قصة الفتح ( فتح مكة )
د مراد باخريصة
1433/09/10 - 2012/07/29 19:39PM
حديثنا اليوم عن حدث عظيم وفتح مبين وقع في مل هذا الشهر الفضيل.
فتح أعز الله به الدين ونصر فيه رسوله الأمين واستنقذ به بيته الذي جعله هدى للعالمين فدخل الناس في دين الله أفواجا وأشرق وجه الأرض ضياء وابتهاجاً.
إنه فتح مكة الذي وقع في رمضان في السنة الثامنة للهجرة.
عباد الله:
من نتائج صلح الحديبية أن دخلت قبيلة خزاعة في عهد المسلمين ودخل بنوبكر في عهد المشركين وكان الاتفاق ينص على أن القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين تعتبر جزءاً من ذلك الفريق فأي عدوان تتعرض له يُعتبر عدواناً على ذلك الفريق فقام المشركون بخرق الاتفاق وأغاروا ليلاً على خزاعة حليفة المسلمين مستغلين ظلمة الليل فأصابوا منهم رجالاً وتناوشوا واقتتلوا وأعانت قريش حليفتها بني بكر وأمدتهم بالسلاح فانحازت خزاعة حليفة المسلمين إلى الحرم فقال أحد شياطين بني بكر لا إله اليوم يابني بكر أصيبوا ثأركم فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه فانطلق عمرو بن سالم الخزاعي فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره أن القوم قد نقضوا العهد وأبرموا الاتفاق فوصل إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد بين الناس فأنشد عمرو بن سالم الخزاعي يقول:
يارب إني ناشد محمدا حلفنا وحلف أبيه الأتلدا
فانصر هداك الله نصراً أيدا وادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا أبيض مثل البدر يسمو صعدا
إن قريشاً أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وقتلونا ركعاً وسجداً
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نصرت يا عمر وبن سالم".
أحست قريش أن ما فعلته كان غدراً محضاً ونقضاً صريحاً للميثاق لم يكن له أي مبرر فخافت من تبعات ذلك وشعرت بعواقبه الوخيمة فعقدت مجلساً استشارياً فاتفقوا على أن يبعثوا أبا سفيان ممثلاً لهم ليقوم بتجديد الصلح.
قدم أبو سفيان المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه فقال يابنية أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني فقالت له بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس فقال والله لقد أصابكِ بعدي شر.
"الله أكبر إنه الولاء للمؤمنين ولو كان أبعد بعيد والبراء من الكافرين ولو كان أقرب قريب" فقام وخرج من بيتها حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء فذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر ما أنا بفاعل فذهب إلى عمر فكلمه فقال عمر آآشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به ثم كلّم علياً وتودد إليه وقال اشفع لي إلى محمد فقال علي لقد عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه.
فأظلمت الدنيا أمام أبي سفيان فركب بعيره وانطلق إلى قومه يخبرهم بفشل كل المحاولات.
أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يتجهز لقريش في سرية تامة وكتمان كامل وكان يدعوا فيقول " اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها" وهنا وقع خطأ فادح كاد أن يكشف سر المعركة عندما قام حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه وكان من خيرة الصحابة وممن شهد بدراً قام بإرسال رسالة مع امرأة إلى قريش يخبرهم فيها بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فجاء الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث النبي صلى الله عليه وسلم علياً والمقداد وقال لهما انطلقا حتى تأتيا روضة خاخ فإن بها ظعينة – أي امرأة – معها كتاب إلى قريش فانطلقا في سرعة البرق فوجدوا المرأة في ذلك المكان فقالا لها أخرجي الكتاب قالت ما معي كتاب قالوا لها ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا أخرجي الكتاب أو لننزعن الثياب فلما رأت أن الأمر جد قامت بإخراج الكتاب من بين عقدها فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم فيه بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستدعى النبي صلى الله عليه وسلم حاطباً للتحقيق معه فقال له ما هذا ياحاطب؟ قال لا تعجل علي يارسول الله والله إني لمؤمن بالله ورسوله وما ارتددت ولا بدلت ولكن لي في قريش عشيرة وولد وليس لي فيهم قرابة يحمونهم وكان ممن معك لهم قرابات يحمونهم فقال عمر دعني يا رسول الله أضرب عنقه فقد خان الله ورسوله وقد نافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد شهد بدراً وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فذرفت عينا عمر وقال الله ورسوله أعلم وأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
إنه خطأ فادح وإفشاء للسر واضح ولكن الله أخذ أعين الجواسيس واستجاب لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال " اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش..." فلم يصل إلى قريش أي خبر من أخبار تجهز المسلمين لقتالهم والزحف عليهم.
وفي العاشر من شهر رمضان سنة ثمان للهجرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متجهاً إلى مكة في جيش قوامه عشرة الآف من الصحابة وفي الطريق لقي النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس قد خرج بنفسه وأهله مهاجراً من مكة ثم لقي ابن عمه وابن عمته عبد الله بن أبي أمية وكانا من أشد الناس أذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرض عنهما فقال لهما علي آئتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقولا له ما قال إخوة يوسف ليوسف {ا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ} فقالوا ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
فأنشد ابن عمه يقول:
لعمرك إني أحمل راية لتغلب خيل اللات خيل محمد
هداني هاد غير نفسي ودلني على الله من طردته كل مطرد
فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال أنت طردتني كل مطرد
ثم واصل النبي صلى الله عليه وسلم سيره بالجيش والناس صيام حتى وصل عند المغرب إلى ماء فأفطر وأفطر الناس معه ثم واصلوا المسير حتى نزلوا بمر الظهران وكان نزولهم في ذلك المكان عند العشاء فأمر النبي صلى الله عليه وسلم كل فرد من أفراد الجيش أن يوقد ناراً فأوقدت عشرة الآف نار وكان أبو سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يخرجون دائماً يتحسسون الأخبار فقال أبو سفيان ما رأيت كالليلة نيراناً قط فقال بديل هذه خزاعة فقال أبو سفيان خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيرانها فاقترب أبو سفيان فوجد العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو سفيان للعباس ما هذا ؟ فقال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس واصباح قريش والله فقال أبو سفيان فما الحيلة؟ فقال له العباس والله لو ظفر بك رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضربن عنقك فاذهب إليه فآته وأنا استأمنه لك فجاء به إلى جيش المسلمين فلما رآه قائد الحرس الإسلامي عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أبو سفيان عدو الله الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقود ولا عهد ثم دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر يارسول الله هذا أبو سفيان فدعني أضرب عنقه فقال العباس يارسول الله إني قد أجرته فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله فقال بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك لو كان مع الله إلهاً آخر لكان أغنى عني شيئاً فقال له ويحك ألم أن تعلم أني رسول الله فقال أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيء فقال له العباس ويحك أسلم قبل أن تضرب عنقك فأسلم وشهد شهادة الحق فقال العباس يارسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن. {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا}.
الخطبة الثانية
وفي صباح يوم الثلاثاء للسابع عشر من رمضان غادر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه مر الظهران متجهاً صوب مكة وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة فلما مر سعد بأبي سفيان قال له اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة اليوم أذل الله قريشاً فقال أبو سفيان يارسول الله ألم تسمع ما قال سعد فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما قال فقال قال كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل اليوم يوم تعظم فيه الكعبة اليوم يوم أعز الله فيه قريشاً ثم نزع النبي صلى الله عليه وسلم الراية من سعد وسلمها إلى ابنه قيس بن سعد.
فأسرع أبو سفيان منطلقاً حتى دخل مكة فصرخ بأعلى صوته وقال يامعشر قريش هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن فقالوا وما تغني عنا دارك فقال ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن فتفرق الناس إلى بيوتهم وإلى المسجد ولم يبقى إلا بعض المتحمسين من الشباب الين أصروا على الحرب والمواجهة فوزع النبي صلى الله عليه وسلم جيشه فجعل على المجنبة اليمنى خالد بن الوليد وأمره أن يدخل مكة من أسفلها وقال له إن تعرض لكم أحد منهم فاحصدوهم حصداً حتى توافوني على الصفا وجعل على المجنبة اليسرى الزبير بن العوام فأمره أن يدخل مكة من أعلاها وأن لا يبرح حتى يأتيه وجعل أبو عبيدة على الرحالة وهم من لا سلاح معهم وأمره أن يأخذ بطن الوادي.
تحركت كل كتيبة كما أمرها القائد الأعلى صلى الله عليه وسلم فأما خالد وقومه فلم يواجههم أحد من المشركين إلا أناموه وقتلوه وأما الزبير بن العوام فتقدم حتى نصب الراية فلم يبرح حتى جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم نهض النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار بين يديه والناس من حوله ومن خلفه وسول الله صلى الله عليه وسلم مطأطأ رأسه في تواضع عظيم حتى أن لحيته كادت أن تمس واسطة الرحل فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على المسجد الحرام فدخله ثم اتجه إلى الحجر الأسود فاستلمه وقبله ثم طاف بالبيت وفي يده قوس وحول البيت ثلاثمائة وستون صنماً فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يطعنها بقوسه ويقول { جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} { جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} والأصنام تتساقط على وجهها ثم دخل الكعبة فرأى فيها الصور ورأى فيها صورة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وهما يستقسمان بالأزلام فقال قاتلهم الله والله ما استقسما بها قط وأمر بالصور فمحيت.
ثم أغلق عليه باب الكعبة ومعه أسامة وبلال فصلى داخل الكعبة ودار فيها وكبر في نواحيها ووحد الله ثم فتح الباب وقريش قد ملأت المسجد صفوفاً ينتظرون ماذا يصنع فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده يامعشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء الناس من آدم وآدم م تراب وتلا {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} ثم قال يا معشر قريش ماترون أني فاعل بكم قالوا خيراً أخ كريم وابن أخ كريم قال فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته " لا تثريب عليكم اليوم " اذهبوا فأنتم الطلقاء.
ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم بيت أم هاني بنت أبي طالب فاغتسل وصلى في بيتها ثماني ركعات وكان الوقت ضحى فمنهم من قال أنها صلاة الفتح ومنهم من قال أنها صلاة الضحى.
وفي اليوم الثاني قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً في الناس فحمد الله وأثنى عليه ومجده بما هو أهله ثم قال أيها الناس إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دماً أو يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما حلت لي ساعة من نهار وقد عادت إلى حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس فليبلغ الشاهد الغائب.
وأقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يوماً يجدد معالم الإسلام ويرشد الناس إلى الهدى والتقى فخاف الأنصار – أهل المدينة- أن يستوطن النبي صلى الله عليه وسلم مكة ويترك المدينة وقالوا فيما بينهم أترون سول الله صلى الله عليه وسلم إذ فتح الله عليه أرضه وبلده أن يقيم بها ويترك المدينة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قلتم؟ فقالوا لا شيء يارسول الله فلم يزل بهم حتى أخبروه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " معاذ الله المحيا محياكم والممات مماتكم".
( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ).
فتح أعز الله به الدين ونصر فيه رسوله الأمين واستنقذ به بيته الذي جعله هدى للعالمين فدخل الناس في دين الله أفواجا وأشرق وجه الأرض ضياء وابتهاجاً.
إنه فتح مكة الذي وقع في رمضان في السنة الثامنة للهجرة.
عباد الله:
من نتائج صلح الحديبية أن دخلت قبيلة خزاعة في عهد المسلمين ودخل بنوبكر في عهد المشركين وكان الاتفاق ينص على أن القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين تعتبر جزءاً من ذلك الفريق فأي عدوان تتعرض له يُعتبر عدواناً على ذلك الفريق فقام المشركون بخرق الاتفاق وأغاروا ليلاً على خزاعة حليفة المسلمين مستغلين ظلمة الليل فأصابوا منهم رجالاً وتناوشوا واقتتلوا وأعانت قريش حليفتها بني بكر وأمدتهم بالسلاح فانحازت خزاعة حليفة المسلمين إلى الحرم فقال أحد شياطين بني بكر لا إله اليوم يابني بكر أصيبوا ثأركم فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه فانطلق عمرو بن سالم الخزاعي فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره أن القوم قد نقضوا العهد وأبرموا الاتفاق فوصل إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد بين الناس فأنشد عمرو بن سالم الخزاعي يقول:
يارب إني ناشد محمدا حلفنا وحلف أبيه الأتلدا
فانصر هداك الله نصراً أيدا وادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا أبيض مثل البدر يسمو صعدا
إن قريشاً أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وقتلونا ركعاً وسجداً
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نصرت يا عمر وبن سالم".
أحست قريش أن ما فعلته كان غدراً محضاً ونقضاً صريحاً للميثاق لم يكن له أي مبرر فخافت من تبعات ذلك وشعرت بعواقبه الوخيمة فعقدت مجلساً استشارياً فاتفقوا على أن يبعثوا أبا سفيان ممثلاً لهم ليقوم بتجديد الصلح.
قدم أبو سفيان المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه فقال يابنية أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني فقالت له بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس فقال والله لقد أصابكِ بعدي شر.
"الله أكبر إنه الولاء للمؤمنين ولو كان أبعد بعيد والبراء من الكافرين ولو كان أقرب قريب" فقام وخرج من بيتها حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء فذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر ما أنا بفاعل فذهب إلى عمر فكلمه فقال عمر آآشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به ثم كلّم علياً وتودد إليه وقال اشفع لي إلى محمد فقال علي لقد عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه.
فأظلمت الدنيا أمام أبي سفيان فركب بعيره وانطلق إلى قومه يخبرهم بفشل كل المحاولات.
أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يتجهز لقريش في سرية تامة وكتمان كامل وكان يدعوا فيقول " اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها" وهنا وقع خطأ فادح كاد أن يكشف سر المعركة عندما قام حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه وكان من خيرة الصحابة وممن شهد بدراً قام بإرسال رسالة مع امرأة إلى قريش يخبرهم فيها بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فجاء الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث النبي صلى الله عليه وسلم علياً والمقداد وقال لهما انطلقا حتى تأتيا روضة خاخ فإن بها ظعينة – أي امرأة – معها كتاب إلى قريش فانطلقا في سرعة البرق فوجدوا المرأة في ذلك المكان فقالا لها أخرجي الكتاب قالت ما معي كتاب قالوا لها ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا أخرجي الكتاب أو لننزعن الثياب فلما رأت أن الأمر جد قامت بإخراج الكتاب من بين عقدها فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم فيه بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستدعى النبي صلى الله عليه وسلم حاطباً للتحقيق معه فقال له ما هذا ياحاطب؟ قال لا تعجل علي يارسول الله والله إني لمؤمن بالله ورسوله وما ارتددت ولا بدلت ولكن لي في قريش عشيرة وولد وليس لي فيهم قرابة يحمونهم وكان ممن معك لهم قرابات يحمونهم فقال عمر دعني يا رسول الله أضرب عنقه فقد خان الله ورسوله وقد نافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد شهد بدراً وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فذرفت عينا عمر وقال الله ورسوله أعلم وأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
إنه خطأ فادح وإفشاء للسر واضح ولكن الله أخذ أعين الجواسيس واستجاب لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال " اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش..." فلم يصل إلى قريش أي خبر من أخبار تجهز المسلمين لقتالهم والزحف عليهم.
وفي العاشر من شهر رمضان سنة ثمان للهجرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متجهاً إلى مكة في جيش قوامه عشرة الآف من الصحابة وفي الطريق لقي النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس قد خرج بنفسه وأهله مهاجراً من مكة ثم لقي ابن عمه وابن عمته عبد الله بن أبي أمية وكانا من أشد الناس أذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرض عنهما فقال لهما علي آئتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقولا له ما قال إخوة يوسف ليوسف {ا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ} فقالوا ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
فأنشد ابن عمه يقول:
لعمرك إني أحمل راية لتغلب خيل اللات خيل محمد
هداني هاد غير نفسي ودلني على الله من طردته كل مطرد
فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال أنت طردتني كل مطرد
ثم واصل النبي صلى الله عليه وسلم سيره بالجيش والناس صيام حتى وصل عند المغرب إلى ماء فأفطر وأفطر الناس معه ثم واصلوا المسير حتى نزلوا بمر الظهران وكان نزولهم في ذلك المكان عند العشاء فأمر النبي صلى الله عليه وسلم كل فرد من أفراد الجيش أن يوقد ناراً فأوقدت عشرة الآف نار وكان أبو سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يخرجون دائماً يتحسسون الأخبار فقال أبو سفيان ما رأيت كالليلة نيراناً قط فقال بديل هذه خزاعة فقال أبو سفيان خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيرانها فاقترب أبو سفيان فوجد العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو سفيان للعباس ما هذا ؟ فقال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس واصباح قريش والله فقال أبو سفيان فما الحيلة؟ فقال له العباس والله لو ظفر بك رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضربن عنقك فاذهب إليه فآته وأنا استأمنه لك فجاء به إلى جيش المسلمين فلما رآه قائد الحرس الإسلامي عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أبو سفيان عدو الله الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقود ولا عهد ثم دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر يارسول الله هذا أبو سفيان فدعني أضرب عنقه فقال العباس يارسول الله إني قد أجرته فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله فقال بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك لو كان مع الله إلهاً آخر لكان أغنى عني شيئاً فقال له ويحك ألم أن تعلم أني رسول الله فقال أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيء فقال له العباس ويحك أسلم قبل أن تضرب عنقك فأسلم وشهد شهادة الحق فقال العباس يارسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن. {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا}.
الخطبة الثانية
وفي صباح يوم الثلاثاء للسابع عشر من رمضان غادر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه مر الظهران متجهاً صوب مكة وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة فلما مر سعد بأبي سفيان قال له اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة اليوم أذل الله قريشاً فقال أبو سفيان يارسول الله ألم تسمع ما قال سعد فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما قال فقال قال كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل اليوم يوم تعظم فيه الكعبة اليوم يوم أعز الله فيه قريشاً ثم نزع النبي صلى الله عليه وسلم الراية من سعد وسلمها إلى ابنه قيس بن سعد.
فأسرع أبو سفيان منطلقاً حتى دخل مكة فصرخ بأعلى صوته وقال يامعشر قريش هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن فقالوا وما تغني عنا دارك فقال ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن فتفرق الناس إلى بيوتهم وإلى المسجد ولم يبقى إلا بعض المتحمسين من الشباب الين أصروا على الحرب والمواجهة فوزع النبي صلى الله عليه وسلم جيشه فجعل على المجنبة اليمنى خالد بن الوليد وأمره أن يدخل مكة من أسفلها وقال له إن تعرض لكم أحد منهم فاحصدوهم حصداً حتى توافوني على الصفا وجعل على المجنبة اليسرى الزبير بن العوام فأمره أن يدخل مكة من أعلاها وأن لا يبرح حتى يأتيه وجعل أبو عبيدة على الرحالة وهم من لا سلاح معهم وأمره أن يأخذ بطن الوادي.
تحركت كل كتيبة كما أمرها القائد الأعلى صلى الله عليه وسلم فأما خالد وقومه فلم يواجههم أحد من المشركين إلا أناموه وقتلوه وأما الزبير بن العوام فتقدم حتى نصب الراية فلم يبرح حتى جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم نهض النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار بين يديه والناس من حوله ومن خلفه وسول الله صلى الله عليه وسلم مطأطأ رأسه في تواضع عظيم حتى أن لحيته كادت أن تمس واسطة الرحل فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على المسجد الحرام فدخله ثم اتجه إلى الحجر الأسود فاستلمه وقبله ثم طاف بالبيت وفي يده قوس وحول البيت ثلاثمائة وستون صنماً فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يطعنها بقوسه ويقول { جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} { جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} والأصنام تتساقط على وجهها ثم دخل الكعبة فرأى فيها الصور ورأى فيها صورة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وهما يستقسمان بالأزلام فقال قاتلهم الله والله ما استقسما بها قط وأمر بالصور فمحيت.
ثم أغلق عليه باب الكعبة ومعه أسامة وبلال فصلى داخل الكعبة ودار فيها وكبر في نواحيها ووحد الله ثم فتح الباب وقريش قد ملأت المسجد صفوفاً ينتظرون ماذا يصنع فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده يامعشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء الناس من آدم وآدم م تراب وتلا {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} ثم قال يا معشر قريش ماترون أني فاعل بكم قالوا خيراً أخ كريم وابن أخ كريم قال فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته " لا تثريب عليكم اليوم " اذهبوا فأنتم الطلقاء.
ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم بيت أم هاني بنت أبي طالب فاغتسل وصلى في بيتها ثماني ركعات وكان الوقت ضحى فمنهم من قال أنها صلاة الفتح ومنهم من قال أنها صلاة الضحى.
وفي اليوم الثاني قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً في الناس فحمد الله وأثنى عليه ومجده بما هو أهله ثم قال أيها الناس إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دماً أو يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما حلت لي ساعة من نهار وقد عادت إلى حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس فليبلغ الشاهد الغائب.
وأقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يوماً يجدد معالم الإسلام ويرشد الناس إلى الهدى والتقى فخاف الأنصار – أهل المدينة- أن يستوطن النبي صلى الله عليه وسلم مكة ويترك المدينة وقالوا فيما بينهم أترون سول الله صلى الله عليه وسلم إذ فتح الله عليه أرضه وبلده أن يقيم بها ويترك المدينة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قلتم؟ فقالوا لا شيء يارسول الله فلم يزل بهم حتى أخبروه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " معاذ الله المحيا محياكم والممات مماتكم".
( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ).