قصة عجيبة في الوفاء

ﻳﺤﻜﻰأﻥ ﺣﻄﺎﺑﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻮﺥ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻌﻪ ﻃﻔﻠﻪ ﻭﻛﻠﺒﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻣﻊ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﺤﻄﺐ ﻭﻻ ﻳﻌﻮﺩ إﻻ ﻗﺒﻞ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺜﻖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺛﻘﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﻓﻴﺎ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻭﻳﺤﺒﻪ.

ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ الأﻳﺎﻡ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻳﻮﻡ ﺷﺎﻕ ﺳﻤﻊ ﻧﺒﺎﺡ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﺗﻪ، ﻓﺎﺳﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻲ إﻟﻰ أﻥ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﺢ ﺑﻐﺮﺍﺑﺔ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻜﻮﺥ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻤﻪ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻣﻠﻄﺨﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ﻓﺼﻌﻖ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ ﻭﻋﻠﻢ أﻥ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻗﺪ ﺧﺎﻧﻪ ﻭأﻛﻞ ﻃﻔﻠﻪ ﻓﺎﻧﺘﺰﻉ ﻓﺄﺳﻪ ﻣﻦ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺿﺮﺑﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺧﺮ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺻﺮﻳﻌﺎ، ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﺥ ﻟﻴﺮﻯ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻃﻔﻠﻪ ﺍﻟﻤﺄﻛﻮﻝ ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻟﻠﻜﻮﺥ ﺗﺴﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﺟﺜﻰ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻭﺍﻣﺘﻸﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﻃﻔﻠﻪ ﻳﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻭﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺣﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﻣﺨﻀﺒﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﻟﻘﺖ ﺣﺘﻔﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﻬﻮﻟﺔ.

ﺣﺰﻥ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﺪﺍﻩ ﻭﻃﻔﻠﻪ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﺢ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻧﻘﺬ ﻃﻔﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻟﻴﻨﺘﻈﺮ ﺷﻜﺮﺍ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﻣﺎﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ إﻻ أﻥ ﻗﺘﻠﻪ ﺑﻼ ﺗﻔﻜﻴﺮ ولا تأني.

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤﺐ أﻧﺎسا ﻭﻧﺜﻖ ﺑﻬﻢ فإنه ﻳﺠﺐ إﻻ ﻧﻔﺴﺮ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ ﻭأﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻏﻀﺐ ﻭﺗﻬﻮﺭ ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻳﻐﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻓﻠﻨﺘﺮﻳﺚ ﻭﻻ ﻧﺴﺘﻌﺠﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ وما مرت علينا من ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻣﻌﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻘﺪ ﻧﻔﻘﺪ أﻧﺎسا ﻧﺪﺭﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أﻧﻬﻢ ضحوا بحياتهم من أجلنا.


:p
المشاهدات 3712 | التعليقات 2

نعم إنها قصة مؤثرة ومعبرة وهذا الذي ينقصنا في كثير من علاقاتنا سواء مع أقاربنا أم أحبابنا سرعان ما ننسى في لحظة الغضب كل ما رأيناه من ذلك الشخص من إحسان وكرم أخلاق وطيب معاشرة وكما قال علي رضي الله عنه الغضب أوله جنون وآخره ندم
وفي الأصل أن الإنسان في تلك اللحظات يملك زمام أمره ويتحلى بالصبر الجميل حتى لا يهدم كل شيء ولا يتعدى ذلك الغضب إلى قول يقوله في تلك اللحظات أو فعل فيندم عليهما أشد الندم فقد جاء في الأثر أن رجلا قال لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه أوصني ، فقال له لاتغضب فقال له الرجل لقد أوصيتني بشيء هو طبعي (أي أن هذا الغضب مفطور عليه فكيف له بتجنبه ) فقال له حذيفة إذا غضبتَ فأمسك عليك لسانك ويدك .
بارك الله فيك أستاذ زياد


وبورك فيك شيخ إسماعيل أبا حاتم ونفعنا بعلمك وفوائدك