لهذه الأسباب لم ننجح في اقامة الدولة المنشودة

رابح عمامرة
1434/04/26 - 2013/03/08 16:08PM
ان المتتبع لقضايا المسلمين اليوم ،يرى بلا ريب ان التعثر المستمر في طريق بناء الدولة الاسلامية المنشودة ،له من الاسباب ما لا يخفى على اولي الالباب ، بعض هذه الاسباب ياتي من الطرف الأخر هذا الطرف الذي لايبغي لشريعة الله ان تسود في الارض باي شكل من الاشكال و هو مستميت في حربه على كل من تسول له نفسه بان يرفع شعارا مفاده : الاسلام دين و دولة ، و من هذا الطرف علينا ان ننتظر الاسواْ دائما ، فتكون القاعدة : لا تنتظر من الفاجر سوى الفجور ، و اما الاستثناء هو ، ان الله سبحانه و تعالى ينصر هذا الدين بالرجل الفاجراز الفاسق ،فمن هوْلاء لا ننتظر الخير على العموم .
و اما البعض الآخر من الاسباب فانه و للاسف الشديد نابع من الجماعة نفسها ، اذ تتصرف بما لا يعزز مكانتها على الاقل في بلدها و بين احضان اهلها ناهيك عما تقوم به في البلاد الاخرى من هجمات و اعتدائات تنفر و لا تبشر تعسر و لا تيسر –خلافا لما امرنا به ديننا الحنيف حيث قال (ص):[ بشروا ولا تنفروا ، يسروا ولا تعسروا].او كما قال (ص).
وفي الحديث الآخر قال (ص): [انما بعثتم ميسرين و لم تبعثوا معسرين ].او كما قال (ص).
و اما في القرآن الكريم فيكفي قول الله عز و جل : [طه،ما انزلنا عليك القرآن لتشقى].
و الكثير من النصوص التي تحث على هذه المعاني السامقة .
و الظاهر ان الذين ينادون بتطبيق الشريعة الاسلامية ،و هذا مطلب كل المسلمين بلاريب يخالفون هذا النهج ،غير ان المخالفة نتيجتها الحتمية : الاخفاق .
و اشير ههنا لما وقع للمسلمين من هزيمة في غزوة احد، حين عصوا امر الرسول (ص) بالمكوث على الجبل حتى و ان ظهر المسلمون على العدو ، و لهذا لا نملك الا الدعاء :[ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)].
الشيخ احمد في :06/03/2013
المشاهدات 1811 | التعليقات 1

[font=&quot]النصر و التمكينُ في الأرض ثمرةُ صفاتٍ يمتحن الله عليها الفردَ والمجتمعَ المسلم :
أجلُّ هذه الصفات تحقيق العبوديّة لله : وهي ليست كلمةً تلفظ ولا شعارًا يُحفظ ؛ بل هي قول باللسان و اعتقادٌ بالجنان و منهجُ حياةٍ بالجوارح والأركان ، في الفرد والمجتمع ، قال الله تعالى : [/font]

[font=&quot]﴿[/font] [font=&quot]وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ[/font][font=&quot]﴾[/font][font=&quot](النور:55).[/font]

[font=&quot][/font][font=&quot]وقال سبحانه:﴿[/font] [font=&quot]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ[/font][font=&quot]﴾(محمد:07).[/font] [font=&quot]
ثم
من أجلّ هذه الصفات " الصبر و اليقين " : الصبر على العبودية والعمل في سبيل الله ، واليقين بموعود الله : [/font]
[font=&quot]قال ربنا سبحانه : ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) ( السجدة : 24 )قال رينا سبحانه[/font][font=&quot]:﴿[/font] [font=&quot]وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ[/font][font=&quot]﴾(محمد:31) ، وقال تعالى[/font][font=&quot]:﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾(آل عمران:120) . [/font][font=&quot][font=&quot]وقال الله سبحانه:﴿[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِين[/font][font=&quot]﴾(آل عمران:125).[/font]وقال تعالى : [/font][font=&quot]﴿[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِين[/font][font=&quot]﴾(البقرة:249) .
النصر والتمكين ثمرة هذه الصفات ، وهذا هو تمكين الرّضوان ، وهو تمكينٌ شرعي ، أما تمكين الابتلاء والامتحان ، فذلك تمكينٌ كونيٌّ مؤقّتٌ يشترك فيه المسلم وغير المسلم . . تقبّل الله منّا ومنك شيخنا الفاضل . [/font]