لاتغضب

محمد العماري
1433/12/28 - 2012/11/13 03:13AM
الخطبة الأولى
الْحَمْدُ للهِ الذي عَلَمَ بِالقَلَمِ عَلَمَ الإنْسَانَ مَالَمْ يَعْلَمْ الحَمْدُ للهِ الذي خَلَقَ الإنْسَانَ عَلَمَهُ البَيَانَ
والصلاةُ والسلامُ على الذي لايَنْطِقُ عَنِ الهوى إِنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوْحَى أَمَا بَعْدُ.
فَخُطْبَتُنَا اليَوْمَ عَنْ قَوْلِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لاتغضب)
لاَ يَحْمِلُ الْحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ وَلاَ يَنَالُ الْعُلاَ مَنْ طَبْعُهُ الْغَضَبُ
قَالَ بَعْضُ الحُكَمَاء:الْغَضَبُ أَشَدُّ نِكَايَةً في الْعَاقِلِ مِنَ الْنَّارِ في يَبَسِ الْعَوْسَجِ.
وَقَالَ :الْغَضَبُ بَذْرُ الْنَّدَم ِ، وَتَرْكُهُ أَسْهَلُ مِنْ إِصْلاَح ِمَا يُفْسِدُهُ وَسُرْعَةُ الْغَضَبِ مِنْ شِيَم ِ الْحَمْقَى.
وقد قيل: مَنْ كَثُرَ غَضَبُهُ كَثُرَ غَلَطُهُ وَمَنْ كَثُرَ غَلَطَهُ طَالَ حُزْنُهُ وَأَلمهُ
وقيل:مَنْ أَطَاعَ غَضَبَهُ قَادَهُ إِلى الْنَّارِ وَصَيَّرَهُ إِلى ذُلِّ الاِعْتِذَارِ.
فَلَمْ أَرَ في الأَعْـدَاءِ حِـيْنَ اخْتَـبَرْتُهُمْ عَدُوَاً لِعَقْلِ الْمَرْءِ أَعْدَى مِنَ الْغَضَبِ
عَنْ أَبِي هُرِيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: للنَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصِنِي. قَالَ:( لاَ تَغْضَبْ) فَرَدَدَ مِرَارَاً قَالَ:( لاَ تَغْضَبْ) رَوَاهُ البُخَارِي( )
وعَنْ حُمِيدِ بْنِ عَبْدِ الْرَّحْمنِ أَنَّ الْرَّجُلَ؟ قَالَ: فَفَكَّرْتُ حِيْنَ قَالَ: النَّبِيُّ مَا قَالَ: فَإِذَا الْغَضَبُ يَجْمَعُ الْشَرَّ كُلَّهُ. رواه أَحْمَدُ( )
فالْغَضَبُ مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ. مِفْتَاحٌ لِلكُفْرِ مِفْتَاحٌ للْقَتْلِ مِفْتَاحٌ للطَّلاَقِ مِفْتَاحٌ للظُّلْمِ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهِ مِفْتَاحٌ لظُلْمِ النفسِ و الْزَّوْجَةِ ,وَالْبَنِين، وَعُقُوقِ الْوَالِدَيْن، وَظُلْمِ الْمُوَظَّفِينَ وَالْمُرَاجِعِين.
وللغضبِ أَسْبَابٌ.
الْسَّبَبُ الأَوَّلُ: رُؤْيَةُ مَا يَكْرَهُ الإنسان.
فَإِذَا رأى الإنسانُ ما يَكْرَه داهَمَهُ الغضبُ في المكانِ فليمسكِ اليدَ واللسان لأَنَّ هاتينِ الآلتينِ تعملانِ بِمُجَردِّ الرؤيةِ لِمَا يَكْرَه
فاللسانُ يَعملُ في السبِّ والشتمِ والتعييرِ والإستهزاءِ والشماتةِ والسخريةِ والوعيدِ للمغضوبِ عليهِ واليدُ تعملُ في البطشِ وإمساكِ المغضوبِ عليهِ وضَرْبِهِ وقَتْلِهِ.
عَنْ عَائشَةَ رَضِيَ الله ُ عَنْهَا قَالَتْ: «مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، »رَوَاهُ مُسْلِمٌ( )
الْسَّبَبُ الْثَّانِي: سَمَاعُ مَا يَكْرَهُ الإنسان .
فَإِذَا سمعَ الإنسانُ مايَكْرَهُ داهَمَهُ الغضبُ في المكان فليمسكِ اليدَ واللسان لأَنَّ هاتينِ الآلتينِ تعملانِ بِمُجَرَّدِ السماعِ لِمَا يَكْرَهُ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَيْسَ الْشَّدِيْدُ بِالْصُّرَعَةِ وإِنَّمَا الْشَّدِيْدُ الْذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ). رواه البخاري( ) ومسلم( )
الْسَّبَبُ الْثَّالِثُ: الْعِلْمُ بِمَا يَكْرَهُ الإنسان فَإِذَا علم الإنسان بما يكره داهمه الغضبُ في المكان فليمسك اليدَ واللسان لأنَّ هاتينِ الآلتينِ تعملانِ بمجردِّ العلمِ بما يكرَهُ.
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا تَعُدُّوْنَ الْصُّرَعَةَ فِيْكُمْ؟) قُلْنَا: الْذِي لاَيَصْرَعُهُ الْرِّجَالُ قَالَ: (لَيْسَ ذَلِكَ ) وَلَكِنَّهُ الْذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ).رواه مسلم( )
والغضبُ داءٌ لا يُرْجَى بُرؤه ولكنْ له مسكناتٌ تَخْفِضُهُ إذا تعاطاها المصاب.
فلا غنى له عَنِ المسكناتِ لأَنَّ الداءَ يتحركُ بمجردِّ وجودِ سببٍ مِنْ أسبابِهِ في أي لحظة.
مسكنات الغضب.
الْمُسَكِّنُ الأَوَّلُ: السكوت.
فإذا غضبتَ فاسكتْ ولا تتكلمْ بكلمةٍ حتى يسكنَ الغضب.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ) قَالَهَا ثَلاَثَاً. رَوَاهُ أَحْمَدُ( ), بسندٍ صحيح
فلا تنصحْ وأنتَ غضبان ولا تعلمْ وأنتَ غضبان ولا تعاقبْ وأنتَ غضبان ولكنِ اسكتْ حتى يسكنَ الغضب ثم قلْ ما شئت وافعلْ ماشئت.
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:( لَا يَقْضِيَنَّ حَكَمٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ)رواه البخاري( ) ومسلم( )
الْمُسَكِّنُ الْثَّانِي: أمْسِكْ يَدَكَ وَلِسَانَكَ إذَا غضبتَ. لأَنَّ هاتينِ الآلتينِ تعملانِ بِمُجَردِّ وجودِ سببٍ مِنْ أسبابِ الغضب.
فاللسانُ يَعملُ في السبِّ والشتمِ والتعييرِ والإستهزاءِ والشماتةِ والسخريةِ والوعيدِ للمغضوبِ عليهِ واليدُ تعملُ في البطش.
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( مَا تَعُدُّونَ الْصُّرَعَةَ فِيْكُمْ؟). قُلْنَا: الْذِي لاَ يصْرَعُهُ الْرِّجَالُ. قَالَ: (لَيْسَ ذَلِكَ). وَلَكِنَّهُ الْذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ).رواه مُسْلِمٍ( )
الْمُسَكِّنُ الْثَّالِثُ: الإستعاذةُ باللهِ مِنَ الشيطانِ لأَنَّهُ يَنْفِخُ جَمْرَةَ الغضبِ حتى تصبحَ نَارَاً لتحرقَ الغضبانَ وتحرقَ مَنْ حَوْلَه.
قَالَ تَعَالَى:{ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الأعراف200]
وَعَنْ سُلَيْمَانَ ابْنِ صُرَدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:اسْتَبَّ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوْسٌ وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ مُغْضَباً قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ, فَقَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَو قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَو قَالَ: أَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الْشَّيْطَانِ الْرَّجِيْمِ فَقَالُوا للرَّجُلِ: ألاَ تَسْمَعُ مَا يَقُولُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنِّي لَسْتُ بِمَجْنُونٍ).رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ( )وَمُسْلِمُ ( )
الْمُسَكِّنُ الْرَّابِعُ: الوضوءُ. فإذا غضبتَ فتوضأْ لتطفأَ جذوةَ نارِ الغضب حتى لا يجدَ الشيطانُ شيئاً ينفخُهُ ولو بعدَ حين.
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّعْدِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَطِيَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الْشَّيْطَانِ وَإِنَّ الْشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ الْنَّارِ , وَإِنَّمَا تُطْفَأُ الْنَّارُ بِالْمَاءِ , فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَأْ). رَوَاهُ أَبُو دَاودَ( ) بسندٍ ضعيف
والحديثُ وإنْ كانَ ضعيفاً فإنَّ له معنىً صحيحاً دلَ عليه ِكتابُ اللهِ فإمَّا ينزغنَّك مِنَ الشيطانِ نزغٌ.
الْمُسَكِّنُ الْخَامِسُ: لاتتهيأْ للشرِّ إذا غضبتَ بالقيامِ أوالسلاح وإذا غضبتَ وأنتَ متهيئٌ للشرِّ فسارعْ بتغييرِ هيئتِك ولو بالجلوسِ أو الإضطجاع .
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِن ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلاَّ فَلْيَضْطَّجِعْ ). رَوَاهُ أَحْمَدُ ( )وَأَبُو دَاودَ( ) بسندٍ صحيح
لأن الْقَائِمَ قريبٌ من الشَّرِّ، وَالْقَاعِدَ أبعدُ عَنِ الشرِّ مِنَ القائمِ وَالْمُضْطَجِعَ أَبْعَدُ من القاعد.
فكلَّما أبعدتَ عَنِ الشرِّ سَلِمْتَ وسَلَّمْتَ.
الْمُسَكِّنُ الْسَّادِسُ: تَذَكَّرْ قُدْرَةَ اللهِ عَلَيْكَ إذَا قَدِرْتَ عَلَى غَيْرِكَ ممنْ لا يستطيعُ دفعَكَ لضعْفِه كالزوجةِ والولدِ والبنتِ والموظفِ.
عَنْ أَبِي مَسْعُودِ الأَنْصَارِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلاَماً لِي بِسَوْطٍ فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِي صَوْتَاً اعلَمْ أَبَا مَسْعُوْدٍ اعْلَمْ ْأبَا مَسْعُوْدٍ. فَلَمْ أَفْهَمِ الْصَّوْتَ مِنْ شِدَّةِ الْغَضَبِ, فَلَمَّا دَنَا الْتَفَتُّ فَإِذَا هُوْ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَقَطَ الْسَّوْطُ مِنْ يَدي مِنْ هَيْبَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ( اعْلَمْ أَبَا مَسْعُوْدٍ للهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلاَمِ) فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ فَقَالَ:( أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ الْنَّارُ أَوْ لَمَسَّتْكَ الْنَّارُ)رَوَاهُ مُسْلِمٌ( ) .
قَالَ أَبُو مَسْعُوْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَلْتُ: لاَ أَضْرِبُ مَمْلُوْكاً بَعْدَهُ أَبَداً ).رواه مسلم( )
الْمُسَكِّنُ الْسَّابِعُ: تَذَكَّرْ ثَوَابَ الْعَفْوِ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ مِنْ الْعِزَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ ليسكن الغضب.
قَالَ تَعَالَى:{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور22 ]
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(مَا زَادَ اللهُ عَبْدَاً بِعَفْوٍ إِلاَ عِزّاً) رواه مسلم( )
أقولُ ما تسمعونَ وأستغفرُ اللهَ لي ولكم فاستغفروه إنَّهُ هو الغفورُ الرحيم



الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ والْصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى مَنْ لاَ نَبِيَّ بَعْدَهُ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَمَا بَعْدُ
فَالْمُسَكِّنُ الثامنُ: تَذَكَّرْ كَرَاهَةَ الْنَّاسِ لَكَ.
فَمَا اسْتُجْلِبَ الْبُغْضُ وَالْكَرَاهَة بِمِثْلِ الْغَضَبِ والْحَمَاقَةِ.
فَالْغَضْبَانُ أَبْغَضُ إِنْسَان عندَ زوجتِهِ وولدِهِ وأبويه وموظفيه ومراجعيه ومخالطيه لأَنَّهُ يَظْلِمُ مَنْ خَالَطَهُ، وَيَتَعَدَّى على مَنْ هُوَ دُوْنَهُ،وَيَتَطَاوَلُ على مَنْ هُوَ فَوْقَهُ َيَتَكَلَّمُ بِغَيْرِ تَمْييزٍ، كَثِيْرُ الْكَلاَمِ، سَرِيْعُ الْجَوَابِ يَنْهَى عَنِ الْشَّيءِ وَيَأْتِيْهِ، وَيَفْخَرُ بِمَا لَيْسَ فِيْهِ، مَنْ سَمِعَ بِهِ أَبْغَضَهُ ومَنْ خَالَطَهُ سَبَّهُ ولَعَنَه.
الْمُسَكِّنُ التاسع: تَذَكَّرْ أنَّ للغضبِ آثَارَاً باطنةً وظاهرةً على وجهِكَ ولسانِكَ وجوارحِكَ تعرفُ بِهَا نفسَكَ أنَّكَ مصابٌ بداءِ الغضبِ لتسارعَ في أخذِ المسكنات ويعرفُكُ بِهَا النَّاسُ أنَّكَ مصابٌ فيكرَهُوا معاشرتَك ومخالطتَك .
آثَارُهُ الْظَّاهِرَةُ على الوجه: تَغَيُّرُ اللَّوْنِ، احْمِرَارُ الْوَجْهِ، انْتِفَاخُ الأَوْدَاجِ تَقَلُّبُ الْمَنَاخِرِ على أتفَهِ الأسباب .
آثَارُهُ الْظَّاهِرَةُ عَلَى اللِّسَانِ. الْسَّبُّ، وَالْشَّتْمُ، وَالْفُحْشُ فِي الْقَوْلِ وَالْشَّمَاتَةُ، وَالْتَّعْييرُ وَالاسْتِهْزَاءُ، وَالْغِيْبَةُ، وَإِفْشَاءُ الْسِّرِّ، وَهَتْكُ الْسِّتْرِ عَنِ الْمَغْضُوْبِ عَلَيْهِ وتوعُدُهُ بالضربِ أو القتلِ أو الحبس.
آثَارُهُ الْظَّاهِرَةُ عَلَى الْجَوَارِح ِ. الْضَّرْبُ وَالْقَتْلُ إِنْ أَمَسَكَهُ وَقَدِرَ عَلَيْهِ فإِنْ فَاتَهُ أَوْ عَجَزَ عَنْهُ ضَربَ نَفْسَهُ، وَلَطمَ خَدَّهُ وَشَقَّ جَيْبَهُ، وَعَضَّ يَدَهُ وَرَجَعَ عَلَى مَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ ممَنْ لاقدرةَ له على دفعِهِ كَالْزَّوْجَةِ وَالْوَلَدِ وَا لبنتِ والْدَابَةِ والجماد.
آثَارُ هُ الْبَاطِنَةُ عَلَى الْقَلْب. الْحِقْدُ، وَالحَسَدُ، وَالْحُزْنُ، وَإِضْمَارُ الْسُّوءِ للمَغْضُوبِ عَلَيْهِ.
ألاوصلوا على مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بالصلاةِ عليهِ فقال {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }[الأحزاب]56
اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»
ثم ينزلُ الخطيبُ إلى الصلاةِ
لاتغضب
الخطيب
محمد بن أحمد العماري
عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية
بالمملكة العربية السعودية
البريد الإ كتروني
[email protected]
المشاهدات 1558 | التعليقات 0