كنز من كنوز السنة النبوية
أبوزيد السيد عبد السلام رزق الأزهري
الحمدُ للهِ قَضَي فَأسْقَمَ الصحيحَ وعافيَ السقيمَ ، قَسمَ عِبادَهُ قِسمينِ طائعٌ وأثيم فمنهم منْ أطَاعَهُ فكانَ منْ الطائِعينَ الفائِزين ، ومِنهُم منْ عَصَاهُ فكانَ منْ العاصينَ الخَاسِرين ، ومنهم منْ ترددَ بينَ الأمرينِ وإنماَ الأعمالُ بالخواتيمِ خرجِ موسي عليهِ السلامُ خائفاً يترقبُ فعادَ لأهلهِ وهوَ الكليمُ وذهبَ ذوُ النونِ مغاضباً فالتقمهُ الحوتُ وهو مليِم وعاشَ محمدُ صليَ الله ُعليه وسلم يتيماً فكانَ الفضلُ لذلكَ اليتِيم ، وكلُ ذلكَ بتقديرِ العزيزِ العليمِ ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَ اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ ولا شيءَ يُعْجزَهُ ، ولا إلهَ غيرُه ، أولٌ بلاَ إبتداء دائمٌ بلا َانتهاء لايفنيَ ولا يبيدُ،ولا يكونُ إلا مايريد ، لا تبلغهُ الأوهامُ ،ولا تدركهُ الأفهامُ ولا يشبهُ الأنامَ ، حييُ لا يموتُ قيومُ لا ينامُ ، وأشهدُ أنَ محمداً عبدهُ ورسولهُ وصفيهُ منْ خلقهِ وحبيبهُ وخليِلُه صليَ عليهِ بارئُ العبادِ ما جرتِ الأقلامُ بالمدادِ ، وما أمطرتْ سُحْبِ وسالَ وادِ وأهلهِ وصحبهِ ومنْ سَلَكْ سَبِيلُهُمْ ماَ دارَ نجمُ فيِ فَلَكْ ثُمَ أمَا بعد :
أخرج الإمام أحمد في مسنده بسند حسنه الألباني عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّ فِيهَا خَمْسًا وَقَالَ : اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا ، وَلا تُكْثِرِ الضَّحِكَ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ " هذا الحديث مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد تضمن خمس وصايا هي من أعظم ما يوصي به مسلم أخاه، مما يتميز به ديننا، ويسجَّل من محاسنه الجليلة. أولى هذه الوصايا، الأمر باتقاء المحارم. والمحارم هي المحرمات التي حرمها الله تعالي والكبائر التي نهى عنها الإسلام، وجاء ذكرها في كتاب الله تعالى وفي سنة نبيه المصطفى-صلى الله عليه وسلم-، من مثل قول الله تعالى من سورة الأعراف:"قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"ومعنى: "اتق المحارم تكن أعبد الناس" أي: من أعبدهم، لأن المسلم مطالب باتقاء المحارم، ومطالب - كذلك - بفعل الفرائض. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:"مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ"ولأن الله تعالى يغار إذا انتهكت حرماته، في الصحيحين { إنَّ اللَّهَ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ } فقد عَظَّم من شأن هذه الحرمات، وجعل اتقاءها واجتنابها خيرا عظيما. قال تعالى:"ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه". قال ابن كثير - رحمه الله -:"أي: ومن يجتنب معاصيه ومحارمه، ويَكُون ارتكابها عظيما في نفسه، "فهو خير له عند ربه"، أي: فله على ذلك خير كثير، وثواب جزيل، فكما يجزيه على فعل الطاعات ثوابا كثير وأجرا جزيلا، كذلك على ترك المحرمات واجتناب المحظورات".قال الحسن : ما عُبِّدَ العابدون بشيءٍ أفضلَ من ترك ما نهاهم الله عنه .. وقال عمر بن عبد العزيز ليست التقوى قيام الليل وصيام النهار والتخليط فيما بين ذلك ولكن التقوى أداء ما افترض الله وترك ما حرم الله فإن كان مع ذلك عمل فهو خير إلى خير، بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن التفاني في العبادة وفعل الطاعات لا ينفع صاحبه إذا كان يعتدي على حرمات الله، فيستسهل المعاصي، ويركَب المنكرات. فعن ثوبان -رضى الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:"لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله - عز و جل - هباء منثورا". قال ثوبان:"يا رسول الله، صفهم لنا، جَلِّهِمْ لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم". قال:"أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها" وابتلي سيدنا يوسف - عليه السلام - بامرأة اجتمعت فيها جميع المغريات، حتى إنها غلقت الأبواب وقالت: ﴿ هَيْتَ لَكَ﴾، أو "هِئْتُ لك"، أي: تَهيأتُ لك، ومع ذلك قال: ﴿ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ﴾ ثم تحمل سبع سنين من السجن على أن لا يقع في المعصية. قال ابن الجوزي - رحمه الله - بعدما ذكر القصة: "هنا تكون العبودية لله".
وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ كن قنوعا بما وهب الله تعالي لك ولا تنظر إلي ما في أيدي الناس وأنظر إلي من هو أقل منك مالا وولدا ولا تحمل هم الرزق فالله تعالي تكفل لك به وخزائنه ملئي لا تنفد فلا تشغل بالك بما ضمن لك من الرزق
واللهِ واللهِ أيمانُ مكررةُ ثَلاثَةُ عنْ يَمِنِ بَعَدَ ثَاَنِيِهَاَ
لَوْ أنَ فِيِ صَخْرِةِ صُمَاً مُلَمْلَمَةُ فيِ البَحْرِ رَاسِيَةُ مُلْسٌ نَواحيَها
رِزْقَاً لِعَبْدٍ يَرَاهَ اللهُ لانْفَلَقَتْ حَتىَ تُؤَدِيَ إِلِيهِ كُلَ مَاَ فِيِهَا
أوْ كَانَ بينَ طِبَاقِ السبعِ مَسْلَكُهَاَ .. لَسَهَلَ اللهُ في المرقىَ مَرَاقيِهَا
حتىَ ينالَ الذيِ في اللوحِ خُطَ لَهُ فإن أتتهُ وإِلا سَوْفَ يَأْتِيهَاَ
فما دام الأجل باقيا كان الرزق أتيا ،ولا تحزن إذا صرف الله تعالي عنك الدنيا ربما صرفها عنك لتنجو وربما زوي عنك من متاع الدنيا حتي يسهل لك الحساب يوم القيامة وربما لو أغناك لبغيت وتجبرت {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} قال ابنُ مسعود : إنَّ العبد ليهمُّ بالأمرِ من التجارة والإمارة حتى يُيسر له ، فينظر الله إليه فيقول للملائكة : اصرفوه عنه ، فإني إنْ يسرته له أدخلتُه النار ، فيصرفه الله عنه ، فيظلُّ يتطيَّرُ يقول:سبقني فلان ،حسدني فلان ، دهاني فلان ، وما هو إلا فضل الله - عز وجل . فَإِنَّ مَنْ قَنَعَ بِمَا قُسِمَ لَهُ وَلَمْ يَطْمَعْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ اِسْتَغْنَى عَنْهُمْ ، قال ص:«لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ" والْعَرَض هُوَ مَا يُنْتَفَع بِهِ مِنْ مَتَاع الدُّنْيَا" وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ » (رواه البخاري ومسلم. وقَالَ صلوات الله تعالي عليه " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ» (رواه مسلم)
وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا وَعند الْبَيْهَقِيُّ بسند صححه الألباني { أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إذَا عَمِلْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ؟ فَقَالَ : كُنْ مُحْسِنًا . فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أَعْلَمُ أَنِّي مُحْسِنٌ ؟ قَالَ : سَلْ جِيرَانَك ، فَإِنْ قَالُوا إنَّك مُحْسِنٌ فَأَنْتَ مُحْسِنٌ ، أَوْ قَالُوا إنَّك مُسِيءٌ فَأَنْتَ مُسِيءٌ }فخير الناس منزلة عند الله خيرهم لجاره لقد وقف جبريل ممسكا بثياب النبي صلي الله عليه وسلم موصيا إياه بالجار علي إختلاف ديانته حتي ظن النبي صلي الله عليه وسلم أن الله سيجعل للجار نصيبا من الميراث ،وعظم النبي حرمة الجار في مسند الإمام أحمد بسند صححه الألباني الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَا قَالُوا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرَةِ نِسْوَةٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ قَالَ فَقَالَ مَا تَقُولُونَ فِي السَّرِقَةِ قَالُوا حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَهِيَ حَرَامٌ قَالَ لَأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرَةِ أَبْيَاتٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِهِ " إن أذي الجار يحبط الأعمال ويمحو الحسنات قال النبي صلي الله عليه وسلم " إنَ أذيَ الجارِ يمحوُ الحسناتِ كماَ تَمحوُ الشمسُ الجليد " ومعني ذلكَ أنَ الرجلَ إذا حصل كثيرا من الحسناتِ ثم أذي جاره فقد حبِطَ عملُهُ وفَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ ، كان أبو حنيفة يأتي بعد صلاة العشاء يريد أن يسبح الله، ويصلي ويبكي ويدعو ويقرأ القرآن، لكن هذا الجار عزوبي ليس عنده إلا طبل يضرب عليه ويرقص فكان أبو حنيفة لا يستطيع أن ينام ولا يستطيع أن يقرأ، ولا أن يصلي، فيصبر ويحتسب، وفي ليلة من الليالي الطويلة ما سمع أبو حنيفة الصوت، انتظر هل يسمع صوتاً، ما سمع الرقص ولا سمع ضرب الطبل ولا سمع الدربكة، فعجب! طرق على باب الدار فما أجابه أحد، سأل الجيران: أين فلان؟قالوا: أخذته شرطة السلطان، قال: سبحان الله! جاري يأخذونه ولا يخبرونني! ثم ذهب في الليل فركب بغلته ولبس ثيابه، فاستأذن على السلطان وسط الليل. قال الجنود للسلطان: أبو حنيفة إمام الدنيا يريد مقابلتك، فقام السلطان من نومه والتقى به عند الباب يعانقه، قال له: يا أبا حنيفة لماذا ما أرسلت إلينا؟ نحن نأتيك لا أن تأتينا، قال: كيف أخذتم جاري وما أخبرتموني به؟قالوا: إنه فعل وفعل وفعل، قال: ردوا عليّ جاري، قالوا: لو طلبت الدنيا لأعطيناك الدنيا، فركب جاره معه على البغلة وأخذ جاره يبكي. قال أبو حنيفة : ما لك؟ قال: آذيتك كل هذه الأيام والأعوام والسنوات وما تركتك تنام ولا تصلي ولا تقرأ، ولما فقدتني ليلة أتيت تتشفع فيّ، أشهد الله ثم أشهدك أنني تائب إلى الله.في شعب الإيمان بسند صحيح عن أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فُلَانَةَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ، وَتَصَدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا خَيْرَ فِيهَا هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ " قِيلَ: وَفُلَانَةُ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ من الأَقط " اللبن المجفف" وَلَا تُؤْذِي أَحَدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " وفي مسند أحمد بسند صححه الألباني { إنَّ مِمن يُحِبُّهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلٌ كَانَ لَهُ جَارُ سُوءٍ يُؤْذِيهِ فَصَبَرَ عَلَى أَذَاهُ حَتَّى يَكْفِيَهُ اللَّهُ إيَّاهُ بِحَيَاةٍ أَوْ مَوْتٍ }
وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا فلا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه جاء ضيف إلي النبي « مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ ». فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ فَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ هَلْ عِنْدَكِ شَىْءٌ. قَالَتْ لاَ إِلاَّ قُوتُ صِبْيَانِى. قَالَ فَعَلِّلِيهِمْ بِشَىْءٍ فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَطْفِئِى السِّرَاجَ وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ فَقُومِى إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ. قَالَ فَقَعَدُوا وَأَكَلَ الضَّيْفُ. فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « قَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ ». فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ }قال بن كثير أي يقدمون المحاويج علي حاجة أنفسهم ويبدءون بالناس قبلهم في حال إحتياجهم إلي ذلك .
وَلا تُكْثِرِ الضَّحِكَ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ " في صحيح البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ". قال ابن عباس من أذنب ذنبا وهو يضحك دخل النار وهو يبكي، ومرَّ الحسن البصري بشاب وهو مستغرق في ضحكه ، وهو جالس مع قوم في مجلس . فقال له الحسن : يا فتى هل مررت بالصراط ؟قال : لا ! قال : فهل تدري إلى الجنة تصير أم إلا النار ؟!قال : لا ! قال : فما هذا الضحك ؟!فما رؤُي الفتى بعدها ضاحكاً .هذا وصلت الله على البشير النذير والسراج المنبر