كيـــف تقنـــع الآخــريـــن بفكــــرتك؟

عبدالله الخديري
1431/02/09 - 2010/01/24 16:10PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

فهذه نبذة مختصرة -لبعض الكتَّاب- عدَّلتُ عليها وأضفتُ لها فخرجت كما ترون، فاللهَ نسأل أن ينفعنا بها والقارئين إنه سميعٌ مجيب ..

إذا أردت أخي الكريم أن تقنع الآخرين بفكرتك، فما عليك ببساطة إلا اتباع الآتي:

أولاً: لا بد أن تكون مقتنعاً جداً بالفكرة التي تسعى لنشرها؛ لأن أي مستوى من التذبذب سيكون كفيلاً أن يحول بينك وبين ايصال الفكرة للغير.


ثانياً: استخدام الكلمات ذات المعاني المحصورة والمحددة مثل: "بما أن- إذن- وحينما يكون.."إلخ، فهذه الألفاظ فيها شيئٌ من حصر المعنى وتحديد الفكرة، ولتحذر كل الحذر من التعميمات التي لا تفهم، أو قد تفهم ولكن بالمعنى المغلوط ؛ ممايسبب السلوك الخاطئ الناتج عن الفهم المغلوط.


ثالثاً: ترك الجدل العقيم، والذي لا طائل من وراءه، لأنه في الغالب يقود الى الخصام والنزاع والشقاق، ولا يؤدي الدور المطلوب.


يقول أحدهم: "إذا أردتَ أن تكون موطأ الاكناف، ودوداً تَألَف وتُألف، لطيف المدخل الى النفوس، فلا تقحم نفسك في الجدال، وإلا فأنت الخاسر، فإنك إن أقمت الحجة وكسبت الجولة وأفحمت الطرف الآخر؛ فإنه لن يكون سعيداً بذلك، وسيسرُّها في نفسه، وبذلك تخسر صديقاً أو تخسر اكتساب صديق، أيضاً سوف يتجنبك الآخرون خشية النتيجة نفسها".


رابعاً: حلل حوارك إلى عنصرين أساسيين هما:1-المقدمات المنطقية: وهي تلك الاسباب أو البيانات أو الحقائق التي تستند اليها النتيجة وتفضي اليها.

2- النتيجة: وهي مايسعى إليها المحاور أو المجادل، ومثال ذلك: المواطنون الذين ساهموا في تأسيس شركة هم الذين لهم حق الادلاء بأصواتهم فقط، وأنت لم تساهم في الشركة، ولذلك لا يمكن أن تدلي بصوتك..


خامساً: إختيار العبارة الهينة اللينة، والابتعاد عن الشدة والقسوة والغلظة، والضغط وفرض الرأي؛ لأن ذلك من شأنه التنفيرلا التقريب، والتعسير لا التيسير، والانغلاق لا الانفتاح، كما أنه مخالفٌ لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا أنس بن مالك -رضي الله عنه- يقول: "خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فوالله ما قال لأمرٍ فعلته لم فعلته، ولا لأمر لم أفعله لم لم تفعله"


سادساً: إحرص دائماً على ربط بداية حديثك بنهاية حديث المتلقي، لأن هذا سيشعره بأهمية كلامه لديك وأنك تحترمه وتهتم بكلامه، ثم بعد ذلك قدم له الحقائق والارقام التي تشعره كذلك بقوة معلوماتك وأهميتها، وواقعية حديثك ومصداقيته.


سابعاً: أظهر فرحك الحقيقي -غير المصطنع- بكل حق يظهر على لسان الطرف الاخر، وأظهر له بحثك عن الحقيقة؛ لأن ردك لحقائق ظاهرة ناصعة يشعر الطرف الآخر بأنك تبحث عن الجدل والانتصار للنفس لا غير، وتذكر قول الامام الشافعي رحمه الله: "ما جادلت أحداً إلا وودتُ أن يظهر الحق على لسانه".


وأخيراً: إحرص على قراءة بعض الكتب التي تتحدث عن مثل هذه المواضيع مثل كتب الدكتور: طارق السويدان، وكتب الدكتور: علي الحمادي، وكتاب كيف تقنع الآخرين لعبدالله العوشن ... وغيرهم من جهابذة هذا الفن.
المشاهدات 2901 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك