قصة سجين

محمد مرسى
1436/01/23 - 2014/11/16 23:41PM
قصة سجين)





بسم الله الرحمن الرحيم :



الحمد لله رب العالمين الذي انشأ خلقه وبَرَا... وقسّم أحوال عباده غنا وفقرا... وانزل الماء وشقّ أسباب الثرى...أحمده سبحانه فهو الذي أجرى على الطائعين اجره وأسبل على العاقلين سترا...هو سبحانه الذي يعلم ما فوق السماء وما تحت الثرى... ولا يغيب عن علمه دبيب النمل في الليل اذا سرى ... سّبحت له السموات وأملاكها وسبحت له النجوم وأفلاكها...وسبحت له الانهار وأسماكها...وسبحت له الآرض وسكانها...وسبحت له البحار وحيتانها...وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم... فأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له لا ند له ولا شبيه ولا كفأ ولا مثل ولا نظير...وأشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله...وخيرته من خلقه...وأمينه على وحيه...وارسله رحمه للعالمين...وحجه على الناس اجمعين...فصلوات الله وسلامه عليه...ما ذكره الذاكرون الأبرار...وصلوات الله وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار...ونسأل الله تعالى ان يجعلنا جميعا من صالح امته...وان يحشرنا يوم القيامه في زمرته...


أما بعد أيها الإخوة والاخوات:


ان الله عزوجل قد ذكرفي كتابه عبر وحكى علينا من أخبار السابقين قصصا وأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يحكي لنا شيئا من هذه الأخبار ويقصّ علينا من تلك الآثار من ذلك ان الله جل وعلى قص في كتابه قصة يوسف عليه السلام ثم قال في آخر القصة: -[لَقَدْ كَانَ فِي قَصََصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى]- [يوسف] ومن اصدق من الله قيلى نعم ما كان حديثي يفترى ولمّا جعل النبي صلى الله عليه وسلم ينظر في كتاب الله وينظر في قصص الأولين كان مما تلى من كتاب الله جل وعلى قول الله سبحانه وتعالى: -[فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ]-[الأعراف] وقوله جلّ جلاله: -[وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ]- [هود] وفي الآية الأخرى قال سبحانه وتعالى: -[ كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً]- [طه] عندها جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقص لأصحابه ما يثبّت به أفئدتهم على الخير فكما تلى في القرآن قصة نوح عليه السلام جعل يقص شيئا من ذلك لأصحابه وكما تلى في القرآن قصة لوط وشعيب وغيره من الأنبياء جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقص من مثل هذه الأخبار على أصحابه وأنك إذا نظرت في التاريخ وجدت أن فيه من العبر ما يتجاذبك من كل ناحية خاصه إذا نظرت في التاريخ النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام تتعجب عن ماذا تتحدث هل تتحدث عن عبادته صلى الله عليه وسلم؟! ام تتحدث عن قيامه لليل ؟!ام قيامه للنهار؟!ام تتحدث عن حرصه على تعليم الناس وعلى دعوتهم و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!تتجاذبك ابواب الفضائل والبطوله من كل ناحيه فلا تدري والله ماذا تختار منها لذا أحببت أن أقف معكم على باب من هذه الأبواب الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على حفظه ويحرّص أصحابه على حفظه بل كان الرجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن اكثر ما يدخل الناس الى النار فيشير له النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا الشيء الذي سوف نتكلم عنه.


هذا الشيء الذي لعلنا نتذاكر شيئا من حال النبي صلى الله عليه وسلم وحال أصحابه معه هو شيء صغير في جرمه ولكنه كبير في جرمه ألا وهو اللسان.


أيها الأحبة الكرام:


خلق الله تعالى الإنسان ووهب له نعما متنوعه . وقسّم الله تعالى هذه النعم بين الناس فمن الناس من آتاه الله تعالى مالا ولم يؤته صحة فتجده مقعدا على سرير ابيض مع انه يملك الملايين ومنهم من آتاه الله تعالى صحة وقوتا في بدنه لكنه لم يؤته مالا فتجده يشتغل حمالا في سوق او عاملا في منجم ومن الناس من آتاه الله تعالى صحه ووسّع عليه في المال لكنه أخذ منه العقل فنجده محبوس في غرفة في مستشفى المجانين ومن الناس من أخذ الله تعالى سمعه فتجده يتلفت بين الناس بعينيه ويشير لهم بيديه فلا هو يفهمهم ولا هم يكادون يفهمونه ومنهم من أخذ الله تعالى بصره ومنهم من أبكم لسانه وقد قال الله جل وعلى: -[نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَاوَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمبَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ]-[الزخرف] .

حدثني أحد الإخوة: ... أنه وقف مرة عند اشارة مرور قال: ... فسمعت صوت غناء بصوت عال جدا حتى ازعجني وأزعج الناس الذين حولنا فالتفت يمينا ويسارا ابحث عن مصدره فإذا بسيارة بجانبي قد فتح صاحبها جميع نوافذها وشغّل المسجل على صوت عالٍ يصدح بالغناء وإذا بالسيارات التي حوله كلهم يلتفتون اليه ويتعجبون من رفع الغناء إلى هذا الحد قال: فضربت على منبه السياره مرارا لأجل أن يلتفت إلي ولأجل أن أنبهه إلى أن يخفض صوت هذا المسجل او ان يطفئه او ان يشغل بدله ما هو خير منه من القراءن الكريم لكن الرجل لم يلتفت الّي ابدا مع كثرة التنبيه له بسيارتي فتقدمت بالسيارة قليلا لأجل أن أشير له بيدي فلما التفت اليه أنظر فإذا هو شاب قد أسدل غطرته على يمينه ويساره وإذا له لحية تكاد تصل الى صدره قال فتعجبت شاب بهذه الصوره رجل قد اعفى لحيته حتى لو اراد ان يسمع العزف كيف يسمعه بهذه الصوره التي تدل على الجرأه الشديده وعلى عدم الإلتفات إلى الناس أبدا قال فضربت منبه السياره عدة مرات فلم يلتفت الي ايضا حتى أضاءت الإشارة الخضراء فمشى ومشيت ورائه قال حاولت أن أوقفه لأجل المناصحه أن اذكره بالله ان انبهه الى ان هذا حقا هو حرام وفعلك له امام الناس بكل هذه الجرأه يزيده حرمه لأنه فيه نوع من المجاهره لكن الرجل لم يلتفت الي ابدا حتى وقف بسيارته عند بقاله قال فأوقفت سيارتي وراءه ونزل الرجل يمشي الى البقاله فإذا ثوبه قصير فوق الكعبين رجلا ليس(مسبلا )فتعجبت فدخل البقاله فقلت في نفسي سيخرج الآن ومعه علبة دخان او نحو ذلك .


قال فلما خرج فإذا بيده مجلة اسلاميه قلت لا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم كيف يكون الحال كذلك قال ثم أقبل الى سيارته ثم شغلها واشتغلت الموسيقى مباشرة فقلت ما على هذا صبر نزلت من سيارتي وأقبلت إليه وجعلت أصرخ به فلم يلتفت الي فتمسكت بباب سيارته قبل ان يقفله ثم قلت يا أخي ما تتقي الله؟!ما تخاف الله؟!تشغّل الموسيقى طوال هذه المسافه وتشغّلها الآن بصوت عالٍ يا أخي إذا تريد أن تسمع المعازف فاسمعها لوحدك أعوذ بالله أن تسمع الناس معك ما تخاف من الله ما تتقي الله يقول والرجل ينظر الي و يتعجب من صراخي ثم يخفض رأسه ويرفعه وهو ينظر الي قال: فلما رآني قد احتددت بالصراخ عليه جعل يشير لي بأصابعه على أذنيه و على لسانه ويشير بيديه أن لا لا.. ففهمت ان الرجل لا يسمع ولا يتكلم أصم و أبكم قال كدت أن أبكي وخفضت رأسي وأدخلت يدي برفق الى سيارته وأقفلت هذا المسجل قال فجعل الرجل يشير الي بيده ماذا تريد؟ لماذا انت زعلان؟!ثم تحسس دفترا بجانبه وقلما وأعطاني الورقه والقلم وجعل يشير بيده يعني اكتب ما تريد فكتبت له: أنت يا أخي الكريم قد شغّلت الموسيقى بصوت عال جدا جدا جدا وقد كنت قبل قليل عند الاشاره والسيارت التي حولك كلها تتلفت عليك مما جعلني أتبعك حتى أنصحك فيما تفعل قال فلما أخد الورقه وقرأها خفض رأسه قليلا ثم جعل يهز رأسه يعني كهيئه الحزين ثم كتب أسفل كلامي: جزاك الله خيرا على نصيحتك لكن اعلم يا أخي أني رجل أصم أبكم لا أسمع ولا أتكلم وهذه سيارة أخي ووالله العظيم أني لم أعلم أصلا بأن الموسيقى تعمل إلا لما نبهتني أنت على ذلك فجزاك الله خيرا.


انظر سبحان الله الى حال هذا الرجل نعم قد أخذ الله تعالى سمعه فجعله أصما أبكما ومع ذلك هو حريص على الطاعات ومن يدري من يدري ربما لو أن الله تعالى أعطاه السمع والكلام لكانت هي سبب هلاكه يوم القيامه فكم من رجل تردّى في النار بسبب كلمة من لسانه ففي الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يعني يخرج الكلمه في مجلس,في سياره,مع رجل يتحدث معه في قطار او طائره,او في سوق هكذا يطلق الكلام دون ان يفكر فيه من غضب الله و من سخطه ومن الحرام قال صلى الله عليه وسلم: {إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزلّ بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب}


وإذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامه ونصب كرسيه لفصل القضاء وارتعدت الفرائس وبلغت القلوب الحناجر وزاغت الأبصار في المحاجر وجثت الأمم على الرُكَب وأنهكهم الخوف والتعب عندها تجمع الحيوانات ليفصل القضاء بينها وفي الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه: {يقاد للشاه الجلحاء من الشاة القرناء } الشاة الجلحاء التي لم ينبت لها قرن أصلا .. والشاة القرناء هي التي لها قرن.. فإن كانت الشاه القرناء قد نطحت الشاة الجلحاء في الدنيا نزعت القرنان من القرناء يوم القيامه وجعلت للشاة الجلحاء التي لم يكن لها قرن ثم قيل لها انطحيها الآن واقتصي كما نطحتكي بالدنيا ثم يقضى بين الإبل والبقر وبين الوحوش والحشرات فإذا فرغ من القضاء بينها يقال لها كوني ترابا عندها ينظر قوم من الناس الى هذا المنظر ويتمنون لو أنهم يكونون أيضا ترابا قال الله تعالى -[إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا]-[النبأ/40]


نعم يتمنى كل من كفر بالله أنه لو كان في الدنيا حمارا يتمنى لو لم يكن انسانا يتمنى لو كان حمارا او خنزيرا او حشره او ذبابه لأجل أن يكون يوم القيامة ترابا ومن يدري من يدري!! ربما يتمنى اقوام يوم القيامه أنهم لو كانوا عميا لا يبصرون لأنه ما ثّقل موازنيهم بالسيئات إلا ما نظروا اليه من المحرمات وربما يتمنى البعض لو أنهم كانوا بكما لا يتكلمون لأنه ما أوثقهم أصلا في صحائفهم إلا ما فيها من غيبة وسباب وكذب والفحشاء قال الله تعالى: -[إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا]- [الإسراء]


الكلمة والنظرة وما في القلب يكون الانسان عنه يوم القيامة مسؤولا وعند الترمذي من حديث بلال ابن الحارث الموزني ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن انا تبلغ ما بلغت يعني الرجل يلقي كلمة نصيحه في مجلس او يقدم نصيحه الى انسان او يذب عن عرض اخيه المسلم اي كلام فيه نوع من رضوان الله او تسبيح او غير ذلك اهم شيء انه نوع من رضوان الله تعالى قال: {إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ثم قال وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها عليه سخطه الى يوم يلقاه}


أعوذ بالله أن يكون الإنسان ينام ويأكل ويشرب ويذهب ويجيء وهو قضى شهرا او سنه او عشر سنوات قد تساهل بكلمه من سخط الله فألقاها ولا يزال الله ساخطا عليه لمده عشرين سنه او اربعين او خمسين سنه الى أن يموت لا يزال الله ساخطا عليه الى يوم يلقاه هل نظرت في مقدار عظمه هذه الكلمات يقول علقمه رحمه الله وهو من احد رواد هذا الحديث يقول والله كم من كلام أردت أن أتكلم به فمنعنيه حديث بلال ابن الحارث يعني هذا الحديث وفي البخاري قال عليه الصلاة والسلام :{من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنه} ما بين لحييه اي ما بين فكيه ولما سئل صلى الله عله وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الى النار ما قال الربى,وعقوق الوالدين , وأكل أموال الناس بالباطل, قال عليه الصلاه والسلام مع عظمة هذه الأمور بلا شك وانما بين امورا اخرى تدخل الناس الى النار قال عليه الصلاة والسلام: {اكثر ما يدخل الناس الى النار الفم والفرج} أما الفم فهو فيما يتكلم به من الحرام او فيما يأكله من الحرام والفرج فيما يقع فيه من الفواحش وان شئت فانتقل معي الآن إلى هناك انتقل الى حال النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في المدينه كيف كانوا يتكلمون كيف كانوا يحاسبون أنفسهم على ما يخرج منهم من عبارات او اعتراضات او أحيانا كلام بالمجالس كيف كان الواحد يقف مع نفسه وقفه جاده في محاسبة النفس على كل ما ينطق به لسانه سواء كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة او كانوا معه في غزوة من الغزوات او كانوا معه في مكة او كانوا في غير ذلك لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه يريدون العمرة خرج عليه الصلاة والسلام معه ألف وأربعمئه من الصحابة يريدون ان يعتمروا الى البيت الحرام في هذه الأثناء وصلوا إلى هناك فمنعتهم قريش من أن يدخلواإلى مكة لأجل أن يطوفوافي البيت كما هو معلوم في القصة الطويله للحديبيه وما وقع فيها من صلح أقبل قوم من قريش مرارا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون ان يصالحوا يريدون أن يحلوا المشكلة التي بينهم وبينه من منعهم اياه من دخول مكه بين هؤلاء الذين جاءوا سهيل ابن عَمْرْ أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعدما جاءه عدد من اصحابه اقبل هو الأخير إلى النبي عليه الصلاة والسلام واتفق اتفاقا من بين بنود هذا الصلح أن من ارتد عن دينه من المسلمين الذين في المدينه ثم أراد أن يذهب إلى مكة ليقيم بين أهلها الكفار فإن أهل مكة يقبلونه والمسلمون لا يمنعونه ومن اسلم من الكافرين دخل في الإسلام وأراد أن يهاجر إلى المدينة لأجل أن يقيم بين ظهراني المسلمينلأجل أن يتقوى على الدين ويتمسك بالشريعة فإن الكفار يمنعونه ولو تفلت من بينهم فإن المسلمين لا يقبلونه تعجب الصحابه كيف!!! يعني اذا واحد ارتد من عندنا نقول اذهب الى مكه يعينونك على كفرك واذا واحد اسلم نقول له لا نقبلك اذهب وابقى في مكه ليردوك عن اسلامك سكت الصحابه.. وأقبل عُمَرْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر ماذا تكلم ماذا قال ثم انظر الى تأثير هذا الكلام عليه بعد ذلكمع أنه الآن ما تعمد ان يتنقص احدا ولم يسب احدا ولم يغتب احدا انما الآن يعرض وجهة نظره عنده اقبل الى رسول الله وقال: يا رسول الله أولسنا مسلمين مقدمات لأجل أن يصل إلى نتيجة أولسنا مسلمين؟قال بلى والى الآن النبي صلى الله عليه وسلم لعله لا يدري ماذا يريد عُمَرْ بهذا السؤال قال أوليسوا بالمشركين؟ قال بلى قال أولسنا على الحق؟ قال بلى قال أوليسوا على الباطل؟ قال بلى قال يا رسول فعلى ما نعطي الدنية في ديننا لماذا نكون نحن الأذلةّ! ونحن الذين نوافق على كل شرط يذكرونه على ما نعطي الدنية في ديننا فقال عليه الصلاة والسلام أَوَلَسْتُ رسول الله أنت مؤمن أني رسول أم لا؟ أَوَلَسْتُ رسول الله؟ قال بلى فقال عليه الصلاه والسلام: إني رسول الله ولن يضيعني قال يا رسول الله أولم تكن تحدثنا ونحن في المدينة أنا نعتمر بالبيت الحرام أنت ما قلت لنا اننا سوف نطوف بالكعبة نحن الآن جئنا وهم يمنعوننا وانت توافق أولم تكن تحدثنا ونحن بالمدينة أنا نطوف بالبيت الحرامفقال عليه الصلاه والسلام أوى قلت لك انك ستطوف به في عامك هذا أنا قلت لك هذه السنه سوف تطوف؟ قال لا قال رسول الله فإني صادق أنا قلت لك ستطوف يعني ستطوف إنك آتٍ إلى البيت فمطوف به أنا لم أقل لك هذه السنه يمكن بعد سنه سنتين ثلاثه ومضت الأيام واسمع ماذا يقول عمر رضي الله تعالى عنه بعد ذلك يقول والله ما زلت أصوم وأتصدق وأصلي وأعتق من الذي صنعت في الحديبيه مخافة عاقبة كلامي الذي تكلمت به وهذا يا جماعة وعمر يقدم اقتراحا يعني لم يعترض لم يسب الدين لم يكفر بالله لم يغتب احدا لم يخالط بلفظة فيها مخالفة صريحه إنما مجرد تقديم اقتراح ومع ذلك هذا الكلام الذي تكلم به يقول والله ما زلت أعمل أعمال صالحه حتى يكفر الله تعالى عني هذه الكلمات التي قدمتها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بالله عليك اكتب هذا الكلام الذي قاله عمر وابعثه رساله الى بعض من يتكلم في أعراض الناس ولا يهتم الى بعض من يستهزئ بالصالحين ولا يهتم الى بعض من يتنقص الناس بالمجالس ولا يلتفت الى كلامه انظر الى محاسبة عمر رضي الله عنه لنفسه ومع ذلك تجد بعضنا يتكلم بكلام أعظم من هذا ولا يهمه ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم يتكلم الرجل بالكلمة لا يظن بها ان تبلغ ما بلغت ثم تكون العاقبه يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب ولما خرج صلى الله عليه وسلم الى معركة بدر وصل وقد فاتتهم القافله التي خرجوا لأجلها قافلة أبي سفيان التي خرجوا لأجل أخذ ما معها فاتتهم وذهبت مع طريق آخر وأقبلت جموع المشركين في جيش من مكه لقتال المسلمين لما وصل النبي صلى الله عليه وسلم الى مكان معركة بدر علم بأنهم الآن في ساحة قتال وعلم أن المشركين قد جائوا( بجيوشهم) لقتال المسلمينكان من بين الذين مع المشركين العباس ابن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل ان العباس كان مسلما يكتم اسلامه وكان يشتغل وكان يستفيد منه النبي صلى الله عليه وسلم من مقامه في مكه انه ينقل اليه الأخبار وما تكيد به قريش وما تخطط به له فكان النبي صلى الله عليه وسلم يستفيد من العباس والعباس يصلي خفية لا يظهر اسلامه ابدا امامهم وقيل إنه لم يسلم بعد هما قولان لأهل العلم المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم لما وقف امام اصحابه التفت الى الجيش فإذا كلهم رجال أبطال قد استعدوا الآن لأجل الحرب والقتال فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه إني قد عرفت رجالا من بني هاشم وغيرهم قد اخرجوا كرها قد اخرجتهم قريش غصباً عنهم بغير رضاهم قد اخرجوا كُرْهًا لا حاجه لهم بقتالنا يعني سوف يحضرون ساحه القتال لكن اعلموا أنهم لن يقتلونا سيكونون في مكان بجانب المعركه لن يقتلونا ولن يرفعوا علينا سيفا طيب من هم يا رسول الله هؤلاء الذين لن يقاتلونا قال لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقي منكم احدا من بني هاشم فلا يقتله ومن لقي أبا البختري بن هشام بن حارث فلا يقتله ومن لقي العباس ابن عبد المطلب فلا يقتله عندها جعل الصحابه يلتفت بعضهم الى بعض حذيفه ابن عتبه ابن ربيعه رضي الله تعالى عنه حذيفه كان رجلا صالحا من الصحابه ومن خيارهم وهو رجل بدري ويكفيك ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الله اطلع على اهل بدر فغفر لهم .. وقال اعملوا ما شئتم لقد غفرت لكم والبدريون هم خيار الصحابه قام حذيفه وهو يتذكر أباه عتبه بن ربيعه رأس من رؤوس الكافرين سوف يأتي الآن يقاتلنا كيف يعني يا رسول الله فقام حذيفه رضي الله عنهمن شدة ما في قلبه من غيظ على الكافرين اجمعين ومن تفاعل مشاعر في داخله كيف تفوت القافله كيف الآن نقاتل أكثر من ألف وثلاثمئه ونحن مجرد ثلاثمئه وسبعه عشر رجلا ما استعددنا لقتال يعني مشاعر وعواطف في داخل نفسه لم يستطع كبتها فقام وقال يا رسول الله أنقتل أبائنا وأبنائنا وإخواننا ونترك العباس؟! والله لئن لقيته لألحمن السيف في عنقه عندها التفت الرسول صلى الله عليه وسلم الى عمر قال يا عمر أَيُضْرَبُ وجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف وهذا من ذكائه عليه الصلاة والسلام لم يحب ان يقول يا حذيفه ترى العباس مسلم يكتم اسلامه مشكله ان تخرج للناس مثل هذا الخبر فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم بأسلوب آخر لحل هذا الكلام قال يا عمر أَيُضْرَبُ وجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف يا أبا حفص قال عمر فوالله انها لأول مره يكنيني بها النبي صلى الله عليه وسلم ويقول لي يا ابا حفص.. سلّ عمر سيفه قال يا رسول الله أضرب عنقه فوالله لقد نافق ! قال لا دعه قال حذيفه رضي الله تعالى عنه اسمع كيف كان يحاسب نفسه بعد هذا قال رضي الله تعالى عنه والله ما أنا بآمن بعد تلك الكلمه التي قلت.. مع أن الرجل بدري وذاهب ليقاتل مع المسلمين وفي ساحة قتال والنبي عليه الصلاه والسلام ما حكم عليه بأي شيء ولا ضربه ولا ذكر فيه حديثا ولا نزلت فيه أيات يقول: والله ما أنا بآمن على نفسي من العذاب بعد تلك الكلمه التي قلت يومئذٍ ولا أزال منها خائفا ووالله لا أرى يكفرها عني إلا الشهادة في سبيل الله يقول هذه الكلمة الكبيرة كبيره عنده رضي الله عنه يقول ما أرى أنه يكفرها عني ويغفرها لي إلا حسنه كبيره جدا وهي أني أموت شهيد في سبيل الله فقتل رضي الله تعالى عنه شهيدا في يوم اليمامة


أيها الأحبة الكرام كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم على هذا الحال من حفظ السنتهم والتدقيق في كلامهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم ايضا يدقق عليهم في عباراتهم روى ابو داوود و الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم جلس يوما مع عائشه فذكرت له صفيه احدى زوجاته تعلمون ما يقع بين الضرائر من الغيره الشديدة في النفوس {فقالت له عائشه: يا رسول الله حسبك من صفيه يعني يكفيك ذما في صفيه زوجتك الثانيه أنها كذا وكذا وأشارت بيدها تعني انها قصيرة فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم اليها وغضب غضب وقال: يا عائشة انه يعني اصمتي لقد قلتي كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته} يعني هذه الكلمة يا عائشه التي لم تعرفي خطرها ولا كبرها هذه الكلمه لو تؤخذ و توضع مع ماء البحر لمزجته وغيرت ريحه او غيرت طعمه او غيرت لونه.. هذه الكلمه التي ترينها صغيره لو تمزج بماء البحر كله لغيرته من كبرها عند الله تعالى وقالت عائشه رضي الله عنها وجلست يوما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكيت له انسانا يعني قلدت له انسانا ما ذكرت له هذا الإنسان لعلها قلدت احدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم او غير ذلك حكيت له قلدت إنسانا على هيئه الضحك عليه والإستهزاء به يعني نوع من الغيبه حكيت له انسانا قلدته إما بحركة يدي أو بحركة فمي أو طريقه كلامي قالت فالتفت الي صلى الله عليه وسلم وقال: منكرا عليها قال ما احب اني حكيت انسانا وان لي كذا وكذا يعني لو اعطى من كذا وكذا من أشياء عظيمه في الدنيا ويقال لي قلد انسان على سبيل الاستهزاء لما وافقت على ذلك وفي يوم ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم حال امراة وذكر له من صلاتها وصيامها وعبادتها قالوا: يا رسول الله هذه امراه صالحه قيام ليل صيام نهار عبادات تبتل قراءة قراءن بكاء من خشية الله ما في اصلح منها ما شاء الله عليها يا رسول الله هذه فلانه تصلي وتصوم وتتصدق وتفعل وتفعل قالوا يا رسول الله غير انها تؤذي جيرانها بلسانها تغتاب تسب تصرخ تتكلم عليهم تشتمهم عباده صلاه صيام قيام ليل بكاء خشوع صدقه غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها فماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل قال حسناتها تذهب سيئاتها وهي قد بلغت درجه عظيمه ان شاء الله رب العالمين يتجاوز عنها لاااا تدري ماذا قال عنها ؟ قال صلى الله عليه وسلم اول ثلاث كلمات حكم عليها هي في النار هي في النار !!! قال هي في الناااااار اذا تأملت في هذه الأحاديث وجدتها تدور على شيء واحد صغير في جرمه لكنه كبير في جرمه ألا وهو اللسان الذي شدد الله تعالى الرقابة عليه فقال: -[مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ]- [ق/18] وتوعد الله تعالى على اطلاقه في الحرام فقال جل جلاله: -[إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّالَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ]- [النور/15] ولشدة خطره وعظيم جرمه جعل الله تعالى عليه غطائين الفكين والشفتين حتى ما يتفلت من سجنه فيؤذي الآمنين قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه (ما من شيء احق بالسجن من اللسان) وقال غيره (مثل اللسان كمثل السَبُعْ إن لم توثقه عدا عليك فأكلك)

وكان أبو بكر رضي الله تعال عنه يمسك لسانه ثم يقول هذا الذي أوردني الموارد يعني هذا الذي اوقعني في المهالك هذا الذي جائني بالمصائب هذا الذي ورطني هذا الذي أهلكني هذا الذي أوردني الموارد كانوا يحرضون على سجنه ويخافون من جرمه فما قصه هذا السجين؟ وكيف تواصى العلماء بسجنه؟ ولماذا حذر العقلاء من فك قيده؟ ولماذا كانوا يؤثرون السكوت على الكلام؟ كان محمد ابن واسع كثير السكوت كثير الصمت إلا في درس او حديث او خير او مؤانسه لاأصحابه او كلام مباح حتى قال بعض أصحابه والله لو شئت لعددت كلامه من الجمعه الى الجمعه.. وكان ابن عباس رضي الله عنهما يأخد بلسانه ويقول ويحك ويحك قل خيرا تغنم او اسكت عن شر تسلم.. اللسان أوصى النبي عليه الصلاة والسلام أن لا يطلق من سجنه ولا يحل من قيده إلا في خير فقال عليه الصلاه والسلام كما في الصحيحين: {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراو ليصمت} قل خيرا او اصمت اجعل لسانك مسجونا لا تخرجه من زنزانته اجعل الفكين على حالهما مغلقين واجعل الشفتين كذلك


وعند الترمذي ان عقبه ابن عامر رضي الله تعالى عنه اقبل يوما الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم بعض الوصايا قال يا رسول الله ما النجاة؟ كيف الواحد ينجو في هذه الدنيا الكثيرة الفتن؟ فقال: {امسك عليك لسانك وليسعك بيتك و ابكي على خطيئتك}وصح عند الامام احمد ان اعرابي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنه سؤال جميل مختصر .. فقال صلى الله عليه وسلم:{ لئن كنت اقصرت الخطبة"يعني كلامك قليل"لقد أعرضت المسألة إلا أن سؤالك يحتاج الى جواب طويل اعتق النسمه وفك الرقبه قال يا رسول الله أليست بواحدة إعتاق النسمه وفك الرقبه"أليس معناهما واحد؟!فقال لا إن عتق النسمة أن تَفَرَدَ بعتقها تأتي بعبد مملوك ثم تعتقه وفك الرقبه ان تعين على عتقها ثم قال والمنحه الوَكُوبْيعني "أن تقبل إلى أهل بيت فقراء تهدي إليهم شاة فيها لبن او ناقه فيها لبنوالفيء على ذي الرحم الظالم ثم قالفإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسقي الظمآن إذا لم تستطع أن تعتق النسمة ولا تفك الرقبه وليس عندك مال تهدي اليهم ناقه او شاة إذا لم تستطيع اطعم الجائعكسرة خبز أطعم بها جائعاواسق الظمآن وأمر بالمعروف وإنه عن المنكر ثم قال فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير} ما دام انك لا تستيطع أن تفعل أي من هذه الأمور من الصالحات على الأقل لا تكتسب سيئات أمسك عليك لسانك ويروى أن قس ابن سَاعِدَه وأَكْثَمَ ابن الصيفي وكلاهما من كبار العقلاء والحكماء جلس احدهما عند الآخر فقال احدهما لصاحبه: كم وجدت في ابن ادم من العيوب؟ الأخطاء التي تقع من الناس وغير ذلك فقال:... هي أكثر من أن تحصى ولقد احصيت منها ثمانيه آلاف عيب التي تقع من الناس بالأخطاء ثم قال:... فما أعظمها؟ قال:... قد وجدت والله خصلة إن استعملتها إذا أنت فعلتها سترت هذه العيوب كلها قال:... وما هي قال:... أن تحفظ لسانك يعني من العيوب السب فاحفظ لسانك ولا تسب.. ومن العيوب ما يقع من خلافات بين الرجل وزوجته لوحفظ لسانه وحفظت لسانها لكف كثير من هذه الخلافات ومن العيوب غيبة الناس فكيف تستطيع الكف عن ذلك احفظ لسانك من العيوب ما يقع في قلوب الناس عليك من حقد لو نظرت احيانا لوجدت انه بسبب كلمه خرجت منك حقدوا عليك بسببها طيب والحل؟احفظ لسانك من العيوب التنابز بالألقاب طيب والحل؟ احفظ لسانك من العيوب السخرية من الآخرين طيب والحل؟ احفظ لسانك ولو ذهبت تنظر في عيوب كثيره سببها هذا اللسان لما استطعت ان تقف على موقف في ذلك إلا بشق الأنفس من كثرة هذه العيوب فكم بهذه الألسنة عبد غير الله تعالى وأشرك وكم بهذه الألسنة حكم بغير حكمه سبحانه وتعالى وكم بهذه الألسنة أحدثت بدع.. وادميت أفئدة.. وقرحت اكباد.. كم بهذه الألسنة أرحامٌ تقطعت.. و أوصالٌ تحطمت.. وقلوبٌ تفرقت.. كم بهذه الألسنة نزفت دماء.. وقتل أبرياء.. وعذب مظلومون.. كم بها طلقت أمهات.. وقذفت محصنات.. كم بها من أموال أكلت.. وأعراضٌ انتهكت.. ونفوسٌ زَهَقَتْ.. يموت الفتى من عثرة بلسانه وليس يموت المرء من عثرة الرِجْلِ


في يوم من الأيام ألقيت محاضره في احد السجون جمع علي السجناء في المسجد الكبير قرابة الخمسمئه أو ألف سجين انتهيت من المحاضره أول ما انتهيت قال لي احد الإخوه الذين كانوا مرافقين معي وهو مشرف على بعض المحاضرات في السجن قال:... يا شيخ هنا الجناح الخاص بأصحاب القضايا الكبيره الجناح الإنفرادي لم يحضروا معك المحاضره فليتك ان تمر بهم وتلقي عليهم كلمه و تجيب على أسئلتهم إن كان عندهم اسئله قلت:... حسنا اقبلنا فإذا بمجموعه كل واحد في زنزانة خاصة به مررنا بهم وألقيت عليهم كلمه يسيره ثم اجبت على اسئلتهم مررت في أثناء ذلك بزنزانه فيها شاب عمره تقريبا 23 سنه او في الخامس والعشرين سنه تقريبا كان جالسا هادئا في زنزانته مررت به وسلمت عليه فكان هادئا لطيفا ثم تجاوزته سألت صاحبي ما قضيته هل هو عليه سرقات او مشكله مع احد أدت إلى قتله ما قضيته؟ قال:... هذا الشاب يا شيخ عليه جريمة قتل لزوجته قاتل لزوجته!! ما هو السبب؟ قال:... هل تصدق إنه ما مضى على زواجهما إلا قرابة الثلاثة اشهر وقتلها فقلت:... كيف قتلها أعوذ بالله؟! هل وجدها على فعل معين او محرم او فاحشة او وجدها مع رجل مع أنه لا يجوز ان يعاملها بالقتل في مثل هذه المواقف لكن احيانا بعض الناس قد يثور ويتهور و يضربها بشيء فتموت بسببه قال:... لا ذبحها بالسكين إنا لله وإنا إليه راجعون قلت:... كيف؟ قال:... هذا تزوج و سكن مع زوجته على أحسن حال حقد عليه مجموعه من الناس ربما بينه وبينهم مشاكل في القديم او أنهم كانوا يريدون أن يتزوجوا هذه الفتاه المقصود أنهم حقدوا عليه فأقبل إليه احدهم قال يا فلان قال: ماذا تريد؟ قال انت اشتريت سيارة خضراء بدل سيارتك وذكر له احد انواع السيارات قال لا والله أنا لم اشتري معي سيارتي السوداء التي معي وتعرفونها قال والله ما أدري ولكن أنا أمس الضحى وأنت في العمل خرجت في حاجه ومررت امام بيتك ورأيت سياره خضراء واقفه عند الباب وخرجت امراه من بيتك وركبت معه وبعد ساعتين رجعت الى البيت قال أنت عندك يمكن بالبيت احد قال لا والله ما في إلا زوجتي حتى ما عندي خادمه ولا عندي احد قال: ما ادري فقط إن شاء الله ان شاء الله لا تكون زوجتك ومضى بعد ذلك بدء الرجل يشك في زوجته في احد جاء في احد ذهب بعدها بيومين ثلاثه أقبل إليه رجل آخر قد اتفق مع الأول قال: يا فلان قال: نعم قال أنت غيرت سيارتك؟ هل اشتريت سياره بيضاء قال: لا والله هذه سيارتي تحت واقفه قال: والله ما ادري أنا أمس العصر فقط يبدو أنت ما كنت بالبيت في سيارة بيضاء وقفت عند البيت واقبلت امراه وركبت معه وذهبت جعل الرجل ينتفض ثم جائوا عليه بيوم ثالث وزادوا عليه بالكلام وفي اليوم الرابع انظر كيف الألسنة تحدث من عقوق وقطيعه فلا زالوا به حتى تخاصم مع زوجته وأكثر عليها الكلام وهي صرخت عليه كيف تتهمني بعرضي قال نعم أتهمك اعترفي كثر الكلام فذهبت الى بيت اهلها لبثت عند أهلها أيام فلم يرضهم ذلك أقبلوا إليه قالوا يا أخي هذه السيارات نفسها تقف عند بيت اهلها بكره البنت تحمل وبعد ذلك تقول هذا ولدك أنت لست رجلا أنت ما عندك مروءه أنت تلعب بعقلك هذه الفتاة والله لو أنك رجل فلم يزالوا يعينون الشيطان عليه بالوساوس حتى تغلب عليه الشيطان في ليلة من الليالي فخرج من بيته ومضى الى بيت أهلها وقفز من فوق السور ودخل الى البيت والكل نائم مضى الى المطبخ و اخذ سكينا ثم مضى الى غرفتها ودخلها بهدوء وإذا الفتاة نائمة في أمان الله قد نامت على بطنها في أمان الله على فراشها فأقبل من خلف رقبتها وأبعد شعرها قليلا وذبح حتى قطع أوداجها انتفضت قليلا وماتت مسح السكين بثيابها وتركها وذهب الى الشرطة وقال: أنا قتلت فلانة أعلم أني سأتعب لو هربت وسوف ألاحق في كل مكان من الآن أنا قتلتها ولكن بردت ما في قلبي وحكم عليه بالقصاص النفس بالنفس شاب لو ترونه من أحسن الشباب خلقة وأقواهم بدنا لكن من كثره ما وقع من ألسنة أؤلئك الظلمة الفجرة انظر كيف تحولت الأمور قد هتكت بها أعراض وهدمت بيوت بسبب ما يخرج من هذا اللسان -[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍفَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَافَعَلْتُمْ نَادِمِينَ]-[الفتح/6].

لما اقبل ابو موسى الأشعري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستنصحا قال يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ وفي رواية اي المسلمين خير؟ ما قال صلى الله عليه وسلم خير المسلمين قوّام الليل ولم يقل خير المسلمين صوّام النهار ولا قال خير المسلمين الحجاج والمعتمرون او المجاهدون لا ترك كل هذه الفضائل مع حسنها و قال صلى الله عليه وسلم :{خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده} وفي البخاري قال عليه الصلاة والسلام: { اذا أصبح ابن ادم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول اتقي الله فينا فإنما نحن منك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا} تكفر اللسان اي تخوفه اليد تكلم اللسان الرِجْلْ تكلم اللسان اتقي الله فينا فإنما نحن منك يعني نحن لك تبعة فإن استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا فعلا تجد بعض الناس يده هادئه ورجله هادئه و جالس على كرسي ثم يبدأ لسانه يتحرك ويسب الذي امامه فالذي أمامه يثور ويسبه بمثلها ثم (يتسابان) فتتحرك اليد بالضرب والرِجْلْ بالمشي ويتحرك الرأس بغيره من ضرب او نحوه تقول له هذه الأعضاء إنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا لذا كان السلف أيها الإخوة والأخوات يدققون على كلامهم المباح فضلا عن الكلام المحرم جلست عائشه ام المؤمنين رضي الله تعالى عنها يوما وقبيل صلاة المغرب وهي صائمه فأذن لصلاة المغرب فأقبلت اليها الجارية قالت يا ام المؤمنين اقرب اليك المائده؟ اي اقرب اليك فطورك وكانت عائشه ليست بجائعه وليست عطشانه وهذا يقع احيانا لبعض الصائمين يكون لم يبذل جهدا والجو جميل ليس حارا فلا يشعر بالجوع والعطش أحيانا إلى المغرب إلى العشاء فقالت عائشه والله مالي بالطعام حاجة يعني انا صائمه صحيح ولكني الآن لا أشعر بالحاجة إلى الطعام لكن قربي المائده نلهو بها قليلا اي نأكل من هنا ومن هنا نلهو بها ثم قالت عائشه استغفر الله استغفر الله ألهو بنعمة الله اي ألعب بنعمة الله مع انها تقصد ألهو يعني آخذ من هنا قليلا ومن هنا قليلا فقط من أجل أن افطر عليه فقالت استغفر الله الهو بنعمه الله ثم بكت وجمعت ما عندها من مال واشترت به عبدين مملوكين وأعتقتهما لوجه الله توبة من هذه الكلمة. هذه يا جماعة هي لم تغتاب أحد ولم تسب ولم تلعن ولم تكفر بكلمه مجرد ان تقول نتسلى بالطعام أحضري الطعام نلهو به. والإمام احمد رحمه الله دخل مرة يزور مريضا فلما زاره سأل الإمام احمد هذا الرجل قال:... يا أيها المريض هل رآك الطبيب؟ هل يوجد طبيب جاءك يريد أن يتطمئن على صحتك قال:... نعم ذهبت الى فلان الطبيب فقال:... احمد اذهب الى فلان الآخر فإنه أطب منه يعني أعلم بالطب منه وهي كلمه عاديه ثم قال: الإمام احمد استغفر الله أراني قد اغتبت الأول استغفر الله لأنه قال اذهب الى الطبيب الثاني هو أحسن من الأول يقول استغفر الله لماذا اغتاب الأول المفروض ما أقول أنه أفضل منه أقول جرب فلانا قال: استغفر الله أراني قد اغتبت الأول. والمعافى ابن سليمان ذكروا في سيرته أنه كان يمسك لسانه عن جميع الكلام إلا ما فيه طاعه او فيما يرجى منه ثواب يوم من الأيام كان المعافى ابن سليمان يمشي بطريق بجانب رجل والمعافى يستغفر ويسبح ويهلل ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقال:... الرجل ما أشد البرد اليوم فالتفت اليه المعافى ثم قال:... استدفئت الآن! يعني لما قلت هذه الكلمه دفيت قال:.. لا قال:... اذن لماذا قلتها! ما دام انك حركت لسانك فسبح وهلل شوف سبحان الله هذه الدقة يقول أنت تتكلم بهذا الكلام ماذا استفدت من هذه الكلمه ندري أنها برد ما دام انك متكلم متكلم سبح وهلل يا اخي اجمع لك كم حسنه اذا هممت بالنطق بالباطل فاجعل مكانه تسبيحا. والإمام الشافعي رحمه الله تعالى كان جالسا مرة مع صاحبه الموزاني كلاهما من العلماء وكانوا يدرسون أسانيد الأحاديث يمرون على بعض الأحاديث يدرسون الإسناد والإسناد هو أن يقول الشيخ حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن أبي بكر او عن أبي هريرة او عن كذا من الصحابه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال كذا هذه السلسله من الرجال هي الإسناد حتى تعرف هل هذا الحديث صحيح ام ضعيف تحتاج أن تتأكد من هذه السلسلة كلها هل هم يكذبون هل حفظهم قوي هل هم ثقات او ليسوا ثقات هل هم عدول ام ليسوا بعدول الموزاني جلس مع الشافعي يتذاكران بعض الأحاديث فقال له الشافعي:...ما تقول في فلان؟ فقال:.. الموزني فلان كذاب يؤلف أحاديث فقال له الشافعي اسمع التربية قال له الشافعي: يا إبراهيم أكسوا ألفاظك يعني لا تخرج ألفاظك عارية لبسّها جملها أكسوا ألفاظك أحسنها لا تقل كذاب قل حديثه ليس بشيء تلطف قليلا في العبارة .
ولما جلس يحيى ابن معين يوما يفصل الكلام في بعض الأسانيد يقول فلان ليس بشيء فلان كذاب فلان وضّاع فلان ينسى كثيرا وهو عالم من العلماء ولو لم يقل هذا الكلام لأخذ الناس بعض الأحاديث الضعيفة واعتبروها صحيحة فأقبل رجل من العبّاد رجل ما عنده معرفة بالأحاديث والأسانيد والرجال لكن عنده تقوى شديده ما يحب الكلام في الناس ولا أعراضهم ولا الوقيعة فيهم اقبل وجلس في الحلقه يستمع فسمع يحيى ابن معين ويحيى ابن معين امام من أئمة الجرح والتعديل سمع هذا الرجل ويحيى ابن معين وهو يقول هذا الرجل لا لا فلان كذاب فلان لالا يضع الحديث فلان هذا سيء الحفظ فلان هذا يكذب في حديثه فقال:... ذلك الرجل يا شيخ يا شيخ قال نعم قال الرجل أتتكلم في أقوام أحياء أم أموات؟ وأكثرهم أموات الذي مات من مئة سنه فقال:... بل أموات قال:... إنك لتتكلم في أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة فبكى يحيى ابن معين مع أنه يتكلم في كلام حلال والعلماء الفوا كتبا على أحد عشر مجلد عشرين مجلد في الكلام في الجرح والتعديل واحوال الرجال لكنه يحيى انتفض من هذه الموعظه وقطع درسه وخرج باكيا لما قال: تتكلم في اقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة وهذا يا جماعه يتكلم بحق فما بالك بالله عليك بمن يتكلم بغير ذلك . ومر سفيان الثوري يوما بقوم يتحدثون فوقف عليهم ثم سألهم لو كان معكم من ينقل الكلام الى السلطان أكنتم تتخيرون الكلام؟ اي بعض الكلام تتركونه قالوا نعم لو نعلم أن أحدا ينقل الكلام للسلطان بعض الكلام نحذفه وبعض الكلام نزيده لأجل أن نرضي سمع السلطان إذا سمع كلامنا قفال لهم ويحكم فإنه والله من بينكم من ينقل الكلام الى الرحمان جل جلاله فأنظروا فيما تتكلمون

وعند الترمذي وابن ماجه عن سفيان ابن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال قلت: يا رسول الله حَدِثْنِي بأمر اعتصم به وما أجمل هذه الآحاديث أيها الفضلاء لما يأتي واحد من الصحابه يا رسول الله أعطني وصيه يا رسول الله علمني شيئا يدخلني الجنه وصايا تصلح لهم ولمن يأتي بعدهم وصايا جامعه يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به يعني اتمسك به فقال عليه الصلاه والسلام :{قل رَبِيَ الله ثم استقم قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف عليهأي ما هي العوائق والحفر والأخطار التي يمكن ان اقع فيها في طريق الطاعهما أكثر شيء تخاف عليهفأخذ صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه وقال هذا}يقول أكثر ما تخاف عليه هذا . وعند الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ:{ يا معاذ ألا أخبرك برأس الأمرأي رأس الدينوعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل اللهثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله ألا أعطيك شيء يا معاذ يجمع لك كل هذه الفضائل التي حدثتك عنهاقلت بلى يا رسول اللهفرح معاذ قال فأخذ بلسان نفسهلاحظ كل واحد من الصحابة يوصيهم الرسول صلى الله عليه وسلم نفس الوصية لعظمهاقال فأخذ بلسان نفسه وقال كف عليك هذا قلت يا رسول الله وإنّا لمؤاخذون بما نتكلم به يعني كلامنا رب العالمين يدقق فيه ويحاسبنا فقال عليه الصلاة والسلام تكلتك أمك اي فقدتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النارعلى وجوههم إلا حصائد ألسنتهم} وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم يعني ما الذي جاء بالمصائب للناس وأدخلهم الى النار الا ما يتكلمون به بألسنتهم نعم حصائد ألسنتهم أصبحت بوابه لهم الى النار فكم من هذه الحصائد في مجالسنا من بذائة بالألفاظ وفحش بالكلام ومن سب ولعن وشتم بأساليب عديدة ومع الأسف لا تطيب المجالس عند البعض ولا يحلو الحديث إلا بهذه الأساليب ولا أنكى من ذلك والأشد أن بعض النفوس التي استمرئت عليك يرون أنه من باب المزاح والتسليه وقضاء الأوقات و تحلية المجالس وما علم هؤلاء أنهم وقعوا بذلك بالفسق وأضاعوا أوقاتهم بل وحمّلوا أنفسهم الأوزار وربما كان الرجل او المرأه حريصا على سلامة ماله من الربا وسلامة سمعه من الغناء وسلامة يده من الأذى وربما غض بصره وحفظ فرجه تجده لا ينظر الى الحرام ويغض بصره عن الصور التي في المجلات والتي في القنوات لكنه لا يستطيع أن يتحكم في حركة لسانه من احتقار للناس واستهزاء بهم ووقيعة بأعراضهم فيأتي يوم القيامه مفلسا نعم يأتي يوم القيامة مفلسا أتدرون من المفلس قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه كما عند مسلم {أتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم عنده ولا متاع فقال المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة في صلاة وصيام وزكاة يأتي وقد شتم هذا وقذف هذا ثم قال وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فقال فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار} يعني قد يكون الرجل صالحا قد يكون طالب علم او رجل تقي او له نشاط في الدعوه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يأتي بصلاة وصيام وزكاة يأتي وقد بدأ الرسول بماذا من المعاصي ؟ هل قال ويأتي وقد زنا لا لم يقل وقد زنا يأتي وهو يشرب خمرا لا هو رجل يصلي ويصوم يزكي اسمع ماذا بدأ من الأخطاء التي وقعت منه ما قال وقد نظر الى حرام .. يأتي وقد أكل شيئا من الحرام .. بل يأتي وقد شتم هذا بدأ باللسان ثم ذكر أمرا آخر يتعلق باللسان وقذف هذا لاحظ كلها تتعلق باللسان ثم قال وأكل مال هذا وسفك دم هذا يعني نصف ما في الحديث يتعلق باللسان الشتم والقذف ثم قال وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا.. قال فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليهمن خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار إذن اسجن لسانك غيبة الناس والوقيعة في أعراضهم والإستهزاء بهم في أشكالهم او في وظائفهم او في بيوتهم سواء انتقصت أخاك في بدنه او في دينه او في دنياه او في ماله او في اهله او في مشيته او ذكرته بلفظك او بكتابتك او اشرت اليه بعينك او يدك او رأسك كل هذا حرام و عند مسلم قال عليه الصلاة والسلام:{أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله اعلم قال ذكرك أخاك بما يكره} وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم رقا يخطب أصحابه في الحج فنظر فإذا بين يديه أكثر من مئة ألف فيهم الكبير والصغير الغني والفقير العربي والأعجمي الحر والعبد الأسود والأبيض فخطب بهم صلى الله عليه وسلم وقال:{إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا هل بلغت اللهم فاشهد} وقصد بأعراضكم إما أن تعتدي عليهم بالفاحشة أو أن تعتدي بالكلام غيبه استهزاء السخريه تنابز بالألقاب وصح عند الإمام أحمد أنه صلى الله عليه وسلم قال: { لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم قلت من هؤلاء يا جبريل فقال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم} لذا كان جزاء المغتاب أن يعامل بنقيض قصده فهو يغتاب الناس لأجل أن يضرهم من بغضه لهم فيكافئه الله تعالى بأن يأخذوا من حسناته يوم القيامه فيسر ويضر هو ويحزن.. الحسن البصري رحمه الله تعالى أقبل إليه رجل قال:... بلغني أنك تغتابني الرجل يقول للحسن الناس يقولون لي أنك تغتابني فقال:... الحسن والله ما بلغ قدرك عندي أن أهديك من حسناتي ثم قال الحسن: ولو كنت مغتابا أحدا لاغتبت أمي وأبي فإنهم أحق الناس بأخذ حسناتي ما دام أني أعطي حسنات اتركني أعطي أمي وأبي. وفي يوم من الأيام كان الحسن البصري في بيته فأقبل إليه رجل طرق عليه الباب العصر فتح الحسن الباب ما تريد؟ قال:... يا أبا سعيد قال ما تريد؟ قال:... أما والله لو كنت معنا الضحى في مجلس فلان لماذا ما هو الخبر ما هو الذي فاتني؟ ختمتوا القراءن أم حدثتم بأحاديث ما هو الذي فاتني قال:... لا فلان قد اغتابك ماذا قال الحسن وقتها هل قال ماذا قال بسرعه بسرعه أخبرني ماذا قال عني وهل أحد رد عليه لا لا إلتفت إليه الحسن ثم قال: أعوذ بالله ما وجد الشيطان أحدا أن يرسله غيرك أنت جئت لأجل أن تفسد إبليس ما وجد أحد يرسله يخبرني بهذا الموضوع إلا أنت أخرج ثم طرده( بين يديه) ثم دخل الحسن وأخذ رطبا عنده في البيت تمرا جميلا وذهب إليه إلى ذاك الرجل في طبق الرجل الذي اغتابه!!
المرفقات

590.doc

591.doc

المشاهدات 3547 | التعليقات 1

أهلا ومرحبا وسهلا بفضيلة الشيخ محمد مرسي الحقيقة افتقدناك كثيرا وتركت ثغرة لا تسد وتجوالا ملحوظا لا يقف فعودا حميدا وعسى الانقطاع كان خيرا ونتمنى أنه لم يكن لنا فيه سبب جعلك الله منارة هدى ومشعل نور لإخوانك ونفع بك وبعلمك.