَطارِ حَلَبٍ بالصَّوارِيخِ والقَذَائِفِ حتى أَبَادُوا الآلافَ مِنْ أهلِنا هُناكَ، وَجَعَلُوا الدِّيَارَ خَرَابَاً! فَحسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ.
إنَّا سَئِمْنا مِن إِدَانَةِ مُنكِـرٍ.. إنَّا ملَلْنا مِن لِسـانٍ يـزأرُ
أيْنَ النِّظامُ العالميُّ أمَا يَرى.. شَعْبَاً يُبادُ وبالقَذَائِفَ يُقبَرُ؟
عُذراً يا أهلَناَ في الشَّامِ فواللهِ ليسَ لنا أمامَ اللهِ من عُذْرِ! عُذراً فإنَّا مَشغُولونَ بِأَمْوالِنا وأهلِينَا، وإنَّا عنكم مَشغُولونَ! عُذراً فإنَّا مَشغُولُونَ بحَفَلاتِنا وَمُؤتَمَرَاتِنا وَمُبارَيَاتِنا! فاعذُرُونا فإنَّا مَشغُولونَ!.
عبادَ اللهِ: إنَّ الكَوَارِثَ التي تَنَزَّلَتْ على أَهلِنَا هُناكَ لَيستَ غَرِيبَةً على نِظَامٍ نُصَيرِيٍّ رَافِضِيٍّ! وكذالِكَ كانَ أَبُوهُ الهَالِكُ مِنْ قَبلُ قاتَلَهمُ اللهُ أنَّى يُؤفَكُونَ، ولكِنَّ الغَريبَ ذَاكَ التَّخَاذُلُ والإمهَالُ!: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) قال الله تعالى: (وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) آل عمران: 167-168. وَاللهِ يَامُؤمِنُونَ لَيسَ مَعَنا إلاَّ الدُّعَاءُ! وَصِدْقُ اللَّجَأِ إلى اللهِ تَعَالَى القَائِلِ: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ) فَأَلِحُّوا على اللهِ بالدُّعاءِ، وأَعجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عن الدُّعاءِ. فَسُبحَانَ مَنْ هُو على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
أيها المسلمون: مَا تُشَاهِدُونَهُ وَمَا تَسْمَعُونَهُ مِنْ مَذَابِحِ النُّصَيْرِيِّينَ فِي الشَّامِ، وَنَحْرِ الأَطْفَالِ، وَهَتْكِ الأَعْرَاضِ، وَتَمْزِيقِ الأَجْسَادِ هِيَ مِنْ آثَارِ أَمْرَاضِ النِّفَاقِ البَاطِنِيِّ السَّبَئِيِّ، وَلَمْ يَكُنِ البَاطِنِيُّونَ عَامَّةً، وَالنُّصَيْرِيُّونَ خَاصَّةً أَهْلَ نُصْحٍ أَوْ مَوَدَّةٍ لِلْمُسْلِمِينَ، بَلْ كَانُوا يَحْتَمُونَ بِالتَّقِيَّةِ إِنْ عَجِزُوا، وَيَطْعَنُونَ فِي الظَّهْرِ إِنْ قَدرُوا، تَوَالَتْ عَلَى أُمَّةِ الإِسْلامِ دُوَلٌ شَتَّى، وَكَانَ النُّصَيْرِيَّةُ فِيهَا أَقَلِيَّةً شَاذَّةً فِي عَقِيدَتِهَا وَعِبَادَتِهَا وَسُلُوكِهَا، وَكَانَ المسْلِمُونَ يَسْتَطِيعُونَ إِبَادَتَهُمْ عَنْ آخِرِهِمْ لَكِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا يَدِينُونَ، وَعَامَلُوهُمْ بِظَاهِرِ حَالِهِمْ، فَمَا جَنُوا مِنْ إِحْسَانِهِمْ إِلَيْهِمْ بِتَرْكِهِمْ وَحِمَايَتِهِمْ إِلاَّ الحِقْدَ وَالضَّغِينَةَ، وَالغَدْرَ وَالخِيَانَةَ، وَالتَّارِيخُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا التَّارِيخُ مَلِيءٌ بِمَا لاَ يَتَوَقَّعُهُ العُقَلاءُ، وَلاَ يَتَخَيَّلُهُ الأَعْدَاءُ، وَرُبَّمَا أَنَّ مَا طُوِيَ وَلَمْ يُدَوَّنْ أَكْثَرُ مِمَّا دُوِّنَ، فَتَعَالَوْا إِلَى شَيْءٍ مِنَ الخِيَانَةِ وَالمَذَابِحِ النُّصَيْرِيَّةِ لِلْمُسْلِمِينَ.
ذَكَرَ المؤَرِّخُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي أَحْدَاثِ سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسَبْعِمِائَةٍ أَنَّ النُّصَيْرِيَّةَ انْقَلَبُوا عَلَى المسْلِمِينَ بِسَبَبِ طَاعَتِهِمْ لِضَالٍّ مِنْهُمُ ادَّعَى أَنَّهُ المهْدِيُّ، وَحَمَلُوا عَلَى مَدِينَةِ جَبَلَةَ -قُرْبَ اللَّاذِقِيَّةِ- فَدَخَلُوهَا وَقَتَلُوا خَلْقًا مِنْ أَهْلِهَا، وَخَرَجُوا مِنْهَا يَقُولُونَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ عَلِيٌّ، وَسَبُّوا الشَّيْخَيْنِ، وَصَاحَ أَهْلُ البَلَدِ: وَا إِسْلامَاهُ، وَاسُلْطَانَاهُ، وَا أَمِيرَاهُ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ نَاصِرٌ وَلاَ مُنْجِدٌ، وَجَعَلُوا يَبْكُونَ وَيَتَضَرَّعُونَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِخَرَابِ المسَاجِدِ، وَاتِّخَاذِهَا خَمَّارَاتٍ، وَكَانُوا يَقُولُونَ لِمَنْ أَسَرُوهُ مِنَ المسْلِمِينَ: قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ عَلِيٌّ، وَاسْجُدْ لِإِلَهِكَ المهْدِيِّ، الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ حَتَّى يَحْقِنَ دَمَكَ. ا. هـ. وَمَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ، هَا هُمْ يَفْعَلُونَ بِأَهْلِ الشَّامِ مَا فَعَلَهُ أَجْدَادُهُمْ قَبْلَ سَبْعَةِ قُرُونٍ!.
تَارِيخٌ يَحْكِي آلَامَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْبَاطِنِيِّينَ، وَيُفْصِحُ عَنْ عَذَابِ أَهْلِ الشَّامِ بَأَيْدِي النُّصَيْرِيِّينَ، تَارِيخٌ يَنْضَحُ بِاللُّؤْمِ وَالْغَدْرِ وَالْخِيَانَةِ، وَيَقْطُرُ بِالدَّمِ، وَيُبَيِّنُ مَخْزُونَ الْغِلِّ وَالْحِقْدِ فِي قُلُوبِ الْبَاطِنِيَّةِ، فَمَنْ يَقْرَأُ التَّارِيخَ؟ وَمَنْ يَعْتَبِرُ بِأَحْدَاثِهِ؟ وَمَنْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَحْذَرُ أَعْدَاءَهُ وَيُحَذِّرُ مِنْهُمْ؟!.
الهمُّ حلَّ ودمعُ العين مُنسَكِبُ.. على ديَارٍ بِها النّيرانُ تلتهِبُ
بِها يُبادُ على اﻷشهَادِ إخوتُنا.. بلا حياءٍ لكِ الرّحمنُ يَا حَلبُ
نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَكْشِفَ الْغُمَّةَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ فِي الشَّامِ، وَأَنْ يُزِيلَ كُرْبَتَهُمْ، وَأَنْ يَنْصُرَهُمْ عَلَى عَدُوِّهِمْ، وَأَنْ يَكْفِيَ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا شَرَّ الْبَاطِنِيِّينَ أَجْمَعِينَ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ. واستغفرُ اللهَ لي وَلَكُم وَلِلمُسلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ عَظِيمٍ فَاستَغْفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحيمُ ..


الخطبة الثانية :
الحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمينَ، يا رَبُّ! قَلَّ رَجَاؤُنا إلاَّ فِيكَ، وَضَعُفَت قُوَّتُنا إلاَّ بِكَ، وَضَاقَت حِيَلُنا إلاَّ إليكَ، يا رَبُّ! لقد زَاغَتِ الأَبصَارُ، وانتهت الأَعذَارُ، وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ. نَشهَدُ ألاَّ إلهَ إلاَّ أنتَ، تُؤتي الملكَ مَن تَشاءُ وتَنـزِعُ الملكَ مِمَّن تَشاءُ، وتُعِزُّ من تَشَاءُ وتُذِلُّ من تَشاءُ، العَظَمَةُ إِزَارُكَ، والكِبرِياءُ رِداؤكَ، وأنتَ الكَبِيرُ المتَعالُ، ونَشهدُ أنَّ سَيِّدَنا وَقَائِدَنَا مُحمَّدَاً عبدُ اللهِ وَرَسولُهُ، الَّلهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عليهِ وعلى آلهِ وأَصحَابهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإحسَانٍ وإيمَانٍ إلى يومِ الدِّينِ.
أمَّا بعدُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ.
أيُّها المسلمونَ: مَهمَا بَلَغت قُوَّةُ الظَّلُومِ وَضَعُفَ المظلُومُ! فإنَّ الظَالِمَ مَخذُولٌ، وأَنفَذُ السِّهامِ دَعوةُ المظلُومِ، يَرفَعُها الحيُّ القَيُّومُ ويقولُ: "وعِزَّتي وَجَلالِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَو بَعْدَ حِينٍ". (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
عبادَ اللهِ: تَعيشُ سُورِيَا على نَوَازلَ وَبَلايا! وَفَواجِعَ وَرَزَايَا! فَالقَتْلَى بالآلآف! والبِلادُ للإتلاف! الصَّلواتُ عُطِّلَتْ، والجُمَعُ أُغلِقَتْ! وإلى اللهِ الْمُشتَكَى وَهُو حسبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيلُ.
فَيا مُؤمِنُونَ نُذكِّركمُ بِالله، وَنَسأَلُكُم بِاللهِ العَظِيمِ الذي لَهُ مُلْكُ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ أَنْ تتَّقوا اللهَ فِي إخْوَانِنَا من أهل السنة فِي سُورِيا! يَا مُسلِمُون، يَا عَرَب، يَا حُكَّامُ، وَيَا قَادَةُ، يَا رُؤَسَاءُ، وَيَا زُعمَاءُ، اتَّقوا اللهَ فيهم لا تُسلِمُوهم ولا تَخذُلُوهمِ، نَاصِرُوهُم وَلَو بِفَتْحِ الْمَجَالِ لِلعَامِلِينَ المخْلِصِينَ! فَمَا أَخْشَاهُ أَنْ يَصدُقَ فِينا:
الْمُستَجِيرُ بِعمرِوٍ عندَ كُربَتِهِ.. كالْمُستَجِيرِ من الرَّمضَاءِ بالنَّارِ
إنَّ صَنَائِعَ المعرُوفِ تَقِي مَصَارَعَ السُّوء وَالآفَاتِ وَالهَلَكات.
عَلِّقُوا قُلُوبَكُمِ باللهِ تَعالى، وَثِقُوا بِقُرْبِهِ وَوَعْدِهِ، فاللهُ فَارِجُ الهَمِّ. اسْألُوهُ بِقُلُوبٍ مُؤمِنَةٍ مُوقِنَةٍ، وَأَحسِنُوا بِهِ الظَّنَّ. يَقُولُ رَسُولُنَا صلى الله عليه وسلم: "جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ".
فيكِ الحياة وفينا الموت يا حلبُ فالعيش في الذل لا يأسٌ ولا أرَبُ
تيهي افتخاراً وكُفّي الدمع واصطبري فالمجد بين يديك اليوم ينتحبُ
لو لم تكن لك في الأمجاد منـزلة ما نال منك ومن آثارك التعب
كُفّي دموعك فالدنيا إذا غدرت جرّت عليك دواهيها وتنسحب
لا تجزعي عن حياض الموت وابتهجي وقدّمي ها هنا درساً لمن كذبوا
وعلّمينا طِلاب الموتِ في شرفٍ فما رأينا سوى الموتى وقد هربوا
وقدّمي لحياة العُرب قدوتَها فما لنا في سواك المجدُ والحسبُ
لا تطلبي من بقايا قومنا أحدًا فكيف تنـزل من عليائها السحب
لا تنظرينا فقد رقت عزائمنا وغال همتَنا يوم العلا اللعبُ
تقودنا الشهوة الصماء في وَحَلٍ وخلف قاتلنا نلهو ونصطخبُ
فكفكفي دمعةً يُبكي توجعُها قلبَ العدو وما يأسى لها العربُ
إن الكريم إذا آذاه ضاربه فأظهر الصبر أنكى خصمَه الغضبُ
لا تُظهري دمعك الغالي فلا أحدٌ سيرسل الدمع من دمع وينتحبُ
إنّا لَقومٌ جرت عاداتنا أبدًا مهما تعدى عليهم ظالم شجبوا
فما بنا سيّد تُعليه نخوته ولو تَعدّى على أطرافه اللهبُ
حتى عن الشجبِ يا شهباءُ صامتة شِفاهُنا ودماء الطهر تنسكبُ
كُفّي دموعَك فالأعداءُ ما عرفوا منك السآمةَ حتى بعدما تعبوا
أنتِ الحياةُ جمالا فانفضي رهباً فالله أكرم أن يخزيك يا حلبُ
أيُّها العالَمُ ما هذا السُّكُوتُ؟ أَوَلا تُبصِرُ هذا الجَبَرُوتُ؟ أَوَلا تُبصِرُ في سُورِيا ظُلمَاً؟ أَولاَ تُبصرُ أَطفَالاً تَمُوتُ؟.
فلا إله إلاَّ اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا الله ربُّ العرشِ العظيم، لا إله إلا الله ربُّ السمواتِ السَّبعِ وربُّ العرشِ الكريم. رَبَّنَا أَعِنْ إخوَانَنَا في سوريا وفي كلِّ مكان ولا تُعِنْ عَلَيهم، وانصُرهم ولا تَنْصُرْ عَلَيهم، وامكُرْ لهم ولا تَمْكُرْ عَلَيهم، واهدهم ويَسِّر الهُدَى لهم، وانصرهم على من بَغَى عَلَيهم.
اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، مُجْرِىَ السَّحَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، هَازِمَ الأَحْزَابِ، اللَّهُمَّ اهْزِمِ طواغيتَ العصرِ وجُنْدَهم، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ، وَانْصُر إخوانَنَا عَلَيْهِمْ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ في نُحورِهِم، وَنَعوذُ بِكَ مِنْ شُرورِهمْ. اللَّهُمَّ اِكْفِنَاهمْ بِمَا شِئْتَ. اللَّهُمَّ سَلِّطْ على الأسَدِ جُنداً من جُندِكَ. اللهمَّ يَا قَوِيُّ انصُرْ إخوانَنا بِقُوتِكَ، يا عَظِيمُ يَا قَدِيرُ يا مَلِكُ يا مُنتَقِمُ يا جَبَّارُ! عليكَ بِبَشَّارِ الأسدِ وجُندِهِ وأعوانِهِ! اللهم يا كاشِفَ الضَّرَّاءِ، فَرِّج عن إخوانِنَا في سُوريا. اللهم لَا تَكِلْهُمْ إلينا فَنضْعُفَ عَنْهُمْ، ولا تَكِلْهُمْ إلى أَنْفُسِهِمْ فَيَعْجِزُوا عنها، اللهم كِلْهُم إلى رحمَتِكَ التي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ. اللَّهُمَّ وحِّد صفوفَ إخوانِنا في سوريا واجمع كلمتَهم على الحقِّ والهدى، اللَّهُمَّ احقن دِمائَهم، واحفظ أعراضَهم وأموالَهم. اللَّهُمَّ تَقَبَّل موتَاهم في الصَّالِحينَ، واشفِ مرضَاهُم، وهيئ لهم قادةً صالحينَ مُصلِحينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّةِ المسْلِمِينَ، وَقِلَّةَ حِيلَةِ المسْتَضْعَفِينَ، وَهَوَانَهُمْ عَلَى النَّاسِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ المسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبُّنَا، إِلَى مَنْ تَكِلُ إخْوَانَنَا، إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُهُمْ، أَمْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرَهُمْ، اللَّهُمَّ لاَ نَصِيرَ لَهُمْ إِلاَّ أَنْتَ، فَقَدْ خَذَلَهُمُ العَالَمُ كُلُّهُ، وَأَسْلَمُوهُمْ إِلَى عَدُوِّهِمْ. اللَّهُمَّ الْطُفْ بِهِمْ وَارْحَمْهُمْ وَأَنْزِلِ السَّكِينَةَ وَالأَمْنَ وَالثَّبَاتَ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَزَلْزِلْ بِالرُّعْبِ قُلُوبَ أَعْدَائِهِمْ يَا رَبَّ العَالَمِينَ. اللَّهُمَّ ضَعُفَ النَّاصِرُ إِلاَّ بِكَ، وَقَلَّتِ الحِيلَةُ إِلاَّ بِكَ، وَانْقَطَعَتْ حِبَالَ الرَّجَاءِ إِلاَّ حَبْلَ الرَّجَاءِ فِيكَ، اللَّهُمَّ فَلا تَخْذُلْنَا فِي دُعَائِنَا، فَأَنْتَ الرَّبُّ الكَرِيمُ، وَنَحْنُ العُصَاةُ العَبِيدُ، فَعَامِلْنَا بِكَرَمِكَ وَجُودِكَ، وَاسْتَجِبْ دُعَاءَنَا فِي إِخْوَانِنَا، وَأَغِثْهُمْ بِنَصْرِكَ فَلا مُغِيثَ لَهُمْ سِوَاكَ، وَلا نَاصِرَ لَهُمْ إِلاَّ إِيَاكَ، يَا رَبَّ العَالَمِينَ.
رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ارْفَعِ البَلاءَ عَنْ إِخْوَانِنَا في حلب، وَأَنْزِلْ رَحْمَتَكَ عَلَيْهِمْ، ارْحَمْ رَبَّنَا أَطْفَالاً تُذْبَحُ لاَ حَوْلَ لَهُمْ وَلاَ قُوَّةَ، وَارْحَمْ نِسَاءً تُغْتَصَبُ لاَ حَافِظَ لَهُنَّ إِلاَّ أَنْتَ، وَاحْفَظْ رِجَالاً ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ بِلادُ الشَّامِ بِمَا رَحُبَتْ.
اللَّهُمَّ صُنْ أَعْرَاضَ العَفِيفَاتِ، وَاحْفَظْهُنَّ مِنْ لِئَامِ الرِّجَالِ، وَصُنْ دِمَاءَ المسْلِمِينَ، وَفَرِّجْ كَرْبَهُمْ، وَانْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّهِمْ.
اللَّهُمَّ أَرِنَا فِي النُّصَيْرِيِّينَ وَسَائِرِ البَاطِنِيِّينَ حِيَلَكَ وَقُوَّتَكَ، وَأَنْزِلْ بِهِمْ بَأْسَكَ، اللَّهُمَّ اخْضِدْ شَوْكَتَهُمْ، وَنَكِّسْ رَايَتَهُمْ، وَأَعِدْهُمْ إِلَى الذُّلِّ وَالهَوَانِ كَمَا كَانُوا، وَانْصُرْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمْ، اللَّهُمَّ اشْفِ صُدُورَ المؤْمِنِينَ مِنْهُمْ، يَا حِيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ، يَا سَمِيعُ يَا قَرِيبُ يَا مُجِيب.
اللهم إن حاكم سوريا، قد طغى وأفسد وبغى، وقتّل ونكّل وثكّل، وأحرق وخرب وحاصر ودمر، وهتك واستباح وظلم وفجّر، اللهم عليك به، اللهم زلزل الأرض من تحته، ورد كيده إلى نحره، وخيب مخططاته، اللهم وعجل بنهايته، اللهم فرق شمله وشتت جمعه، اللهم ازرع الخوف في قلبه، وبث الرعب في أركانه، ودمّره مع زمرته ونظامه، وانشر الفرقة بينه وبين أعوانه، اللهم أهلكه ومن شايعه وسانده من الظالمين والمفسدين والحاقدين، اللهم لا تُقِم له ولاية، ولا ترفع له راية، ولا تحقق له غاية، وعجل له بشر نهاية، واجعل نهايته عبرة وآية.
اللهم آمن الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، وانصر المجاهدين في الثغور، يا عزيز يا غفور.
اللهم اجعل بلدنا هذا آمناً مطمئنا رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللَّهُمَّ إِنِّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وجَمِيعِ سَخَطِكَ. اللَّهمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، اللَّهُمَّ أدم علينا نعمةَ الأمنِ والإيمانِ، واجعلنا لِنِعَمِكَ من الشَّاكِرينَ ياربَّ العالمينَ! رَبَّنا اغفر لَنا ذُنُوبَنا وإسرَافَنا في أمرنا وثَبِّت أقدامَنا وانصرنا على القومِ الكافِرِينَ. ربَّنا آتنا في الدنيا حَسَنَةً وفي الآخرة حَسَنَةً وقِنَا عذابَ النَّارِ. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ..
المشاهدات 1266 | التعليقات 0