كيفية إعادة الأثر الشرعي المطلوب لآية الكسوف والخسوف ، واستثارة الشعور الإيماني بها

أبو عبد الرحمن
1431/01/14 - 2009/12/31 21:47PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع الذي أطرحه بين أيديكم للحوار هو : كيفية إعادة الأثر الشرعي المطلوب لآية الكسوف والخسوف ، واستثارة الشعور الإيماني بها ، والإجابة عن استفسار يطرح كثيرا( وأحيانا يطرح على هيئة شبهة) في طريقة الجمع بين كونه تخويف وبين كونها ظاهرة فلكية يمكن معرفة مواعيدها لسنوات قادمة عديدة .
فقد بلغ الحال بالكثير أن يقترفوا المعاصي ويواصلوا مواقعتها أثناء الخسوف والكسوف وقد يكون أقلها سوءا المشاهدة أو الاستماع للمحرمات أو التسكع في الأسواق والقليل من يفزع للصلاة والصدقة والذكر والدعاء والاستغفار.
ويعزو الكثير ذلك إلى إعلان مواعيد الكسوف والخسوف وظن البعض أن تلك الآية مجرد ظاهرة فلكية يتابعها من له اهتمام بذلك ، فلم يعد لتلك الآية العظيمة تلك الرهبة والخشية التي كنا نشعر بها سابقا .
بانتظار مشاركاتكم القيمة وإجاباتكم السديدة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشاهدات 5467 | التعليقات 6

الرياض من 8 إلى 10,52صباحا (البقية في الرابط)


يقول شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (ولقد ظل قوم غفلوا عن هذه الحكمة العظيمة لجهلهم بالشريعة فلم يروا في الكسوف بأساً ولم يرفعوا به رأساً ولم يرجعوا إلى ربهم بهذا الإنذار ولم ينيبوا إليه بالذل والانكسار فقالوا هذا الكسوف أمرٌ طبيعي يعلم بالحساب فوالله ما مثل هؤلاء إلا مثل من قال الله عنهم من الكفار المعاندين )وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ) فما أدري عن هؤلاء أهم في شك مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وجهل فليرجعوا إلى السنة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثبوتاُ لا شك فيه في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من كتاب السنة إذاً فهل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال ( يخوف الله بهما عباده) هل قال ذلك على الله من تلقاء نفسه كلا والله أو قال ذلك جاهلاً بما يقول كلا والله لم يتقول ذلك على ربه وإنما قال هذا بوحي من الله عز وجل فهو صلى الله عليه وسلم لم يعلم حكمة الله بذلك إلا بما علمه ونحن نشهد الله عز وجل ونحن نشهد الله عز وجل وكفى بالله شهيداً ونشهد كل من يسمعنا من خلقه أن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو حق وأنه ما كذب ولا كُذب وأنه ما كذب ولا كذب وأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أعلم الخلق بالله تعالى وبحكمته وأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنصح الخلق لعباد الله وأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أصدق الناس قولاً وأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أفصحهم بياناً وأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أهداهم سنةً وطريقا فصلوات الله وسلامه عليه سبحان الله سبحان الله سبحان الله كيف يليق بمن يؤمن بالله ورسوله وهو يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الكسوف ( إن الله يخوف به عباده) ثم يقول هذا: كيف يكون التخويف بالكسوف وهو أمر يعرف بالحساب إن هذا التساؤل لا يرد أبداً لا يرد أبداً على لسان من يؤمن بالله ورسوله إن المؤمن يجب أن يسلم بما قاله الله ورسوله تسليما كاملاً ويعلم علماً يقيناً أن ما صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يمكن في الواقع أن يخالف ما يقع أبداً وإنما يظن المخالفة من قل نصيبه من العلم والإيمان أو ضعف فهمه فلم يقدر على التوفيق بين نصوص الشريعة والواقع ونحن نقول ونحن نقول إن الكسوف يعرف بالحساب معرفة لا شك فيها ولهذا يقدرونه بالدقيقة والساعة والزمن النهاري أو الليل ولكن هذا لا ينافي أن يكون هذا تخويفاً من الله عز وجل للعباد فنجمع بين الواقع وبين الشرع لأن الشرع لا يخالف الواقع أبداً فلله تبارك وتعالى في تقدير الكسوف حكمتان حكمة قدرية يحصل الكسوف بوجودها وهذه معروفةٌ عند علماء الفلك وأهل الحساب وحكمة شرعية وهي تخويف العباد وهذه لا يعلمها إلا الله عز وجل أو من أطلعه الله عليها من الرسل فهل باستطاعة أحد أن يعلم أن يعلم لماذا قدر الله الكسوف إلا أن يكون عنده وحي من الله تعالى بأنه قدره لكذا وكذا وهذا هو ما بينه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال ( يخوف الله بهما) إي بالشمس والقمر إذا كسفت (يخوف الله بهما عباده) وهذا، وهذا يبطل ظن من ظن من الناس أن الكسوف أمر طبيعي إذ لو كان أمراً طبيعياً لكان أمراً مطرداً منتظماً كما ينتظم الهلال وكما تنتظم الفصول باختلاف مدار الشمس لكنه أمر يقدره الله عز وجل لحكمة وهي تخويف العباد فعلينا أيها الأخوة إذا وقع الكسوف أن نكون خائفين وجلين وأن نلجأ إلى ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ....) أ.هـ
http://www.al-sunna.net/articles/file.php?id=5068


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفي انتظار مشاركاتكم السديدة هذا مقتبس من خطبة للشيخ ابراهيم الحقيل في الموضوع أتحفنا بها الشيخ ماجد حفظ الله الجميع .

ماجد آل فريان;1911 wrote:
الكسوف والخسوف (2)


يخوف الله تعالى بهما عباده

15/1/1431
...................................................
إنه لا يستهين بهذا التخويف والتذكير إلا أهل الغفلة والإعراض والاستكبار الذين تتنزل العقوبات بسببهم، وقد عُذبت الأمم السالفة بأمثالهم.. إنهم الملأ من كل قوم كذبوا فعذبوا، وعذب الناس بسببهم؛ لخضوعهم لقولهم، واتباعهم في غيهم، ونجَّى الله تعالى الرسل ومن آمن معهم.
إن من شرِّ أنواع الصدود عن الله تعالى: التكذيب بآياته، وقد دلت الآيات الشرعية من الكتاب والسنة على أن الآيات الكونية وسيلة لتخويف العباد، ومن ذلك حدوث الكسوف والخسوف، ومن تكذيب الله تعالى وتكذيب رسوله ^: الزعم بأن الكسوف والخسوف لا يُوجب الخوف منه، ولا التخويف به، بحجة أنه ظاهرة كونية اعتيادية، كما يصيح به جهلة الإعلام والصحافة، وحال كثير منهم كحال المكذبين السابقين الذين أوبقوا أنفسهم، وعُذبت الأمم بسببهم.وقد قال الله تعالى [وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى الله كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ]{الأنعام:21}.
إن حالهم وهم يكذبون خبر الله تعالى وخبر نبيه ^ في الكسوف والخسوف، ويُعرضون عن آيات التخويف كحال من أخبر الله تعالى عنهم بقوله /font][font=al-quranalkareem]وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ[/font][font=al-quranalkareem {الأنعام:4} وفي آية أخرى [وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا]{القمر:2}.
وأعظم من ذلك صدهم عمن يريد تخويف الناس بهذه الآيات، وسخريتهم بهم وبما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة [بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ * وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ * وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ]{الصَّفات:12-14}. وتالله لكأن هذه الآيات تنزلت فيهم حين نفوا آيات التخويف وسخروا بها.. آيات كونية عظيمة يخوف الله تعالى بها عباده فيعرضون عنها، ويدعون الناس للإعراض عنها [أَفَأَمِنُوا مَكْرَ الله فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ الله إِلَّا القَوْمُ الخَاسِرُونَ] {الأعراف:99}.
وما ردَّهم عن فهم آيات الله تعالى الكونية والشرعية مع ادعائهم الثقافة والمعرفة إلا كبرٌ امتلأت به صدورهم، حتى غشا على أبصارهم وأسماعهم، وخُتم به على قلوبهم، فكانوا كمن قال الله تعالى فيهم /font][font=al-quranalkareem]سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ[/font][font=al-quranalkareem {الأعراف:146} يا لعظمة هذه الآية وهي تصفهم: صُرفوا عن فهم آيات الله تعالى الكونية والشرعية بسبب كبرهم على الله تعالى وعلى دينه وعلى أوليائه، فهاموا في سبل الغي، وحادوا عن سبيل الرشاد، فكانوا أهل غفلة، ولو زعموا أنهم أهل ثقافة /font][font=al-quranalkareem]ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ[/font][font=al-quranalkareem.
إن من زعم أن ظاهرتي الكسوف والخسوف لا تستوجبان الخوف منهما، ولا التخويف بهما؛ فهو مفتر على الله تعالى الكذب، مكذب بآياته الشرعية، ويُخشى أن يكون هؤلاء المارقون المكذبون سبب عذاب على البلاد والعباد، كما كان أمثالهم من قبل سبب عذاب الأمم السالفة.
إن رسولنا محمداً ^ هو أعلم الخلق بالله تعالى وبآياته الشرعية والكونية، ولم يؤت أحد من البشر علماً كعلمه لأن الله تعالى هو الذي كلمه وعلمه [وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ عَظِيمًا]{النساء:113} ولما كسفت الشمس فزع فزعاً شديداً دلت عليه الأحاديث المنقولة إلينا، قال أبو مُوسَى رضي الله عنه:«خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النبي ^ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ وقال: هذه الْآيَاتُ التي يُرْسِلُ الله لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ ولا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنْ يُخَوِّفُ الله بِهِ عِبَادَهُ فإذا رَأَيْتُمْ شيئاً من ذلك فَافْزَعُوا إلى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ» رواه الشيخان ففزع ^ وأمر الناس أن يفزعوا إلى الصلاة والذكر والدعاء والاستغفار. وبلغ من فزعه ^ أنه أخطأ فلبس رداء بعض نسائه حتى لحقوه وأدركوه بردائه ^، قالت أسماء رضي الله عنها:«فَأَخْطَأَ بِدِرْعٍ حتى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ بَعْدَ ذلك» رواه مسلم.
ويدل على فزعه ^ إطالته للصلاة طولاً لم يعهدوه وهو الذي يأمر بالتخفيف، قال جابر رضي الله عنه:«فَأَطَالَ الْقِيَامَ حتى جَعَلُوا يَخِرُّونَ»رواه مسلم، وقالت أَسْمَاءَ رضي الله عنها:«فَأَطَالَ رسول الله ^ الْقِيَامَ جِدًّا حتى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ فَأَخَذْتُ قِرْبَةً من مَاءٍ إلى جَنْبِي فَجَعَلْتُ أَصُبُّ على رَأْسِي أو على وَجْهِي من الْمَاءِ»رواه الشيخان.
أيأتي بعد هذا كله مكذبون دجالون متهوكون يفلسفون القضايا الشرعية، ليفرغوها من معانيها الإيمانية، ويكذبون على الناس في ذلك، وينهونهم عن الخوف أو التخويف بالآيات الربانية، ويصدقهم كثير من الناس فينصرفون عن الفزع والخوف من الله تعالى، فتقع آيات التخويف وهم في مجالس اللهو والمعصية يلعبون ويضحكون.. نعوذ بالله تعالى من الغفلة، ونسأله الهداية لنا وللمسلمين أجمعين.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله...


الخطبة الثانية
..............................................
لقد كان الناس من قبل يراجعون أنفسهم في الملمات، ويلجئون إلى الله تعالى في المصائب والمدلهمات، ولكن في السنوات الأخيرة بلغت قسوة القلوب مداها، وأجلب شياطين الإعلام على الناس بخيلهم ورجلهم، فأفسدوا أخلاقهم، ومرَّدوهم على شريعة الله تعالى؛ طعناً فيها، واستهانة بها، ومحاربة لحملتها ودعاتها، حتى قست القلوب عن المواعظ، وتمردت على الشرائع، وتتابعت الآيات والنذر على العباد ولا تحرك فيهم ساكناً..
أوبئة ما عرفها الناس من قبل، وهزات اقتصادية تنذر بفتن ومجاعات، وحروب تتسع رقعتها ويزيد ضحاياها في أقطار شتى، وتسلط من أعداء الداخل والخارج، والناس في غفلة عما يحيط بهم، فمتى يدركون أنهم في خطر؟ ومتى يوقنون أنه لا خلاص لهم إلا بالتعلق بربهم، والتمسك بدينهم، والتوبة من ذنوبهم؟! وإلا حق عليهم العذاب، ونزلت بهم المثلات،إذا لم يتعظوا بالنذر والآيات، وقد قال الله تعالى في قومٍ /font][font=al-quranalkareem]قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ[/font][font=al-quranalkareem{يونس:101}جاء عن التابعي الجليل طاووس بن كيسان رحمه الله تعالى: أنه نظر إلى الشمس وقد كسفت فبكى حتى كاد أن يموت وقال: هي أخوف لله منا.
وصلوا وسلموا....

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يرفع للمناسبة
كسوف الأربعاء 13/7/1432هـ



خسوف القمر مساء 15/1/1433هـ