لنقرأ ما يقال عن بعض خطبائنا الكسالى

أبو عبد الرحمن
1430/09/16 - 2009/09/06 22:23PM
الخطب المنبرية الجاهزة..!






لم تكد تمضي ساعة واحدة،من يوم الجمعة،على جلوسي في مكتبة تبيع الكتب الإسلامية، حتى بلغ عدد الذين سألوا عن كتاب"الخطب المنبرية" من الشيوخ، والوعاظ، وأئمة المساجد، ستة رجال.وقد أثار هذا الأمر دهشتي سيما وأن هناك من الكتب والدراسات الإسلامية،ما هو أولى بالقراءة والبحث،من هذا الكتاب،وبخاصة أننا في عصر تفجر العلم والمعرفة، ............................
إن اللجوء إلى الخطب المنبرية .................،نوع من الهروبية والانهزامية،والفشل في مواجهة الواقع.وإن الوعظ والإرشاد،والخطب المنبرية،تستمد تقبلها من جموع المسلمين،ليس من التكرار،وإنما من التجديد المستمر،والتجديد مؤشر على نضج الممارسة العقلية،وتحمل الإنسان مسؤوليته،في التعبير عن تجربته الذاتية، ورؤيته المتجددة لقضايا عصره،فإذا مارس الإنسان هذا الحق المشروع بحرية وشجاعة،كان مؤهلاً لحمل المسؤولية،والوقوف أمام الناس واعظاً،أو خطيباً،يرفع صوته،ويسكت له الجميع.
المشاهدات 3968 | التعليقات 4

على غير عادتك ...
لم توثق النقل !!!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا شيخي كما عهدناك لماح متابع

منعني من التوثيق تحرج أخي حاطب في موضوع لي سابق من

الترويج لمواقع غير مرضية وإذ

سألت فالكاتب هو : صالح خريسات ونشر في عدة مواقع منها

هذا :

http://www.3almani.org/spip.php?article5749

وأبقيت منه محل الشاهد فحسب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هذه من عاداتنا ـ نحن العرب ـ نجيد نقل جهود غيرنا في أحيان كثيرة .
وليس هذا في واقع الأمر حكرًا على الخطباء ، بل إنك تلفي كل من أراد أن يلقي كلمة أو خطبة أو محاضرة يبحث عن كلام غيره فينقله ومن دون تغيير فيه أحيانًا .
ولعل لهذا الأمر أسبابًا منها :
ـــ ضعف الثقة في القدرات الذاتية .
ـــ ضعف التأهيل للكتابة والتأليف .
ـــ عدم التمكن من علوم الآلة .
ـــ عدم الرغبة في تكليف النفس مزيدًا من الوقت والجهد في البحث .
ـــ انشغال كثيرين بأعمال أخرى ، قد تكون أساسية أو جانبية ، تحول بينهم وبين الاعتماد على أنفسهم .
ـــ محبة الظهور وإبراز الذات ولو على حساب الآخرين ، أو بطريق غير مشروع .
ـــ اطلاع بعضنا على ما يظن أنه الأكمل ، وأنه لو كلف نفسه ما كلف ما أتى بمثله ، على قاعدة ( ليس في الأمكان أحسن مما كان ) وقاعدة ( ما ترك الأول للآخر شيئًا )
وسيجد من بحث أسبابًا أخرى .
أذكر أنني مرة بحثت لأحد الإخوة في الشبكة عن موضوع أراده ، فوجدت عدة رسائل مؤلفة في ذلك الموضوع ، غير أني وجدت وأنا أتصفحها أن تناول المؤلفين لذلك الموضوع بأسبابه ومظاهره وعلاجه كان على نمط واحد ، بل وبالألفاظ والعبارات نفسها في أحيان كثيرة ، والمشكلة أن من المؤلفين رجالاً مرموقين ، ما بين أساتذة جامعات ودعاة مشهورين .
وفي الرسائل التي تملأ المكتبات الإسلامية الآن ، ولا سيما ما كان منها صغير الحجم أو على شكل مطويات ، فيها من ذلك عجب ، ولنأخذ المطويات المؤلفة في رمضان أو الحج مثلا ، إننا نجدها تتحدث في موضوع واحد بشيء من التغيير الطفيف ، وهذه ألفها فلان وتلك فلان والثالثة لعلان ، وإذا نحن سلمنا أن الأدلة واحدة لا تتغير ، فإنك تجد في النقول عن السلف أو أحوالهم ـ مثلا ـ تشابهًا ، وكأنه لا يوجد للسلف من أقوال وأحوال إلا ما نقله فلان ، فجاء فلان الآخر فأثبته ولم يأت بجديد ... وهكذا .
وتعال في المنتديات لتجد الشيء نفسه ، الموضوع ينقل من منتدى لآخر ، وينتشر انتشار النار في الهشيم ، ولا يكلف لاحق أن يصلح حتى الخطأ المطبعي الذي وقع فيه سابقه وهو يلاعب لوحة مفاتيح جهازه .
ولو طبقنا قاعدتنا على المواقع التي تخص فئة من المجتمع معينة ( دعاة ـ خطباء ـ أدباء ... إلخ ) لوجدنا من التشابه بين هذه المواقع ما يغنيك ببعضها عن جميعها ، وقد كان بإمكان الجميع توحيد الجهود وتكثيفها في موقع واحد ، لكن التميز مطلب !!!
ولو أنعمنا النظر ، لوجدنا أن كل موقع لا يخلو من زيادة خير ولو كانت قليلة .

المبدعون قليلون ، والناقلون كثيرون ، وفي كل خير على كل حال ، والأمة محتاجة لهذا ولا تستغني عن ذاك .
فالخطيب الذي يكتب بنفسه ويتعب ويبحث على خير كثير ، والذي ينتقي من الخطب أحسنها فيخطب بها ، هو في الحقيقة قد بذل جهدًا ، ورب خطيب أحسن في إلقاء خطبة لو خطبها كاتبها لأماتها ، ولما انتفع بها السامعون كمثل انتفاعهم بإلقاء ذلك الخطيب المصقع ، ولا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها ، والناس قدرات ، والتعاون مطلب شرعي .

وقد كان حتى بعض الشعراء ممن يجيدون النظم لا يلقون قصائدهم بأنفسهم ؛ لعلمهم أن من أقرانهم من غير الشعراء من هو مبدع في الإلقاء ، فآثروا أن يلقيها أولئك لاستكمال التأثير بها .
المهم أن يخلص كل ويبذل جهده ، ولا يكون نقله عن غيره تكاسلاً أو تشبعًا بما لم يعط .


Quote:
اطلاع بعضنا على ما يظن أنه الأكمل ، وأنه لو كلف نفسه ما كلف ما أتى بمثله ، على قاعدة ( ليس في الأمكان أحسن مما كان ) وقاعدة ( ما ترك الأول للآخر شيئًا )


كلام بمداد من ذهب