كيف يأخذ إمامنا بهذه ويترك غيرها!
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
1434/06/19 - 2013/04/29 13:48PM
كيف يأخذ إمامنا بهذه ويترك غيرها؟!
إنه لمن المؤسف جدا ومن المحزن كثيرا أن تجدا خطيبا أو إماما لا يعرف من وراءه من المصلين حتى المقربين منه من أصحاب الصف الأول؛ ناهيك عن بقية الصف أو الثاني ومن بعده؛ حتى إنك لتجد بعض الأئمة أو الخطباء كأنه غريب أو ليس من أهل المسجد؛ بل وربما سمعت بالأدهى من ذلك والأمر أن المأمومين لا يعرفون اسمه أحيانا.
كل ما في الأمر هو أن يدخل حين إقامة الصلاة من الباب المخصص له فيستقيم في مصلاه ويرفع صوته استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ولم يعلم أنه بسلوكه هذا قد اختلفت قلوبهم عليه، وحينها يصلي بهم وهم له منكرون, ثم يسلم ليقرأ أذكار بعد الصلاة على عجل, وينطلق مسرعا لا يلوي على شيء إلى المخرج الذي منه دخل من مقدمة المسجد.
والمعضلة أن هذا الصنف من إخواننا هداهم الله بفعله هذا يستند إلى هدي الرسول - عليه الصلاة والسلام -، وما أشد حرصه بهذه السنة فحسب ونسي أن هديه أوسع من هذا وأشمل، وتغافل أو تناسى صاحبنا أن النبي - عليه الصلاة والسلام - بأبي هو وأمي كان بعد أن يسلم يلتفت إلى أصحابه بجسده وقلبه وبصره.
فلئن كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل ورآه بلال أقام الصلاة، فلقد كان يقعد بعدها فيسأل عن أصحابه يتفقد الغائب منهم ويسأل عن مريضهم ويفسر أحلامهم ويسمع لهم وهم يتذاكرون تأريخهم خصوصا بعد صلاة الفجر, وغير ذلك كثير.
نعم. فلم يكن - عليه الصلاة والسلام - يتوارى من الناس بشماغه على وجهه يطأطئ رأسه ويسارقهم النظرات، وما إن ينتهي حتى ينصرف؛ بل كان واسع الصدر قريب التعايش سهل الحديث يجلس بينهم كأنه واحد منهم، ولا يتميز عليهم.
فأملي ممن هذا وصفه ورجائي ممن هذا سلوكه أن يبرز للمصلين نفسه وألا يغالط نفسه ويبرر لها بأن ذلك من هديه وهو بهذا متبع هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - فالناس ينتظرون منه كلمة طيبة أو سؤالا تفقديا أو نظرة معبرة أو ابتسامة صادقة أو مصافحة؛ يتألف بها القلوب ويزرع بها الطمأنينة في النفوس.
إنه لمن المؤسف جدا ومن المحزن كثيرا أن تجدا خطيبا أو إماما لا يعرف من وراءه من المصلين حتى المقربين منه من أصحاب الصف الأول؛ ناهيك عن بقية الصف أو الثاني ومن بعده؛ حتى إنك لتجد بعض الأئمة أو الخطباء كأنه غريب أو ليس من أهل المسجد؛ بل وربما سمعت بالأدهى من ذلك والأمر أن المأمومين لا يعرفون اسمه أحيانا.
كل ما في الأمر هو أن يدخل حين إقامة الصلاة من الباب المخصص له فيستقيم في مصلاه ويرفع صوته استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ولم يعلم أنه بسلوكه هذا قد اختلفت قلوبهم عليه، وحينها يصلي بهم وهم له منكرون, ثم يسلم ليقرأ أذكار بعد الصلاة على عجل, وينطلق مسرعا لا يلوي على شيء إلى المخرج الذي منه دخل من مقدمة المسجد.
والمعضلة أن هذا الصنف من إخواننا هداهم الله بفعله هذا يستند إلى هدي الرسول - عليه الصلاة والسلام -، وما أشد حرصه بهذه السنة فحسب ونسي أن هديه أوسع من هذا وأشمل، وتغافل أو تناسى صاحبنا أن النبي - عليه الصلاة والسلام - بأبي هو وأمي كان بعد أن يسلم يلتفت إلى أصحابه بجسده وقلبه وبصره.
فلئن كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل ورآه بلال أقام الصلاة، فلقد كان يقعد بعدها فيسأل عن أصحابه يتفقد الغائب منهم ويسأل عن مريضهم ويفسر أحلامهم ويسمع لهم وهم يتذاكرون تأريخهم خصوصا بعد صلاة الفجر, وغير ذلك كثير.
نعم. فلم يكن - عليه الصلاة والسلام - يتوارى من الناس بشماغه على وجهه يطأطئ رأسه ويسارقهم النظرات، وما إن ينتهي حتى ينصرف؛ بل كان واسع الصدر قريب التعايش سهل الحديث يجلس بينهم كأنه واحد منهم، ولا يتميز عليهم.
فأملي ممن هذا وصفه ورجائي ممن هذا سلوكه أن يبرز للمصلين نفسه وألا يغالط نفسه ويبرر لها بأن ذلك من هديه وهو بهذا متبع هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - فالناس ينتظرون منه كلمة طيبة أو سؤالا تفقديا أو نظرة معبرة أو ابتسامة صادقة أو مصافحة؛ يتألف بها القلوب ويزرع بها الطمأنينة في النفوس.
المشاهدات 2545 | التعليقات 2
فعلا ليس دور الإمام محصوراً في أداء الصلاة فقط ، فإنه يتجاوز ذلك إلى بناء علاقة حميمة مع المصلين وسكان المنطقة التي يوجد فيها المسجد.
فإن أخل الإمام بذلك فإنه يختصر رسالة المسجد الكبرى اختصاراً مخلاً ، ويتخلى عن جزء هام من مسؤوليته.
رشيد بن ابراهيم بوعافية
صدقت أستاذنا الفاضل ، والسبب والرئيس في حصول هذا الجفاء نظرةُ هذا " الإمام . . ! " إلى منصبه أنَّهُ أحدُ مناصبِ التشريفِ والوظيفِ والرّغيف ! .
و أخطأَ في ذلك خطأً فاحشًا ، لأنَّ الإمامة المسجديّة رسالةُ تكليفٍ ساميّة ، والإمامُ فيها من منظورٍ شرعيٍّ وفي نظرِ النّاس هو الناصحُ الأمين والقدوة العظيم و الأبُ الحنون و القلبُ الرؤوم و الأخُ العطوف والصاحبُ القريبُ الحبيبُ المُجيب و الخُلُقُ السّامِي المتسامِي ، فإذا تخلّى الإمام عن كلّ ذلك لم تنفعه الغترة ولا الشماغ ولا اللحية ولا اللباس الأبيض الجذّاب لأنّهُ إذ ذاكَ في نظر الشرع هيكلٌ فارغٌ معطّلٌ معطّلٌ لا يختلف حاله عن الحال التي انتهى إليه أحبار السوءِ من قبل ، و صدق النبيُّ صلى الله عليه وسلم :" لتتّبِعُنَّ سنن الذين من قبلكم .." متفق عليه ، وهي سُننٌ تستعرُ كم رأيتم في القلوب والعقول والأبدان والأوضاع . نسأل الله السلامة والعافية ! .
تعديل التعليق