لماذا نجى الأمير محمد بن نايف من محاولة الإغتيال

أبو عبد الرحمن
1430/09/09 - 2009/08/30 09:02AM
الكاتب:أبو لـُجين إبراهيم
28/8/2009
لماذا نجا الأمير محمد بن نايف من محاولة الاغتيال..؟!

أبو لـُجين إبراهيم





لجينيات

قد يبدو العنوان غريباً بعض الشئ لأول وهلة وقد يظن البعض بي أننى أستنكر نجاة الأمير - حفظه الله- من كيد الكائدين ومن كيد الفئة الضالة وغدرهم ، وقد يتساءل آخرون وما حاجتنا لمعرفة السبب المهم أنه نجا بلطف من الله وعنايته وحفظه وجعل الله تدبير هؤلاء تدميرهم، ومن حق الجميع أن ينظر إلى الحدث كيفما شاء مكتفياً في الوقت نفسه بقراءته الأولية أو محللاً شواهده ومعطياته تبعاً لاتساع حدقة تفكيره، لكن الاستفهام الوارد سيبدو في نهاية الطرح مقبولاً ومستساغاً عند اتضاح السبب والذي سوف أجيب عليه في نهاية المقال .
بداية يعلم الجميع في الداخل والخارج أن الأجهزة الأمنية داخل المملكة قد سلكت محورين مهمين في معالجة ومواجهة موجة الإرهاب التى أطلت على المنطقة برأسها، وذلك بعد دراسات أمنية وفكرية واجتماعية مستفيضة وشراكة بين مؤسسات الدولة الأمنية من جهة والعلمية والدعوية من جهة ثانية، واول هذين المحورين هو معالجة أسباب هذه الظاهرة من جذورها بعد تحليلها فكرياً ونفسياً واجتماعياً، أو ما نصطلح عليه بـ(المناصحة).
أما المحور الثاني والذي يسير متوازياً برفقة الأول فهو الضرب بيد من حديد وبلا هوادة على أولئك الذين تخطوا دائرة المناصحة، ورفضوا النصح وأوصدوا عقولهم وجعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً، ثم هم لم يكتفوا بذلك بل أصروا على زعزعة أمن هذه البلاد الطاهرة عن طريق التفجيرات ودس القنابل غير آبهين بالوطن أن يؤدي فعلهم إلى تطايره شظايا ، ولا نظرات التشفى والرضى من أعداء الإسلام في الخارج الذين لا يكتمون عداوتهم، يدغدغ شعورهم في كل جرم يرتكبونه تشجيعاً من حاقد يؤلمه أن يرى أمناً واستقراراً في ربوع المملكة، أوحاسداً يؤرقه أن يرى نعم الله الظاهرة على بلاد الحرمين .
تزعّـم الأمير الخلوق محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية هذه الإتجاه العلمي في مواجهة هذا الفكر الضال وأهله، غير مكتفياً بالمواجهة الأمنية المحضة التى أتت على الأخضر واليابس في دول مجاورة ولا زالت تعاني من آثاراها حتى يومنا هذا، بل ذهب الأمير إلى أبعد من ذلك بكثير، فعمد إلى الجانب الإنساني واتجه إلى مساعدة أسر المطلوبين أمنياً متلمساً قول الحق سبحانه" وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"، حتى أن المقربين من الأمير يعلمون جيداً أن الداخلية تنفق على بعض أبناء هؤلاء المطلوبين في معيشتهم ودراستهم.
ولعل الغريب أن نعلم أن الأمير محمد قد إنطلق من المعالجة المحلية إلى ما هو أبعد من هذا، فدخل بمحض إرادته وسعى للإفراج عن السعوديين من معتقلي غوانتانامو في كوبا، غير مكترث في الوقت نفسه بتثبيط التيار اليائس من رحمة الله وتحذيرهم من أنه بات يلعب بالنار على حد قولهم، مؤكداً أنه لا يفل الحديد إلا العقل الراجح السديد، وقد تمكن بفضل الله وبعيداً عن أضواء الكاميرات- وهو ليس من مريديها- من الترتيب لخروج عدد من أبناء المملكة وعودتهم إلى عوائلهم ، وليس ذلك فحسب بل أعد لهم مالا يعرفه الكثير من مساعدات مالية وتزويج بعضهم ومساعدته في المسكن والمركب وأعد لهم البرامج الدعوية والفكرية والنفسية .
غير أن البعض في الداخل ممن يسؤهم رؤية فتنة هذه الفئة تقترب من نهايتها وملفهم يوشك ان يغلق ويوشك الناس أن يأمنوا على أموالهم وأنفسهم، شق عليهم أن يروا ثمرات هذه الجهود دانية عبر عودة معظم الشباب "الضال" المغرر به، وتوبة بعضهم وقد تورطوا بحسن نية ودون أن يعرفوا حقيقة توجه أصحاب هذا الفكر فساهموا في إنجاح خططهم بطرق مختلفة.
أصحاب هذا التيار المثبط وهذه النعرة التيئسية أعتبروا أن سياسة الأمير محمد - حفظه الله- مضيعة للوقت وهدراً للجهد وحرث في ماء البحر، متجاهلين أن الشباب العائد كان بمثابة قنابل موقوتة أعدت سلفاً للإنفجار في وقت ما، لولا أن الله أعان الأمير فنزع فتيلها وتحمل وحده مخاطرة التعامل مع هذه الألغام البشرية، حتى ابتلاه الله فانفجر إحداها تحت أقدامه وأوشك أن يقضى عليه لولا أن الله أحاطه بعنايته.
وفي تقديرنا أن أصحاب هذا التيار الكاذب الذى لايري إلا بعين واحدة سيشرعون في التطبيل حول ما حدث، في محاولة جديدة لثني الأمير محمد - حفظه الله- عن هذا الطريق الذى إختطه لنفسه وقبل السير فيه رغم مخاطره على حياته، إنه طريق الصالحين والمصلحين وهم يبذلون المهج والأفئدة، والدماء، والمال، والأنفس، وكل غال ونفيس، كل ذلك بسخاوة نفس في سبيل أمن مجتمعهم وأوطانهم.
لم تكن المواجهة الأمنية هي شغل الأمير محمد - حفظه الله- بل السعي في إرشاد هؤلاء الشباب الضال على قدر ما يستطيع إلى طريق الهدى والنور، بكل ثقة وثبات، ويقين بتمكين الله –تعالى- للمخلصين من عباده، لا يضرهم من خذلهم في الداخل من التيار المثبط ، ولا من خالفهم في الخارج من الحاقدين على المملكة .
إننا على يقين بأن الأمير محمد - حفظه الله- لن يلتفت إلى هذه المحاولة الإجرامية إلا بعين الحيطة والحذر، وستزيد هذه الحادثة من إصراره على المضي قدماً نحو خلخلة كاملة وإختراق لعقول هذه الفئة الضالة قبل حصونها، ونحن نعلم يقيناً أن الأمير محمد - حفظه الله- ومن خلفه المؤسسة الأمنية بكافة فروعها لو شاءت لزلزلت حصون هذه الفئة الضالة وأوكارها بالحديد والنار، ولكن نظرة لما آلت إليه تجارب كثير من الأقطار المجاورة تنبئ أن السبيل الذى سلكه الأمير وجمعه بين الردع والإقناع عبر القنوات الأمنية والدينية، هو السبيل الأوحد للقضاء على هذه الظاهرة وتقليل مخاطرها.
وللأمير محمد -حفظه الله - في رسول الله صلي الله عليه وسلم أسوة حسنة، فهذا جبريل – عليه السلام- يقول للرسول – صلى الله عليه وسلم- إن الله قد سمع مقالة قومك لك، وهذا ملك الجبال قد أرسله الله لك، فأمُره بأمرك، فلو شئت أن يطبق عليهم الأخشبين- أي الجبلين العظيمين- لفعل، فماذا كان جواب رسول الله – صلى الله عليه وسلم-؟ قال: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يوحده لا يشرك به شيئاً"، وكان صلى الله عليه وسلم يقول حكاية عن نبي من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"، وصدق الله حيث قال: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ".
بقى الآن أن نجيب عن التساؤل الذى طرحناه في العنوان " لماذا نجا الأمير محمد من محاولة الاغتيال..؟!"
والجواب ببساطة شديدة لعل الله سبحانه وهو القادر على كل شيء حفظه لأمرين أولهما ليستمر في هذه المناصحة التى بدأها وينجي الله على يديه شباباً أضلهم الشيطان وغرر بهم دعاة على أبواب جهنم، وثانيهما مداومته على أذكار الصباح والمساء كما نقل لي ذلك أحد الأمراء ومن جملتها قوله دائماً (اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ،وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ،وأعوذ بعظمتك أن اغتال من تحتي)..!!!



هنا ملف الموضوع في موقع لجينيات

http://www.lojainiat.com/index.php?action=dnews&mid=19545
المشاهدات 2807 | التعليقات 0