{قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} 17مُحَرَّم 1445هـ
محمد بن مبارك الشرافي
{قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} 17مُحَرَّم 1445
الحَمْدُ لِلَّهِ مُكَوِّرِ اللَّيْلِ عَلَى النَّهَارِ، وَمُكَوِّرِ النَّهَارِ عَلَى اللَّيْلِ، خَلَقَ الزَّمَانَ فَجَعَلَهُ مُسْتَوْدَعَ الْأَعْمَالِ، وَبِالْمَوْتِ نِهَايَةِ الآجَالِ ، نَحْمَدُهُ عَلَى الْعَافِيَةِ وَالْبَلَاءِ، وَالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ؛ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾
أما بعدُ: فَيَأَيُّهَا الْمُؤمِنُونَ رَأَى عُمَرُ بنُ عَبْدِ الْعَزيزِ - رَحِمَهُ اللهُ - قَوْمًا فِي جَنَازَةٍ قَدْ هَرَبُوا مِنَ الشَّمْسِ إِلَى الظِّلِ، وَتَوقَّوُا الْغُبَارَ، فَأَبْكَاهُ حَالُ الْإِنْسَانِ يَأْلَفُ النَّعِيمَ وَالبَهْجَةَ، حَتَّى إِذَا وُسِّدَ قَبْرَهُ فَارَقَهُمَا إِلَى التُّرَابِ وَالْوَحْشَةِ، وأَنْشَدَ:
مَنْ كَانَ حِينَ تُصِيبُ الشَّمْسُ جَبْهَتَهُ
أَوِ الْغُبَارُ يَخَافُ الشَّيْنَ وَالشَّعَثَا
وَيَأْلَفُ الظِّلَّ كَيْ تَبْقَى بَشَاشَتُهُ
فَسَوْفَ يَسْكُنُ يَوْمًا رَاغِمًا جَدَثًا
فِي قَعْرِ مُظْلِمَةٍ غَبْرَاءَ مُوحِشَةٍ
يُطِيلُ فِي قَعْرِهَا تَحْتَ الثَّرَى لُبْثَا
تَجَهَّزِي بِجَهَازٍ تَبْلُغِينَ بِهِ
يَا نَفْسُ قَبْلَ الرَّدَى لَمْ تُخْلَقِي عَبَثَا
أَيُّهَا المسْلِمُونَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ وَحْدَهُ الذِي يُصَرِّفُ أَمرَ هَذَا الْكَوْنِ، وَيُقَلِّبُهُ كَيْفَ يَشَاءُ، وَمِنْ تَقلِيبِهِ إِيَاهُ: أَنْ خَلَقَ الْحَرَّ وَالْبَردَ وَالصَّيْفَ والشِّتَاءَ لِتَحْقِيقِ مَصالِحِ العِبادِ في دِينهِمْ ودُنياهُمْ وَأَبْدَانِهِمْ وَمَعَايِشِهِمْ قَالَ اللهُ تَعَالَى {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ}، وَقَالَ تَعَالَى {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ }، وَإِذَا كُنَّا هَذِهِ الْأَيَّامُ فِي صَيْفٍ قَائِظٍ وَحَرٍّ لافِحٍ؛ فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لَنَا فِيهِ عِظَةٌ وذِكْرَى، وَذَلِكَ أَنَّ حَرَّ الصيفَ يُذَكِّرُ الْمُسْلِمَ الْحَيَّ الْقَلْبَ بِحَرِّ جَهَنَّمَ؛ فَيَزْدَادُ خَوْفُهُ مِنْ رَبِّهِ؛ فَيُبَادِرُ إِلَى فِعْلِ طَاعَاتِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ. فَإِنَّ النَّارَ حَرُّهَا شَدِيدٌ، وَإِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَمَّا قَالُوا {لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ}، رَدَّ الله عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا، لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} وَحِينَ نَرَى نَارَ الدُّنْيَا كَيْفَ تُذِيبُ صُلْبَ الْحَدِيدِ وَالصَّخْرَ الشَّدِيدَ؛ فَلْنَتَذَكَّر أَنَّهَا جُزءٌ واحِدٌ مِن سَبعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ، قَالَ ﷺ (نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتي يُوقِدُ ابْنُ آدَمَ جُزْءٌ مِن سَبْعِينَ جُزْءًا مِن حَرِّ جَهَنَّمَ، قَالُوا: وَاللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَإِنَّها فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّها مِثْلُ حَرِّها) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
كَمَا أَنَّ أَشَدَّ الْحَرِّ الذِي نَجِدُهُ فِي الدُّنْيَا هُوَ فِي الحَقِيقَةِ مِنْ فَيْحِ جَهنَّمَ؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ (اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقالَتْ: يا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فأَذِنَ لَهَا بنَفَسَيْنِ؛ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ؛ فَهْوَ أَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِير)، فَإِذَا كَانَ هَذَا نَفَسُهَا؛ فَكَيْفَ بِنَفْسِ عَذَابِها!!.. نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ حَالِ أَهْلِ النَّارِ.
أَيُّهَا المسْلِمُونَ: وَإِنَّ فِي حَرِّ الصَّيْفِ لَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ، يُذكِّرُهُمْ بِبَعْضِ مَوَاقِفِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ فَإِنَّ هَذِهِ الشَّمْسَ التِي يُؤذِينَا حَرُّهَا فِي الدُّنيا، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهَا مِنَ الْمَسَافَاتِ الْعَظِيمَةِ، تَدْنُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رُؤُوسِ الْخَلائِقِ فِي أَرْضِ الْمَحْشَرِ حَتَّى مَا يَكونُ بَينَهُمْ وبَيْنَهَا إِلَّا مِقْدَارَ مِيلٍ؛ يَقُولُ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ﷺ (تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ، حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ، فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا) رَوَاهُ مُسْلِمٌ، فَمَنْ تَأمَّلَ هَذِهِ الكُرُبَاتِ وكَانَ مِنَ الْمُوفَّقِينَ السُّعَدَاءِ؛ بَادَرَ إِلَى مَرْضَاتِ رَبِّهِ؛ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فِي ظِلِّ ظَلِيلٍ؛ مِمَّنْ قَالَ فِيهِمْ ﷺ (سَبْعَةٌ يُظِلُّهمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ) جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهُمْ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ أَعْظَمَ أَسْبَابِ النَّجَاةِ مِنَ النَّارِ وَمِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ: هُوَ تَحْقِيقُ تَوْحِيدِ اللهِ تَعَالَى؛ فَإِنَّ مَنْ حَقَّقَهُ وَكَمَّلَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ.
وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ النَّجَاةِ مِنْهَا: التَّمَسُّكُ بِالسُّنَّةِ وَاجْتِنَابُ الْبِدَعِ، فَإِنَّ السُّنَّةَ نُورٌ وَسَلامَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالْبِدْعَةُ عَكْسٌ ذَلِكَ.
وَمِنْ أَسْبَابِ السَّلَامَةِ مِنْ حَرِّ النَّارِ: بَذْلُ الصَّدَقَاتِ وَلَوْ كَانَتْ قَلِيلَةً؛ فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ) فَاسْتَكْثِرُوا -رَحِمَكُمُ اللهُ- مِنْ فِعْلِ الْخَيْرَاتِ، وَاجْتَنِبُوا الْمُنْكَرَاتِ، وَاسْتَعِدُّوا لِلآخِرَةِ بِصَالِحِ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ وتَفَقَّدُوا الْمَسَاكِينَ وَأَصْحَابِ الْحَاجَاتِ الذِين لا يَجِدُونَ ثَمَنًا لِمُكَيِّفٍ وَثَلَّاجَةٍ وَفَاتُورَةِ كَهْرَبَاء وَغَيْرِهَا.
وَمِنْ أَعْظَم ِأَسْبَابِ السَّلَامَةِ مِنَ النَّارِ كَثْرَةُ الدُّعَاءِ بِالسَّلَامَةِ مِنْهَا كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ (مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنِ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ النَّارُ : اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ).
فَاللَّهُمَّ أَجِرْنَا وَوَالِدِينَا وَأَحْبَابِنَا مِنَ النَّارِ وَأَدِخِلْنَا الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِميِنَ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكَمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ،
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَاقْتَفَى أَثَرَهُمْ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا.
أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ؛ يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بيَدِي الْأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ والنَّهارَ)، وَمِمَّا يْدُخُلُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: سَبُّ الْيَوْمِ الحْاَرِّ، أَوْ سَبُّ الصَّيْفِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ..
وَقَوْلُه (وَأَنَا الدَّهرُ) : أَيْ: خَالِقُهُ، وَقَوْلُه (بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) يَعْنِي: أَنَّ مَا يَجْرِي فِيهِمَا مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ؛ بِإِرَادَةِ اللَّهِ وَتَدْبِيرِهِ، وَبِعِلْمٍ مِنْهُ تَعَالَى وَحِكْمَةٍ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: اسْتِشْعِرُوا مَا أَنْعَمَ اللهُ تَعَالَى بِهِ عَلَيْكُمْ مِنْ نِعْمَةِ الْمَسْكَنِ، وَأَجْهِزةِ التَّكْيِيفِ فِي الْبَيْتِ وَالسَّيَّارَةِ وَالْعَمَلِ، وَنِعْمَةِ الثَّلَّاجَاتِ وَالْبَرَّادَاتِ فَنَتَنَاوُلُ الْمَاءَ وَالْمَشْرُوبَاتِ الْبَارِدَةِ فِي أَيِّ وَقْتٍ أَرَدْنَا.. إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ النِّعَمِ التِي حُرِمَ مِنْهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ...فَلْنَتَذَكَّرْ هَذِهِ النِّعَمِ وَلْنَتَحَدَّثْ بِهَا عَلَى سَبِيلِ الشُّكْرِ وَالاعْتِرَافِ بِفَضْلِ اللهِ تَعَالَى وَلْنَبْذُلْهَا فِيمَا يُرْضِي رَبَّنَا.. فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وَاعْلَمُوا -رَحِمَكُمُ اللهُ- أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ يَفِرُّ مِنْ حَرِّ الصَّيْفِ بِالسِّيَاحَةِ بِلا مُرَاعَاةٍ لِحُدُودِ اللهِ وَأَحْكَامِهِ، وَيَذْهَبُ إِلَى بِلَادِ يَظْهَرُ فِيهَا الْفَسَادُ وَالْأَفْعَالُ الْقَبِيحَةُ مِنْ عُرْيٍ وَتَفَسُّخٍ وَمُنْكَرَاتٍ وَالْأَطَمُّ وَالْأَدْهَى أَنْ يَرَى أَبْنَاؤُهُ وَأُسْرَتُهُ هَذِهِ الْمَنَاظِرَ فَيَرْجِعُ مِنْهَا بِالْأَوْزَارِ وَالآثَامِ..، وَرُبَّما عَادَ مِنْهَا بَعْدَمَا أَفْسَدَ قُلُوبَ أَهْلِهِ وَأَخْلَاقَهُمْ وَأَفْكَارَهُمْ , وَفِي بِلادِ الْمُسْلِمِينَ بِحَمْدِ اللهِ مِنَ الْأَمَاكِنِ مَا يَكْفِي وَيَشْفِي وَيُغْنِي.
نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَأْخُذَ بِأَيْدِينَا، لِمَا يَنفَعُنَا فِي دِينِنَا وَدُنْيَانَا، وَأَنْ يُوَفِّقَنَا جَمِيعًا لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي يَرْضَاهُ، وَأَنْ يُجنِّبَنَا مَهَاوِيَ الرَّدَى، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ صَلّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيَّكَ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مَحَبَّتَهُ وَاتِّبَاعَهُ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، اللَّهُمَّ احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ وَأَدْخِلْنَا فِي شِفَاعَتِهِ، وَاجْمَعْنَا بِهِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَوَالدِينَا وَجَمِيعِ المسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْالُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي الدِّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْالُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي دِينِنِا وِدُنْيَانَا وَأَهَالِينَا وَأَمْوَالِنَا، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا، اللَّهُمَّ احْفَظْنَا مِنْ بَينِ أَيْدِينَا وَمِنْ خَلْفِنَا، وَعَنْ أَيْمَانِنَا وَعَنْ شِمَائِلِنَا وَمِنْ فَوْقِنَا، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ نُغْتَالَ مِنْ تَحْتِنَا، اللَّهُمَّ إنا نَعَوذُ بك مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاء، اللَّهُمَّ إنا نَعَوذُ بك مِنْ زَوالِ نِعمتِك وتَحوُّلِ عَافِيتِك وفُجْأَةِ نِقمَتِك وجَميعِ سَخطِكِ، اللَّهُمَّ وَفِّقَ إِمَامَنَا خَادِمَ الحَرَمَينِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَواصِيهِمْ إِلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ أَتِمَّ عَلَى بِلَادِنَا وَسَائِرِ بِلَادِ المسْلِمِينَ نِعْمَةَ الأَمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا وَأَصْلِحْ لَنا دُنْيَانا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنا وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنا وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِنا فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ، اَللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ.
المرفقات
1690999538_{قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} 17مُحَرَّم 1445هـ.docx
المشاهدات 1833 | التعليقات 2
شبيب القحطاني
عضو نشط
جزاك الله خيرا
محمد بن مبارك الشرافي
تنبيه : هذه الخطبة استفتدها من بعض المشايخ , وأدخلت عليها بعض التعديلات ونشرتها
فجزاه الله خيرا , وكتب أجري وأجره
تعديل التعليق