كيف تموت الغيرة ؟
ناصر محمد الأحمد
1436/01/11 - 2014/11/04 02:30AM
كيف تموت الغيرة؟
14/1/1436ه
د. ناصر بن محمد الأحمد
الخطبة الأولى :
إن الحمد لله ..
أما بعد: أيها المسلمون: الغَيْرة على الأعراض غريزة فطرية، وصفة ربانية، وسجية نبوية، وخلق محمود، وصفة حسنة. لقد كانت الغيرة أمراً مهماً حتى في الجاهلية قبل الإسلام، حتى وصل بهم إلى الغلو في هذا الأمر أن كانت تدفن البنت وهي حية خوفاً من أن تعمل الفاحشة إذا كبرت، حتى قال شاعرهم يبين حماية الرجل لمحرمه:
منعَّمة ما يستطاع كلامها على بابها من أن تزار رقيب
ولقد أقر الإسلام هذا الخُلق وهذّبه، وضبطه بضوابط الشرع. والغيرة تكريم للمرأة، وحفظ لها من العابثين المفسدين، لا كما تظن بعض النساء الجاهلات أنه تضييق عليها، وتحكم في تصرفها. كما أنه من حقوق الزوجة على زوجها أن يغار عليها وأن يحميها، وذلك دليل على صدق حبه لها. يقول أحد الرجال في بيان شدة غيرته على زوجته:
أغار عليك من عيني ومني ومنك ومن زمانِك والمكانِ
ولو أني خبأتك في عيوني إلى يوم القيامة ما كفاني
عباد الله: إن الأعراض غالية ثمينة عند أصحابها أهل الغيرة والعفة، فهم يبذلون الغالي والنفيس في الحفاظ على أعراضهم، بل قد يبذلون أرواحهم، ولقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من قُتل وهو يدافع عن أهله وعرضه أنه شهيد. قال صلى الله عليه وسلم: "من قتل دون عرضه فهو شهيد". رواه الترمذي. والغيرة صفة من صفات الله تعالى، وهي كذلك صفة من صفات المؤمن الصادق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه". رواه مسلم.
إن غيرة الرجل على نسائه دليل على قوة إيمانه وعلو همته، ومجتمع يُحفظ فيه النساء مجتمع طهر وعفاف. وكل أمة وُضعت الغيرة في رجالها وُضعت الصيانة في نسائها. وأشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيرة.
أيها المسلمون: الله عز وجل أشد غيرة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أشد خلق الله غيرة. قال صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش". رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: "يا أمة محمد! واللهِ ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده، أو تزني أَمَتُه". رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: "أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أَغْيَرُ منه، واللهُ أَغْيَرُ مني". رواه البخاري ومسلم. وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى فاطمة رضي الله عنها مقبلة فقال: من أين جئت؟ فقالت: رحمتُ على أهل هذا الميت ميتهم". رواه أحمد والحاكم. فرسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل فاطمة الطاهرة الفاضلة: أين ذهبت؟ ومن أين أتت؟ لا شكاً فيها، وإنما حفاظاً لها. وعن سهل بن سعد قال: "اطَّلع رجل من جحر في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدري يحك به رأسه، فقال: لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل البصر". رواه البخاري. فهذا النبي صلى الله عليه وسلم عندما شعر أن هذا الرجل يطلع من ثقب إلى بيته أراد أن يطعن في عين الرجل بحديدة كان يحك بها رأسه حماية لعرضه، وغيرة على أهله، وما منعه إلا أنه لم يتأكد من صحة ظنه.
وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يُروى عنه أنه لما رأى الأسواق يزدحم فيها الرجال والنساء، قال غيرة على نساء المسلمين: "ألا تستحيون! ألا تغارون أن يخرج نساؤكم؟ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج".
وهذا سعد بن عبادة سيد الخزرج كان مشهوراً بشدة غيرته، قال سعد رضي الله عنه: "لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: تعجبون من غيرة سعد؟ والله! لأنا أْغْيَر منه، واللهُ أغْيَر مني". رواه البخاري.
وهذه امرأة مسلمة تذهب إلى سوق يهود بني قينقاع لتبيع لها شيئاً، فجلست إلى صائغ يهودي، فجعل اليهود يطلبون من هذه المرأة المسلمة أن تكشف لهم وجهها، وهكذا هي عادة اليهود عهر وفجور، ونقض للعهود، فأبت هذه المرأة، ورفضت أن تكشف وجهها، فعمد الصائغ اليهودي إلى طرف ثوبها وربطها إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت عورتها، فضحك اليهود عليها، فجلست وصاحت، فأسرع رجل من المسلمين من أهل الغيرة على حرمات المسلمين إلى الصائغ فقتله، فشدّت اليهود على المسلم فقتلوه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم ثم أجلاهم عن المدينة.
هكذا يفعل أصحاب الغيرة لحماية لأعراضهم.
أيها المسلمون: ما دام أن الغيرة سجية من سجايا النفس البشرية، وغريزة من غرائزها الفطرية، فلماذا قلّ ضوئها وضعف بريقها في زماننا هذا؟.
إن لهذا الضعف أسباباً:
منها: ضعف الإيمان: فكلما كان العبد أقوى إيماناً كان أشد حفظاً لنفسه ولأهله من أي شيء يلوث سمعتهم، أو يقتل حياءهم ودينهم، ولا يُضعِف الإيمان إلا الذنوب، وإذا ضعف الإيمان هان على العبد مخالفة الدين الصحيح والفطرة السليمة.
ومنها: البعد عن تعاليم الإسلام وآدابه وأخلاقه: فالإسلام جاء بمكارم الأخلاق، والتي منها الغيرة على المحارم، وإذا ابتعد العبد عن تعاليم الإسلام بدأت أخلاقه عموماً، وخلق الغيرة خصوصاً بالانهيار، حتى يصير مُنحلاً أخلاقياً والعياذ بالله.
ومنها: الجهل بخطورة موت الغيرة: فعلى المسلم أن يعلم أهمية الغيرة على الأعراض، وأن ضد الغيرة الدياثة، وضد الغيور الديوث، وهو الذي يقر الفحش في أهله، ولا غيرة له عليهم، والديوث محروم من دخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة قد حرَّم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث". رواه الإمام أحمد. والخبث: الفاحشة.
ومن أسباب ضعف الغيرة: الجهل بعظم المسؤولية تجاه الأهل: فإن كل رجل مسؤول يوم القيامة عن رعيته، ومن تحت رعايته من بنت وزوجة وغيرهما من أهل بيته من إناث أو ذكور، فهم أمانة في عنقه، وفي الحديث المتفق عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راعٍ في أهل بيته وهو مسؤول عنهم". فيجب عليه تربيتهم تربية إسلامية صحيحة، وأن يحميهم من الأقوال البذيئة، والأفعال القبيحة، والعقائد الرديئة، والأفكار الدخيلة، والأخلاق السيئة، والسلوكيات الخاطئة، وجلساء السوء، وعليه أن يحرس عرضه متمثلاً بنساء أهل بيته، وأن يغار عليهم من أن يعبث بهنّ لصوص الأعراض.
ومن الأسباب: قلة الحياء: فالحياء خلق إسلامي يبعث على صيانة العرض، ودفن المساوئ، والتحلي بالمكارم، فإن الذي لا يستحي لا يهمه ما يقال في أهله، ولا يستحي مما يفعله أهله من الرذائل، فإذا لم تصن عرضاً، ولم تخش خالقاً، وتستحي مخلوقاً، فما شئت فاصنع.
ومن الأسباب: الغلو في الثقة بالأهل: إلى حد التعامي عن أمور واضحة بينة تخدش الشرف والعفاف، بحيث يتساهل في خروج أهله ودخولهنّ، يذهبن إلى الأسواق متى شئن، ويرجعن متى شئن، يسافرن دون محرم، يعملن في أماكن لا تخلو من الاختلاط والخلوة، وإذا نُصح قال إنه يثق في أهله، إنهنّ سيحفظن أنفسهنّ، ولن يقعن في الرذيلة، وكأنهنّ معصومات من الخطأ.
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له: إياك إياك أن تبتل بالماء!
فهذا الرجل يرمي بمحارمه إلى أماكن تقربهنّ من الفاحشة والرذيلة، ويتعامى عنهنّ باسم الثقة، حتى يضيع عرضه وشرفه، عند ذلك يعض أصابعه ندماً بعد فوات الأوان.
ومن الأسباب: ضعف شخصية الرجل في بيته وعند أهله: بل الكلمة في البيت لزوجته، فهي الآمرة الناهية، وبالطبع فالمرأة ضعيفة، تتجاوب مع الإغراءات والشهوات، وعندما تكون متحكمة في أمور البيت فإنها ستفسد أهل البيت، خاصة مع ضعف التزامها، فستشتري لبناتها عباءات وملابس التبرج ظناً أن هذا من التقدم والتحضر، والرجل لا يحرك ساكناً، وإنما ينفذ أوامر زوجته المخالفة للشرع، المضيعة للعرض والعفاف، ولْتَبْكِ البواكي على مثل هذا الرجل!.
أين الأب الراعي وأين الزوج في بيت تنهى النساء وتأمرُ؟
إني لأسأل عن رجال عشيرتي أين الثبات وأين أين الجوهرُ؟
أين القوامة يا رجال أما لكم شرف؟ أليس لكم إباء يذكرُ؟
أين العقول أما لديكم حكمة؟ أين القلوب أما تحس وتشعرُ؟
إن عدت الفتن العظام فإنما فتن النساء أشدهنّ وأخطرُ
أخشى على الأخلاق كسراً بالغاً إن المبادئ كسرها لا يجبرُ
فليعلم الرجل أن القوامة له على المرأة شرعاً، ولتعلم ذلك المرأة المسلمة المنقادة لأمر الله تعالى، قال عز وجل: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم).
ومن الأسباب: قلة حديث العلماء في الموضوع مع أهميته وغفلة المسلمين عنه: مع أن قتل الغيرة هدف من أهداف أعداء الإسلام لتدمير المجتمعات الإسلامية، فهم يريدون إفساد المسلمين وصرفهم عن دينهم وتدمير أخلاقهم بنشر الفواحش ووسائلها من التعليم والوظائف المختلطة، والبعثات العلمية للنساء إلى بلاد الكفر والتبرج والسفور إلى غير ذلك. وبالطبع فإن أهل الغيرة هم عقبة أمام مخططات الأعداء، فيجب على العلماء وطلبة العلم والكتّاب أن يتكلموا ويكتبوا عن هذا الموضوع المهم العظيم مواجهة لأعداء الله تعالى، دعاة الفاحشة والرذيلة ولتحيي في نفوس الرجال الغيرة على الأعراض وحماية المحارم.
ومن أسباب ضعف الغيرة: الإعلام الفاسد بوسائله المختلفة مقروءة ومسموعة ومرئية: ذلك أن للإعلام دوراً مهماً في تشكيل عقول متابعيه وأفكارهم وسلوكياتهم، والإعلام الموجود هذه الأيام ينشر الفساد والمنكرات والإباحية، والسلوكيات الشاذة عن تعاليم ديننا الإسلامي عبر البرامج المنحرفة، والأغاني الهابطة، والمسلسلات الخليعة، والأفلام القبيحة، والمفاهيم السقيمة الدخيلة التي تُظهر الرذيلةَ فضيلةً، والقبيح حسناً، والشر خيراً، وغير ذلك من المفاهيم التي يقوم الإعلام بقلب حقائقها. وفي عصرنا هذا عصر البث المباشر تَنقُل لنا القنوات الفضائية عادات وتقاليد وسلوك أمم الكفر والفجور إلى داخل بيوت المسلمين من خلال أفلام تعرض فاحشة الزنا من البداية إلى النهاية، والأخرى تعرض فاحشة اللواط، وصور نساء عاريات نعوذ بالله من سوء الحال والمنقلب، وتُظهِر هذه المنكرات على أنها هي التقدم والتحضر، فتولّد عند الرجل موتاً للغيرة، فلا حرج إن قلَّدت بنته أو زوجته أو أخته أو غيرهنّ ممثلة، أو راقصة، أو مغنية في لبسها أو سلوكها.
أسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ..
بارك الله ..
الخطبة الثانية :
الحمد لله ..
أما بعد: أيها المسلمون: إن من يتابع أحوال المسلمين يرى مظاهر كثيرة لموت الغيرة لدى الرجال، أذكر جملة من أهم هذه المظاهر وأكثرها انتشاراً في مجتمعاتنا الإسلامية:
عندما تموت الغيرة: ترى الرجل يسمح لمحارمه أن يلبسن الملابس الضيقة والقصيرة والخفيفة التي تُظهر ما تحتها، مثل البنطال وغير ذلك من ملابس التبرج، وإن وُجد لديه شيء من الحياء فإنه يلزمهنّ بلبس العباءة، لكن هل هذه العباءة حجاب؟ لا، ليست عباءة التبرج والفتنة بحجاب، وقد زينت من الأمام، وزخرفت لها الأكمام، وضيقت من الأعلى، ووسعت من الأسفل، وصنعت بألوان وأشكال مختلفة، حتى زادت من جمال المرأة، وزادت الفتنة بها، فلو لبستها امرأة قبيحة الشكل لظنّ الرجل أنها ملكة الجمال لتزيين العباءة لها، وهذا الرجل يظن أنه قد عمل ما عليه من إلزام أهله بالحجاب المشروع، ولا يعلم أنه بعمله هذا قد خالف الشرع، وضيع أهله.
عندما تموت الغيرة: يسمح الرجل لزوجته وبناته عند ذهابهم إلى بعض البلاد التي لا تلتزم بالحجاب الشرعي للعلاج أو السياحة أو غيرها بترك الحجاب والتشبه بأهل تلكم البلاد، بل قد يأمرهنّ بذلك والعياذ بالله، حتى لا يُنظر إليه وإلى أهله بأنهم جهلة وغير مثقفين.
عندما تموت الغيرة: يسمح الرجل لزوجته أو بنته بالسفر للدراسة وغيرها دون محرم، سواء إلى بلاد إسلامية أو بلاد الكفر، بل تجده يعمل لسفرها ويأتي بالوساطات، ويدفع الأموال لتُمنح زوجته أو بنته أو أخته منحة دراسية إلى إحدى الدول، ويفتخر بذلك أمام الناس أن إحدى نسائه حصلت على منحة إلى الخارج، فتذهب تقضي عدة أشهر، أو عدة سنوات بمفردها. أظن هذا الرجل لا يجهل حديث أبي سعيد المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم: "نهى أن تسافر المرأة مسيرة يومين إلا ومعها زوجها أو ذو محرم". لكنه موت الغيرة.
عندما تموت الغيرة: يسمح الرجل لأهله بالجلوس مع غير المحارم في الجلسات العائلية الخاصة في نهايات الأسبوع، ولك أن تتخيل التبسط والتساهل الحاصل في هذه اللقاءات. والحمو الموت.
عندما تموت الغيرة: يذهب الرجل بأهله إلى طبيب رجل ليكشف عليها، مع وجود الطبيبات، وهو ليس مضطراً، وسيكون الكشف على حسب المرض، قد تكشف وجهها، أو صدرها، أو بطنها، بل بعض الرجال يجعل الطبيب يولِّد زوجته، مع أنه لا توجد ضرورة لذلك، فهناك طبيبات يقمن بالعمل نفسه الذي يقوم به هذا الطبيب، لكنه موت الغيرة.
عندما تموت الغيرة: يهمل الرجل أهله من بنت أو زوجة أو أخت أو غيرهنّ، فيختلين بالأجانب من الرجال، والأماكن التي يحصلن فيها الخلوة المحرمة كثيرة منها: الخلوة في العمل، فكم تقع الخلوة بين الموظفين والموظفات وهذا مشاهد. فبعض المكاتب لا يوجد فيها إلا موظف وموظفة، بل قد تعمل المرأة في الليل، خاصة في المستشفيات المختلطة، سواء كانت طبيبة أو ممرضة، وبحكم العمل فقد تجلس الطبيبة مع الطبيب ساهرَين في غرفة واحدة، ينتظران المرضى ليس معهما أحد في الغالب.
أو الخلوة بالمدرس، وهذا حاصل في الأسر الثرية حين يأتي الرجل لبنته بمدرس خاص لتعليمها بعض المواد، وقد صارت هذه البنت في المرحلة الثانوية أو الجامعية، وبالطبع لا بد من غرفة خاصة هادئة لا يوجد فيها إلا حضرة الأستاذ وتلميذته حتى يتمكن المدرس من الشرح وتلميذته من الإصغاء، ويجب أن لا يدخل عليهما أحد، حتى ينتهي الدرس الذي يستغرق ساعة أو ساعتين أو أكثر، وهذا العمل حرام ولا يجوز ولو كان المدرس عالماً من العلماء، فكيف والمدرس فاسق لا دين له ولا خلق؟.
أو خلوة المخطوبة مع خطيبها، وهذا حاصل حتى عند من يدَّعون الغيرة، وهذا لا يجوز شرعاً، لأن الخاطب لا زال أجنبياً عن هذه المرأة حتى يعقد عليها.
عندما تموت الغيرة: ترى الرجل يسمح لنسائه بالاحتفاظ بصور الممثلين والمغنيين والرياضيين وغيرهم في جوالها، لأنها معجبة بهم والرجل لا يعارض ذلك لأنه يرى أنها حرة، تُعجب بمن تريد، فهذا من خصوصياتها.
عندما تموت الغيرة: فإن الرجل يكلف زوجته أو بنته بشراء حاجات البيت دون ضرورة، فهو صحيح ولديه وقت فراغ، وإن كان مشغولاً فلديه أولاد كبار يذهبون إلى الأسواق بدلاً عنه، لكنه موت الغيرة، بل يصل الأمر في بعض الرجال أن يلقي مسؤولية البيت كاملة على زوجته، فهي التي تذهب إلى السوق، وتشتري الطعام والشراب ولباسها ولباس الأطفال، بل وملابس زوجها.
نسأل الله السلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، ونسأله سبحانه أن يحفظ أعراضنا ونساءنا من كل حاقد ومجرم عابث.
كما نسأله أن يرزقنا الغيرة على محارمنا وأعراضنا ..
اللهم ..
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق