كلمة التوحيد خطبة قصيرة
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
الحَمْدُ لِلهِ وحده لا شريك له ولا نَعْبُدُ إِلَا إِيَّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَو كَرِهُ المُشْرِكُونَ أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ لَهُ الحَمْدُ فِي الأُوْلَى وَالآخِرَةِ وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أنَّ نبينا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أمَّا بعدُ فاتقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وأخلِصُوا التَّوْحِيدَ لربِّكمْ تسعدُوا وتُفلحُوا
أَيُّهَا الإِخْوَةُ كَلِمَةٌ عَظِيمَة مِنْ أَجْلِها أَرْسَلَ اللهُ الرُسُلَ وأَنْزَلَ الكُتُبَ وخَلَقَ الجنَّةَ والنَّار هي أفضَلُ الحسَنات قامَتْ عليها الأرضُ والسَّماوات ولأَجْلِها خُلِقَ الإِنْسُ والجِنُّ هيَ كَلِمَةُ الإخلاص وشَهَادَةُ الحق ودَعْوَةُ الرُّسُل (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))
لا إله إلا الله شهِدَ اللهُ بها لِنَفْسِه وأَشْهَدَ عليها أفضلَ خَلْقِه قَالَ تَعَالَى (( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))
قال الاِمَامُ ابنُ القيِّمِ رحمه الله هذه أَجَلُّ شَهَادةٍ وأعظمُها وأَعْدَلُها وأَصْدَقُها مِنْ أَجَلِّ شَاهِدٍ بأجَلِّ مَشْهُودٍ به
هي أطيَبُ الكلام وأفضَلُ الأعمَال وأعلى شُعَبِ الإيمان وأثقلُ شَيءٍ في الميزان وهي خَيرُ ما يُعَدُّ للقاءِ اللهِ جَلَّ جَلالُه ومَنْ كان آخِرُ كَلامِهِ مِنَ الدُّنيا لا إله إلا الله دَخَلَ الجنَّة والجنَّةُ جَزاءُ مَنْ قالَها بصِدْقٍ خَالِصًا مِنْ قَلبِه مُوقِنًا دونَ شَكٍّ عَامِلاً بها مُبتَعِدًا عمَّا يُناقِضُها قَالَ النَّبِيُّ ( ما مِنْ عَبدٍ قالَ لا إله إلا اللهُ ثم ماتَ على ذلك إلاَّ دخَلَ الجنة ) متفقٌ عليه
ومَنْ قَالها بحقٍّ أَفْلَح كَمَا فِي الحَدِيثِ قَالَ رَسُولُ الله : ( يا أيُّها الناس قولوا لا إله إلا الله تُفلِحوا ) رواه أحمد
وفي الحديث قَالَ النَّبِيُّ ( لو أنَّ السَّماواتِ السَّبْع والأرضينَ السَّبْع وُضِعَتْ في كِفَّةٍ ووُضِعَتْ لا إله إلا الله في كِفَّةٍ رجَحَتْ بهنَّ لا إله إلا الله ولو أنَّ السَّماواتِ السَّبْع والأرضين السَّبْع كُنَّ حَلَقَةً مُبْهَمَةً قَصَمَتْهُنَّ لا إله إلا الله ) رواه أحمد.
لا إله إلا اللهُ أعظمُ نِعْمَةٍ قال سفيانُ بن عُيَيْنة رحمه الله ما أَنْعَمَ اللهُ على العِبَادِ نِعمَةً أعظَمَ مِنْ أنْ عَرَّفَهُم لا إله إلا الله
هي عِصْمَةٌ للمَالِ والدَّم قال ( مَنْ قالَ لا إله إلا اللهُ وكَفَرَ بما يُعبَدُ مِنْ دونِ الله حَرُمَ مَالُه ودَمُه وحِسَابُه على الله ) رواه مسلم
وأَسْعَدُ الناسِ بشَفَاعةِ النبيِّ المُخْلِصُونَ الصَّادِقُونَ في قَوْلِها قال عليه الصلاة والسلام ( أَسْعَدُ الناسِ بشَفاعَتِي يومَ القيامةِ مَنْ قال لا إله إلا الله خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِه ) رواه البخاري
و لا إله إلا الله لا تَنْفَعُ قَائلَها إلَّا بعدَ العِلْمِ بها ومَعْرِفَةِ مَعْنَاها والعَمَلِ بمُقْتَضَاهَا والسَّلامَةِ ممَّا يُنَاقِضُها قَالَ اللهُ تَعَالَى : (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ))
اللهمَّ أحيِنَا على كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ لا إلهَ إلا اللهُ وتوفَّنَا عَلَيِّهَا واجعلْهَا آخرَ كَلَامِنَا مِنَ الدُّنيَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيم ونفعنِي وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ إنَّ رَبِي غفورٌ رَحِيم
الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا فيه كما يُحبُّ ربُّنا ويرضَى وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين أما بعد فاتَّقوا اللهَ عبادَ الله وأَكثِروا مِنْ قَوْلِ لا إله إلا الله اجْعَلُوها في دُعَائكم وأَحْيوا بها مجالِسَكم وذَكِّروا بها إخوانَكُم وأهليكُم وَأَوْلَادِكُمْ عَلِّموهم مَعانيها والعمَلَ بِمُقْتَضَاهَا فبها تُستَجَابُ الدَّعَوَاتُ وتُفْرَجُ الكُرُبَاتُ وَبِهَا تَنْشَرِحُ الصُّدُورُ وتَطْمَئنُّ القُلُوبُ وَتُرفَعُ الدَّرَجَاتُ
أَعُوذُ بِاللهِ مِن الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ))
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الصحابة وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ برَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ اللهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِ أَعْدَائِنَا وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِم اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَولَادَنَا وَفَلَذَاتِ أَكْبَادِنَا وَاِجْعَلْهُمْ قُرَةَ أَعْيُنٍ لَنَا (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (( عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات
1731616294_خطبة الجمعة 13 جمادى الأولى 1446هـ عن كلمة التوحيد.pdf
1731616310_خطبة الجمعة 13 جمادى الأولى 1446هـ عن كلمة التوحيد.docx