كيف نجعل إيران تحت السيطرة؟! / بنفشة كينوش

احمد ابوبكر
1436/07/23 - 2015/05/12 02:54AM
[align=justify]على هامش الاتفاق النووي مع القوى العالمية والذي سيتم بحلول نهاية شهر يونيو والذي سيبشر بفتح علاقات جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية, فإنه سيكون من الواجب على ايران أن تتمكن من الترابط والتوافق مع هدفها بتوسيع نفوذها في الشرق الاوسط مع وجود توقعات أمريكية بأن أي اتفاق نووي سوف يعمل على جعل هذا الهدف معتدلاً.

إن ايران تتوقع تزايد تأثيرها الاقليمي نتيجة اتفاق يؤدي إلى رفع العقوبات الدولية عليها. كما انها في نفس الوقت تقدم دعمها للحكومة السورية وللحوثيين الشيعة في اليمن بالإضافة إلى الشيعة في العراق ولبنان. هذا الأمر يضعها في موضع خلاف مع حلفاء الولايا ت المتحدة الأمريكية في المنطقة.

كما أن ايران تؤكد من جانبها على أنها مالم تقوم بتأمين مصالحها الاقليمية من خلال تقديم المساعدة لحلفائها فإنها في هذه الحالة سوف تكون في موضع صعب خاصة عندما تتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية من موقف قوة. يبدو أن الآثار هنا واضحة: فايران تسعى إلى رفع نظام العقوبات مع الاحتفاظ بنفوذها الاقليمي في المنطقة. وفي حال أرادت ايران قطعتها من الكعكة لكي تأكلها فإن واشنطن ستقوم باستخدام الحوافز والضغوط المناسبة لتشجيع طهران على تطوير سياسة اقليمية متوازنة. إن إكرام ايران بحوافز كثيرة جدا في حال تم التوصل لاتفاق نووي عن طريق زيادة الاستثمار والتجارة الدولية من شأنه أن يعمي عيني الولايات المتحدة عن الهدف الأوسع وهو جعل السياسة الخارجية الايرانية تحت السيطرة.

إن عملية إثارة غضب طهران عن طريق كبح جماح حلفائها في المنطقة أو عن طريق التكتيكات الفظة والقاسية لتدمير بنيتها التحتية النووية لا فائدة منها. إن وجود ايران مع حلفاء اقليميين قله أو بدون برنامج نووي متطور سيظهرها بشكل أضعف. ولكن يبدو أن لا وضوح هناك فيما اذا كانت ايران ستظهر في المستقبل بشكل أقل حزماً أو ميلاً إلى العدوانية في المنطقة. إن أي اتفاق نووي سوف يشمل بعض الخيارات الحالية ويضعها على طاولة النقاش بما فيها السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بشكل محدود يصل إلى مستوى 5% مع امتلاكها لبرنامج بحث وتطوير نووي معتدل. كما أن هذا الاتفاق سوف يضع قيود على الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي التي طورتها ايران. ووفقا لرئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية على أكبر صالحي فإن ايران على استعداد لدراسة هذه الخيارات.
كما أكد الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي بأن إيران غير متحمسة للوصول إلى عملية التخصيب العالية والتي يكون فيها تكوين المنتج يتضمن 20 % يورانيوم 235 وهو منتج يستخدم في الطب وذلك في حال توفر ضمان على امدادات الوقود من الخارج. ربما ليس لدى إيران نية لإغلاق محطة فوردو النووية وهي منشأة تخصيب محصنة تحت الأرض كما أنها لا تنوي التخلص من مفاعل آراك النووي الذي يعمل بالماء الثقيل, ولكنها أشارت الى أنها من المحتمل أن تخفض من درجة تخصيب اليورانيوم في محطة فوردو إلى درجة جعلها لأغراض بحثية. وبالنسبة لعباسي فإن إعادة جدولة إنتاج مفاعل آراك للماء الثقيل سوف يتطلب خمس سنوات فأكثر لكي يعود للمستويات الحالية من الانتاج.

إن نجاح عملية تحجيم قدرة الأسلحة النووية لتصل إلى أبسط أشكالها لفترة تمتد إلى سنة أو أكثر وذلك كما هو مطروح الآن على طاولة النقاش في المحادثات الجارية بين إيران وقوى العالم بالإضافة إلى نظام الحماية والتفتيش يمكنها فيما بعد أن تجعل الجوانب النووية العالية في برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية دون فائدة. إن استراتيجية حفظ ماء الوجه سوف تسمح لإيران بالاستفادة من المواد المحظورة بطريقة غير أمينة بعد أن يتم التوصل لاتفاق. لقد أنفقت طهران ملايين الدولارات لتطوير بنيتها التحتية النووية كما أنها تريد أن تبيع ما لا تستطيع أن تستخدمه وذلك بحسب ما جاء على لسان رئيس أركان القوات المسلحة الايرانية حسن فيروز عبادي.
ينبغي أن يتم رفع العقوبات المفروضة على ايران تدريجياً. لقد عارضت ايران هذه الفكرة منذ البداية ولكن التقارير تشير إلى أنها وافقت من حيث المبدأ خلال الجولة الأخيرة من المحادثات التي عقدت في مدينة لوزان في شهر مارس الماضي. هذا الأمر من شأنه أن يشجع طهران على وضع قيود على التمويل المخصص لحلفائها والذي بالرغم من كونه تمويل صغير مقارنة بالأموال والأسلحة التي تنفقها المملكة العربية السعودية لمواجهة النفوذ الايراني في العالم العربي إلا أنه يعتبر تمويل كافي لتعزيز المخاوف من النفوذ الايراني في المنطقة.
ومع وجود اتفاق نووي متوازن فإن طهران سوف تنخرط في مبادرات سلام اقليمية من أجل بناء تفاهمات مشتركة حيال أهدافها ودورها المستقبلي. كما سيتم أخذ سلوكها المريب بعين الاعتبار ولكن هل ستكون قوتها جزءاً من الحل المزمع للصراعات الاقليمية.

ومن الممكن في المقابل أن يتم مكافئتها بمزيد من تخفيف العقوبات وتقليل ضغط المملكة العربية السعودية عليها, ومن جانب الولايات المتحدة الأمريكية فإنها تصر على ابقاء الخيار العسكري مفتوحاً أو ستسمع ايران تهديد الكونجرس لها بالتراجع عن ابرام الاتفاق النووي معها.

في حال تم تجاهل مصالح طهران الأمنية فإنها سوف تتدخل في المنطقة بالطريقة التي تريدها حتى في ظل وجود اتفاق نووي قائم على الأرض. وكلما قلت هذه التهديدات الأمنية التي تشعر بها ايران كلما بقيت ايران على الأرجح وبشكل كبير لاعباً منطقياً وعقلانياً في علاقاتها الإقليمية بالإضافة إلى التزامها باتفاق نووي طويل الأجل.

المصدر: مجلة البيان
[/align]
المشاهدات 952 | التعليقات 0