كلمة حق في جماعة الإخوان المفسدين

الْخُطْبَةِ الأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾وَقَالَ تَعَالَى:﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ﴾وَقَالَﷺ«إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ،إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ:الْجَمَاعَةُ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. حديثنا اليوم عن جماعة صوفية على الطريقة الحصافية الشاذلية وهي من أشهر الجماعات في الوطن العربي ذاق وبيلها الكثير من دول العالم وأكتوى بنارها كل الدول الإسلامية بلا استثناء وخاصة بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية وهي فرقة ظاهرها إسلامية وباطنها صوفية تربي أبناءها وتلاميذها ومريديها وأتباعها على الموالد والطواف بالقبور وتعظيم الأولياء وتقديس كلامهم وأقوالهم هذه الجماعة تسمي نفسها(جماعة الإخوان المسلمين)بل هي جماعة الإخوان المفسدين أو كما سماها بعض الشيوخ جماعة الإخوان المفلسين فهم بحق مفلسون في كل شيء في العلوم الشرعية مفلسون وفي الإقتداء بالنبيﷺمفلسون لأن قدوتهم هو حسن البنا مؤسس هذه الجماعة الصوفية وسيد قطب الذي أكمل المسيرة ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ،وأصبح لها دعاة وفضائيات ومجلات ومقالات ومؤتمرات،حتى أن بعض الدول تتبناها بزعمهم بأنها الإسلام الوسطي الصحيح بل هي من الفرق الضالة الهالكة المخالفة للنبيﷺوجب تحذير الناس منها وتنبيههم من أهدافها ومخططاتها، فهي جماعة منحرفة، قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول،ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية وتكفيرهم،فمنذ تأسيس هذه الجماعة لم يظهر منها عناية بنشر عقيدة السلف ولا بالدعوة إلى التوحيد الخالص ، ولا التحذير من البدع والشركيات المنتشرة ؛فهي تهتم فقط(بالتجميع)و غايتها الوصول إلى الحكم بأي طريقة كانت ومن الطرق المشهورة عنهم القتل والإغتيالات والإنقلابات والتفجير والتدمير وشعارهم الغاية تبرر الوسيلة ،وإن لم تكن معنا فأنت ضدنا، كذلك نتعاون فيما اتفقنا فيه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، ومن ثم كان تاريخ هذه الجماعة تاريخ أسود مليئاً بالشرور والفتن، ومن رَحِمها خرجت جماعات إرهابية متطرفة عاثت في البلاد والعباد فساداً.

عِبَادَ اللَّهِ:ولهذه الجماعة حيل ومراوغات وتقية ومنها أنها في كل مكان تتباكى  على مقدسات المسلمين وتركز على القدس لإستعطاف الناس–لاحظ القدس وليس المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى–ويدندنون دائماً بأن القدس لنا من خلال قصائدهم وأشعارهم وأناشيدهم بل حتى انهم لا يتورعون عن الغناء والتمثيل والرقص لإستدرار عطف الناس وإثارتهم فلذلك نجحوا في سلب أموالهم وعقولهم وقلوب بعض السذج من الناس وغرروا بشباب الأمة وميعوا قضية عداوة اليهود والنصارى حتى قال أحدهم في كتابه(حسن البنا بأقلام تلاميذه)وكان حسنٌ البنا متساهلًا ومفرِّطًا للغاية في عقيدة البراء من الكافرين، ويزعم أن الكفار من اليهود والنصارى إخوان للمسلمين.إلخ.

سبحان الله اين هو من قَولَه تَعَالَى:﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾.يقول السعدي رحمه الله:يرشد تعالى عباده المؤمنين حين بيَّن لهم أحوال اليهود والنصارى وصفاتهم غير الحسنة، أن لا يتخذوهم أولياء. فإن بَعْضهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يتناصرون فيما بينهم ويكونون يدا على من سواهم، فأنتم لا تتخذوهم أولياء، فإنهم الأعداء على الحقيقة ولا يبالون بضركم..إلخ .

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ:اعلموا أن جماعة الإخوان المسلمين ليسوا دعاة توحيد، ولا سنة، ولم يسمع عنهم ولا يُعرف عنهم أنهم هدموا ضريحًا ولا قبرًا يُعبد من دون الله وإنما عُرف عنهم مناطحتهم للحكام ودعوتهم للثورات والإفساد ونشر إشاعة بين الناس أنها قائمة على محاربة الظلم وتدعوا للحرية والتحرر وهذا ليس بحقيقة بل أن الجماعة تستعبد الناس بدعوتهم لطاعة رؤسائهم وساداتهم وكبرائهم طاعة عمياء وليس للناس الحق في ان يسألوا لماذا وكيف فقط عليهم السمع والطاعة لمرشد الجماعة.

عِبَادَ اللَّهِ:كلمة حق لا يمكن إنكارها هي أن جماعة الإخوان المفسدين التي فرّخت عدداً لا يُحصى من الجماعات الإرهابية والتي كانت سبباً في جلب المصائب والآلام للأمة الإسلامية.

فاحذروا من إحسان الظن بهؤلاء،وحذروا منهم ،لانه من باب النصرة لعقيدتنا الصحيحة.

ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيِّه، فقال في محكم التنزيل:﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،اللّهمّ أعِزّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشِّركَ والمشركين، ودمِّر أعداءَ الدّين،واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة الناصحة الصادِقة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.