لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ

د عبدالعزيز التويجري
1442/05/16 - 2020/12/31 09:33AM

 الخطبة الأولى :  لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ                  17/5/1442هـ

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ . يَعْلَمُ مَا يَلْجُ فِيالأرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ، وأشهد ان نبينا محمداعبدالله ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه وازواجه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ..

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون . العاقل من يُشعر نفسه بكبرياء اللهوربوبيته ، وأن الله لاشيء مثله، ولا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء .

لله في كونه أعاجيب، وله في خلقه أسرار، وما حدثت حادثة وما وقعت واقعة إلا بقضاء من الله وقدر ، والكون  الذي نراه ذرةٌ في ملك الواحد الأحد، هو الذي يصرف الأحوال، وهو الذي بيده مقاليد الأمور، {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُالْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلارَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.

الله يبتلي عباده بالضراء لعلهم يلتجئون ويتضرعون ، وبالسراء لعلهم يشكرون

وأَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءً الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ .. قال عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ قَالَ: «أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ» قُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: «أَجَلْ، ذَلِكَ كَذَلِكَ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا  سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا» أخرجه البخاري .

وَمَكَثَ أيوبُ فِي الْبَلَاءِ والمرض ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، حتى رَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ ، فنادى ربه فقال (رب أَنِّي  مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فقال الله : (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْمَعَهُمْ  رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ )قال بعض السلف (لولا مصائب الدنيا لقدمنا على الله مَفَالِيسَ )لاناصر لنا ولا معين إلا الله .. لايدفع الضر ولا يرفع البلاء إلا الله .

وهذا الوباء الذي حلّ وأصابَ فئآماً من الناس، يستعان برفعه ومواجهته بالاستعانةِ بالله سبحانه، ثمبالأخذِ  بالأسبابِ الشرعية ، والتوجيهات الصحية، وما قامت به هذه البلاد من احترازات وجهود للحد منانتشاره، والبحث عن علاج ولقاح يخفف منه أو يرفعه جهود مشكورة .. في صحيح الإمام مسلم قال عليهالصلاة  والسلام «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ». ثم إن الأمرَ كلَه لله ، ما شاء اللهكان، وما لم يشأ لم يكن، لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب..(وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هووإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم)أستغفر الله لي ولكموللمسلمين والمسلمات فاستغفروه إن ربي رحيم ودود

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين أما بعد

أردف النبي r ابْنِ عَبَّاسٍ، خَلْفَه ، فَقَالَ: يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ،إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْيَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُعَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُقال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

 من أراد أن يحفظه الله فليحفظ شريعته وأوامره ونهيه ، من اراد ان ينصره الله في الدنيا والآخرة فليجعل الله تجاهه ، من أن اراد ألا يخيبه الله فلا يستعن إلا به ،

من أراد ان يؤمنه الله يوم الفزع الاكبر فلا يخاف إلا منه ، ولا يفزع إلا إليه ، ولا يرجوا إلا إياه.

اللهم ادفع وارفع عنا الغلا والوباء ..

المرفقات

1609408513_لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ.pdf

المشاهدات 2300 | التعليقات 0