قصة أصحاب الأخدود
فهد عبدالله الصالح
1432/10/22 - 2011/09/20 18:21PM
الحمد لله القوي العزيز الفعال لما يريد( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) أحمده سبحانه واشكره ,اشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
وكان في طريقه في أحد الأيام، فإذا بحيوان عظيم يسد طريق الناس. فقال الغلام في نفسه، اليوم أعلم أيهم أفضل، الساحر أم الراهب ثم أخذ حجرا وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس ثم رمى الحيوان فقلته، ومضى الناس في طريقهم فتوجه الغلام للراهب وأخبره بما حدث فقال له الراهب: يا بنى، أنت اليوم أفضل مني، وإنك ستبتلى، فإذا ابتليت فلا تدل علي.
وكان الغلام بتوفيق من الله يبرئ الأكمه والأبرص ويعالج الناس من جميع الأمراض، فسمع به أحد جلساء الملك، وكان قد فقد بصره ، فجمع هدايا كثيرة
وتوجه بها للغلام وقال له: أعطيك جميع هذه الهدايا إن شفيتني.
فأجاب الغلام: أنا لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك, فآمن جليس الملك، فشفاه الله تعالى.
فذهب جليس الملك، وقعد بجوار الملك كما كان يقعد قبل أن يفقد بصره. فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ فأجاب الجليس بثقة المؤمن: ربي. فغضب الملك وقال: ولك رب غيري؟
فأجاب المؤمن دون تردد: ربي وربك الله.
فثار الملك، وأمر بتعذيبه فلم يزالوا يعذبونه حتى دل على الغلام
. فأحضر ثم قال له مخاطبا: يا بني، لقد بلغت من السحر مبلغا عظيما، حتى أصبحت تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل.
فقال الغلام: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى.
فأمر الملك بتعذيبه فعذبوه حتى دل على الراهب.
فأحضر الراهب وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الراهب ذلك وجيء بمنشار، فوضع على مفرق رأسه، ثم نشر فوقع نصفين. ثم أحضر جليس الملك،
وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. ففعل به كما فعل بالراهب. ثم جيء بالغلام
وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الغلام.
فأمر الملك بأخذ الغلام لقمة جبل، وتخييره هناك، فإما أن يترك دينه أو أن يطرحوه من قمة الجبل.
فأخذ الجنود الغلام، وصعدوا به الجبل، فدعا الفتى ربه: اللهم اكفنيهم بما شئت. فاهتز الجبل وسقط الجنود، ورجع الغلام يمشي إلى الملك.
فقال الملك: أين من كان معك؟
فأجاب: كفانيهم الله تعالى. فأمر الملك جنوده بحمل الغلام في سفينة، والذهاب به لوسط البحر، ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينه أو إلقاءه.
فذهبوا به، فدعى الغلام الله: اللهم اكفنيهم بما شئت.
فانقلبت بهم السفينة وغرق من كان عليها إلا الغلام.ثم رجع إلى الملك.
فسأله الملك باستغراب: أين من كان معك؟ فأجاب الغلام: كفانيهم الله
ثم قال للملك: إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك به.
فقال الملك: ما هو؟
فقال الفتى المؤمن: أن تجمع الناس في مكان واحد، وتصلبي على جذع، ثم تأخذ سهما من كنانتي، وتضع السهم في القوس، وتقول بسم الله رب الغلام ثم ارمني، فإن فعلت ذلك قتلتني.
استبشر الملك بهذا الأمر.
فأمر على الفور بجمع الناس، وصلب الفتى أمامهم. ثم أخذ سهما من كنانته، وضع السهم في القوس،وقال: باسم الله رب الغلام، ثم رماه فأصابه فقتله.فصرخ الناس: آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام .
فهرع أصحاب الملك إليه وقالوا: أرأيت ما كنت تخشاه! لقد وقع، لقد آمن الناس.
فأمر الملك بحفر شق في الأرض، وإشعال النار فيها. ثم أمر جنوده، بتخيير الناس، فإما الرجوع عن الإيمان، أو إلقائهم في النار.
ففعل الجنود ذلك، حتى جاء دور امرأة ومعها صبي لها، فخافت أن ترمى في
النار.فألهم الله الصبي أن يقول لها: يا أماه اصبري فإنك على الحق).رواه مسلم وغيره وهذا اختصار له
أيها المسلمون : إن الطغاة هم الطغاة على أي أرض وفي أي زمن يسري حب التسلط في دمائهم ويستولي على أحاسيسهم ومشاعرهم لا تطيب لهم الحياة إلا إذا أذلوا أعناق الرجال وسحقوا مقومات الفضيلة واستعبدوا الأحرار الشرفاء وتشفوا من الأكارم الفضلاء وضربوا بيد من حديد على كل أمتهم يؤلهون أنفسهم ليتعبدهم الناس خوفا وطمعا ومن ورائهم العبيد الخانعون يلهبون ظهور الأحرار بالسياط ويطلقون النار على الأبرياء
ولكن الإيمان بالله في كل عصر يستعلي على بطش الجبارين فإن قصارى جهد الطغاة أن ينالوا من المؤمنين في الدنيا فيزهقوا أرواحهم ولا يستطيعوا أن يصادروا إرادتهم والقرآن الكريم يصور جريمتهم وهم حول النار يتلهون بأروح المؤمنين كما يتلهى الأطفال بلعبهم( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ( والحال يتكرر مع الذين يتفرجون على أشلاء الشرفاء من خلال الصور و الشاشات
وماذا ينقم الطغاة على المؤمنين ؟ إنهم ينقمون عليهم ما هو مفخرة لهم في الإيمان بالله والاعتقاد بوحدانيته والخضوع لشريعته ( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (
وإذا استمرأ المجرمون إجرامهم ولم ينيبوا إلى ربهم فإن مصيرهم نار جهنم يحرقون فيها كما حرقوا المؤمنين في الدنيا جزاء وفاقا
وشتان بين تحريق بنار الخلق لحظات ثم تنتهي وتحريق بنار الخالق آبادا لا يعلمها إلا الله وفي مقابل ذلك يجد المؤمنون الصابرون النعيم المقيم والفوز العظيم (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)
وبعد أيها المسلمون : فإن الانتصار الحقيقي هو انتصار المبادئ والثبات عليها ، وإن القيمة الكبرى في ميزان الله هي قيمة العقيدة، وإن السلعة الرائجة في سوق الله هي سلعة الإيمان
َ(لقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
أما بعد : فأوصيكم ونفسي ـ أيها المسلمون ـ بتقوى الله تعالى فهي وصية الله لنا ولمن قبلنا، ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله أيها المسلمون: القرآن الكريم كتاب ربنا فيه نبأ من قبلنا وحكم ما بيننا ولقد أرسل الله رسلا كثيرين كما قال سبحانه (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ )ولم يقص علينا في كتابه إلا قصص من ستقع جرائمهم في هذه الأمة
ومما قصه الله علينا في كتابه العزيز قصة أصحاب الأخدود التي جاء ذكرها في سورة البروج وهي قصة تصور نموذجا من نماذج الجبروت في الأرض وتعبر عن روعة الإيمان المستعلي على الفتنة والعقيدة المنتصرة على الحياة وكأن التاريخ يعيد نفسه وكأن المشهد واحد
إنها قصة فتى آمن، فصبر وثبت، فآمنت معه قريته
لقد كان غلاما نبيها، ولم يكن قد آمن بعد، وكان يعيش في قرية ملكها كافر يدعي الألوهية وكان للملك ساحر يستعين به. وعندما تقدم العمر بالساحر، طلب من الملك أن يبعث له غلاما يعلمه السحر ليحل محله بعد موته، فاختير هذا الغلام وأرسل للساحر
فكان الغلام يذهب للساحر ليتعلم منه، وفي طريقه كان يمر على راهب فجلس معه مرة وأعجبه كلامه فصار يجلس معه في كل مرة يتوجه فيها إلى الساحر. ومما قصه الله علينا في كتابه العزيز قصة أصحاب الأخدود التي جاء ذكرها في سورة البروج وهي قصة تصور نموذجا من نماذج الجبروت في الأرض وتعبر عن روعة الإيمان المستعلي على الفتنة والعقيدة المنتصرة على الحياة وكأن التاريخ يعيد نفسه وكأن المشهد واحد
إنها قصة فتى آمن، فصبر وثبت، فآمنت معه قريته
لقد كان غلاما نبيها، ولم يكن قد آمن بعد، وكان يعيش في قرية ملكها كافر يدعي الألوهية وكان للملك ساحر يستعين به. وعندما تقدم العمر بالساحر، طلب من الملك أن يبعث له غلاما يعلمه السحر ليحل محله بعد موته، فاختير هذا الغلام وأرسل للساحر
وكان في طريقه في أحد الأيام، فإذا بحيوان عظيم يسد طريق الناس. فقال الغلام في نفسه، اليوم أعلم أيهم أفضل، الساحر أم الراهب ثم أخذ حجرا وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس ثم رمى الحيوان فقلته، ومضى الناس في طريقهم فتوجه الغلام للراهب وأخبره بما حدث فقال له الراهب: يا بنى، أنت اليوم أفضل مني، وإنك ستبتلى، فإذا ابتليت فلا تدل علي.
وكان الغلام بتوفيق من الله يبرئ الأكمه والأبرص ويعالج الناس من جميع الأمراض، فسمع به أحد جلساء الملك، وكان قد فقد بصره ، فجمع هدايا كثيرة
وتوجه بها للغلام وقال له: أعطيك جميع هذه الهدايا إن شفيتني.
فأجاب الغلام: أنا لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك, فآمن جليس الملك، فشفاه الله تعالى.
فذهب جليس الملك، وقعد بجوار الملك كما كان يقعد قبل أن يفقد بصره. فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ فأجاب الجليس بثقة المؤمن: ربي. فغضب الملك وقال: ولك رب غيري؟
فأجاب المؤمن دون تردد: ربي وربك الله.
فثار الملك، وأمر بتعذيبه فلم يزالوا يعذبونه حتى دل على الغلام
. فأحضر ثم قال له مخاطبا: يا بني، لقد بلغت من السحر مبلغا عظيما، حتى أصبحت تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل.
فقال الغلام: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى.
فأمر الملك بتعذيبه فعذبوه حتى دل على الراهب.
فأحضر الراهب وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الراهب ذلك وجيء بمنشار، فوضع على مفرق رأسه، ثم نشر فوقع نصفين. ثم أحضر جليس الملك،
وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. ففعل به كما فعل بالراهب. ثم جيء بالغلام
وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الغلام.
فأمر الملك بأخذ الغلام لقمة جبل، وتخييره هناك، فإما أن يترك دينه أو أن يطرحوه من قمة الجبل.
فأخذ الجنود الغلام، وصعدوا به الجبل، فدعا الفتى ربه: اللهم اكفنيهم بما شئت. فاهتز الجبل وسقط الجنود، ورجع الغلام يمشي إلى الملك.
فقال الملك: أين من كان معك؟
فأجاب: كفانيهم الله تعالى. فأمر الملك جنوده بحمل الغلام في سفينة، والذهاب به لوسط البحر، ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينه أو إلقاءه.
فذهبوا به، فدعى الغلام الله: اللهم اكفنيهم بما شئت.
فانقلبت بهم السفينة وغرق من كان عليها إلا الغلام.ثم رجع إلى الملك.
فسأله الملك باستغراب: أين من كان معك؟ فأجاب الغلام: كفانيهم الله
ثم قال للملك: إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك به.
فقال الملك: ما هو؟
فقال الفتى المؤمن: أن تجمع الناس في مكان واحد، وتصلبي على جذع، ثم تأخذ سهما من كنانتي، وتضع السهم في القوس، وتقول بسم الله رب الغلام ثم ارمني، فإن فعلت ذلك قتلتني.
استبشر الملك بهذا الأمر.
فأمر على الفور بجمع الناس، وصلب الفتى أمامهم. ثم أخذ سهما من كنانته، وضع السهم في القوس،وقال: باسم الله رب الغلام، ثم رماه فأصابه فقتله.فصرخ الناس: آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام .
فهرع أصحاب الملك إليه وقالوا: أرأيت ما كنت تخشاه! لقد وقع، لقد آمن الناس.
فأمر الملك بحفر شق في الأرض، وإشعال النار فيها. ثم أمر جنوده، بتخيير الناس، فإما الرجوع عن الإيمان، أو إلقائهم في النار.
ففعل الجنود ذلك، حتى جاء دور امرأة ومعها صبي لها، فخافت أن ترمى في
النار.فألهم الله الصبي أن يقول لها: يا أماه اصبري فإنك على الحق).رواه مسلم وغيره وهذا اختصار له
أيها المسلمون : إن الطغاة هم الطغاة على أي أرض وفي أي زمن يسري حب التسلط في دمائهم ويستولي على أحاسيسهم ومشاعرهم لا تطيب لهم الحياة إلا إذا أذلوا أعناق الرجال وسحقوا مقومات الفضيلة واستعبدوا الأحرار الشرفاء وتشفوا من الأكارم الفضلاء وضربوا بيد من حديد على كل أمتهم يؤلهون أنفسهم ليتعبدهم الناس خوفا وطمعا ومن ورائهم العبيد الخانعون يلهبون ظهور الأحرار بالسياط ويطلقون النار على الأبرياء
ولكن الإيمان بالله في كل عصر يستعلي على بطش الجبارين فإن قصارى جهد الطغاة أن ينالوا من المؤمنين في الدنيا فيزهقوا أرواحهم ولا يستطيعوا أن يصادروا إرادتهم والقرآن الكريم يصور جريمتهم وهم حول النار يتلهون بأروح المؤمنين كما يتلهى الأطفال بلعبهم( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ( والحال يتكرر مع الذين يتفرجون على أشلاء الشرفاء من خلال الصور و الشاشات
وماذا ينقم الطغاة على المؤمنين ؟ إنهم ينقمون عليهم ما هو مفخرة لهم في الإيمان بالله والاعتقاد بوحدانيته والخضوع لشريعته ( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (
وإذا استمرأ المجرمون إجرامهم ولم ينيبوا إلى ربهم فإن مصيرهم نار جهنم يحرقون فيها كما حرقوا المؤمنين في الدنيا جزاء وفاقا
وشتان بين تحريق بنار الخلق لحظات ثم تنتهي وتحريق بنار الخالق آبادا لا يعلمها إلا الله وفي مقابل ذلك يجد المؤمنون الصابرون النعيم المقيم والفوز العظيم (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)
وبعد أيها المسلمون : فإن الانتصار الحقيقي هو انتصار المبادئ والثبات عليها ، وإن القيمة الكبرى في ميزان الله هي قيمة العقيدة، وإن السلعة الرائجة في سوق الله هي سلعة الإيمان
ومن يتمتع بأي مظهر من مظاهر القوة فهي أمام قوة الله القوي العزيز ضعيفة وهزيلة والعبرة بالمثول بين يدي الله جل وعلا.
أما من ظُلم فإن الله ناصره لا محالةَ لأنه في حكم ملكِ من حرم الظلمَ على نفسه، وحرمَه بين عباده، وسينتهي به المصيرُ إلى يومٍ يقتصُ فيه للشاة الجماء من الشاة القرناء، فكيف بمن كرمه وفضله على الحيوانات العجماوات!
أيها المسلمون: ربما يقتل أناس من هذه الأمة وهذا صحيح. وربما تباد جماعات ومجتمعات، وهذا أيضاً صحيح. وربما تسقط دول وتذهب أسماء وشعارات وهذا أيضاً صحيح، لكن الإسلام باق، والله متم نوره ولو كره الكافرون. كيف لا وقد قال الحق سبحانه: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) آلا فاتقوا الله أيها المؤمنون واعتصموا بحبل الله المتين واعتبروا بما قصه الله في كتابه العزيز أعوذ بالله من الشيطان الرجيمأما من ظُلم فإن الله ناصره لا محالةَ لأنه في حكم ملكِ من حرم الظلمَ على نفسه، وحرمَه بين عباده، وسينتهي به المصيرُ إلى يومٍ يقتصُ فيه للشاة الجماء من الشاة القرناء، فكيف بمن كرمه وفضله على الحيوانات العجماوات!
َ(لقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )