لماذا نحب الرسول صلى الله عليه وسلم !
إبراهيم بن سلطان العريفان
1438/03/10 - 2016/12/09 04:58AM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإيمان والعقيدة ... إن محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصل عظيم من أصول الدين، فلا إيمان لمن لم يكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. فالله تعالى يقول ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين ) فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته، ووجوب فرضها، وعظم حقها لها - صلى الله عليه وسلم -، إذ قرّع الله من كان ماله وأهله وولده أحـب إليه من الله ورسـوله وتوعدهم بقوله تعالى ( فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ ) ثم فسقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله.
بل هذا الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – يقف موقف المحب الصادق مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عبد الله بن هشام - رضي الله عنه -: كنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وهو آخُذٌ بيدِ عمرَ بنِ الخطابِ ، فقال له عمرُ : يا رسولَ اللهِ ، لأَنْتَ أحبُّ إليَّ مِن كلِّ شيءٍ إلا مِن نفسي ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ( لا، والذي نفسي بيدِه ، حتى أكونَ أحبَّ إليك مِن نفسِك. فقال له عمرُ ( فإنه الآن ،واللهِ ، لأَنتَ أحبُّ إليَّ مِن نفسي ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ( الآن يا عمرُ ) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ( ثلاثٌ مَن كُنَّ فيهِ وجَد حلاوَةَ الإيمانِ : أن يكونَ اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سِواهما، وأن يُحِبَّ المرءَ لا يُحِبُّه إلا للهِ، وأن يَكرهَ أن يَعودَ في الكُفرِ كما يَكرهُ أن يُقْذَفَ في النارِ ).
ومع وضوح هذا الأمر لعامة المسلمين وخاصتهم إلا أننا نرى بعض الطوائف المنتسبة إلى الإسلام غلت في الرسول - صلى الله عليه وسلم - بما يخرجه عن حد البشرية، وإذا كان الغلو مذموماً، فإن هذا لا يعني أن يتصف العبد بنقيض ذلك حتى يصل إلى الجفاء، ولا يتأدب بما أوجبه الله على عباده تجاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل المؤمن الحق هو الذي يتصف بالوسطية والعدل في شؤونه كلها ومن ذلك عبادة الله وتعظيم الأنبياء وإعطائهم حقهم من التعظيم دون غلو أو جفاء.
حيث انحرف بعض الناس عن هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحدثوا في دين الله عز وجل ما ليس منه، وغيروا وبدلوا، وغلوا وجفوا في محبتهم للرسول - صلى الله عليه وسلم - غلواً وجفاءً أخرجهم عن جادة الصراط المستقيم، الذي قال الله عز وجل فيه ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ).
وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حريصاً على حماية جناب التوحيد، فكان يحذر تحذيراً شديداً من الغلو والانحراف في حقه، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تُطْروني ، كما أطْرَتِ النصارى ابنَ مريمَ ،
فإنما أنا عبدُه ، فقولوا : عبدُ اللهِ ورسولُه )
وعن أنس أنَّ رجلًا قال : يا محمدُ : أيا سيَّدَنا وابنَ سيِّدِنا ! وخيرَنا وابنَ خيرِنا ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ( يا أيها الناسُ عليكم بتقواكم، ولا يستهوينَّكم الشيطانُ ، أنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ ، أنا عبدُ اللهِ ورسولِه ، ما أحبُّ أن ترفعوني فوقَ منزلَتي التي أنزلَنيها اللهُ )
والنصوص كثيرة جداً، وثمرتها كلها بيان أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه لا تكون إلا بالهدى الذي ارتضاه وسنه لنا، ولهذا قال عليه أفضل الصلاة والسلام: (من عمِلَ عملاً ليس عليه أمرُنا فهو ردٌ )
إن من أكثر حقوق محمد بن عبدالله النبي الأمي الذي أنقذنا الله به من النار وهدانا به من الضلالة محبته صلى الله عليه وسلم، محبة قلبية صادقة، ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين )
عباد الله ... إن لمحبة الرسول علامات ودلائل تظهر حقيقة المحبة وصدقها ومن أبرز هذه العلامات متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أعماله وأقواله وأخلاقه وجميع شأنه قال الله تعالى ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) فمن أحب رسول الله محبة صادقة أوجب له ذلك تمام المتابعة، فتجد المحب الصادق في محبة النبي صلى الله عليه وسلم معظماً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم عاملاً بها حريصاً عليها في دقيق الأمر وجليله، لا يعدل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه شيئاً من الأقوال أو الأفعال.
نسأل الله العظيم من فضله.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله ...
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
هذا السؤال لنهيِّج القلوب والمشاعر لهذه المحبة، ولنؤكدها، ولنحرص على غرسها في سويداء القلوب والنفوس حتى تتحرك بها المشاعر، وتنصبغ بها الحياة، وتكون هي السمت والصبغة التي يكون عليها المسلم في سائر أحواله بإذن الله تعالى.
نحبه صلى الله عليه وسلم لأنه حبيب الله، ومن أحب الله أحب كل ما أحبه الله، وأعظم محبوب من الخلق لله هو رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال عليه الصلاة والسلام ( وَلَكِنْ صَاحِبُكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ ) والخلة هي أعلى درجات المحبة.
نحبه صلى الله عليه وسلم لأن الله أظهر لنا كمال رأفته وعظيم رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته: فنحن نحب الإنسان متى وجدناه بنا رحيمًا، وعلينا شفيقًا، ولنفعنا مبادرًا، ولعوننا مجتهدًا.. فنحبه من أعماق قلوبنا، قال تعالى ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) كان إذا سمع بكاء الصبي يخفف من صلاته رأفةً وشفقةً على قلب أمه به، وذلك من كمال رحمته وشفقته عليه الصلاة والسلام.
نحبه صلى الله عليه وسلم لأن الله قال ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) اجتمع فيه ما تفرق من وجوه الفضائل والأخلاق والمحاسن في الخلق كلهم، فكان هو مجتمع المحاسن عليه الصلاة والسلام، فإن الذين مالت قلوبُهم، وملئت حبًّا لرسول الله عليه الصلاة والسلام من أصحابه، إنما سبى قلوبَهم، واستمال أنفسَهم بما كان عليه من الخلق وحسن المعاملة، وكمال الرحمة، وعظيم الشفقة، وحسن القول إلى غير ذلك مما هو معلوم من شمائله عليه الصلاة والسلام.
ولقد ضرب الجيل الفريد من صحابة رسول الله ومن بعدهم أروع الأمثلة، وأجمل الصور في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، صدقوا الله ما عاهدوه، من نصرة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وإعانته، فرضي الله عنهم وأرضاهم.
بأبي وأمي أنت يا خير الورى **** وصلاةُ ربي والسلامُ معطرا
يا خاتمَ الرسل الكرام محمدٌ **** بالوحي والقرآن كنتَ مطهرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ **** وبفيضها شهِد اللسانُ وعبّرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ **** فاقتْ محبةَ مَن على وجه الثرى
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ **** لا تنتهي أبداً ولن تتغيرا
وصلى الله على نبينا محمد ...
إخوة الإيمان والعقيدة ... إن محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصل عظيم من أصول الدين، فلا إيمان لمن لم يكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. فالله تعالى يقول ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين ) فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته، ووجوب فرضها، وعظم حقها لها - صلى الله عليه وسلم -، إذ قرّع الله من كان ماله وأهله وولده أحـب إليه من الله ورسـوله وتوعدهم بقوله تعالى ( فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ ) ثم فسقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله.
بل هذا الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – يقف موقف المحب الصادق مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عبد الله بن هشام - رضي الله عنه -: كنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وهو آخُذٌ بيدِ عمرَ بنِ الخطابِ ، فقال له عمرُ : يا رسولَ اللهِ ، لأَنْتَ أحبُّ إليَّ مِن كلِّ شيءٍ إلا مِن نفسي ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ( لا، والذي نفسي بيدِه ، حتى أكونَ أحبَّ إليك مِن نفسِك. فقال له عمرُ ( فإنه الآن ،واللهِ ، لأَنتَ أحبُّ إليَّ مِن نفسي ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ( الآن يا عمرُ ) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ( ثلاثٌ مَن كُنَّ فيهِ وجَد حلاوَةَ الإيمانِ : أن يكونَ اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سِواهما، وأن يُحِبَّ المرءَ لا يُحِبُّه إلا للهِ، وأن يَكرهَ أن يَعودَ في الكُفرِ كما يَكرهُ أن يُقْذَفَ في النارِ ).
ومع وضوح هذا الأمر لعامة المسلمين وخاصتهم إلا أننا نرى بعض الطوائف المنتسبة إلى الإسلام غلت في الرسول - صلى الله عليه وسلم - بما يخرجه عن حد البشرية، وإذا كان الغلو مذموماً، فإن هذا لا يعني أن يتصف العبد بنقيض ذلك حتى يصل إلى الجفاء، ولا يتأدب بما أوجبه الله على عباده تجاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل المؤمن الحق هو الذي يتصف بالوسطية والعدل في شؤونه كلها ومن ذلك عبادة الله وتعظيم الأنبياء وإعطائهم حقهم من التعظيم دون غلو أو جفاء.
حيث انحرف بعض الناس عن هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحدثوا في دين الله عز وجل ما ليس منه، وغيروا وبدلوا، وغلوا وجفوا في محبتهم للرسول - صلى الله عليه وسلم - غلواً وجفاءً أخرجهم عن جادة الصراط المستقيم، الذي قال الله عز وجل فيه ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ).
وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حريصاً على حماية جناب التوحيد، فكان يحذر تحذيراً شديداً من الغلو والانحراف في حقه، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تُطْروني ، كما أطْرَتِ النصارى ابنَ مريمَ ،
فإنما أنا عبدُه ، فقولوا : عبدُ اللهِ ورسولُه )
وعن أنس أنَّ رجلًا قال : يا محمدُ : أيا سيَّدَنا وابنَ سيِّدِنا ! وخيرَنا وابنَ خيرِنا ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ( يا أيها الناسُ عليكم بتقواكم، ولا يستهوينَّكم الشيطانُ ، أنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ ، أنا عبدُ اللهِ ورسولِه ، ما أحبُّ أن ترفعوني فوقَ منزلَتي التي أنزلَنيها اللهُ )
والنصوص كثيرة جداً، وثمرتها كلها بيان أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه لا تكون إلا بالهدى الذي ارتضاه وسنه لنا، ولهذا قال عليه أفضل الصلاة والسلام: (من عمِلَ عملاً ليس عليه أمرُنا فهو ردٌ )
إن من أكثر حقوق محمد بن عبدالله النبي الأمي الذي أنقذنا الله به من النار وهدانا به من الضلالة محبته صلى الله عليه وسلم، محبة قلبية صادقة، ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين )
عباد الله ... إن لمحبة الرسول علامات ودلائل تظهر حقيقة المحبة وصدقها ومن أبرز هذه العلامات متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أعماله وأقواله وأخلاقه وجميع شأنه قال الله تعالى ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) فمن أحب رسول الله محبة صادقة أوجب له ذلك تمام المتابعة، فتجد المحب الصادق في محبة النبي صلى الله عليه وسلم معظماً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم عاملاً بها حريصاً عليها في دقيق الأمر وجليله، لا يعدل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه شيئاً من الأقوال أو الأفعال.
نسأل الله العظيم من فضله.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله ...
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
هذا السؤال لنهيِّج القلوب والمشاعر لهذه المحبة، ولنؤكدها، ولنحرص على غرسها في سويداء القلوب والنفوس حتى تتحرك بها المشاعر، وتنصبغ بها الحياة، وتكون هي السمت والصبغة التي يكون عليها المسلم في سائر أحواله بإذن الله تعالى.
نحبه صلى الله عليه وسلم لأنه حبيب الله، ومن أحب الله أحب كل ما أحبه الله، وأعظم محبوب من الخلق لله هو رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال عليه الصلاة والسلام ( وَلَكِنْ صَاحِبُكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ ) والخلة هي أعلى درجات المحبة.
نحبه صلى الله عليه وسلم لأن الله أظهر لنا كمال رأفته وعظيم رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته: فنحن نحب الإنسان متى وجدناه بنا رحيمًا، وعلينا شفيقًا، ولنفعنا مبادرًا، ولعوننا مجتهدًا.. فنحبه من أعماق قلوبنا، قال تعالى ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) كان إذا سمع بكاء الصبي يخفف من صلاته رأفةً وشفقةً على قلب أمه به، وذلك من كمال رحمته وشفقته عليه الصلاة والسلام.
نحبه صلى الله عليه وسلم لأن الله قال ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) اجتمع فيه ما تفرق من وجوه الفضائل والأخلاق والمحاسن في الخلق كلهم، فكان هو مجتمع المحاسن عليه الصلاة والسلام، فإن الذين مالت قلوبُهم، وملئت حبًّا لرسول الله عليه الصلاة والسلام من أصحابه، إنما سبى قلوبَهم، واستمال أنفسَهم بما كان عليه من الخلق وحسن المعاملة، وكمال الرحمة، وعظيم الشفقة، وحسن القول إلى غير ذلك مما هو معلوم من شمائله عليه الصلاة والسلام.
ولقد ضرب الجيل الفريد من صحابة رسول الله ومن بعدهم أروع الأمثلة، وأجمل الصور في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، صدقوا الله ما عاهدوه، من نصرة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وإعانته، فرضي الله عنهم وأرضاهم.
بأبي وأمي أنت يا خير الورى **** وصلاةُ ربي والسلامُ معطرا
يا خاتمَ الرسل الكرام محمدٌ **** بالوحي والقرآن كنتَ مطهرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ **** وبفيضها شهِد اللسانُ وعبّرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ **** فاقتْ محبةَ مَن على وجه الثرى
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ **** لا تنتهي أبداً ولن تتغيرا
وصلى الله على نبينا محمد ...