لماذا يجب أن نقف في وجه الثورة في السعودية؟ رقية بنت محمد المحارب

لماذا يجب أن نقف في وجه الثورة في السعودية؟
رقية بنت محمد المحارب

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وبعد

فإن رياح الثورات العاتية التي بدأت تنسف الأنظمة الواحد تلو الآخر لا ينبغي لها أن تهب في السعودية! وعلى المخلصين أن يتصدوا لها وأخص من هؤلاء أولئك الذين ما عرفوا بالثناء والمديح وحب الأكتاف والأيدي لأن غير هؤلاء لا يؤثرون في العادة ! وهم متهمون عند المتعاطفين مع الثوار والراغبين في التغيير لذا فليسوا المقصودين بالكلام إنما أتحدث للعقلاء الدين عرفوا بالغيرة على الدين والرغبة في الإصلاح مع نزاهتهم من المطامع السياسية.

إنني أعلم بحجم الفساد الإداري وحجم المكر السيء الذي يمارسه بعض المتنفذين لينهشوا لقمة من متاع الدنيا الزائل وليس لهم الا ما كتب لهم وسيملأ بطونهم حفنة من قمح !ليس هؤلاء أحاذر في هذه المرحلة وإن كانوا جرثومة في الجسد إلا أن الداء العضال والشر المستطير هم أولئك الذين يستخدمهم أصحاب المخططات الصهيونية لتقسيم البلاد الاسلامية لينفذوا مخطط الشرق الأوسط الجديد، مستغلين في ذلك قوة الإعلام وهيجان الشعوب التي عاشت تحت القهر سنين طويلة!

ولست أوءيد الأنظمة الظالمة أو أرجو بقاءها فهي جزء من المشكلة لكن أعتقد أن ثمة ارتباط بين تلك الثورات وبين مخطط تقسيم المنطقة وإن من مكامن الخطر أن تلك الثورات ليس لها خطة لما بعد النجاح مما يدل أنها لو نجحت ستتوقف عند حد الاطاحة بالنظام ثم ماذا!؟

لا اتفاق لا بديل وحينئذ ستبدأ الصراعات و ستتقاتل الطوائف ولا يخفى أن ثم من هو جاهز للنفخ في النار وتأجيجها؟
ماذالو انتقلت عدوى الفيس بوك والتويتر للسعودية ستجدها أكثر اشتعالا لأمور :
أولا : عدد الشيعة واختلاف مناطقهم وشعورهم بالظلم والدونية وقربهم من قوى دعم الفتنة ، سواء من الجنوب أو الشمال أو الشرق

ثانيا: وجود عدد من العاطلين من الشباب خاصة والفقراء و المتربصين بمن ذهبوا بالثروة وأسفوهم الثرى

ثالثا: وجود عدد من السجناء السياسيين الذين لم يقتنع أهلهم بجريمتهم ولم يصدر فيهم حكم

رابعا: طغيان القبلية والعشائرية على التركيبة الشعبية و الولاء لزعماء القبائل قد يفوق الولاء للملك في كثير من الأحيان.

خامسا: وجود عدد كبير من العمالة يمثل ثلث السكان بل اكثر اذا استبعدنا أعداد النساء والأطفال فلو حدث أي اختلال أمني فسيصعب السيطرة وعلى كل سيعتدى ولن يعلم المعتدي

سادسا: غياب المرجعية الشرعية التي تحظى باحترام عريض في الشعب لن يجعل للفتيا أثرا في الأزمات و خاصة عند إعجاب كل حزب برأيه.

سابعا: وجود عدد من الليبراليين والموالين للغرب وعملاء الاستخبارات خاصة المسيطرين على المناشط الاعلامية أو المناصب الحساسة.

ثامنا: وجود منابع النفط الخرافية فالسعودية أكبر مصدر للبترول ولديها أكبر احتاطي ويمكن أن يؤدي حدوث أزمة فيها لارتفاع البرميل فوق ٣٠٠ دولار.مما يؤدي إلى غلاء الأسعار عالميا أو تحرك القوى الأجنبية لاحتلال منابع النفط

تاسعا: وهو الأهم وجود قواعد أمريكية.

عاشرا: وجود خلايا القاعدة ذات الفوضى الفكرية.

احد عشر: اتساع رقعة البلاد مما يجعلها مستعصية على السيطرة

كل ذلك يجعل تعرض السعودية لثورة يعني جحيما في الجزيرة العربية كلها مما يؤدي لتعطيل الحج والعمرة أو إضعاف الرغبة فيها.
ويزيد الأمر سوءا عدم قدرة المواطنين على حماية أنفسهم لوطنهم من المرتزقة المتطوعين لخدمة ذواتهم خاصة البنغال والحوثيين، لا سيما وهم شعبنا غير مدرب ولا مؤهل للدفاع إنما لا يملك غير الحماس.

إنني من هذا المنطلق أوصي العلماء بدراسة هذه الأحداث وتحصين الناس تجاهها وذلك بعقد المؤتمرات عاجلا، وإيقاف المطالبات والمناصحات التي تنتشر في الانترنت فيكون ضررها بشررها أكثر من دفئها ونورها فليس الآن وقتها

أوصي المسؤولين كل بحسبه أن يبذلوا قصارى جهدهم في محاورة الناس وفتح أبوابهم لسماع المشكلات وأن يضعوا حلولا حقيقية لها، وعلى من بيده الحل والعقد أن يظهر الرغبة الصادقة في الإصلاح ويبدأ بها ولعل الاصلاحات الأخيرة والقرارات الملكية الصادرة تأتي في هذه المنطومة الا أنه ينقصها الشمول وسرعة المتابعة.

على الاعلام أن يكف عن استفزاز الناس سواء كان ذلك بالاستخفاف بعقولهم أو الاستخاف بقيمهم ودينهم

وإني لأؤكد أن ما كل ناصح محرض ولا كل محرض ناصح وأظن أننا قد بلغنا من النضج بحيث نميز بين الاثنين حمى الله ديننا ووطننا وولي أمرنا وشعبنا من كل فتنة

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم


المصدر: لجينيات
المشاهدات 1370 | التعليقات 0