قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ

عبدالله محمد الطوالة
1437/07/09 - 2016/04/16 03:57AM
الحمد لله خالق كل شيء ، ورَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ، وبِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ، وَرَحْمَته وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، سبحانه وبحمده ، أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ، وأَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ، وأَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ ، و{أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} ، {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} .. وجَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ولا رب سواه {لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ، {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ..
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، لا خير إلا دلنا عليه ، ولا شر إلا حذرنا منه ، فصلوات الله وسلامه عليه ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وأصحابه الغر الميامين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
أما بعد: فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله رحمكم الله ، واذهبُوا حيث شِئتُم؛ فإن إلى ربِّكم الرُّجعَى، واعملوا ما شِئتُم؛ فعملُكم عليكم مُحصَى، اليوم يُقبَلُ العمل ولو كان مِثقالَ ذرَّة ، وغدًا لا يُقبَل ولو كان ملئُ الأرض ذهبًا .. من حاسبَ نفسَه ربِح، ومن نظرَ في العواقِب أفلح ، ومن اتَّبَع هواه ضلَّ ، ومن خافَ أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل .. {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} .. إخوة الإيمان : أتحدث اليوم بعون الله عن مشكلة خطيرة ، ومعصية دنيئة ، آثارها شديدة ، وأضرارها عديدة ، أضرارٌ صحية ونفسية واجتماعية .. ولا شك أن لها من الأضرار على إيمان المرء ما هو أشد وأخطر من ذلك بكثير .. مشكلة يُسأل عنها المشايخ بكثرة .. مما يدل على فشوِها وعموم البلاء بها .. بين جميع طبقات المجتمع .. ويقسم الكثير من السائلين الأيمان المغلظة أنهم حاولوا تركها والتخلص منها ، ولكنهم سرعان ما يعودون لأوحالها ..
وهذا يحتّم التحدث عنها .. تحذيراً للمعافى منها ، وإنقاذاً للغارق فيها أيها الأحبة : في مجلس الشيوخ الأمريكي أطلقت باحثةٌ اجتماعية في مركز العلاج السلوكي صرخة تحذير شديدة ، وقالت عن هذه المشكلة بالذات : إنها أكبر مُهدد للصحة النفسية ، وإنها أخطر من إدمان الكوكايين .. ومما قالته هذه الباحثة : لا شك أن إدمان المخدرات خطير جداً ولكن الحصول عليه ليس بهذه السهولة .. كما أنه من المستقر في نفوس الكبار والصغار أن المخدرات عظيم خطرها فظيع أثرها بخلاف هذه ، ثم إن المخدرات ليست مرتبطة بغريزة الإنسان بخلاف هذه فلها ارتباط بميله الفطري ، كما أن المخدرات غالية الثمن وأما هذه فإنها تُتداول بالمجان ، بل إنها تَعرِض لمن لا يريدها من خلال الدعايات وغيرها { وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيما } .. أعرفتم عمما تتحدث هذه الباحثة يا عباد الله : إنها معصية النظر إلى أفلام الفحش وصور الخلاعة وإدمانها !
تقول إحصاءات عام 2012 .. أن عدد المواقع الإباحية على الإنترنت تزيد عن أربعة ملايين و200 ألف موقع ! .. منها مائة ألف موقع مخصص للأطفال ، وأن إجمالي عدد صفحات تلك المواقع يزيد على420 مليون صفحة ! .. وأن نسبة تحميل تلك المواد الخليعة عبر الإنترنت يقارب ال 35% من إجمالي المواد المحملة ! وقال الدكتور وليد فتيحي رئيس مجلس إدارة المركز الطبي الدولي بجدة: " إذا تتبعنا مسارات البحث في محرك البحث (جوجل)، سنجد أن أكثره عن مفردات جنسية وللأسف ، ففي كل ثانية واحدة يقوم أكثر من 30 ألف شخص بتصفح مواقع إباحية ، وفي كل نصف ساعة يتم تصوير فيلم إباحي بالولايات المتحدة الأمريكية ، التي تنتج 89 % من المواقع الإباحية على الأنترنت ، وتقدر صناعة الأفلام الإباحية اليوم بأزيد من 100 مليار دولار أمريكي، وفي السعودية وحدها يسجل شهريا 50 مليون عملية بحث عن كلمات جنسية ، أي ما يزيد عن مليون ونصف عملية بحث يوميا ، وأن 70 بالمائة من الملفات المتبادلة عبر النت هي مواد إباحية .. انتهي كلام الدكتور وليد .. ومع أن البلد الأول في إنتاج واستهلاك المواد الخليعة هي أمريكا إلا أن المراكز التي بعدها هي لدول إسلامية وعربية مع الأسف
عباد الله : يتناسب حجم الانحلال في أي مجتمع تناسبًا طرديًّا مع حجم الترف الذي يعيشه أفراده ، فكلما تيسرت الأسباب المادية كان ذلك أدعى إلى تفشي داء إتباع الهوى والشهوة .. خصوصاً بين الشباب ، لما فيهم من قوة وفتوة وداعٍ إلى الرذيلة ، لاسيما في ظل غياب الوازع الديني ، والرادع القيمي والأخلاقي ، وتراجع أثر الخطاب الدعوي ، وانتشار الإعلام اللا أخلاقي ، الذي يدعو للرذيلة على مدار الساعة ... وقد أدرك أعداء الأمة أن الشهوة هي أهم عناصر القضاء على الأمة وعلى شبابها بالذات ، لذلك أكدوا وركزوا في مخططاتهم لإفسادها : أن كأسًا وغانية يفعلان في الأمة المحمدية ما لا تفعله الأسلحة الفتاكة ولا القنابل المدمرة ...
فراحوا ينفقون المليارات من أجل نشر هذه القاذورات ، وصدق الله : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} .
إنه يا عباد الله ما من جريمة إلا والشهوة منبعُها ، فالزنا، واللواط، والعادة السرية، والغناء ، والمعاكسات ، وجرائم الاغتصاب والاختطاف ، والعشق والإعجاب، وإدمان النظر المحرم ، والسهر والسفر ، كلّ هذه الأدواء العضال .. إنما هي صدىً لهذه القضية ، واستجابة لسعارها ، إنَّه حجابٌ حُفت به النار، من اخترقهُ دخلها، إنها ابتلاءٌ عظيم يمتحن به العبد، ليُعلمَ الصادق من الكاذب، والصابر من الجازع ..
إخوة الإيمان : مشكلة إدمان النظر للمواد الإباحية .. لها أثارٌ خطيرةٌ على المخ كأثر المخدرات ؛ وقد ذكر د .وليد فتيحي : أن إدمان النظر لمواد الخلاعة يؤثر في الدماغ على غرار الكوكايين المخدر .. وأن ضرر هذه المواد الخليعة على خلايا أدمغة الصغار أخطر وأشد .. كما أن لها آثاراً نفسية هائلة .. فهي تتسبب في انخفاض مستوى التركيز ، وتجعل عملية الاستيعاب بطيئة جداً ، كما أنها تجعل الشخص أكثر عرضة لسرعة النسيان والذهول ، وهي سبب مباشر للأرق وقلة النوم وتشتت الأفكار وتشوش العقل وإرهاق البدن وخموله وحب الانعزال والشعور بالاكتئاب والضيق والإحساس بالتصادم مع مسلمات الدين وقيم المجتمع ، وما يصحب ذلك من شد عصبي وسرعة الغضب والاستثارة ، خلافاً لما قد يصيب العينين والظهر من الآلام ومشاكل .. يقول صلى الله عليه وسلم " وما انتشرت الفاحشة في قوم قط إلا أنزل الله عليهم الأوجاع والأمراض التي تكن معروفة في أسلافهم" ... كما حذر المختصون أنها تسبب العِنّة والبرود الجنسي بعد الزواج ؛ كما أنها تؤدي إلى الزهد في المسلك الحلال ؛ لأن ذهن المدمن ارتبط بتلك النظرة الحرام ، فلا يجد لذته بعد ذلك إلا بذلك الأسلوب الذي أدمنه .. ناهيكم عن الأضرار الإيمانية وانتهاك حرمات الله ، قال عليه الصلاة والسلام :" إن الله يغار ، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله " أخرجه البخاري ..
فيا أيها الناس ، يا عقلاء الأمة: هذه نذر السوء تتوالى، وهذه لغة الأرقام مخيفة مرعبة ، الفضيلة تشتكي، العفاف يئن، نسب الخيانات الزوجية ترتفع ، حالات الاغتصاب والشذوذ تزيد ، اغتيلت براءة الأطفال ، ارتد بعض الشيوخ إلى سِني المراهقة .. عجت الأرض إلى ربها والسموات ، وفزِعت الملائكة إلى الله من هول ما رأت من تفشي الفجور والموبقات ، فإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
يا عباد الله : إن الله يغار، وغيرة الله أن يزني عبده أو تزني أمته، وإن سنن الله لا تحابي أحدًا ، ومتى ظهر الزنا في قوم أذن الله بهلاكهم، ومتى ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ..
فلنتقِ الله في شبابنا وأبنائنا وبناتنا ونسائنا وأنفسنا فإنها مسؤولية في أيدينا وأمانة في أعناقنا سنسأل عنهم أمام الله تبارك وتعالى ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ ..{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ..
بارك الله ..


الحمد لله وكفى ...
أما بعد فاتقوا عباد الله ، واعلموا أن الله جل وعلا حين خلق الإنسان وركب فيه الشهوة ، وابتلاه بمخالفة الهوى ، وسلط عليه الشيطان ، لم يتركه هملاً ، بل رزقه من القوة ما يستطيع به الصمود ، وزوده من الوسائل ما يمكنه من النجاة والمقاومة بإذن الله، وما أمر الله بشيء إلا أعان عليه ، وما نهى عن شيء إلا أغنى عنه بما هو خير منه ... والمؤمن في هذه الدنيا في اختبار دائم حتى يموت ، وطريق الجنة طريق طويل ، تتناثر فيه الأشواك والعقبات ، وتحفه المخاطر والمكاره من كل جانب ، ولا بد لسالكه أن يتسلح بالصبر والمجاهدة ، وهل التدين إلا في الصبر والمجاهدة .. ؟! وفي الذكر الحكيم: (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) وقال تعالى (وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً) .. وقال تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} ..
أيها المسلم: لقد ميزك الله بالعقل، وإنما فُضِّل العاقل بتأمل العواقب ، فلا تؤثر لذة تفوِّت عليك خيرًا كثيرًا ، واعلم أن في ملازمة التقوى بعض المرارات .. وبعض الحرمان من المشتهيات ، لكن العاقبة حميدة.
ثم إن في قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة ، وكل مغلوب بالهوى ذليل ، والصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة من سوء العاقبة ، والصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذاب الله ، وما من عبدٍ أطلق نفسه فيما ينافي التقوى وإن قل ، إلا وجد عقوبة عاجلة أو آجلة : (لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ...) ..
فتذوق يا أُخي حلاوة الكف عن المعاصي ؛ فإنها شجرة تورث عزّ الدنيا وشرف الآخرة ، وابتعد عن كل ما يوقظ الشهوة ؛ فإنهُ لا أعظم فتنةً من مقاربة الفتنة ، وقلَّ أن يقاربها أحدٌ إلا وقع فيها ، ومن حام حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، وفي الحديث الصحيح: "ويحك لا تفتحْه؛ فإنك إن تفتحه تلجه". ومن قارب الفتنة بعدت عنه السلامة ، ومن ادعى الصبر وُكِل إلى نفسه ، ومن وُكل إلى نفسه هلك ، ألم تسمع لقول الكريم ابن الكريم ابن الكريم: (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) ..
أخي المبارك : إن القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله تعالى بقدر تعلقها بها، وإن الرجل حقاً : من إذا خلا بما يحب من الحرام ، وقدر عليه واشتد عطشه إليه، تذكر نظر الله عز وجل ، فاستحيا من الله حياءً يردعه حتى يذهب ذلك العطش: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} ..
وإذا خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى العصيان
فاستح من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني
فلا تتبع النظرة النظرة ؛ فإن لك الأولى وليست لك الثانية ، وإن النظر سهم من سهام إبليس مسموم ، ورب سهم أصاب مقتلاً ، ومعظم النار من مستصغر الشرر ، ومعظم المصائب مبداها من النظر ، ورب نظرة أورثت حسرة ، ومتى غض العبد بصره غض القلب شهوته ، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه ..
وما من عبد يكف بصره عن النظر الحرام لله - إلا أثابه الله إيمانًا يجد حلاوته في قلبه ، ومن صدق الله في ترك شهوةٍ أذهبها الله من قلبه ، قال تعالى: (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) ..
وكلما قوي داعي الشهوة قويت المجاهدة على الصبر، وزاد الأجر ، ولا شك أن من تشتهي نفسه المعاصي ويتركها لله عز وجل فهو من الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ، لهم مغفرة وأجر عظيم ، وإذا اشتد عطشك إلى ما تهوى ، فابسط كف الرجى إلى من عنده الري الكامل والهدى ، تضرع لمولاك وسله التقى والعفاف والغنى .. ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت ، واحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، البر لا يبلى ، والذنب لا ينسى ، والديان لا يموت ، وكما تدين تدان ..

المشاهدات 1189 | التعليقات 0