كيد الأعداء.. وشموخ وطن

ابراهيم الهلالي
1439/07/26 - 2018/04/12 22:11PM

الْحَمْدُ للهِ الْمَلِكِ الْمَعْبُود، ذِي الْعَطَاءِ وَالْمَنِّ وَالْجُود، وَاهِبِ الْحَياةِ وَخَالِقِ الْوُجُود، الذِي اتَّصَفَ بِالصَّمَدِيَّةِ وَتَفَرَّدَ بِالْوَحْدَانِيَّة، وَالْمَلائِكِةُ وَأُوُلُو الْعِلْمِ عَلَى ذَلِكَ شُهُود، الْحَمْدُ لَهُ لا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْه، هُوَ كَمَا أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ حَيْثُ كَانَ وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ وُجُود، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْحَيُّ الْحَمِيد، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ذُو الْخُلُقِ الْمَحْمُودِ وَالرَّأْي الرَّشِيدِ، وَالْقَوْلِ السَّدِيد، بَلَّغَ الرِّسَالَةَ عَلَى التَّحْدِيد، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ لا نَقْصَ وَلا مَزِيد، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.

 أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ وَخُذُوا الْعِبْرَةَ مِمَّا يَمُّر بِكِم مِنْ أَحْدَاثٍ؛ فَإِنَّهَا بِتَقْدِيرِ اللهِ وَمَشِيئَتِهِ وَتَدْبِيرِهِ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا حَدَثَتْ، وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ بِمَا يُرِيدُ، وَعِبَادُهُ دَائِرُونَ بَيْنَ رَحْمَتِهِ وَحِكْمَتِهِ.

 أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إنّ عداوة َالحوثيّين لبلادِنا شديدة ٌ ولا أدلّ عليها مما قاموا به خلال الأيامِ الماضيةِ منْ  إطلاقِ عدّة صواريخَ بالستية من قبل هذه الجماعةِ الإرهابيةِ المدعومة من إيران المجوسية التي تزوّدُ هذه الجماعةَ بقدراتٍ نوعيةٍ على المملكة، وتلك العداوةُ متأصلةٌ في نفوسهم منذ أن اعتنقوا عقيدتهم الفاسدةَ أصلاً ومنهجًا، ولا عجبَ؛ فإنّ الحيّةَ لا تلدُ إلا حيّةً، ومن يستقرئُ التاريخَ؛ فإنهُ يجد المآسيَ والمجازرَ التي أقامها هؤلاءِ المبتدعةُ ضدّ أهل السنةِ وتحالفهِم مع أعداءِ الإسلام أشهرُ من أن يذكرَ.

عبادَ اللهِ: إنّ إطلاق َالصّواريخِ الباليستيةِ  تجاه المدنِ والقرى الآهلةِ بالسّكان في بلادنا يُؤكِّد الطبيعةَ الإجراميةَ لجماعةِ الحوثي ومن يقفُ خلفَها، كنظامِ الملالي في إيرانَ، ولقد صدرتْ إداناتٌ عربيةٌ ودوليةٌ واسعةٌ ضدّ الاعتداءاتِ الصاروخيةِ الحوثيةِ الإيرانيةِ الموجّهةِ ضد بلادنا، وتضمنتْ الإداناتُ دعوةً لفتحِ تحقيقٍ في كيفيةِ وصولِ الصواريخِ المستخدمةِ إلى الأراضي اليمنيةِ، ومن هنا كانَ ولا بدَّ من بيانِ بعضِ الأمورِ والتنبيهاتِ حول هذه ِالجماعةِ الإرهابيةِ:

أولاً: أنّ الحوثيّين يكرهون منْ ليسَ على مذهبهِم، ويستحلّون دماءَهم وأموالَهم وأعراضَهم، ويكفي للتدليلِ على ذلك ما قاموا به في حقّ بلادِنا حاضنةِ الإسلامِ الأولى ومأوى أفئدةِ أهلِ السّنةِ والجماعةِ من إطلاقِ هذهِ الصواريخِ تجاهَهَا، وما قاموا به -أيضاً- من جرائمَ ومجازرَ يوميةٍ متواصلةٍ في حربِهم الطّائفيةِ الإجراميةِ التي شنّوها بلا هوادةٍ على المواطنينَ من أهلِ السّنّةِ في اليمنِ، واستخدموا فيها كافةَ أنواعِ الأسلحةِ الثقيلةِ والخفيفةِ، وأزهقوا فيها أرواحَ أعدادٍ هائلةٍ من الأبرياءِ، وهجّروا الناسَ من قُرَاهم، بل ولا يزالونَ يرتكبونَ أبشعَ الجرائمِ الوحشيّةِ التي لا تصدرُ من البشرِ حتى وصلَ الأمرُ بهم أنّهمْ بعد قتلِ الأسرى والتمثيلِ بجثثهِم يقومونَ بتلغيمِ تلك الجثثِ بالمتفجراتِ لتحصدَ المزيدَ والمزيدَ من القتلى، وقد كان كثير من الناس الذين لا يعلمون حقيقة أمر هذه الجماعة المارقة، وخاصة في بدايات عاصفة الحزم من الشباب اليمني وغيرهم غير مقتنعين بالحرب ضدها، وانخدعوا بشعاراتها وما تظهره من نفاق، لكن الأيام لم تطل حتى انكشفت حقيقة خبث هذه الجماعة الحاقدة على أهل اليمن قبل غيرهم، وأنهم لا يفرقون بين سني على أرض اليمن أو على أرضنا أو في أي مكان، فحقدهم أعمى، ووحشيتهم تتطابق مع أشياعهم، ويكررون نفس الأفعال اللا أخلاقية ولا إنسانية التي فعلها الحشد الشيعي الخبثاء في أرض الرافدين العراق، والنصيريون وأنصارهم الروافض ولا زالوا في أرض الشام، ولكن الله غالب على أمره، والباطل ولو انتفش إلى زوال. ولكن ما يُسجل للتأريخ بحمد الله أن أهل السنة سواء في عاصفة الحزم أو غيرها، أثبتوا في هذه المعارك التي يخوضونها معهم أننا نتعامل بأخلاقنا التي علمتنا شريعة ربنا وسنة نبينا الرحمة المهداة وورثناها كابراً عن كابر، في تعاملنا مع قتلاهم وأسراهم، حتى أن الصقر من صقور الجو الأشاوس يتخلى عن ضرب هدفه لقائد حوثي تمكن منه، وأُمر بإبادته لأجل أطفالٍ رآهم حوله، فليكتب التأريخ ولتسمع الدنيا، أن حربنا أخلاقية حتى مع أعدائنا، وفي ساحات الوغى تنكشف الأخلاق كما هي بدون محسنات، ولذا قال بعض المنصفين من المستشرقين لما درسوا تأريخ الفتوحات الإسلامية قالوا ( أن الدنيا لم تشهد أعدل ولا أرحم من الفاتحين المسلمين) ، وذلك أننا طلَّابُ حق لا طلَّابَ مُلْك.

 ثانياً: أنّ هذه الجماعةَ الحوثية تنتمي إلى الفرقِ الباطنيةِ ولها جذورٌ فارسيةٌ، وإن أظهروا ولاءَهم لغيرِ الفرسِ؛ فهي ألعوبةٌ وكذبٌ، وما تصريحاتُ حكّامِ إيرانَ هذه الأيامُ من ذلك ببعيد؛ فهي تنسجُ على المنوالِ نفسهِ، وتستخدمُ الأساليبَ التي يستخدمُها الباطنيونَ أنفسهم في نشر ِدعواهم وفوضاهم التي لا يأمنُ الإنسانُ في ظلهِّا على نفسِهِ ومالِهِ وعرضِهِ.

 ثالثاً: أنّ هؤلاءِ الشرذمةَ يكفّرونَ أعلامَ الملّةِ مثل أبي حنيفةَ و مالكٍ والشّافعيِّ وأحمدَ بن حنبل وغيرِ هؤلاءِ من أعلام السنة، ويستحلُّون دماءَ من خرجَ عنهمْ، ويرونَ أنّهُ لا يحلُّ نكاحُ أهلِ السّنةِ ولا ذبائحُهم، ويرَون أنّ كفرَ أهلِ السنَّة أغلظُ من كفرِ اليهودِ والنصارى.

 رابعاً: أنّ الأمورَ قد اتّضحتْ للجميعِ بما لا يدعُ مجالاً للشّك أنّ المشروعَ الباطنيّ الإيرانيَّ لا يهدفُ إلا لشيءٍ واحدٍ فقط، وهو السُّلطةُ والوصولُ إلى حكمِ بلداننِا وشعوبِنا لفرضِ عقائدِه وخرافاتِه وطائفيّتهِ، ولْتذهبَ البلدانُ والشعوبُ وأمْنُها واستقرارُها بعدَ ذلكَ إلى الجحيمِ.

   فشرّهم عظيمٌ خلالَ عقودٍ من الزمان يدّعون بها العداءَ لليهود والنصارى وهم في الباطن متفقون معهم منفذون لمؤامراتهم يُغذون التطرّف والإرهاب العالمي ويؤسِّسون منظماتٍ أفسدت في جميع بلاد المسلمين، والعجب أن إيران سلمت من تفجيرات هؤلاء المتطرفين، بدأوا بالعراق فأفسدوه، وأوجدوا عملاءهم بلبنان فخرّبوه! توجّهوا بمذهبهم الفاسد شرقاً وغرباً فصدّروه.. اتفقوا مع حاكم نصيري في الشام فدمّروه، ودّبروا المؤامرات على الخليج حتى خالفوا الكلمة بين أهله وجعلوا أتباع مذهبهم المتطرفين موالين لهم.. فريضةُ الحج عبادةٌ سيَّسُوها وفجّروا فيها والإسلام شوَّهوه، ثم جاؤوا لليمن السعيد فأشقْوه وأشقوا أهله، قاتلهم الله أنا يؤفكون..

 إنهم باختصار شيعة رافضة، علوية، إسماعيلية، اثني عشرية، تعدَّدت الأسماءُ والفكر الباطني واحد تأسس في خلافة عثمان رضي الله عنه هدفه إثارة الفتن بين المسلمين، ثم سوّق له العبيديون الذين تسموا بالفاطميين زوراً وبهتاناً فنشروه، ثم كانوا خنجراً في خاصرة المسلمين وولاءً للأعداء الكافرين.. تسبّبوا بإسقاط الخلافة العبّاسية.. ثم جاء الصفويون إلى إيران فكانوا خنجراً في خاصرة الخلافة العثمانية عوناً للعدو وعدوَّاً للمسلمين، ليس عداوةً ظاهرةً وإنما خيانةٌ ونفاقٌ.. ومكرٌ يعيش بالفتن ويُحيها ويتغذّى بها يُسالم تارة ويتستر بالتُقيْة ويناورُ أخرى فيُحدث فتنة وأهمُّ عدوٍّ أمامه أهلُ السنة وعباداتهم وأعيادهم ومناسباتهم..

 فكرٌ أسسّه عبد الله بن سبأ اليهودي ثم نشرَ ضلالته الفاسدة، ولعبَ بعقول العامة بالبدع وقصص موهومة، وادّعاء حب آل البيت رضي الله عنهم وكره عموم المسلمين، واللعن والشتم للصحابة والطعن بأعراض أمهات المؤمنين، والشرك بأئمتهم والغلوّ بهم والارتباط بالمجوسيّة والولاء لهم يشهد لذلك تاريخهم..

 سلم اليهود الغاصبين لفلسطين منهم كل هذه السنين، وبلا توّرع وبمؤامرة آذوا سنّة المسلمين يُحدثون الفتن ويؤلبون.. ويؤثِّرون على الأقليات؛ ليثوروا ويفسدوا ولأموالهم بالدعم للباطل يُسخّرون.. آخرها هجماتهم بصواريخ إيرانية الصنع على مدننا الآمنة، ووصل عددها حتى الآن أكثر من مائة صاروخ، أرادوا بها الإفساد والتدمير، ولم يتورعوا حتى عن إطلاقها لاستهداف للحرمين (قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)[المنافقون:4]. ، الغدر حيلة الجبان، وسياسة المفلس، وإلا فهذه ساحات المعارك مفتوحة، فيها أشاوس من أهل الوطن اليمنيين، ومن يعينهم من إخوانهم السنة في قوات التحالف، فلما عجزوا عن مجابهة الشجعان ، حادوا للغدر والخيانة.

فاللهم كن للمستضعفين من المسلمين ويا ألله كن لبلادنا ولإخواننا وجنودنا ناصراً ومعيناً ومؤيداً وظهيراً.. اكفنا شرّ كلِّ متآمر على بلادنا وعلى المسلمين.. ورّدنا إلى الحقِّ أجمعين واجعلنا هداةً مهتدين غير ضالين ولا مُضلين يا رب العالمين، بارك الله ولكم في القرآن العظيم...الخ.

*****************************

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَانِهِ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلّى الله عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً، أما بعد:

فإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ نِعِمَ اللهِ عَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَأْمَنَ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى دِينِهِ وَعَلَى أَهْلِهِ وَمَالِهِ، وَلِذَلِكَ فَقَدِ امْتَنَّ اللهُ عَلَى قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) [العنكبوت:67]، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)[سورة قريش]، وَلا يَعْرِفُ قَدْرَ نِعْمَةِ الْأَمْنِ إِلَّا مَنْ فَقَدَهَا.فتَذَكُّرُوا إِخْوَانَكُمْ الذِينَ كُلَّ سَاعَةٍ عَلَيْهِمْ صَوَارِيخُ وَقَنَابِلُ؛ سَوَاءٌ فِي سُورِيَا الْجَرِيحَةِ أَمْ غَيْرِهَا مِنْ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ التِي تَسَلَّطَ عَلَيْهَا الْأَعْدَاءُ فَعَاثُوا فِي الْأَرْضِ فَسَادَاً وَفِي الْمُسْلِمِينَ قَتْلَاً وَتَشْرِيدَاً، هَدَمُوا الْبُيُوتَ، وَأَحْرَقُوا الْمَزَارِعَ، وَقَطَعُوا الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ. فنسأل الله أن ينصرهم، ويأمنهم وأعراضهم إنه جوادٌ كريم.

عبادَ اللهِ: إنّ ما يقومُ به جنودنا البواسل من تضحيّاتٍ منْ أجلِ دينِهِم ومقدّسَاتهِم ووطنهِم لهوَ وِسامُ شرفٍ نعتز ّبهِ ونفتخرُ،  فجزاهمُ اللهُ عنِ الإسلامِ وعنّا خيرَ الجزاءِ، لكنّني أذكّرُهم بأنْ يكونَ الإخلاصُ رائدَهم لتكونَ كلمةُ اللهِ هيَ العُليَا، وأنْ يستشعِرُوا أهميةَ وقيمةَ الدّفاعِ عنِ الْحُرُماتِ والمقدّساتِ، وضرورةَ دفعِ الصّائلِ المعتدي، وأن يحتسبوا في جهادهم ورباطهم في سبيل الله.

    ثمّ إنّني أذّكر شبابنا حماهمُ اللهُ وأنصحُهم أنْ لا يستغلَّهم مستغلٌ، أوْ تُثيرُهُم جهةٌ أو فئةٌ لخلخلةِ صفّنا وتفريقِ كلمتِنا؛ فلا بدّ من الوقوفِ جبهةً واحدةً ضدّ أعدائنا، فاعتداؤهمْ سافرٌ وانحرافهُم في المعتقدِ والأخلاقِ ظاهرٌ كما وضّحنا، كما أنني أنْصحُ من يثيرُ الفتنَ ويفرّقُ الصّف ونقول له بأننا جميعًا أمامَ عدوٍّ يتربصُ بنا جميعًا، يريدُ اجتماعنا، يريدُ قيمَنا، يريدُ مقدّساتِنا، لا مكانَ للتّنابزِ المذموم، فالعلماءُ والأمراءُ لحمةٌ واحدةٌ، كلُّهم يهمهم الدينَ، ويعنيهم أمرُ البلادِ والعبادِ.

عبادَ اللهِ: لا بدّ أنْ نُساهمَ جميعًا في التّوعيةِ وتعريةِ أصحابِ المذاهبِ والأفكار ِالمنحرفةِ، أمثالَ هؤلاءِ فبلادُنا قامتْ على التوحيدِ، ومجتمعُنا محبٌّ للخيرِ كارهٌ للشرّ، رافضٌ للعقائدِ والأفكارِ التّي تخالفُ هديَ الإسلامِ الصّحيح؛ هذهِ التّوعيةُ مسؤوليةُ الآباءِ والأمّهاتِ معَ أبنائهمْ وبناتهِمْ، ومهمّةُ المعلمينَ والمعلماتِ مع طلابهِم وطالباتهِم، ومهمّةُ العلماءِ والمفكرينَ والإعلاميّين؛ إنها مهمتُنا جميعًا في وقتٍ باتتْ الأخطارُ تهدّدُنا من كلّ جانبٍ.

ثم إِنَّ مِنْ حُقُوقِ وَلِيِّ أَمْرِنَا عَلَيْنَا -وَلَاسِيَّمَا فِي مِثْلِ هَذِهِ الأَحْدَاثِ- أَنْ نَدْعُوَ لَهُ بِالصَّلَاحِ وَالْهِدَايَةِ لَهُ وَلِأَعْوَانِهِ وُوُزَرَائِهِ؛ فَإِنَّ صَلَاحَ وَلِيِّ الْأَمْرِ صَلَاحٌ لِلْبِلَادِ وَالْعِبَادِ، وَلِذَلِكَ كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ يَدْعُونَ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ بِالتَّوْفِيقِ وَالتَّسْدِيدِ، قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: “لَوْ أَنَّ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً مَا صَيَّرْتُهَا إِلَّا فِي الْإِمَامِ، قِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا أَبَا عَلِيّ؟ قَالَ: لَوْ صَيَّرْتُهَا فِي نَفْسِي لَمْ تُجَاوِزْنِي، وَمَتَّى صَيَّرتُهَا فِي الْإِمَامِ فَصَلَاحُ الْإِمَامِ صَلَاحُ الْعِبَادِ وَالْبِلَادِ“. ثم صلوا وسلموا....الخ.
المشاهدات 917 | التعليقات 0