كيف نتعرف على الله ؟

بدر راشد الدوسري
1431/11/06 - 2010/10/14 07:10AM
أيها الإخوة الكرام :

ألا ترون أننا في هذه الدنيا في غفلة عن خالقنا جل وعلى / فقليل ذكرنا وضعيفة عبادتنا وكثيرة ذنوبنا ومع ذلك نجد أن الله لا يعاجلنا بالعقوبة بل يغدق علينا بالنعم ويبعد عنا أنواعا من السقم فها نحن نتقلب في أنواع من النعم والأمن والصحة والعافية
كل ذلك لأن الله ودود لا حدود لمودته كريم لامنتهى لكرمه رحيم هو أرحم من تلك المرأة التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم تبحث عن وليدها في منظر يُبكِي القلوب القاسية فلما رأته ضمته إلى صدرها في موقف تسطر فيه تلك الأم أرفع معاني الرحمة فيقول صلى الله عليه سلم في نهاية الحديث الله أرحم بعباده من هذه بولدها فسبحانه أرحم الراحمن
وإنما يرحم الله من عباده الرحماء فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ومن تعرف على الله في الرخاء عرفه في الشدة
عباد الله : أما ترون أننا نعصي الله والله يسترنا بستره وهو قادر على أن ينزع ستر الله علينا وما أعظمها من مصيبة أن يفضحك الله على رؤوس الخلائق في الدنيا والآخرة نسأل الله أن يرزقنا ستره وعفوه ومغفرته
أيها الموحدون : لابد أن نتعرف على الله ولكن كيف نتعرف على الله ؟ ولماذا نتعرف على الله ؟ نتعرف على الله لأننا دائما بحاجة إليه بحاجة إلى الطعام والشراب والصحة والأمن والهداية ونحن نعلم أنه لا يوجد في هذا الكون من يرزق إلا الله رزق جميع الكائنات كلهم بيده سبحانه وهو المتكفل بجميع المخلوقات / إذا أتعبنا المرض وأصبحنا نتمنى أن نذوق طعم الراحة والصحة ونعلم أنه مهما طفنا البلدان بحثا عن طبيب حاذق ودواء ناجع فإنه لايرزق الشفاء إلا الله الذي إذا مرضت فهو يشفين
فسبحان من يشفي وسبحان من يعطي وسبحان من لا يعلم السر غيره
دعونا نتعرف على الله الذي لا يعلم حقيقة ذاته ولا صفاته إلا هو ولانقص في صفاته بوجه من الوجوه
لا تدركه الأفهام ولا يشبه الأنام قيوم لا ينام جميل يحب الجمال وكل جمال في الكون والكائنات هو أثر من جماله جل وعلى ولن نستطيع رؤيته في الدنيا لأن الجبال الرواسي لم تتحمل رؤيته فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا لم يتحمل رؤيته لأن الله لو كشف الحجاب لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ومع ذلك من أسمائه الجميل بل وأعظم نعيم يتلذذ به أهل الجنة هو النظر إليه جل في علاه نسأل ربي لذة النظر إلى وجهه والشوق إلى لقائه في غير ضراء مضرة ولا فتنة مظلة .

الله جل وعلا من صفاته أنه يستحي هل تدرون ممن يستحي ؟ إنه مع غناه عن خلقه وعدم حاجته إليهم يستحي من عبده إذا رفع يديه بالدعاء أن يردهما صفرا خائبتين فأين أهل الكروب أين أهل الهموم أين أهل الديون أين المرضى أين الفقراء إرفعوا أكف الضراعة إلى خالقكم وادعوه مخلصين متذللين وأنتم موقنون بالإجابة فالله عند ظن عبده فليظن به ما شاء . الله جل في علاه يقول هذا عن نفسه إن كنتم تتأملون خطابه ومن أصدق من الله قيلا ومن أصدق من الله حديثا يقول كما في الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي بي ) فأحسن الظن بالله أنه سينقلك من معاناتك ومرضك وهمك وغمك ويكشف كربتك ومن عرف الله في الرخاء عرفه ربنا في حال الشدة .
معاشر المؤمنين : الله جل وعلا عظيم وعظمة مخلوقاته وإتقان صنعها دليل على عظمة خالقها وحكمته وقدرته وعلمه فهذه ملائكته كجبريل وميكائل وإسرافيل وغيرهم مما لا يعلم عددهم وعظمتهم إلا من أوجدهم وخلقهم . فهم عباد مكرمون لايسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) بل ومع عظمتهم إلا أنهم يخافون ربهم من فوقهم / ومع عبادتهم إلا أنهم يقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك بل إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك تخيل رهبة الملائكة وكيف يخافون ويفزعون من هيبة الملك جل وعلى فتسمع لهم صوتا كصوت السلسلة الحديدية إذا جُرت من فوق حجر منظر مخيف وصوت مهيب يدل على عظمته سبحانه ولما جاء أعرابي إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال‏:‏ يا رسول ‏!‏ نهكت الأنفس،وجاع العيال، وهلكت الأموال، فاستسق لنا ربك، فإنا نستشفع بالله عليك، وبك علىالله‏.‏ فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏سبحان الله ‏!‏ سبحان الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏!‏‏)‏فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه‏.‏ ثم قال‏:‏‏"‏ويحك ‏!‏ أتدري ما الله‏؟‏ إن شاء الله أعظم من ذلك، إنه يستشفع بالله على أحدمن خلقه‏.‏‏

عباد الله ومن صفاته جل في علاه أنه يتكلم سبحانه وتعالى.متى شاء كيف شاء وهو سبحانه يأمر وينهي لأنه الملك الذي لامعقب لحكمه ولا راد لقضائه ومن صفاته العجيبة أنه يفرح ولكن متى يفرح ؟ يفرح الله جل جلاله بتوبة عبده إذا تاب فأين أهل المعاصي وكلنا ذاك الرجل كلنا عنده ذنوب أين نحن من فرح الله بتوبة عبده إن كثيرا منا يقدم شهواته على ما يحبه الله ورسوله ويدعي بعد ذلك أن الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون
وقد اختبر الله صدق هؤلاء فقال ) ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) فأين المتمسكن بسنة رسوله الباحثين عنها المحيين لها المبتعدين عن كل بدعة تخالف هديه صلى الله عليه وسلم
أيها الإخوة الأكارم : الله جل وعلا يسمع ويبصر سمع خولة بنت حكيم لما جاءت تشتكي زوجها وأنزل الله ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها )
فلماذا تكثر من الغيبة والله يسمعك وتكذب في الحديث والله يسمعك وتكثر من السب واللعن والله يسمعك / وهو سبحانه يبصر دبيب النملة السوداء في ظلمة الليل فهو سبحانه يراك ويرى جميع جوارحك / يراك وأنت تجلس أمام الشاشات لتنظر إلى الحرام وتمتع ناظريك / يراك تستمع إلى الموسيقى المحرمة يقول الله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ) واعلموا أن السمع والبصر والفؤاد كل ألئك كان عنه مسؤولا )
أيها المؤمنون : نبحث عن رضى الله ولله يرضى سبحانه من أعمال يسيرة يرضى عن العبد أَنْ يَأْكُل الْأَكْلَة فَيَحْمَدهُ عَلَيْهَا , وَيَشْرَب الشَّرْبَة ويغضب ربنا إذا انتهكت حرماته ومن صفاته جل وعلى أنه يحب / يحب المتقين ويحب الصابرين ويحب التوابين ويجيب دعوة المظطرين من عباده / ويغيث ملهوفهم ويعين محتاجهمويجبركسيرهم ويغني فقيرهم ويميت ويحيي ويمنع ويعطي ويثيب ويعاقب مالكالملكيؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل منيشاءبيده الخير وهو على كل شيء قدير(انما امر اذا اراد شيئا ان يقول له كنفيكون)
عباد الله : إذا عرفك الله حصلت على رحمته وإحسانه وأمنت غضبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي ) رواه البخاري ومسلم
وسيرى العباد من آثار رحمته يوم القيامة ومغفرته ما لا يتصوره عقل البشروالله يقول وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) فهذه شروط لابد من تحقيقها لتنال رحمة الله ومغفرته فرحمة الله لا تكتب لأي أحد قال تعالى:{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا ( لمن سيكتبها هل سيكتبها للمُفرِّطين؟ للذِّين يُزاولُون المُنكرات ويعتمدُون على سعة رحمة الله؟ والذين يفعلون المعاصي ويقولون هو غفور رحيم لا، / هو سبحانه غفورُ رحيم كما أخبر عن نفسِهِ -جل وعلا- ، ومع ذلكم هو شديدُ العقاب لمن تكبر عن طاعته وعصاه ، والله -سبحانه وتعالى- يغار، ولذا حُدَّت الحُدُود سيكتبها جل في علاه لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ }.
فليحذر من لايرحم عباد الله أن ينزع الله عنه الرحمة ففي البخاري قال صلى الله عليه وسلم ((إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ)) ولما قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِىُّ جَالِساً. فَقَالَ الأَقْرَعُ إِنَّ لي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَداً. فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ: ((مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ)). كيف تريد رحمة الله وأنت لاترحم أولادك كيف تريد رحمة الله وأنت لاترحم زوجتك وبناتك الذين يعانون الأمرين من ظلم الآباء والأزواج كيف تريد رحمة الله وأن لاترحم موظفيك وعمالك فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
بارك الله لي ولكم ...

الخطبة الثانية
الحمد لله

أيها الإخوة، تأمّلوا قصة الذين انطبقت عليهم الصخرة
فالأول من هؤلاء ضرب مثلاً عظيمًا في البِرِّ بوالديه، بقي طوال الليل والإناء على يده لم تطب نفسه أن يشرب منه ولا أن يسقي أولاده وأهله وماله ولا أن يُنغّص على والديه نومهما حتى طلع الفجر .
وأما الثاني فضرب مثلاً بالغًا في العفّة الكاملة؛ حيث تمكَّن من حصول مراده من هذه المرأة التي هي أحب الناس إليه ولكن لَمّا ذكّرته بالله - عزَّ وجل - تركها وهي أحب الناس إليه ولم يأخذ شيئًا مِمَّا أعطاها .
وأما الثالث فضرب مثلاً في غاية الأمانة والنصح؛ حيث نَمَّى للأجير أجره فبلغ ما بلغ وسلّمه إلى صاحبه ولم يأخذ على عمله شيئًا، فماذا كان من الله الجواد الكريم لقاء هذه الأعمال الصالحة ؟
كان الجزاء من الله - عزَّ وجل - التي تعرّفوا بها لله في حال الرخاء أن الله عرفهم في حال الشدة فأنقذهم من الهلاك وهذه سُنة الله في خلقه إلى يوم القيامة، مَن تعرّف ربه حال الرخاء عرفه في حال الشدة كما أوصى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: «تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة»(3).

عباد الله ، من أراد أنْ يرى على ذلك شَواهد حيَّة فليزر المرضى في المُستشفيات ، ولاسيَّما من كانت أمراضُهُم شديدة مُقلِقة ، وينظر الفُرُوق فهذا رجل عمره أكثر من ثمانين سنة في آخر لحظاتِ حياتِهِ على لسانِهِ اللَّعن والسَّب والشَّتم والغيبة واحتقار الآخرين وبالمقابل أشخاص بالعناية المركزة لا يعرفُون الزَّائِرين ومع ذلك تسمعه يرتل ، القرآن ترتيلا، وهو لا يعرف من حوله، وهو مُغمىً عليه، وكم من شخص في حال إغماء فإذا جاء وقتُ الأذان أذَّن ، وكم من شخص يُلازم الذِّكر وهو على فراش الموت وتُرى علامات الذِّكر على وجهِهِ، وهذا هو حال من تعرف على الله في الرخاء
أيها الإخوة، إن الشدائد أنواع منوّعة وإن أعظم شدة يقع فيها الإنسان ما يكون من شِدة الموت عند فِراق المألوف واستقبال المخوف، عند فراق الأهل والأصحاب، عند الإقبال على سكن التراب، فإذا كان العبد مِمَّن تعرّف إلى الله في حال صحته وحياته عرَفَه الله تعالى في حال شدّته عند وفاته فهوَّن الأمر عليه وأحسن له الخاتمة وانتقل من الدنيا على أحسن حال . وعرفه الله يوم الحشر عليه عندما تقترب الشمس قدر ميل ويتصبب العرق وتتطاير الصحف وتسلم الكتب ويضرب الجسر على جهنم هنا يحصل الأمن لمن عرف الله وحافظ على الفرائض واستعجل بالحج هنا وفي هذه الكربات في عرصات القيامة تحتاج أن يعرفك الله ويظلك في ظله يوم لاظل إلا ظله وتدخل جنة عرضها السموات والأرض وذلك هو الفوز العظيم فاحفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف

عباد الله: أكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله امتثالاً لأمر الله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً[الأحزاب:56] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشراً }. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم أسقنا من حوضه شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبداً، اللهم لا تحرمنا من شفاعته يا أرحم الراحمين. ////اللهم ارض عن خلفائه الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين. اللهم تداركنا بواسع رحمتك، واختم بالصالحات أعمالنا يا رب العالمين. //// اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداء الإسلام والمسلمين، اللهم اشدد وطأتك عليهم، وارفع عنهم عافيتك ويدك، ومزقهم كل ممزق يا رب العالمين، اللهم انصر الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأئمة وولاة أمور المسلمين أجمعين، في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم ولِّ على المسلمين الأخيار في مشارق الأرض ومغاربها، يقودونهم قيادة حميدة، ويدلونهم إلى كل خير، ويحذرونهم من كل شر، إنك على كل شيء قدير. / اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، واجعلنا وإياهم هداة مهتدين، وأجرنا يا مولانا جميعاً من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أجرنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وتوفنا وأنت راض عنا يا كريم، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ.
اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.. اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عنا وعن جميع إخواننا المسلمين، في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى جميع المسلمين، اللهم واقض الدين عن المدينين من المسلمين، بلطفك يا كريم.
عباد الله! إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
المشاهدات 5405 | التعليقات 7

موضوع مهمّ , بارك الله فيك..
هنا بعض الملاحظات التي لا تحطّ من قدر الخطبة:
-
Quote:
جل وعلى
الصواب - والله أعلم- : جلَّ وعلاَ.
-
Quote:
عباد الله : ، من أراد أنْ ينظر الشَّاهد على ذلك الشَّواهد الحيَّة على ذلك يزُور المرضى في المُستشفيات لاسيَّما من كانت أمراضُهُم شديدة مُقلِقة؛ ،
الجملة فيها ما فيها !!
-
Quote:
وبالمقابل أشخاص بالعناية المركزة لا يعرفُون الزَّائِرين ومع ذلك تسمعه يرتل ، القرآن ترتيل،
الصواب: يرتّل القرآن ترتيلاً ؛ لأنّ (ترتيلاً) مفعول مطلق. والله اعلم


علي القرعاني;4610 wrote:

الجملة فيها ما فيها !!


ماذا فيها ياشيخ علي ؟ أحب إلي أنك تبين دائماً ولا تُلغز .
الأدب والوضوح والتحديد بدقة أساس الارتقاء في النقد
واستفادة المنقود.


أشكرك شيخنا علي وقد تم تعديل الملحوظات والمؤمن مرآة أخية

وبقي الفقرة التي فيها ما فيها (وقد نقلتها من محاضرة للشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله)

فأتمنى بيان الملاحظة أو اقتراح عبارة مناسبة وجزيت خيرا


وفقنا الله وإياكم جميعًا لما يرضيه ورزقنا الإخلاص له ، وزيادة في الفائدة أقول :

1/ كتابة الألف في نهاية الكلمة مما يقع فيه الخطأ ، ومنشأ ذلك عدم التفريق بين الثلاثي وغير والثلاثي ، وبين ما كان أصله الواو وما كان أصله الياء من الثلاثي .
وملخص الكلام في ذلك أن ينظر إلى الكلمة التي تنتهي بألف اسمًا كانت أو فعلاً ، فإن كانت أكثر من ثلاثة حروف (أصلية) فتكتب ألفها دائمًا على صورة ياء هكذا (ى) مثل : كبرى ـ صغرى ـ مستشفى ـ أغنى ـ أقنى ـ استوى ـ احتوى ... إلخ .
واستثني من ذلك ما سبقها ياء مثل : عليا ـ دنيا . وأما (يحيى) العلم فخرج عن هذه القاعدة تفريقًا بينه وبين الفعل (يحيا)

وأما الكلمة الثلاثية ، فنرد ألفها إلى أصلها ، فإن وجدناه واوًا كتبناها قائمة هكذا (ا) وإن وجدناه ياءً كتبناها على صورة الياء هكذا (ى)
وكيف نعرف أصلها ؟
لذلك طرق :
إما بإسناد الفعل إلى الضمير ، أو رده الماضي إلى المضارع ، أو الإتيان بالمصدر ، أو تثنية الكلمة أو جمعها إن كانت اسمًا ، وبالمثال يتضح المقال :
علا ( يقال : علوت ، ويقال في مضارعها : يعلو ، وفي مصدرها : عُلُوّ ، ومن ذلك نكتشف أنها واوية ، فتكتب (علا)
بكى ( يقال : بكيت ، ويقال في مضارعها : يبكي ، ومن ثم نعرف أنها يائية ، فتكتب (بكى)
فتى ( يقال في تثنيتها : فَتَيَان ، وفي جمعها : فِتْيَان أو فِتيَة ، ومن ثم فهي يائية فتكتب ألفها على صورة الياء )
ربا ( يقال في الفعل : ربا يربو ، ويقال : ربوة ، فهي واوية ، فتكتب ألفها قائمة )

وأما الحروف فأربعة تكتب على صورة الياء (ى) وهي : ( إلى ـ على ـ بلى ـ حتى ) وبقية الحروف تكتب قائمة(ا) مثل : ( ما ـ لا ـ لما ـ إلا ـ لولا ... )

2/ كما ذكر أخي الشيخ ماجد ـ وفقه الله ـ فإن الوضوح في النقد مع الأدب والإخلاص أولاً وأخيرًا لها أثر في قبول النقد والاستفادة منه .
والعبارة التي (فيها ما فيها !!) ليس فيها إلا أنها نقلت بحروفها من كلام ملفوظ في محاضرة ، ولا شك أننا نعلم جميعًا أن الكلام في المحاضرة من البسط والإعادة والتكرار وإمكانية الرجوع والتراجع ما ليس في الخطبة ، ومن ثم فيحسن بمن ينقل من المحاضرات أن يتصرف بما يجعل الكلام مناسبًا لمقام الخطبة ، وهذه العبارة المنقولة من كلام العلامة الشيخ عبدالكريم الخضير ، قد يكون من التصرف الحسن فيها لتكون مناسبة للكتابة والإلقاء في الخطبة ، أن يقال مثلاً :
عباد الله ، من أراد أنْ يرى على ذلك شَواهد حيَّة فليزر المرضى في المُستشفيات ، ولاسيَّما من كانت أمراضُهُم شديدة مُقلِقة ... إلخ .

وعلى كل حال ، النقد الواضح المؤدب هو طريق الإصلاح والتقدم ، فليصبر بعضنا على بعض ، لنرتقي ، متذكرين أنه :

وما سمي الإنسان إلا لنسيه ... ولا القلب إلا أنه يتقلب

وأنه لا كمال إلا لله ـ تبارك و تعالى ـ وأما الإنسان :

فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ...كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه


وفقنا الله جميعًا لما يرضيه وعفا عنا وتجاوز عن تقصيرنا .


اشكرك شيخنا عبد الله على هذه الإطلالة المباركة
وعلى إثرائك للموضوع بهذه الفوائد القيمة جزيت الفردوس الأعلى


وبقي الفقرة التي فيها ما فيها (وقد نقلتها من محاضرة للشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله)

فأتمنى بيان الملاحظة أو اقتراح عبارة مناسبة وجزيت خيرا

Quote:
والعبارة التي (فيها ما فيها !!) ليس فيها إلا أنها نقلت بحروفها من كلام ملفوظ في محاضرة ، ولا شك أننا نعلم جميعًا أن الكلام في المحاضرة من البسط والإعادة والتكرار وإمكانية الرجوع والتراجع ما ليس في الخطبة ، ومن ثم فيحسن بمن ينقل من المحاضرات أن يتصرف بما يجعل الكلام مناسبًا لمقام الخطبة ، وهذه العبارة المنقولة من كلام العلامة الشيخ عبدالكريم الخضير ، قد يكون من التصرف الحسن فيها لتكون مناسبة للكتابة والإلقاء في الخطبة ، أن يقال مثلاً :
عباد الله ، من أراد أنْ يرى على ذلك شَواهد حيَّة فليزر المرضى في المُستشفيات ، ولاسيَّما من كانت أمراضُهُم شديدة مُقلِقة ... إلخ .
عرف السبب فزاد العجب[/size]


جزاك الله خير ياشيخ علي وما قصرت فقد بطل العجب

وقد كانت العبارة ركيكة فعلا ولم أنتبه لها إلا بعد تنبيهك فاعتذر منك

والعذر عند كرام الناس مقبول