كيف تُــحِــب وتُـــحَـــب ؟!
عبدالإله بن سعود الجدوع
1434/04/04 - 2013/02/14 10:16AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعدكم الله ووفقكم ورعاكم ياكرام ، ولـَكم أنا سعيد أن أكون بينكم مستفيداً من شريف علمكم وتجاربكم ، وهذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك الموفق ، وهي عبارة عن خطبة خطبت بها العام الماضي لما اقترب ( يوم الحب )
آمل أن أسعد بملحوظاتكم وتصويباتكم ..
الخطبة الأولى :
...
تعلمون أن الحب عاطفة غريزية في الإنسان تنطلق منه لتحبَ الله وتُحب رسوله وتُحبَ وطنه وتحب مجتمعه ، وكذلك تحب المال وتحب الجمال وتحب الزوجة والأولاد وغير ذلك من الأمور ، وكلّ من هذه المحبوبات له معنى خاص ومذاق مختلف ، وحديث يطول ، وليس هو محور حَـديثـِـنا معكم !!
إنما زاويةُ حَـديثـُـنا معكم الآن هي الزاوية التي فيها ( الحب ) حتى نصل وإياكم إلى إجابة سؤال صغيرِ الكلمات ، كبيرِ المعاني وهو : كيف تحِـب .. وكيف تُـحَـب ؟ كيف نفهم الحب وكيف نمارسه ؟ إننا نريد أن نصل وإياكم إلى حب نحيا به ، وليس حباً نستهلكه ، نريد أن نصل وإياكم إلى الحب الراشد والواعي – إن صحت التسمية –
لكن قد يقول قائل : وما حاجتنا للحديث عن الحب ؟
فنقول:ومن الذي يعيش بلا حب؟ فالحب شيء غريزي وجميل ، بل وحث عليه الإسلام في مواطن سنأتي عليها إن شاء الله ، ولكي تعرف مدى أهمية أن نلقي الضوء على هذا الموضوع ، انظر ماهي أكثر المصادر التي يستسقي منها المجتمع المعلومات عن الحب ؟! تجدها أنها ماتمليه المسلسلات وما تصدح به الأغنيات ، والمعافى من هذين البلائين قد يصعب عليه كيف يفهم الحب وكيف يمارسه ؟ وكيف يُحِب ويُحَب ؟ ولو نظرت أيضاً إلى ازدياد مشكلات مجتمعية كالعلاقات العاطفية التي تنتهي في الغالب لابتزازات شيطانية ، أو لقضايا التعلق والإعجاب بين شباب وفتيات ، لوجدت أن مفهوم الحب عند هؤلاء كان مزيفاً بينما كانوا يظنونه حقيقياً. فالفتاة تصدّق شاباً بأنه يحبها وسيتزوجها ، والبعض يظن أن الحب لا يُشعل فـتيله إلا في يوم في السنة يسمى "عيد الحب" بينما الحب الحقيقي هو حياة! كل أيامه حب .
فإذاً .. نحن هنا لهدف -أرجو أن تركزوا عليه- وهو أنْ نعيد النظر في مفهومنا وتطبيقاتنا للحب ، لأنه – وللأسف - يناله شيء من الضبابية والغبش في مفهومه ، أو تستطيع أن تقول أنه مفهومه عند البعض يُحصرَ في دائرة ضيقة كمن يُعرّف الحب أنه العلاقة الخاصة بين الزوجين فقط . ولايتعدى أكثر من ذلك ، والبعض ينغمر في الحب دون أن يفهَمه ثم يريد نتائج مبهرة ! ، والبعض يستطيع أن يقول كلمة " أُحِـبـُك " لكن لايعرف كيف يُطبقها ؟ مع أن أهمية التطبيق أكثر أهميةٍ للطرفين .
أيها الأخوة الكرام : لو قمنا بسؤال كل واحد منكم ، هل تعرف الحب ؟ سيقول بلاشك: نعم. ثم إذا قلت له إذاً عرّف الحب؟ لصعبت عليه الإجابة !! ولكننا نقول كما قال الشيخ علي الطنطاوي"رحمه الله"( ليس في الناس من لم يعرف الحب ، وليس فيهم من عرّف الحب ) فإذاً هو شيء يُمارسُ كثيرا بطرق متعددة لكن يصعب تعريفه ، ومن ذاق الحب عَـرف ، ومن عَـرف اغترف .
أيها الأحبة الكرام:
إنه لا توجد أمة من الأمم ولا دين من الأديان يحث أبناءه على التحابِّ والمودة كدين الإسلام، ، بل حث على إظهار العاطفة والحب في كل وقت، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه إياه)) رواه الترمذي ، بل والأفضل منهم من كان أكثر حباً لصاحبه لحديث أنس أن رسول الله قال ( ما تحاب اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه)رواه الطبراني وصححه الألباني ، وهؤلاء في منزلة عظيمة يوم القيامة كونهم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم: ((ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه)) وإذا دخلوا الجنة هم من المكرمين إذ رسول الله يقول ( المتحابون في الله على منابر من نور يغبطهم النبيون والصديقون والشهداء )رواه ابن حبان وصححه الألباني ، بل ونفي الإيمان عن الذي لايحب الخير لصاحبه فقال رسول الله( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ) بل وجُعلت المحبة طريقاً إلى الجنة كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: ((والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)) بل إن المسلم تمتد عاطفته ومحبته لتشمل حتى الجمادات، فهذا جبل أحد يقول عنه عليه الصلاة والسلام: ((هذا أحد جبل يحبنا ونحبه)) والأمثلة على التي تحث على المحبة العامة كثيرة .
لكن الوصية في النهاية كما قال علي رضي الله عنه ( أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك هوناً ما ، عسى أن يكون حبيبك هوناً ما )
أما مايدخل في المحبة ويجدر بنا الإشارة له خصيصاً : هي المحبة التي تكون بين الزوجين ، وسأكتفي بمثالين فقط ، يحتفظ بها الأعزب منا حتى يتزوج ، ويطبق معانيها المتزوج فوراً ودون تأخير .
أما المثال الأول ، لأولئك المتجاهلين لمعاني الحب العظيمة : فالحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متزوجاً من خديجة رضي الله عنها وتوفيت ، وبعد ذلك بسنين لازال النبي يذكرها ويدعو لها بل وكان يذبح الشاة ثم يرسل شيئاً منها إلى صاحباتها وفاءً لها ،فغارت عائشة منها ومن كثير مايتذكرها النبي ويدعو لها ، ولم تكن قد اجتمعت بها،فغضب النبي على عائشة وكان يقول : إنها كانت وكانت . يقصد خديجة ، فانظر كيف كانت محبته ووفاءه لها بعد موتها ، فكيف كان وفاءه ومحبته حال حياتها.
أما المثال الثاني وهو رسالة لأولئك المتزوجين الذين ذبل الحب لديهم ، وظنوا أنهم قد كَـبـَروا عن الحب . إليهم هذا المثال: وهو أن رسول الله في آخر لحظات حياته وفي مرض موته يستاك بالسواك الذي رطبته له عائشة من ريقها ، وتوفي ورأسه عند صدر عائشة رضي الله عنها .
ونأخذ من ذلك أن الحب الحقيقي هو المستمر في كافة ظروف الحياة ، ونأخذ منه كذلك أن الحب يُـقـبَـل - وإن شئت قل يُـطـلـب- ممن تجاوز عمره الستين سنة .
*****بارك الله فيما قلت وسمعتم فإن كان من صواب فمن الله وإن من خطأ فمن نفسي والشيطان ، وأستغفر الله لي ولكم ..
إن حديثنا عن الحب هو ضبط لأُطرِه .. ورسم لحدّه .. ووجه للتعامل عند وقوعه .. وتصويب للنظر عند معالجته.
ألا فليعلم -عباد الله- أن هناك يوماً رائجاً ينبغي التحذير منه، وهو اليوم الذي يسمى بعيد الحب وهو أولاً ليس عيدا للمسلمين وتحرم المشاركة فيه أو الإحتفال به أو تبادل عبارات الحب احتفاء وابتهاجاً بذلك اليوم لخطر الأحاديث الدالة على وجوب مخالفة المشركين ولارتباطه أصله بعقيدة عند النصارى كما أفادت بذلك اللجنة الدائمة للإفتاء ، ثم أيها الكرام هم لايقصدون بالحب معناه الصحيح ، إنما يقصدون به معنى فاسداً لايخفى على كل ذي لِـبٍ وعاقل .
ألا وليحذر-عباد الله- من الإنجرار وراء القنوات والمواقع الإلكترونية التي تحتفل بذلك ، وعلينا واجب النصح بالحسنى مَن رأيناه وقع في شيء من ذلك .
ومن المتعين على الآباء والأمهات ان يلاحظوا هذا الامر على أولادهم، وخاصة اذا رأوا من بناتهم تخصيص اللباس الاحمر في ذلك اليوم ، وهكذا لو طلبوا منهم شراء الورود والبطاقات الخاصة بذلك اليوم، فيبينوا لهم حقيقة الأمر بأسلوب شرعي تربوي مقنع .
إخوة الإسلام : هناك قاعدة عظيمة في الحب ، إذا عملت بهما أصبت خيري الدنيا والآخرة : تتحمل ماتكره إذا أحبه الله ، وتترك ماتحب إذا كرهه الله .
{ ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حبا لله}
اللهم وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا لحبك
أسعدكم الله ووفقكم ورعاكم ياكرام ، ولـَكم أنا سعيد أن أكون بينكم مستفيداً من شريف علمكم وتجاربكم ، وهذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك الموفق ، وهي عبارة عن خطبة خطبت بها العام الماضي لما اقترب ( يوم الحب )
آمل أن أسعد بملحوظاتكم وتصويباتكم ..
الخطبة الأولى :
...
تعلمون أن الحب عاطفة غريزية في الإنسان تنطلق منه لتحبَ الله وتُحب رسوله وتُحبَ وطنه وتحب مجتمعه ، وكذلك تحب المال وتحب الجمال وتحب الزوجة والأولاد وغير ذلك من الأمور ، وكلّ من هذه المحبوبات له معنى خاص ومذاق مختلف ، وحديث يطول ، وليس هو محور حَـديثـِـنا معكم !!
إنما زاويةُ حَـديثـُـنا معكم الآن هي الزاوية التي فيها ( الحب ) حتى نصل وإياكم إلى إجابة سؤال صغيرِ الكلمات ، كبيرِ المعاني وهو : كيف تحِـب .. وكيف تُـحَـب ؟ كيف نفهم الحب وكيف نمارسه ؟ إننا نريد أن نصل وإياكم إلى حب نحيا به ، وليس حباً نستهلكه ، نريد أن نصل وإياكم إلى الحب الراشد والواعي – إن صحت التسمية –
لكن قد يقول قائل : وما حاجتنا للحديث عن الحب ؟
فنقول:ومن الذي يعيش بلا حب؟ فالحب شيء غريزي وجميل ، بل وحث عليه الإسلام في مواطن سنأتي عليها إن شاء الله ، ولكي تعرف مدى أهمية أن نلقي الضوء على هذا الموضوع ، انظر ماهي أكثر المصادر التي يستسقي منها المجتمع المعلومات عن الحب ؟! تجدها أنها ماتمليه المسلسلات وما تصدح به الأغنيات ، والمعافى من هذين البلائين قد يصعب عليه كيف يفهم الحب وكيف يمارسه ؟ وكيف يُحِب ويُحَب ؟ ولو نظرت أيضاً إلى ازدياد مشكلات مجتمعية كالعلاقات العاطفية التي تنتهي في الغالب لابتزازات شيطانية ، أو لقضايا التعلق والإعجاب بين شباب وفتيات ، لوجدت أن مفهوم الحب عند هؤلاء كان مزيفاً بينما كانوا يظنونه حقيقياً. فالفتاة تصدّق شاباً بأنه يحبها وسيتزوجها ، والبعض يظن أن الحب لا يُشعل فـتيله إلا في يوم في السنة يسمى "عيد الحب" بينما الحب الحقيقي هو حياة! كل أيامه حب .
فإذاً .. نحن هنا لهدف -أرجو أن تركزوا عليه- وهو أنْ نعيد النظر في مفهومنا وتطبيقاتنا للحب ، لأنه – وللأسف - يناله شيء من الضبابية والغبش في مفهومه ، أو تستطيع أن تقول أنه مفهومه عند البعض يُحصرَ في دائرة ضيقة كمن يُعرّف الحب أنه العلاقة الخاصة بين الزوجين فقط . ولايتعدى أكثر من ذلك ، والبعض ينغمر في الحب دون أن يفهَمه ثم يريد نتائج مبهرة ! ، والبعض يستطيع أن يقول كلمة " أُحِـبـُك " لكن لايعرف كيف يُطبقها ؟ مع أن أهمية التطبيق أكثر أهميةٍ للطرفين .
أيها الأخوة الكرام : لو قمنا بسؤال كل واحد منكم ، هل تعرف الحب ؟ سيقول بلاشك: نعم. ثم إذا قلت له إذاً عرّف الحب؟ لصعبت عليه الإجابة !! ولكننا نقول كما قال الشيخ علي الطنطاوي"رحمه الله"( ليس في الناس من لم يعرف الحب ، وليس فيهم من عرّف الحب ) فإذاً هو شيء يُمارسُ كثيرا بطرق متعددة لكن يصعب تعريفه ، ومن ذاق الحب عَـرف ، ومن عَـرف اغترف .
أيها الأحبة الكرام:
إنه لا توجد أمة من الأمم ولا دين من الأديان يحث أبناءه على التحابِّ والمودة كدين الإسلام، ، بل حث على إظهار العاطفة والحب في كل وقت، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه إياه)) رواه الترمذي ، بل والأفضل منهم من كان أكثر حباً لصاحبه لحديث أنس أن رسول الله قال ( ما تحاب اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه)رواه الطبراني وصححه الألباني ، وهؤلاء في منزلة عظيمة يوم القيامة كونهم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم: ((ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه)) وإذا دخلوا الجنة هم من المكرمين إذ رسول الله يقول ( المتحابون في الله على منابر من نور يغبطهم النبيون والصديقون والشهداء )رواه ابن حبان وصححه الألباني ، بل ونفي الإيمان عن الذي لايحب الخير لصاحبه فقال رسول الله( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ) بل وجُعلت المحبة طريقاً إلى الجنة كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: ((والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)) بل إن المسلم تمتد عاطفته ومحبته لتشمل حتى الجمادات، فهذا جبل أحد يقول عنه عليه الصلاة والسلام: ((هذا أحد جبل يحبنا ونحبه)) والأمثلة على التي تحث على المحبة العامة كثيرة .
لكن الوصية في النهاية كما قال علي رضي الله عنه ( أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك هوناً ما ، عسى أن يكون حبيبك هوناً ما )
أما مايدخل في المحبة ويجدر بنا الإشارة له خصيصاً : هي المحبة التي تكون بين الزوجين ، وسأكتفي بمثالين فقط ، يحتفظ بها الأعزب منا حتى يتزوج ، ويطبق معانيها المتزوج فوراً ودون تأخير .
أما المثال الأول ، لأولئك المتجاهلين لمعاني الحب العظيمة : فالحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متزوجاً من خديجة رضي الله عنها وتوفيت ، وبعد ذلك بسنين لازال النبي يذكرها ويدعو لها بل وكان يذبح الشاة ثم يرسل شيئاً منها إلى صاحباتها وفاءً لها ،فغارت عائشة منها ومن كثير مايتذكرها النبي ويدعو لها ، ولم تكن قد اجتمعت بها،فغضب النبي على عائشة وكان يقول : إنها كانت وكانت . يقصد خديجة ، فانظر كيف كانت محبته ووفاءه لها بعد موتها ، فكيف كان وفاءه ومحبته حال حياتها.
أما المثال الثاني وهو رسالة لأولئك المتزوجين الذين ذبل الحب لديهم ، وظنوا أنهم قد كَـبـَروا عن الحب . إليهم هذا المثال: وهو أن رسول الله في آخر لحظات حياته وفي مرض موته يستاك بالسواك الذي رطبته له عائشة من ريقها ، وتوفي ورأسه عند صدر عائشة رضي الله عنها .
ونأخذ من ذلك أن الحب الحقيقي هو المستمر في كافة ظروف الحياة ، ونأخذ منه كذلك أن الحب يُـقـبَـل - وإن شئت قل يُـطـلـب- ممن تجاوز عمره الستين سنة .
*****بارك الله فيما قلت وسمعتم فإن كان من صواب فمن الله وإن من خطأ فمن نفسي والشيطان ، وأستغفر الله لي ولكم ..
إن حديثنا عن الحب هو ضبط لأُطرِه .. ورسم لحدّه .. ووجه للتعامل عند وقوعه .. وتصويب للنظر عند معالجته.
ألا فليعلم -عباد الله- أن هناك يوماً رائجاً ينبغي التحذير منه، وهو اليوم الذي يسمى بعيد الحب وهو أولاً ليس عيدا للمسلمين وتحرم المشاركة فيه أو الإحتفال به أو تبادل عبارات الحب احتفاء وابتهاجاً بذلك اليوم لخطر الأحاديث الدالة على وجوب مخالفة المشركين ولارتباطه أصله بعقيدة عند النصارى كما أفادت بذلك اللجنة الدائمة للإفتاء ، ثم أيها الكرام هم لايقصدون بالحب معناه الصحيح ، إنما يقصدون به معنى فاسداً لايخفى على كل ذي لِـبٍ وعاقل .
ألا وليحذر-عباد الله- من الإنجرار وراء القنوات والمواقع الإلكترونية التي تحتفل بذلك ، وعلينا واجب النصح بالحسنى مَن رأيناه وقع في شيء من ذلك .
ومن المتعين على الآباء والأمهات ان يلاحظوا هذا الامر على أولادهم، وخاصة اذا رأوا من بناتهم تخصيص اللباس الاحمر في ذلك اليوم ، وهكذا لو طلبوا منهم شراء الورود والبطاقات الخاصة بذلك اليوم، فيبينوا لهم حقيقة الأمر بأسلوب شرعي تربوي مقنع .
إخوة الإسلام : هناك قاعدة عظيمة في الحب ، إذا عملت بهما أصبت خيري الدنيا والآخرة : تتحمل ماتكره إذا أحبه الله ، وتترك ماتحب إذا كرهه الله .
{ ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حبا لله}
اللهم وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا لحبك
المشاهدات 3418 | التعليقات 3
موفق شيخنا خطبة في محلها
بارك الله فيكم
تذكير بالخطبة التي أُلقيت قبل 4 سنوات لتكرار مناسبتها ، وأسعد بمروركم
عرجان عرجان
جزاك الله خيرا
تعديل التعليق