كيف عالج القرآن الهموم ؟!_خالد رُوشه
احمد ابوبكر
1434/12/03 - 2013/10/08 03:15AM
كثيرون هم الذين كتبوا حول القرآن الكريم , وكثيرون هم اللذين بينوا مااستطاعوا من جوانب عظمته , وآثار نورانيته التي لا يحدها حديث , ولا يجعها كلام , ولكننا ههنا نركز على جانب واحد فقط من آثار القرآن الكريم , هو جانب أثر الآيات العظيمات الكريمات في راحة البال , وهدوء النفس , وطمأنينة القلب , وسكينة الروح .
إن القرآن الكريم شفاء من كل داء , شفاء فعلي عملي , كما قال سبحانه " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " , وأكثر ما تكون الأمراض في هذا العصر هي الامراض النفسية , وأكثرها أمراض الاكتئاب الناتجة عن كثرة الهموم والأحزان , فتثقل النفس , وتوهن القلب وتقعد الجوارح , فلا يزال المرض بالمؤمن حتى يصير عاجزا كسلانا , مهموما , محزونا , لا يقدم شيئا إيجابيا لنفسه ولا لأسرته ولا لأمته .
وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأمراض , وكان كثيرا ما يستعيذ منها , كما أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن و و اعوذ بك من العجز والكسل , واعوذ بك من الجبن والبخل , واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال "
إنها استعاذة الداعي إلى السلوك الإيجابي نحو النفس والمجتمع , واستعاذة المستنكر لحالة القعود السلبية التي ربما يقع فيها البعض نتيجة همومهم وأحزانهم .
القرآن الكريم هو المنهج النوراني الكامل , الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , تنزيل من حكيم حميد , قد بين في كثير من آياته أن المستمسك به , التالي لآياته , الموقن بها , المحب لها , الواثق في موعودها , لا شك سيعبر لحظات الضعف ولا شك سيكسر آلام الهم , إن علاج القرآن في النفوس يثبت في الاساس العقيدة الإيمانية في نفوس المؤمنين , ويؤكد على فهم المؤمنين لعقيدتهم في الله سبحانه , وفي موعوده واليوم الآخر والقدر خيره وشره , وكان ذلك عبر نقاط ..
اولا : بث الطمأنينة في القلب
" ألا بذكر الله تطمئن القلوب " , تأكيد وبيان ان ذكر الله تسكن معه القلوب , فتطمئن لموعود الله , فتأمن من الخوف ومن الفزع , فلا خوف إلا من الله , ولا رهبة إلا من عذابه , فتستقر الطمأنينة فيه إذ لا حول ولا قوة إلا بالله .
وذكر الله يجلي كل خوف , ويذهب كل ضعف , فتجد القلب مطمئنا ليومه , راضيا بأمسه , مستبشرا بغده , إذ اليوم متوكل على الله , وأمس راض بقدر الله فيه , وغدا مستبشر باليسر بعد العسر .
ثانيا : السكينة وسط المخاوف .
فكتاب الله سبحانه يبث السكينة في النفس , ولئن كانت الطمأنينة تخص ذات القلب , فالسكينة تخص الحوادث المارة على النفس , فعلّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا مرت بنا مصيبة أن نذكر الله ونتوكل عليه , فقال : " ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول :قدر الله وما شاء فعل اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها , إلا أجره الله فيها وأخلفه خيرا منها " .
وفي كتاب الله تثبت في الحوادث والمصائب بالإنابة إلى الله والرجوع إليه سبحانه , قال سبحانه " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة "
ثالثا الثقة ..
والثقة في الله سبحانه نوع من المشاعر يبثه ذلك الدين في المؤمنين , يقوى به القلب ويثبت به النفس , فتري القلب تتضاعف قوته , وترى النفس قادرة على خوض غمار المصاعب .
يقول شيخ الإسلام بن تيمية : لا حول ولا قوة إلا بالله لها أثر عجيب في تقوية القلب والجسد , والله سبحانه وتعالى في كتابه يقول " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " , وقد أمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم أن يثق في موعود الله عز وجل ويوقن بذلك وأن ذلك كافيه وحسبه ذلك , فقال " يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين "
رابعا الامر بأخذ الأسباب
فالقرآن الكريم يعلمنا أن راحة البال لا ينبغي أن تبنى على عمل " وتلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون " , لا على تواكل أو على قعود , أو انطواء , لكنها مبنية بالأساس على الثقة بالله كما اسلفنا وكذلك بعد الأخذ بالأسباب التي أمر الله بها .
قال سبحانه في كتابه حاكيا عن ذي القرنين " ثم اتبع سببا " , وقال في جهاد المشركين " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل " , وقال في موقف مريم الضعيفة بينما هي تضع مولودها : " وهزي إليك بجذع النخلة " , وقال في شأن موسى عليه السلام وهو بصدد معجزة غير مسبوقة : " فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشره عينا " .
ولكن الله عز وجل يعلمنا ايضا أنه ليس إعداد القوة ولا رباط الخيل ولا هز جذوع النخل ولا ضرب الحجارة بالعصا , ولا غير ذلك وحده كاف للمؤمنين , بل كلها أسباب تفتقر إلى قوة العظيم القادر سبحانه , فيعلمنا القرآن ان الله إذا علم من عبده صدق اللجوء غليه واتخاذ الأسباب مع توكله الكامل عليه وبذل جهده القادر عليه وصبره ويقينه , أنه لا شك ناصره , ولذلك بشر الصالحين بأعظم بشرى فقال سبحانه : " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد "
خامسا : سمو الهدف , ونبل المقصد ..
فآيات القرآن الكريم تعالج هموم النفوس بطريقة مدهشة , عن طريق تذكير المؤمن بسمو هدفه ونبل قضيته , فكلما شعر المؤمن بعظمة ما هو بصدده , كلما هانت عليه الاحزان وصغرت أمامه العقبات .
وانظر إلى القرآن الكريم وهو يضرب لنا ذلك المثل في مؤمن سورة يس إذ دافع عن كلمة الحق ولم يبال بالأذي لأنه ينظر إلى سمو قضيته وعلو هدفه , فاقرأ قوله تعالى : " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال ياقوم اتبعوا المرسلين ( 20 ) اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ( 21 ) وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون ( 22 ) أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون ( 23 ) إني إذا لفي ضلال مبين ( 24 ) إني آمنت بربكم فاسمعون ( 25 ) ) قيل ادخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين" سورة يس
إن نبل غايته أنساه البغضاء وأنساه الثأر حتى إنه لما رأى موعود ربه أحب لو أن الذين آذوه قد رأوا الحق وفهموا الصواب وتبينوا صدق المسيرة .
إنها طرائق علاجية قد بثت في كتاب الله العظيم وهي غيض من فيض , ونقطة في بحر شفاء من القرآن الكريم للنفوس والقلوب .
إن القرآن الكريم شفاء من كل داء , شفاء فعلي عملي , كما قال سبحانه " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " , وأكثر ما تكون الأمراض في هذا العصر هي الامراض النفسية , وأكثرها أمراض الاكتئاب الناتجة عن كثرة الهموم والأحزان , فتثقل النفس , وتوهن القلب وتقعد الجوارح , فلا يزال المرض بالمؤمن حتى يصير عاجزا كسلانا , مهموما , محزونا , لا يقدم شيئا إيجابيا لنفسه ولا لأسرته ولا لأمته .
وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأمراض , وكان كثيرا ما يستعيذ منها , كما أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن و و اعوذ بك من العجز والكسل , واعوذ بك من الجبن والبخل , واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال "
إنها استعاذة الداعي إلى السلوك الإيجابي نحو النفس والمجتمع , واستعاذة المستنكر لحالة القعود السلبية التي ربما يقع فيها البعض نتيجة همومهم وأحزانهم .
القرآن الكريم هو المنهج النوراني الكامل , الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , تنزيل من حكيم حميد , قد بين في كثير من آياته أن المستمسك به , التالي لآياته , الموقن بها , المحب لها , الواثق في موعودها , لا شك سيعبر لحظات الضعف ولا شك سيكسر آلام الهم , إن علاج القرآن في النفوس يثبت في الاساس العقيدة الإيمانية في نفوس المؤمنين , ويؤكد على فهم المؤمنين لعقيدتهم في الله سبحانه , وفي موعوده واليوم الآخر والقدر خيره وشره , وكان ذلك عبر نقاط ..
اولا : بث الطمأنينة في القلب
" ألا بذكر الله تطمئن القلوب " , تأكيد وبيان ان ذكر الله تسكن معه القلوب , فتطمئن لموعود الله , فتأمن من الخوف ومن الفزع , فلا خوف إلا من الله , ولا رهبة إلا من عذابه , فتستقر الطمأنينة فيه إذ لا حول ولا قوة إلا بالله .
وذكر الله يجلي كل خوف , ويذهب كل ضعف , فتجد القلب مطمئنا ليومه , راضيا بأمسه , مستبشرا بغده , إذ اليوم متوكل على الله , وأمس راض بقدر الله فيه , وغدا مستبشر باليسر بعد العسر .
ثانيا : السكينة وسط المخاوف .
فكتاب الله سبحانه يبث السكينة في النفس , ولئن كانت الطمأنينة تخص ذات القلب , فالسكينة تخص الحوادث المارة على النفس , فعلّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا مرت بنا مصيبة أن نذكر الله ونتوكل عليه , فقال : " ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول :قدر الله وما شاء فعل اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها , إلا أجره الله فيها وأخلفه خيرا منها " .
وفي كتاب الله تثبت في الحوادث والمصائب بالإنابة إلى الله والرجوع إليه سبحانه , قال سبحانه " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة "
ثالثا الثقة ..
والثقة في الله سبحانه نوع من المشاعر يبثه ذلك الدين في المؤمنين , يقوى به القلب ويثبت به النفس , فتري القلب تتضاعف قوته , وترى النفس قادرة على خوض غمار المصاعب .
يقول شيخ الإسلام بن تيمية : لا حول ولا قوة إلا بالله لها أثر عجيب في تقوية القلب والجسد , والله سبحانه وتعالى في كتابه يقول " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " , وقد أمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم أن يثق في موعود الله عز وجل ويوقن بذلك وأن ذلك كافيه وحسبه ذلك , فقال " يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين "
رابعا الامر بأخذ الأسباب
فالقرآن الكريم يعلمنا أن راحة البال لا ينبغي أن تبنى على عمل " وتلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون " , لا على تواكل أو على قعود , أو انطواء , لكنها مبنية بالأساس على الثقة بالله كما اسلفنا وكذلك بعد الأخذ بالأسباب التي أمر الله بها .
قال سبحانه في كتابه حاكيا عن ذي القرنين " ثم اتبع سببا " , وقال في جهاد المشركين " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل " , وقال في موقف مريم الضعيفة بينما هي تضع مولودها : " وهزي إليك بجذع النخلة " , وقال في شأن موسى عليه السلام وهو بصدد معجزة غير مسبوقة : " فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشره عينا " .
ولكن الله عز وجل يعلمنا ايضا أنه ليس إعداد القوة ولا رباط الخيل ولا هز جذوع النخل ولا ضرب الحجارة بالعصا , ولا غير ذلك وحده كاف للمؤمنين , بل كلها أسباب تفتقر إلى قوة العظيم القادر سبحانه , فيعلمنا القرآن ان الله إذا علم من عبده صدق اللجوء غليه واتخاذ الأسباب مع توكله الكامل عليه وبذل جهده القادر عليه وصبره ويقينه , أنه لا شك ناصره , ولذلك بشر الصالحين بأعظم بشرى فقال سبحانه : " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد "
خامسا : سمو الهدف , ونبل المقصد ..
فآيات القرآن الكريم تعالج هموم النفوس بطريقة مدهشة , عن طريق تذكير المؤمن بسمو هدفه ونبل قضيته , فكلما شعر المؤمن بعظمة ما هو بصدده , كلما هانت عليه الاحزان وصغرت أمامه العقبات .
وانظر إلى القرآن الكريم وهو يضرب لنا ذلك المثل في مؤمن سورة يس إذ دافع عن كلمة الحق ولم يبال بالأذي لأنه ينظر إلى سمو قضيته وعلو هدفه , فاقرأ قوله تعالى : " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال ياقوم اتبعوا المرسلين ( 20 ) اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ( 21 ) وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون ( 22 ) أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون ( 23 ) إني إذا لفي ضلال مبين ( 24 ) إني آمنت بربكم فاسمعون ( 25 ) ) قيل ادخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين" سورة يس
إن نبل غايته أنساه البغضاء وأنساه الثأر حتى إنه لما رأى موعود ربه أحب لو أن الذين آذوه قد رأوا الحق وفهموا الصواب وتبينوا صدق المسيرة .
إنها طرائق علاجية قد بثت في كتاب الله العظيم وهي غيض من فيض , ونقطة في بحر شفاء من القرآن الكريم للنفوس والقلوب .