لأنَّكَ اللهُ ..
عبدالله محمد الطوالة
1441/03/17 - 2019/11/14 23:40PM
الحمدُ للهِ، الحمدُ للهِ الذي يسبحهُ الـمُـلْكُ والأمْلَاكُ والـمَـلَكُ، والفُلْكُ والأفْلَاكُ والفَلَكُ، كذلكَ السَّمَاواتُ الْحُبُك، والنورُ والظلماءُ والحلَكُ، والأرضُ ذاتُ الـمُنْسلَكِ، وسالِكٌ وما سَلَك، {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ} ...
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ولا ربَّ سواه، تباركَ اللهُ في علياء عزتهِ .. وجلَّ معنىً فليسَ الوهمُ يُدنِيهِ .. سبحانهُ لم يزل فرداً بلا شَبَهٍ .. وليس في الورى شيءٌ يُضاهِيهِ .. لا كونَ يحصُرهُ، لا عونَ ينصُرهُ، لا عينَ تُبصِرُهُ، لا فِكرَ يحويهِ .. لا دهرَ يُخلِقُهُ، لا نقصَ يلحَقُهُ، لا شيءَ يسبِقُهُ، لا عقلَ يدريهِ .. لا عدَّ يجمعُهُ، لا ضِدَّ يمنعُهُ، لا حدَّ يقطعُهُ، لا قُطرَ يحويهِ .. جلالُهُ أزليٌّ لا زوالَ لهُ .. وملكُهُ دائمٌ لا شيءَ يُفنِيهِ .. حارت جميعُ الورى في كُنه قُدرتهِ .. فليسَ تدرِكُ معنىً من معانِيهِ ...
وأشهدُ أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولهُ، ومصطفاهُ وخليلهُ، إمامُ الأنبياءِ، وصفوةُ الأولياءِ، وأيقونةُ الصدقِ والأمانة والوفاءِ، صاحبُ الوجهِ الوضاءِ، والشريعة الغراءِ .. صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليهِ، وعلى آله الســادةِ النجبــاءِ، وصحــابتهِ الــبررةِ الأتقيــاءِ، والتابعينَ، وتابعِيهم بإحسانٍ، إلى أن يرث الله الأرضُ والسماءُ ..
أمَّا بعدُ: فأوصيكم عبادَ اللهِ ونفسي بتقوى اللهِ، فاتقوا اللهَ رحمكم اللهُ، اتقوهُ حقَّ التقوى .. خلِّ الذنوبَ صغيرِها وكبيرِها ذاكَ التُقى .. واصنعَ كماشٍ فوقَ أرضِ الشوكِ يحذرُ ما يرى .. لا تحقرنَّ صغيرةً إن الجبالَ من الحصى .. و{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} ..
معاشر المؤمنين: أَعَزُّ كَلِمَةٍ في الوُجودِ وأعظمُها، وأجَلُّهَا وأجملُها، وأعذَبُها وأفخَمُهَا: هو الاسمُ الذي تسمَّى به الله، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} ..
اللهُ, يا أعذبَ الألفاظِ في لغتي .. ويا أَجَلَّ حرُوفٍ فِي مَعَانيها ..
اللهُ يا أروعَ الأسماءِ كم سعُدَت .. نفسي وفاضَ سروريِ حينَ أرويها
اللهُ يا أجملَ ما نتلو ويا أحسَنَ ما .. يروِيِ ضمائِرنَا نورًا ويسقِيهَا
اللهُ ما رتلَ الوجدانُ روعتَها .. إلا وأمسى قريرَ النفسِ راضِيها
اللهُ غيثٌ من الرضوان أودِيةُ .. سلْسَالةٌ تُطْرِبُ الأرواحَ تُحييها
اللهُ يا عِطرَ هذا الكونَ يا مدداً .. يَفِيضُ لُطفاً وإحسَاناً وتنزِيها
اسمٌ تسمّى به الباري فكان كمَا .. أرادَ يَعْبِقُ إجلالاً وتألِيها
لأنَّكَ اللهُ .. لا خوفٌ ولا قَلقُ .. ولا (اضطرابٌ) ولا همٌّ ولا أرقُ .. لأنك الله .. قلبي كُلُّه أملٌ .. لأنك الله .. روحي مِلؤها الألقُ ..
الله الذي خلقنا من عدم، وربانا بالنعم، وأكرمنا أيمَّا كرم، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} ..
الله الذي هَدَانا وكفانا وآوانا .. وما كنَّا لنهتدي لولا أن هدانا .. {إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} ..
يُجمع العارفون أن تعلُقَ القلبِ بالله تعالى، هو سِرُّ سعادةِ العبدِ في دنياه وأخراه .. وأن تعلُّمَ أسماءِ اللهِ الحسنى بابٌ إيمانيٌ عظيم، يدخُلُ العبدُ من خلاله إلى عالمٍ قُدسيٍ مهيبٍ، يجعلُ النفسَ تسجدُ تعظيماً وتأليها، ويجعلُ الروحَ تتبتلُ خُشوعاً وتنزيها، ويجعلُ القلبَ يمتلئُ حبّاً للهِ وتقديساً .. {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} ..
فالله جلَّ جلاله بحكمته البالغة ومشيئته النافِذة، خلقَ الانسان ضعيفاً، محدود القدرة، متواضع الإمكانيات، وأحاطهُ من كلِّ ناحيةٍ بالاحتياجات، وجعلَها ضروريةٍ متكررة، فهو في كلِّ لحظةٍ من لحظات حياتهِ لا ينفكُ أن يكونَ بحاجةٍ إلى خالقه ومولاه، فإن لم يرجِع إليه اختياراً، رجعَ إليه اضطراراً، وإن لم يتذكرهُ إيماناً، سيتذكرهُ قهراً، وإن لم يناجهِ في الرخاء، ناداهُ في الشدَّة .. فلماذا ينتظرُ العبدُ جائحةً تردهُ مضطراً لمولاه، أو مصيبةً تذكرهُ قسراً بمن أوجدهُ ورباه .. ألا يستحقُ هذا الإله العظيمُ الكريمُ أن يُخضعَ له ويُلتجا إليه، بلا شيءٍ من ذلك ..
أيُّها الإنسان: إن في أعماقِ كلِّ خليةٍ من خلاياك، وحولَ كلِّ شُريانٍ من شرايينك، ومع كلِّ حركةٍ من حركاتِ جسمك، ومع كلِّ نفسٍ من أنفاس صدرك، ومع كلِّ نبضةٍ من نبضاتِ قلبك، هناك أثرٌ من آثارِ بديعِ صُنعِ الرحمان جلَّ في علاه .. {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} .. بل إن الحياةَ بكلِّ تجلياتها، وبكلِّ مظهرٍ من مظاهرها لتصرخ بأعلى صوتها .. {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} ..
أُخي الحصيف: إن شكلَ الجنينِ وهو في بطنِ أمهِ، قريبٌ جداً من شكل الساجدِ للهِ تعالى .. فكن في دُنياك كلِّها ساجداً لمولاك، كما كنت طوال بقاءك في بطن أمك، ليرزُقَكَ ويكفيَكَ هُنا .. كما رزقكَ وكفاك وأنت وحيدٌ هناك ... وأعلم أن تفكَّرَك في أسماء الله الحسنى وصفاتهِ العُلى، يُورثُكَ العلمَ به تبارك وتعالى، ويُكسبُكَ خشيتَهُ وتعظمَيهُ .. فترى حِكمتَهُ في دقةِ تركيبِ مخلوقاتِهِ .. وترى عَظيمَ قُدرتهِ في رَفعِ سمواتهِ .. وترى كِبريائهُ وجلالَهُ في شموخِ الجبالِ، وقصفِ الرعودِ، وجريانِ الأودية، وترى رحمتهُ ولطفهُ في إنزالِ المطرِ وإنباتِ الشجر، وإخراجِ الثمر، وترى جبروتهُ وسَطوتهُ في الزلازلِ والبراكين، والفيضاناتِ والأعاصير .. {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} ..
يا عباد الله: إن الارتباطَ الوثيقَ بالخالق العظيمِ سبحانهُ وتعالى، وبأسمائهِ الحسنى، وصفاتهِ العُلا، يغمرُ القلبً طُمأنينة، ويسكُبُ في النفسِ سكينةً، ويمنحُ الروحَ راحةً، ويهَبُ للعقل رُشداً، وبصراً وبصيرةً ..
وفي كلِّ مُدلَهَمٍ من الخطوبِ سيجدُ المسلمُ لهُ مخرجاً، من خلال الإيمانِ بالله وبأسمائه وصفاته، فأسماءُ العظمةِ والكِبرياء، والمجدِ والجلالِ والهيبة، تملأ القلبَ تعظيماً للهِ وإجلالاً، وخشوعاً وانكساراً .. وأسماءُ الجمالِ والبرِ والإحسان، والرحمةِ والحُلمِ والجود، تملأُ القلبَ محبةً للهِ وشوقاً، وحمداً له وشكراً .. وأسماءُ العزِّةِ والحكمة، والقوةِ والقدرة, تملأُ القلبَ ثقةً ويقيناً، وتوكلاً واعتمادًا .. وأسماءُ العلمِ والخبرة، والإحاطةِ والمراقبةِ والمشاهدة, تملأُ القلبَ تقديراً وتوقيراً للهِ جلَّ وعلا في الحركات والسكنات .. وأسماءُ الـمُلكِ والغنى، والرزقِ والهداية، واللطفِ والحفظ, تملأُ القلبَ افتقاراً واضطرارا إليه، والتفاتاً إليه في كل وقتٍ وحال .. {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .. ولا تكاد تخلو آيةٌ من آيات القرآنِ الكريم من ذكرٍ لشيءٍ من أسماء اللهِ الحسنى وصفاتهِ العُلا؛ مما يدُلُ دِلالةً واضحةً على أهميةِ هذا العلمِ وشرفهِ، وعلو منزلته .. وأنه أفضلُ العلومِ وأرفعُها، واجلُّها وأشرفُها، وإنمَّا كانَ شرفُهُ من شرفِ مدَارهِ ومُسمَّاه, جلَّ وتقدس في عُلاه .. وعلى هذا فمقامُ العلمِ بالله عزَّ وجلَّ، ومعرفةُ أسمائهِ الحسنى وصفاتهِ العلى هو أعظم مقاماتِ الإسلام، وأشدُّها أهميةً في حياة العبدِ المسلم، فهو أصلُ الأصول، ومفتاحُ الوصول، وهو أسمى المطالِبِ، وأجَلِّ المقاصِدِ، وهو الفقهُ الأكبرِ، والعلم الأزهرِ، عمادُ السيرِ إلى الله، والمدخلُ القويمُ لنيل محبةِ اللهِ ورضاه .. ولذا جاء في الصحيحين: "إن للهِ تسعةَ وتسعينَ اسماً من أحصاها دخلَ الجنة" ، قال العلماء: أحصَاها يعني: أتقنَها وتدبرَ معانيَها، وعملَ بمقتضَاها .. وأعرَفُ الناسِ بالله أشدُّهُم له حُباً وخشيةً ورجاءً، وأكثرهُم تعظيمًا له وإجلالًا .. وأكملُّ الناسِ عبوديةَ، من تعبد ربه بجميع أسماءهِ وصفاتهِ .. {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} .. بارك الله لي ولكم .....
الحمد لله كما ينبغي لجلاله وجماله وكماله، وعظيم سلطانه ....
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه أولئك الذين هدى الله، وأولئك هم أولوا الألباب ..
أحبتي في الله: وقفةٌ في محرابِ العظمةِ، تسكُبُ في القلب النورَ واليقينَ، وتجلِبُ للنفس السكينةَ والطمأنينة، وتُشِعُ في الصدر نُوراً، وأُنساً وحُبوراً .. وتُثمرُ المحبةَ والخشيةَ، والرجاءَ والمراقبةَ ..
والمسلمُ إذا تدبرَ القرآنَ العظيم، وتفكْرَ في أسماء الله الحسنى وصفاتهِ العُلا، أشْهَدَهُ مَلِكاً عَظيماً، مُقتَدِراً حَكيمَاً، واحدٌ في مُلكِهِ، مُستويٍ على عرشهِ، يُدبِرُ أَمرَ عبادهِ ومملَكتِهِ، يأمرُ وينهَى، يخلُقُ ويرزُقُ، يُبدِئُ ويُعيدُ، يُحييُ ويُميتُ، يَخفِضُ ويَرفَعُ، يَقضِي ويَحكُمُ، كَوَّنَ الأكوانَ، ودَبَّرَ الأزمَانَ، ولا يَشْغَلُهُ شَأنٌ عن شأنٍ، لا يَلحَقُهُ وَهْمٌ، ولا يَكْتَنِفُهُ فَهْمٌ، ولا يُحيطُ به عِلمٌ، عليٌّ كبيرٌ، عزيزٌ قديرٌ، تفرَّدَ بالخلق والتدبير، وتنزَّهَ عن الشبيه والنَّظيرِ، والـمُعينِ والوزيرِ، {ليسَ كمثلهِ شىءٌ وهو السميعُ البصيرُ} .. {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ..
إليهِ وإلَّا لا تُشدُّ الركَائِبُ، ومِنهُ وإلَّا فالمؤَمِلُ خَائِبُ .. وفيهِ وإلَّا فالغرامُ مُضَيَعٌ، وعنهُ وإلَّا فالمحدِثُ كاذِبٌ .. لديهِ وإلَّا لا قرارَ لساكنٍ، عليهِ وإلَّا لا اعتمادَ لطالب ... أحاطَ بكلِّ شيءٍ علما، ووسعِ كلَّ شيءٍ رحمةً وحِلمَا، وقهرَ كلَّ مخلوقٍ عِزةً وحُكما، {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} ..
ذلَّ لجبروتهِ العظماءُ، ووجِلَّ من خشيته الأقويَاءُ، وقامت بقدرته الأرضُ والسماءُ، {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} ..
لا تدركهُ الأبصارُ، ولا تغيرهُ الأعْصَارُ، ولا تتوهمُه الظنونُ والأفكارُ، وكلَّ شيءٍ عندهُ بمقدار ...
تواضعَ كلُّ شيءٍ لعظمته، وذلَّ كُلُّ شيءٍ لعزتِه، وخضعَ كلُّ شيءٍ لهيبتهِ، واستسلَمَ كُلُّ شيءٍ لمشيئته، {وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ} ..
تنزَّه عن الشركاء والأنداد، وتقدَّسَ عن الأشباهِ والأضدادِ، وتعالى عن الزوجةِ والأولاد .. {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} ..
مَن تكلمَ سمعهُ، ومن سكَتَ علِمَهُ، ومن تابَ قبِلهُ ورحمهُ، {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} ...
سبحانهُ وبحمده .. خزائنهُ ملئَا .. ويمينهُ سحّاءَ .. ولا يتعَاظَمُهُ عطاَءُ .. ويَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ..
تتابعَ بِرهُ، وتتَامَّ نُورهُ، واتصلَ خَيرُهُ، وصدَقَ خبرهُ، وتحققَ أمرهُ، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}، {وَمَنْ كَفَرَ, فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} ..
تسبحُ لهُ السماواتُ وأملاكُهُا، والنجُومُ وأفلاكُهَا، والأرضُ وفِجَاجُها، والبِحارُ وأمواجُها، والغاباتُ وأحيائُها، والأشجارُ وثِمارُها، {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} ..
يا من لهُ عَنَتِ الوجوهُ بأسرِهَا ، ذُلاً وكلُّ الكائناتِ توحِـدُ .. يا من لهُ وجبَ الكمالُ بذاتِهِ ، كلُّ القلوبِ له تُقرُ وتشهدُ .. يا من تفردَ بالبهاء وبالسناء .. في عزةٍ، وله البقاءُ السرمَدُ ...
فأعِد يا عبدالله تشكيل موقفَك من أسماء الله الحسنى وصفاته العلا .. جاهِد نفسكَ وابذُل كلُّ ما في وسعِك، لتعيشَ في كنفِها، وتتفيأ ضِلالها، وتتسنَمَ عبَقَها، وتستنزِل بركتَهَا، وتستلهِمَ هِدَاياتِها .. ومن ثمَّ تجعلُها نِبراسَ حياتِك، وهِدايةُ قلبِك، ونُورَ دربك ...
ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان .. اللهم صل ..
عبدالله محمد الطوالة
للرفع .. عسى الله أن يكتب بها النفع ..
تعديل التعليق