لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيء(الحجرات2)

زراك زراك
1433/06/20 - 2012/05/11 20:37PM
[font="] لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيء(الحجرات2)[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]19 جمادى الثانية 1433 / 11 ماي 2012[/font]
[font="] محمد زراك إمام وخطيب المسجد الكبير بأولاد برحيل المغرب[/font]
[font="]الحمد لله الذي جعل تدبر القرآن إلى رضوانه سبيلا، وجعل تطبيقه على صدق الإيمان دليلا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صفة وأفعالا، سبحانه وتعالى لا نتخذ من دونه وليا ولا وكيلا، وأشهد أن سيدنا محمدا أرسله الله فأنزل عليه القرءان تنزيلا، فكان أفضل من رتل القرآن ترتيلا، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذاكرين الله بكرة وأصيلا، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى أن يلقى الإنسان يوما ثقيلا.[/font]
[font="]أما بعد فيا أيها الإخوة الكرام! أوصيكم...[/font]
[font="]سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم، إلى انوار المعرفة والعلم، وارحمنا رحمة واسعة، تغنيننا بها عن رحمة من سواك، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.[/font]
[font="]أيها المؤمنون! في إطار الدعوة إلى الرجوع إلى رحاب القرآن، وفي إطار محاربة الأمية في القرآن الكريم، الأمية في فهمه وتطبيقه، قدمنا لكم في الجمعة الماضية تأملات في سورة من سوره الكريمات، سورة الحجرات، سورة الأخلاق والتربية والتوجيهات، وقدمنا أن هذه السورة افتتحت بنداء له أهميِّةٌ كُبرى لأنه متعلِق بالإيمان بالله ورسوله،[/font]
[font="]فتعالوا بنا اليوم نقف بتدبرنا عند النداء الثاني: يقول ربنا سبحانه وتعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [/font]
[font="]فكلمة يا أيها الذين آمنوا هي عقد إيماني بيننا وبين الله، كأن الله عز وجل يقول يا من آمنتم بوجودي، وآمنتم بوحدانيتي، و آمنتم برحمتي، وحكمتي، وعدلي، ما دمتم قد آمنتم فلا ترفعوا أصواتكم ...الآية.[/font]
[font="]هذه الآية المباركة نزلت في أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، كما في صحيح البخاري عن أبي عبد الله ابن أبي مليكة رحمه الله تعالى أنه قال:" كاد الخيِّران أن يهلكا" رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه وفد من بني تميم، فقال أبو بكر يا رسول الله، أمر عليهم الأقرع بن حابس، فقال عمر لا، بل امر عليهم القعقاع بن معبد فقال أبو بكر لعمر:" ما أردت إلا خلافي، فقال: ما أردت خلافك"، فارتفعت أصواتهما في حضرة رسول الله، فأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}.[/font]
[font="]ولما جاء وفد بني تميم، دخلوا المسجد ودنوا من حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلوا ينادون بأعلى أصواتهم : يا محمد اخرج إلينا يا محمد اخرج إلينا فكان في فعلهم ذلك جفاء وبداوة وقلة توقير، فنزل قوله تعالى : { إن الذين ينادونك } إلى قوله { رحيم } [/font]
[font="] أيها المؤمنون! الصحابة الكرام كانوا في أعلى درجات الأدب مع الله ورسوله، تأملوا معي هذه النماذج التي تجسد سرعة استجابة وامتثال الصحابة لأوامر الشرع، بعد نزول هذه الآية: قال أبو بكر رضي الله عنه : قلت: يا رسول الله! والله لا أكلمك إلا كأخي السِّرَار، أي: الذي يُسِر إليك.[/font]
[font="]وكان عمر لا يُسمِعُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه، من شدة خفضه لصوته.[/font]
[font="]وقد جاء في البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه سمع صوت رجلين في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ارتفعت أصواتهما؛ فجاء فقال: من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضرباً"، معنى كلامه: فلا ترفعوا أصواتكم في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.[/font]
[font="]يقول ابن عطية في تفسيره في هذه الآية الكريمة: وكره العلماء رفع الصوت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وبحضرة العالم وفي المساجد ، وفي هذه كلها آثار .[/font]
[font="] أيّها المسلِمون! هنا وقت مناسب للحديث عن تعظيم المساجد.[/font]
[font="]عباد الله! المساجِدُ بيوتُ الله، يُعبَد فيها ويوحَّد، ويعظم فيها ويمجَّد، ويركَعُ له فيها ويُسجَد، وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [/font]
[font="]فعلى المسلم إذا جاء إلى المسجد، أن يتطهر من الأحداث والأنجاس، ويلبس أحسن الثياب واللباس، وكثير من المصلين لا يهتم لحضور المساجد بالهيئة الحسنة، وأهل العلم يستحبون للرجل أن يتجمل في صلاته ما استطاع ، كما قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى: وأما الذين يأتون إلى المسجد في هيئة رثة، ورائحة كريهة، وثياب المهنة، وملابس النوم؛ فلا شك أن هؤلاء لم يكلفوا أنفسهم الاعتناء بأخذ الأدب اللازم في بيوت الله تعالى، وهم قد خالفوا قول الله: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [/font]
[font="]ولا يجوز للمسلم أن يأتي إلى المسجد في ثوبٍ رقيق يَشفّ عنه، أو ضيّقٍ يكشف عن عورته، أو ثوبٍ فيه صورة فيا سبحان الله! أنت تستحي أن تقف أمام إنسان بهذا اللباس، فكيف بالله عز وجل ؟! [/font]
[font="]وعلى المصلِّي اجتنابُ الروائحِ الكريهة في ملبسِه ومأكله، فلا يؤذِي إخوانه المصلين برائحه الكريهة، فعن جابر أنَّ رسول الله قال: (مَن أكَلَ البصلَ والثومَ والكرّات فلا يقربنَّ مسجدنا؛ فإنَّ الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم) (مسلم)[/font]
[font="]كما لا يجوز للمسلم الاشتغال في المسجد بأمور الدنيا، كالبيع والشراء، وكذلك نشدان الضالة، كأن يقول: من رأى مفاتيحي؟ من رأى محفظتي؟ فقد ضاع جمل لأعرابي، فظل يبحث عنه طوال الليل فلم يجده، وفي صلاة الفجر وقف في المسجد ينادي ويسأل الناس عن جمله، فلما سمعه النبي صلى الله عليه وسلم غضب منه؛ لأنه سأل عن جمله في المسجد...الحديث[مسلم].[/font]
[font="]وأمر صلى الله عليه وسلم أصحابه إذا رأوا من يسأل في المساجد عن شيء ضاع منه، أن يقولوا له: (لا ردَّها الله عليك) [/font]
[font="]كما لا يجوز للمسلم أن يرفع صوته في المسجد، بقراءة القرآن أو غيره، وإذا كان رفع الصوت بالقرآن منهي عنه، فكيف إذا رفع صوته بغير القرآن كحديث الدنيا!وقد ذكر آنفا أن سيدنا عمر بن الخطاب سمع صوتا مرتفعا لرجلين في المسجد؛فقال لهما: لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضرباً" [/font]
[font="]كما يجب علينا الحفاظ على نظافة المساجد وجمال مظهرها بحرصنا على إزالة ما قد يلوثها أو يشوه جمالها أو يُخل بطهارتها، هذه بعض الآداب التي يعظم بها بيت الله تعالى نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم.....[/font]
[font="] [/font]
[font="]الخطبة الثانية[/font]
[font="]الحمد لله رب العالمين.. [/font]
[font="](يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ......رحيم) أردت في هذه الخطبة جوهر هذه الآيات لا تفاصيلها.[/font]
[font="]وانطلاقا من الخطبة الأولى: نسْتنبِط حقيقة واحِدَة، وهي بِقَدْر ما تُعَظِّم الله ورسوله وكاتبَهُ، ودينهُ، وشعائره عموما، فبقدر تعظيمك لشعائر الله هو قَدْرُ إيمانِكَ بالضَّبط، قال تعالى: (( ومن يُعَظِّم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب.." ))[/font]
[font="]سيِّدُنا زَيد الخَيْر رضي الله عنه حينما أسْلَمَ، أخَذَهُ النبي صلى الله عليه وسلَّم إلى بيتِهِ تَكريمًا له، وأعطاهُ وِسادةً لِيَتَّكأ عليها ؛ فقال: والله يا رسول الله لا أتكئ في حَضْرتِكَ ! إذًا هذا الصَّحابي عرف قيمة النبي عليه الصلاة والسلام.[/font]
[font="]سُهَيْل بن عَمرو حينما وقَّعَ مع النبي عليه الصلاة والسلام صُلْحَ الحُدَيْبِيَّة، رفضَ أن يُكْتب في المعاهدة محمد رسول الله ! قال: اُمْحوا رسول الله، أما حينما أسْلَمَ كان يتمنَّى ان يُفدي النبي عليه الصلاة والسلام بِرُوحِهِ ! مَوْقِفُه قبل الإسلام غير موقفِهِ بعده.[/font]
[font="]وهذا سُراقة بن مالك مِن أجل مائة ناقة أراد أن يقْتُل النبي عليه الصلاة والسلام! فلمَّا أسْلَمَ أيْقَنَ أنَّ نُوقَ الدنيا كلَّها لا تعْدل ظفْرا من أظفار النبي عليه الصلاة والسلام،[/font]
[font="] فأنتَ يُمْكن أن تقيس إيمانَكَ بقَدْر ما تُعَظِّمُ الله ورسوله صلى الله عليه وسلَّم، فكتاب الله، ورسول الله، وبيتُ الله، ودينُه، وشرْعه، ومنْهَجه، فبقدر تعظيمك لهذه الأمور هو قدر إيمانك عند الله تعالى.[/font]
[font="]هذا ولنجعل مسك الختام أفضل الصلاة وأزكى السلام على سيد الأنام. اللهم صل على سيدنا محمد...وارض اللهم عن جميع صحابته الأبرار, وعن أزواجه وسائر آل بيته الطيبين الأطهار, وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.[/font]
[font="]واحفظ اللهم جلالة الملك أمير المؤمنين محمدا السادس ،اللهم أعنه على تحقيق كل خير لشعبه وبلده، اللهم انصره نصرا عزيزا تعز به الدين، وتجمع به شمل المسلمين، وبارك له في ولي عهده المحبوب، وفي جميع الأسرة الشريفة يارب العالمين.....[/font]
[font="]اللهم اجعل القرآن لنا في الدنيا قرينا....,اللهم اجعلنا يوم الفزع الأكبر من الآمنين, ولحوض نبيك من الواردين, ولكأسه من الشاربين, وعلى الصراط من العابرين,وعن النار مزحزحين, وإلى جناتك من الداخلين, وإلى وجهك الكريم من الناظرين, اللهم كل من حملني أمانة الدعاء، اقض حوائجهم وحل مشاكلهم ويسر أمورهم واشف أمراضهم اللهم افتح لهم أبواب الخير والتيسير وسد عنهم أبواب الشر والتعسير[/font]
[font="]َربَّنَا عَلَيْكَ ....رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ....رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا...سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين .[/font]
المشاهدات 5438 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا