( قِيـلَ وَقَالَ )

مبارك العشوان 1
1445/05/24 - 2023/12/08 01:06AM

الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى أيُّهَا النَّاسُ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

عِبَادَ اللهِ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا جَمِيعًا ـ : أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيـلَ وَقَـالَ، وَإِضَـاعَةَ المَـالِ، وَكَثْرَةَ السُّـؤَالِ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

تَأَمَّلُوا ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ  كَيْفَ حَذَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذِهِ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ؛ وَكَيْفَ يَكْثُرُ وُقُوعُ النَّاسِ فِيْهَا.

وَحَدِيثُ اليَومِ عَنْ أَوَّلِ هَذِهِ الثَّلَاثِ: ( قِيـلَ وَقَالَ ).

قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: هُوَ الخَوضُ فِي أَخْبَارِ النَّاسِ وَحِكَايَاتُ مَا لَا يَعْنِي مِنْ أَحْوَالِهِمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ. ا هـ

وَفُسِّرَتْ بِأَنَّهَا: الإِكْثَارُ مِنَ الكَلَامِ.

أَوْ هِيَ: حِكَايَةُ شَيْءٍ لَا تُعْلَمُ صِحَّتُهُ.

وأيًّا كَانَ؛ فَإِنَّهَا عَلَى جَمِيعِ تَفَاسِيْرِهَا تَدُورُ فِي مَجَالِسِنَا  فَيَكْثُرُ فِيْهَا الكَلَامُ، وَيَكْثُرُ الخَوضُ فِي أَخْبَارِ النَّاس وَتَصَرُّفَاتِهِمْ، وَيُنْقَلُ مَا لَا تُعْلَمُ صِحَّتَهُ.  

عِبَادَ اللهِ: القِيْلُ وَالقَالُ؛ وَاحِدَةٌ مِنْ حَصَائِدِ اللِّسَانِ؛ وَقَدْ يَسْتَهِينُ بِهَا البَعْضُ؛ وَلَيْسَتْ بِالهَيِّنَةِ؛ فَهِيَ عَمَلٌ يَكْرَهُهُ اللهُ تَعَالَى، وَلَوْ لَمْ يُحَذَّرْ مِنْها إِلَّا بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى يَكْرَهُهَا لَكَانَ كَافِيًا؛ يَكْفِي المُسْلِمَ لِيُحِبَّ قَوْلاً أَوْ عَمَلاً؛ وَيَفْعَلَهُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّ هَذَا القَوْلَ أَوِ العَمَلَ؛ وَيَكْفِيهِ لِيَكْرَهَ قَوْلاً أَوْعَمَلاً وَيَجْتَنِبَهُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى يَكْرَهُه.

وَلَوْ تَفَكَّرَ صَاحِبُ القِيلِ وَالقَالِ فِي حَالِهِ؛ وَهُوَ يَقُولُ مَا يَكْرَهُهُ اللهُ، وَاللهُ تَعَالَى يَسْمَعُهُ وَيَرَاهُ، وَالمَلَائِكَةُ تَكْتُبُ عَلَيهِ؛ لَوْ تَذَكَّرَ هَذَا لَنَفَعَهُ كَثِيراً، وَلَكَفَّهُ عَنِ القِيلِ وَالقَالِ.

ثُمَّ إِنَّ الاشْتِغَالَ بِـ ( قِيْلَ، وَقَالَ ) إِضَاعَةٌ لِلْوَقْتِ، وَهَذِهِ خَسَارَةٌ عُظْمَى، وَتَعْظُمُ الخَسَارَةُ، وَتَشْتَدُّ الحَسْرَةُ؛ إِذَا ضُيِّعَ الوَقْتُ فِيْمَا يَكْرَهُهُ اللهُ؛ تَمْضِي عَلَى النَّاسِ السَّاعَةُ  وَالسَّاعَتَانِ؛ وَكُلُّهَا: ( قَالَ فُلَانٌ، وَفَعَلَ فُلَانٌ، وَيَقُولُونَ كَذَا  وَيَذْكُرُنَ كَذَا، وَالمَسْؤُوْلُ الفُلَانِيُّ قَالَ كَذَا، وَرُدَّ عَلَيهِ بِكَذَا...) وَيَبْدَأ المَجْلِسُ بِالنِّقَاشِ وَالتَّعْلِيقِ وَالتَحْلِيلِ لِهَذَا القَوْلِ وَذَلِكَ الرَّدِّ؛ وَلَا يَنْتَهِي الكَلَامُ إِلَّا بِانْتِهَاءِ المَجْلِسِ  وَلَوِ امْتَدَّ المَجْلِسُ لَامْتَدَّ الكَلَامُ.

فَأَيُّ خَسَارَةٍ هَذِهِ ؟! أَيُّ خَسَارَةٍ أَنْ يَكُونَ هَذَا حَظُّنَا مِنِ اِجْتِمَاعِنَا، وَهَذِهِ حَصِيْلَتُنَا مِنْ مَجَالِسِنَا؟!

فَلْنَتَدَارَكْ مَجَالِسَنَا قَبْلَ أَنْ تَكُونَ حَسْرَةً عَلَيْنَا، وَلْنَجْعَلْهَا مَجَالِسَ أَرْبَاحٍ لَا مَجَالِسَ إِفْلَاسٍ؛ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَـزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ  وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ جَعَلَنَا اللهُ مِنْ أُولَئِكَ.

عِبَادَ اللهِ: وَمَنْ يِشْتَغِلُ بِتَتَبُّعِ أَحْوَالِ النَّاسِ، وَأَفْعَالِهِمْ وَيَنْقُلُهَا لِغَيرِهِ؛ لَا يَسْلَمُ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ، وَقَدْ قَالَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ  يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَــالَ: ( مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ، وَيَدِهِ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ.

يَبْدَأُ الكَلَامُ بِخَبَرٍ مُجَرَّدٍ، ثُمَّ يَتَتَابَعُ لِيَجُرَّ غَيْرَهُ؛ مِنْ غِيبَةِ النَّاسِ وَبُهْتَانِهِمْ، وَنَشْرِ مَعَايِبِهِمْ؛ وتَتَبُّعِ عَوْرَاتِهِمْ.

عِبَادَ الله: وَمِنْ مَفَاسِدِ الاِشْتِغَالِ بِقِيلَ وَقَالَ: قَسْوَةُ القَلْبِ  فَقَدْ ذَكَرَ العُلَمَاءُ أَنَّ الاشْتِغَالَ بِمَا لَا يَعْنِي مِنْ أَقْوَالِ النَّاسِ وَأَحْوَالِهِمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ: يُصِيبُ القُلُوبَ بِالغَفْلَةِ وَالقَسْوَةِ  وَذَلِكَ ، أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ، وَيَسْتَمِعُ إِلَى مَا لَا يَعْنِيهِ  وَيَكْتُبُ وَيَقْرَأُ فِيْمَا لَا يَعْنِيهِ، وَيَسْأَلُ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ، وَيَنْقُلُ أَخْبَارًا لَا تَعْنِيهِ وَلَا تَعْنِي السَّامِعِينَ، كُلُّ هَذَا مِمَّا يُشْغِلُ القَلْبَ وَيُشَتِّتُهُ؛ فَتُصِيْبُهُ الغَفْلَةُ وَالقَسْوَةُ.

ثُمَّ لْتَعْلَمُوا ـ وَفَّقَكُمُ اللهُ ـ  أَنَّ مَنْ يَنْقُلُ كُلَّ مَا يَسْمَعُ دُونَ تَثَبُّتٍ؛ وَاقِعٌ فِي الكَذِبِ لَا مَحَالَةَ.

يَقُولُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: فَإِنَّهُ يَسْمَعُ فِي الْعَادَةِ الصِّدْقَ وَالْكَذِبَ فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقَدْ كَذَبَ لِإِخْبَارِهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ. اهـ

أَجَارَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الكَذِبِ؛ وَبَارَكَ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمْ.

 

:الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ. أَمَّا بَعْدُ: فَاعْلَمُوا ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ  أَنَّ مَنْ يَشْتَغِلُ بِقِيلَ وَقَالَ؛ يَنْقُلُ كُلَّ خَبَرٍ، وَيَنْشُرُ كُلَّ رِسَالَةٍ، وَكُلَّ مَقْطَعٍ؛ لَا يُمَحِصُّ وَلَا يُدَقِّقُ؛ قَدْ يَقَعُ فِي إِشَاعَةِ الفَسَادِ وَنَشْرِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ  قَدْ يَنْشُرُ مَا يَتَضَمَّنُ إِذْكَاءَ الْفِتَنِ، وَمَا يَتَضَمَّنُ التَّبَرُّجَ وَالسُّفُورَ، وَما يَتَضَمَّنُ التَّفَلُّتَ مِنَ الدِّينِ، وَالِاعْتِرَاضَ عَلَى ثَوَابِتِهِ وَمُسْلَّمَاتِهِ؛ وَهُوَ بِقَصْدٍ أَوْ بِغَيرِ قَصْدٍ يُرَوِّجُ لِمِثْلِ هَذِهِ؛ وَيُهَوِّنُهُا عَلَى المُجْتَمَعِ؛ يَرَونَهَا المَرَّةَ وَالمَرَّتَينِ وَالْأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَتَهُونُ عَلَيْهِمْ.

وَلَقَدْ تَسَاهَلَ النَّاسُ بِكَثِيرٍ مِنَ المُحَرَّمَاتِ، وَفَرَّطُوا فِي كَثِيرٍ مِنَ الوَاجِبَاتِ، وَتَزَعْزَعَتْ عِنْدَهُمْ ثَوَابِتُ مِنَ الدِّينِ  بِسَبَبِ كَثْرَةِ تَدَاوُلِ هَذِهِ المَقَاطِعِ أوْ الرَّسَائِلِ.

أَلَا فَاعْلَمُوا أنَّ مَنْ يَنْشُرُ مِثْلَ هَذِهِ الرَّسَائِلِ وَالمَقَاطِعِ مُخْطِئٌ وَلَوْ كَانَ قَصْدُهُ حَسَنًا. فَتَنَبَّهُوا - وَفَّقَكُمُ اللهُ -

أَخِي المُسْلِمُ: أَيُّ خَبَرٍ وَأَيُّ كَلَامٍ لَمْ تَتَأَكَّدْ مِنْ صِحَّتِهِ؛ فَلَا تَقُلْهُ، وَلَا تَنْقُلْهُ، وَلَا تُشَارِكْ فِي نَقْلِهِ؛ بَلْ حَتَّى لَوْ كَانَ الكَلَامُ صَحِيْحًا وَالخَبَرُ صَادِقًا؛ فَانْظُرْ هَلْ فِي نَقْلِهِ خَيْرٌ ومَصْلَحَةٌ أَمْ لَا؛ فَإِنْ كَانَتْ مَصْلَحَةٌ وَإِلَّا فَعَلَيْكَ بِالصَّمْتِ  مُمْتَثِلًا هَدْيَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ.) رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ.

عَلَيْكَ بِالصَّمْتِ، وَلَا تُكْثِرْ مِنَ الكَلَامِ؛ فَتَكْثُرَ أَخْطَاؤكَ  وَيَكْثُرَ نَدَمُكَ، بَلْ أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلَا تَظُنَّ أَنَّكَ تَعْرِفُ كُلَّ شَيءٍ، وَأَنَّهُ يُمْكِنُكَ التَّحَدُّثُ عَنْ كُلِّ شَيءٍ، وَالمُشَارَكَةُ فِي كُلِّ شَيءٍ.

لِيَكُنْ هَذَا الحَدِيثُ نُصْبَ عَيْنَيكَ: ( إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ )

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ  وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

1701986757_قيل وقال.pdf

المشاهدات 1228 | التعليقات 0