ليتني لم أنشغل إلا بالقرآن
عبدالرزاق بن محمد العنزي
الخطبة الأولى:24/2/1443هـ ليتني لم أنشغل إلا بالقرآن
أيها الناس: كتاب لما انتهت الجن من سماعه قالوا:" إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا"!
فما هو حالنا مع القرآن؟ وما منزلة القرآن في نفوسنا وحياتنا؟ فالناس من خلال تعاملهم مع القرآن أصناف.
فصنف يلازمون القرآن تلاوة وتدبراً وتعلماً وتعليماً وعملاً ودعوة وتطبيقاً وهؤلاء هم في أعلى وأشرف المنازل عند الله ،ففضلهم ليس كفضل أحد، وعزهم ليس كعز أحد، رفعوا قدر القرآن فرفع الله قدرهم، وأثابهم المكانة الخاصة فهم أهل الله وخاصتُه.
والبعض لا يعرف القرآن ولا ينظر فيه إلا في رمضان، فإذا انسلخ شهر رمضان، وضع المصحف وأحكم عليه الوَثاق.
ومنهم من لا يقرأ القرآن بالمرة.. وبعضهم لا يقرأه ولا يسمعه إلا في الصلوات، وبعضهم لا يقرأه إلا مضطراً، ومنهم من يعطي أكثر اهتماماته في مطالعة الجوال ومشاهدة برامج التواصل،ولا تجد لكتاب الله تعالى في أوقاته نصيباً.
وإذا أرت أن تعرف قدر هذا القرآن في قلبك وحياتك فاستمع لهذه الأقوال العظيمة من سلف الأمة لتعرف الفرق بيننا وبين القوم : قال ابن مسعود رضي الله عنه: « إذا أردتم العلم ؛ فانثروا القرآن ، فإن فيه علم الأولين والآخرين »وقال سفيان الثوري رحمه الله:«ليتني كنت اقتصرت على القرآن».
ويقول سفيان بن عيينة رحمه الله: «والله لا تبلغوا ذروة هذا الأمر حتى لا يكون شيء أحب إليكم من الله ، فمَن أحب القرآن؛ فقد أحب الله ، افقهوا ما يقال لكم»
ويقول إبراهيم المقدسي موصياً الضياء المقدسي لما أراد الرحلة للعلم: «أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه؛فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ»ويقول الحسن بن علي رضي الله عنه: « إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار »
وقال كعب الأحبار: « عليكم بالقرآن، فإنه فهم العقل، ونور الحكمة، وينابيع العلم؛ وأحدث الكتب عهداً بالرحمن ». وقال ابن عمر رضي الله عنهما: «عليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تُسألون وبه تجزون وكفى به واعظاً لمن عقل».
قال ابن القيم رحمه الله: «إذا أردت أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبةالله فانظر محبةالقرآن من قلبك».
بارك الله لي ولكم،،،
الخطبة الثانية:
عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قال: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالر الشَّاحِبِ يَقُولُ لَهُ : هَلْ تَعْرِفُنِي ؟ ، فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ ، فَيَقُولُ لَهُ : أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ ، قَالَ : فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ ، لَا يَقُومُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا ، فَيَقُولَانِ : بِمَ كُسِينَا هَذَا ؟ ، قَالَ : فَيُقَالُ لَهُمَا : بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا ، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذَا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًارواه أحمد والطبراني في الأوسط والدارمي– وصححه الألباني .
وحتى ننال هذا الشرف ونكون من أهل القرآن الذين جعلهم الله أهلَه وخاصته، ونال القرب منه سبحانه، لا بد من الإكثار من تلاوة القرآن والمداومة على ذلك وفهم آياته ومعانيه وتعلمه وتعليمه والاستماع إليه وحفظه والعمل به وتعليمه لأولادنا.ثم صلوا وسلموا،،،