لا تظنوا ان خطر جائحة كورونا قد زال بل أنه لا زال

محمد البدر
1441/10/09 - 2020/06/01 13:23PM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ ﴾.
قَالَ الشَّيْخِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّعْدِيِّ (ت 1376هـ)- رَحِمَهُ اللهُ: فهذه الآية تدلُّ على أن كلَّ واجب عجز عنه العبد أنه يسقط عنه، وأنه إذا قدر على بعض المأمور وعجز عن بعضه، فإنه يأتي بما يقدر عليه، ويسقط عنه ما يعجز عنه كما قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ
إلخ..."تيسير الكريم الرحمن" ص(868(.
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللَّهِ : نسأل الله أن يرحم من توفاه الله بهذا الوباء وأن يجعلهم من الشهداء قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
كما نسأله تعالى الشفاء العاجل لكل مريض فكل يوم نسمع فلان أصابه الوباء فلان مات أو عزيز فقدناه لذا ينبغي على  الجميع توقي الحذر والالتزام بالتباعد بين المصلين مؤقتاً فإذا كان القيام والقراءة وإتمام الركوع والسجود والطهارة بالماء وغير ذلك يسقط بالعجز؛ فكذلك الاصطفاف.يقول شَيْخُ الإِسْلاَم ابْنُ تَيْمِيَةَ - رَحِمَهُ اللهُ:أن جميع مسائل الاصطفاف ومنها التراص تسقط لوجود عذر؛ بل قاس عليها ما هو أوجب منها كواجبات الصلاة وأركانها فذكر أنها تسقط بالعجز، فالتراص من باب أولى" إلخ .فعذر ترك التراص لجائحة ‎كورونا من باب أولى، ويجب علينا الالتزام بكافة تعليمات وزارة الصحة لسلامة الجميع.
عِبَادَ اللَّهِ : إن جائحة كورونا جاءت لتوقظنا من غفلتنا ،جاءت لتربينا وتلقننا دروساً في الأخلاق وتعلمنا النظافة والاهتمام بالصحة جاءت لترينا صغر حجمنا وضآلته وضعف قوتنا أمام فيروس دقيق لا يرى بالعين المجردة جاءت لتبين لنا وتبرهن أننا أقوياء بتوكلنا على الله وبالصبر على أقدار الله  والدليل أن الكثير من الناس استغنى عن (المستشفيات،والمطاعم،والأسواق،والملاهي والنزهات) الا في الضرورة فالجميع تقيد بالبقاء في المنازل وتيقن أنها أقوى وسيلة لمواجهة هذه الجائحة.
عِبَادَ اللَّهِ : استطاعت كورونا أن تهدد الكون بأكمله ، فأوقفت العالم بأسره ولم تقعده ، وشلت أركان دول عظمى ،وتحركت باسمها منظمات وجمعيات وأُنفقت المليارات لمواجهة هذا المهاجم الشرس والمدمر الصامت والذي أوقفت بسببه دور العلم ودور العبادة حتى في أطهر البقاع وقبلة المسلمين إنها مكة المكرمة كذلك المدينة النبوية ووالله إنها لمصيبة عظيمة و مصاب جلل تهتز له القلوب وتقشعر له اﻷبدان والله المستعان.
عِبَادَ اللَّهِ : إن جائحة كورونا كابوس هذا العصر تنتشر كما ينتشر النار في الهشيم مما جعل الناس يعيشون في قلق وترقب وهلع وخوف وحذر ، إن جائحة كورونا خلطت كل الأوراق وقلبت الموازين وكل النظريات والتقنيات ،فلم يغن التطور ولا الصناعات الحديثة قَالَ تَعَالَى: ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾.واعلموا ياعِبَادَ اللَّهِ أنه لاعاصم ولا ملجأ ولا مغيث من هذه الجائحة الا اللجوء إلى الله والتوبة والاستغفار والانابةوالدعاء والأعمال الصالحة والصدقة والبر والاحسان .أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: فلنحمد الله ظاهراً وباطنا ونسأله أن يتم علينا النعمة بزوال هذه الجائحة ولا تظنوا يا عِبَادَ اللَّهِ ان الخطر قد زال بل أنه لا زال ولكن الله حفظنا بحفظه وهيأ لنا قيادات رشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والرجال المخلصين حولهم لحفظ الأمن والسهر على راحة البلاد والعباد ومعهم رجال الصحة و التي قامت بنشر الارشادات والتعليمات والفحوصات في كل مكان ووضعت الناس بشفافية على الحقيقة للاطلاع عن كثب لكل ما يدور في بلادنا والعالم بأسره وقد لمسنا لحمة الناس حول قادتهم وحول العلماء وتطبيق النظام والسمع والطاعة لولاة الأمر وتعاونهم وتآزرهم والتواصي بينهم بالصبر والدعاء ونحمد الله على ذلك ونسأل الله الاستمرار والثبات..الا وصلوا .
المرفقات

لا-تظنوا-ان-خطر-جائحة-كورونا-قد-زال-بل-أ

لا-تظنوا-ان-خطر-جائحة-كورونا-قد-زال-بل-أ

المشاهدات 1846 | التعليقات 0