كلمة الشيخ ابن عثيمين أمام الملك فهد رحمهما الله

المشاهدات 2327 | التعليقات 1

رحم الله الشيخ محمدًا ؛ فقد كانت كلماتٍ مباركاتٍ ونصيحةً واضحةَ المعالم ، فجعلها الله في ميزان حسناته ، ونور بها قبره ، وجزاه خير ما جزى عالمًا عن أمته ، فقد بيَّن ونصح للراعي والرعية ، مستثمرًا وقوفه في ذاك المنبر وتلك اللحظات التي قل من يفصح فيها بالحق وبحكمة .

ويبدو لو أن كل عالم أو طالب علم أو مسؤول موفق أُتيحت له فرصة لقاء ولاة الأمر والأمراء نصح لهم مخلصًا لاستقامت أمور كثيرة ، لكن بعضًا من الناس تمنعه عن ذلك موانع يصطنعها عدو الله الشيطان ليضعف بها موقفه ، فلا يجرؤ على النصيحة وقول الحق ، فيكون عليه بذلك جزء من مسؤولية بقاء المخالفات كما هي .

والظن في ولاة الأمر ـ وفقهم الله ـ أنْ لو نصحوا لانتصحوا ، ولو بُيِّنَ لهم الحق لما سلكوا غير سبيله ، والظن بعلمائنا أيضًا أنهم يحاولون البيان والنصح ما استطاعوا ، ولكننا ما زلنا ننتظر منهم ـ ولا سيما الكبار ـ دورًا أكبر وأثرًا أبلغ ، إذ هم الذين يصلون إلى الولاة أكثر من غيرهم ، وهم الذين يوثق فيهم ويسمع لقولهم ، ولا شك أنه كلما كان المرء كذلك كانت المسؤولية عليه أكبر ، ولا يعني هذا أننا لسنا مسؤولين عن بيان الحق وبذل النصح والتغيير للأحسن ، بل على كل منا ما يطيق ، وقنوات النصح متاحة لمن أحسن القصد وأخلص النية ، فثمة البرقيات ، والرسائل ، والدخول على المسؤولين في وزاراتهم وإداراتهم ومؤسساتهم ، ومن لم يستطع الوصول لمسؤول كبير فليتق الله ما استطاع وليبلغ نصيحته لمن يسعه الوصول إليه من المسؤولين الذين هم تحته ، وبهذا نحقق الخيرية الممدوحة بها أمتنا ونقي أنفسنا من مغبة السكوت وعدم التناصح .

المهم أن نكون كما قال الشيخ في آخر كلمته : " وإذا كنا مع الله كان الله معنا "
وصدق ـ رحمه الله ـ وبر فيما قال ؛ فوالله ما لنا قوة ولا عز ولا منعة ولا كيان إلا بأن نكون مع ربنا ـ جل وعلا ـ " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون "