كيف يعيش السوريون الـ15 ثانية بين إلقاء البرميل المتفجر وسقوطه عليهم؟
احمد ابوبكر
1436/04/22 - 2015/02/11 08:11AM
[align=justify] يعيش السوريون في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام تحت وابل من القصف شبه اليومي الذي تشنه قوات نظام بشار الأسد، وتمثل البراميل المتفجرة إحدى الأسلحة الفتاكة التي يستخدمها النظام لنشر الذعر والرعب وقتل أكبر عدد من المدنيين المعارضين له.
الـ15 ثانية منذ إلقاء البرميل المتفجر حتى وصوله إلى أجساد المدنيين كفيلة بقلب أحوال المدنيين رأساً على عقب، إذ تجعلهم يتسابقون للاختباء في المغارات والكهوف، والترقب خلال هذه الثواني بوصفها فترة حمل البرميل المتفجر للموت لمن يسوء الحظ ويقع عليه.
وكتب الناشط الإعلامي محمود عواد، من قرية الهبيط بريف إدلب الجنوبي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" جزءاً من تلك المعاناة، مشيراً إلى أنه "في جلسة شتاء بارد خلال الشهر الجاري في بيتهم الصغير الذي لم يره أهله منذ 3 أعوام، وقد شوهت سقفه قذيفة هاون لطيفة لا يعلم من أي حاجز وصلتهم، وفي سكون الليل ونسمات الهواء، يعلن أبو فيصل، عن إقلاع مروحي حديث وسريع من حماة". ويضيف أن "سرعة المروحي ليست أسرع منه، ومن أبو منار (صديقه)، في الهروب إلى المغارة، حيث تختفي البسمة من وجوههم، وتقطع جميع الأحاديث والنقاشات، لينظروا إلى بعضهم وكأنها النظرة الأخيرة، فيلعن صديقه المروحي، ويشعل دخانه ليقاطعه بأنه ليس إلى قريتهم، ليصل صوت المعلن بأن المروحي قطع قرية كفرزيتا باتجاه شمال غرب، وهي الهبيط وما حولها".
ويمضي الناشط في وصف اللحظات المرعبة بأنه "في لحظة انتباه، يبدأ أزيز الطائرة بالوصول من بعيد، فيركضون إلى المغارة، التي سبقهم اليها جميع من يسكن حارتهم، من أطفال ورجال ونساء وشيوخ، وبعضهم أرهقه التعب، فيما بعضهم الآخر كان نائماً قبل القدوم"، مشدداً بالقول "وترى على وجوههم الخوف والرهبة، ليأتي صوت عجوز من داخل المغارة (تشاهدوا وسكتوا) أي -انطقوا الشهادتين واصمتوا -الأمر الذي يبعث الخوف في نفوسهم أكثر".
ويؤكد عواد أن "15 ثانية هي مدة وصول البرميل الى الأرض. 15 ثانية وكأنها 15 عاماً. 15 ثانية تفصلك عن الموت. 15 ثانية فقط كفيلة بأن تستعيد ذاكرة حياتك، وماذا فعلت، ولمن أسأت، ومن ظلمت. 15 ثانية تدعو بها الله أن يسامحك عما فعلته".
وحاول السوريون المحاصرون ابتكار طرق ولو كانت بدائية تقيهم إلى حد ما من البراميل المتفجرة، ومن بين تلك الطرق المراصد التي تنتشر في مناطق تواجد المعارضة، وأشار مراسل "السورية نت" في ريف إدلب شادي السيد، إلى أن للمراصد دور كبير في تبليغ السكان عن مكان وصول المروحيات، مضيفاً أنه غالباً ما تكون المعلومات الأتية من المراصد صحيحة، بسبب قدرة المعارضة على التجسس على أجهزة اتصال الطيار مع المطار ومعرفة الجهة المستهدفة.
ولفت السيد أنه حتى بالنسبة للطيران الحربي توجد أكثر من وسيلة لمعرفة وجهة الطيارة، بالإضافة إلى وجود صفارات إنذار تم توزيعها مؤخراً لتنبيه الأعالي قبل حدوث الغارة الجوية.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثقت استمرار استخدام نظام الأسد للبراميل المتفجرة، مما تسبب بمقتل آلاف المدنيين رغم القرار الأممي 2139 الصادر في 22 فبراير/شباط 2014 الذي ينص على " التوقف الفوري عن كافة الهجمات على المدنيين، ووضع حد للاستخدام العشوائي عديم التمييز للأسلحة في المناطق المأهولة، بما في ذلك القصف المدفعي والجوي، مثل استخدام القنابل البرميلية ".
ومع اقتراب الثورة السورية من عامها الخامس وصل عدد الضحايا في سورية إلى أكثر من 300 شخص بحسب إحصاءات للمعارضة، التي تتهم نظام بشار الأسد بقتل المدنيين وارتكاب المجازر، بالإضافة إلى تهجير 10 ملايين سوري عن منازلهم.
المصدر: السورية نت - الأناضول[/align]
الـ15 ثانية منذ إلقاء البرميل المتفجر حتى وصوله إلى أجساد المدنيين كفيلة بقلب أحوال المدنيين رأساً على عقب، إذ تجعلهم يتسابقون للاختباء في المغارات والكهوف، والترقب خلال هذه الثواني بوصفها فترة حمل البرميل المتفجر للموت لمن يسوء الحظ ويقع عليه.
وكتب الناشط الإعلامي محمود عواد، من قرية الهبيط بريف إدلب الجنوبي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" جزءاً من تلك المعاناة، مشيراً إلى أنه "في جلسة شتاء بارد خلال الشهر الجاري في بيتهم الصغير الذي لم يره أهله منذ 3 أعوام، وقد شوهت سقفه قذيفة هاون لطيفة لا يعلم من أي حاجز وصلتهم، وفي سكون الليل ونسمات الهواء، يعلن أبو فيصل، عن إقلاع مروحي حديث وسريع من حماة". ويضيف أن "سرعة المروحي ليست أسرع منه، ومن أبو منار (صديقه)، في الهروب إلى المغارة، حيث تختفي البسمة من وجوههم، وتقطع جميع الأحاديث والنقاشات، لينظروا إلى بعضهم وكأنها النظرة الأخيرة، فيلعن صديقه المروحي، ويشعل دخانه ليقاطعه بأنه ليس إلى قريتهم، ليصل صوت المعلن بأن المروحي قطع قرية كفرزيتا باتجاه شمال غرب، وهي الهبيط وما حولها".
ويمضي الناشط في وصف اللحظات المرعبة بأنه "في لحظة انتباه، يبدأ أزيز الطائرة بالوصول من بعيد، فيركضون إلى المغارة، التي سبقهم اليها جميع من يسكن حارتهم، من أطفال ورجال ونساء وشيوخ، وبعضهم أرهقه التعب، فيما بعضهم الآخر كان نائماً قبل القدوم"، مشدداً بالقول "وترى على وجوههم الخوف والرهبة، ليأتي صوت عجوز من داخل المغارة (تشاهدوا وسكتوا) أي -انطقوا الشهادتين واصمتوا -الأمر الذي يبعث الخوف في نفوسهم أكثر".
ويؤكد عواد أن "15 ثانية هي مدة وصول البرميل الى الأرض. 15 ثانية وكأنها 15 عاماً. 15 ثانية تفصلك عن الموت. 15 ثانية فقط كفيلة بأن تستعيد ذاكرة حياتك، وماذا فعلت، ولمن أسأت، ومن ظلمت. 15 ثانية تدعو بها الله أن يسامحك عما فعلته".
وحاول السوريون المحاصرون ابتكار طرق ولو كانت بدائية تقيهم إلى حد ما من البراميل المتفجرة، ومن بين تلك الطرق المراصد التي تنتشر في مناطق تواجد المعارضة، وأشار مراسل "السورية نت" في ريف إدلب شادي السيد، إلى أن للمراصد دور كبير في تبليغ السكان عن مكان وصول المروحيات، مضيفاً أنه غالباً ما تكون المعلومات الأتية من المراصد صحيحة، بسبب قدرة المعارضة على التجسس على أجهزة اتصال الطيار مع المطار ومعرفة الجهة المستهدفة.
ولفت السيد أنه حتى بالنسبة للطيران الحربي توجد أكثر من وسيلة لمعرفة وجهة الطيارة، بالإضافة إلى وجود صفارات إنذار تم توزيعها مؤخراً لتنبيه الأعالي قبل حدوث الغارة الجوية.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثقت استمرار استخدام نظام الأسد للبراميل المتفجرة، مما تسبب بمقتل آلاف المدنيين رغم القرار الأممي 2139 الصادر في 22 فبراير/شباط 2014 الذي ينص على " التوقف الفوري عن كافة الهجمات على المدنيين، ووضع حد للاستخدام العشوائي عديم التمييز للأسلحة في المناطق المأهولة، بما في ذلك القصف المدفعي والجوي، مثل استخدام القنابل البرميلية ".
ومع اقتراب الثورة السورية من عامها الخامس وصل عدد الضحايا في سورية إلى أكثر من 300 شخص بحسب إحصاءات للمعارضة، التي تتهم نظام بشار الأسد بقتل المدنيين وارتكاب المجازر، بالإضافة إلى تهجير 10 ملايين سوري عن منازلهم.
المصدر: السورية نت - الأناضول[/align]