قرة عيون الصائمين بدخول جنات النعيم

فهد فالح الشاكر
1434/09/24 - 2013/08/01 20:45PM
قرة عيون الصائمين بدخول جنات النعيم

فهد بن فالح الشاكر /جامع الخضير بمدينة تربة / حائل

[align=justify]الحمد لله خلق الخلق لعبادته وطاعته فمن اطاعه واتقاه أسعده ربه في دنياه واخراه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد :
أيها الصائمون القائمون الذين هم لربهم راكعون وساجدون ولخالقهم عابدون وحامدون وله منيبون ومخبتون يفعلون ما يؤمرون به طاعة لله ولرسوله يرجون بذلك رحمت الله وفضله ويخافون عقابه وعذابه
صاموا وقاموا ايمانا واحتسابا لرب البريات وخالق النسمات
تركوا ما تشتهيه أنفسهم من لذيذ الطعام والشراب من أجل أمر خالقهم سبحانه وتعالى وابتعدوا عن الشهوة ومثيراتها رغبة في ما عند مولاهم جل في علاه
هجروا لذيذ النوم والرقاد سهروا الليل في تهجد وقنوت وفي تلاوة وذكر سألت منهم الدموع على الخدود خشية وخوفا وإجلالا وتعظيما للرب جل جلاله وتقدست أسمائه
اجتنبوا قيل وقال فنجوا من وعيد (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه بأن يدع طعامه وشرابه)
فأبشروا وإفرحوا أيها الصائمون الصادقون بما أعد الله لعباده الصالحين أخرج الإمام الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله:
(أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )
واقرؤوا إن شئتم ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
فشمروا عباد الله
(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ( عن أسامةَ بن زيدٍ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال
(ألاَ هَلْ من مُشَمِّرٌ إلى الجنةِ، فإنَّ الجنةَ لا خطر لها، هي وَرَبِّ الكعبةِ نورٌ يَتَلأْلأُ وريحانةٌ تَهْتزُّ وقصرٌ مشِيدٌ ونهرٌ مطَّردٌ وثَمَرةٌ نضِيْجَةٌ وزوجةٌ حسناءُ جميلةٌ وحُلَلٌ كثيرةٌ ومُقَامٌ في أبدٍ في دارٍ سليمةٍ وفاكهةٌ وخضرةٌ وحَبْرةٌ ونعمةٌ في مَحَلَّةٍ عاليةٍ بهيَّةٍ، قالوا: يا رسولَ الله نحن المشمِّرون لها. قال: قولوا إنْ شاء الله. فقال القوم: إنْ شاء الله (، رواه ابن ماجةَ والبيهقيُّ وابنُ حبَّانَ في صحيحهِ.
نسأل الله الفردوس الأعلى من الجنة
أيها الأحبة في الجنة سرور وحبور بهجة وسعادة أنس وفرح إنها وربي سلعة الله الغالية التي أشتاق لها الصالحون وعمل من أجلها المتقون وتنافس لها المتنافسون
فيا قرة العيون وبهجة النفوس عندما يقال {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ }
أيها الأخوة الفضلاء
**كيف يتم استقبال أهل الجنة في الجنة **
قال الله تعالى: (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين )

**أما تربة الجنة وبناءها **
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله... الجنة ما بناؤها؟ قال: «لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَمِلاطُهَا المسْكُ الأَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَاليَاقُوتُ، وَتُرْبَتُـهَا الزَّعْفَرَانُ، مَنْ دَخَلَـهَا يَنْعَمُ وَلا يَبْأَسُ، وَيُـخَلَّدُ وَلا يَـمُوتُ، لا تَبْلَى ثِيَابُـهُـمْ وَلا يَفْنَى شَبَابُـهُـمْ». أخرجه الترمذي والدارمي

**أما أبواب الجنه وسعتها**
قال سبحانه {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ}
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «في الجنة ثمانية أبواب، فيـها باب يسمى الريان لا يدخلـه إلا الصائمون». متفق عليه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم «والذي نفس مـحـمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى )


**أما أول الداخلين لها من البشر ومن الأمم**
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة». متفق عليه
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتـح، فيـقول الخازن: من أنت؟، فأقول: مـحـمد، فيـقول: بك أمرت لا أفتـح لأحد قبلك». أخرجه مسلم

**أما صفة وجوه أهل الجنة وأعمارهم**
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : «أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على آثارهـم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة ,قلوبـهـم على قلب رجل واحد، لا تـباغض بينـهـم ولا تـحاسد». متفق عليه
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلاثين، أو ثلاث وثلاثين سنة». أخرجه أحمد والترمذي
**أما إن سألتم عن قصور الجنة**
فلقد خلق الله عز وجل داخل مساكن وقصور الجنة ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين. قال الله تعالى: (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم)

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهـم، كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينـهـم»، قالوا يا رسول الله: تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال: «بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين». متفق عليه

وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة غرفا ترى ظهورها من بطونـها، وبطونـها من ظهورها» فقام أعرابي فقال: لـمن هي يا رسول ا.؟ قال: «لـمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى . بالليل والناس نيام». أخرجه أحمد والترمذي
**أما خيام أهل الجنة**
وعن عبدالله بن قيس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن للـمؤمن في الجنة لـخيـمة من لؤلؤة واحدة مـجوفة، طولـها ستون ميلا، للـمؤمن فيها أهلون، يطوف عليـهـم المؤمن، فلا يرى بـعضهـم بـعضا». متفق عليه
**أخي في الله هل تريد أن تعرف طعام وشراب أهل الجنة **
قال جلَّ وعلا: (ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون * يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون)

وقال أصدق القائلين : ( مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار)
وقال سبحانه { وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ* وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ }

وقال عز وجل : (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا
وقال الله تعالى: (ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا )
وقال المولى سبحانه: (يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون * ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون )
وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أهل الجنة يأكلون فيـها، ويشربون، ولا يتفلون، ولا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يـمتـخطون» قالوا: فما بال الطعام؟ قال: «جشاء ورشح كرشح المسك يلـهـمون التسبيـح والتحـميد كما يلـهـمون النفس». أخرجه مسلم


**أما سوق أهل الجنة**
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله قال: «إن في الجنة لسوقا يأتونـها كل جـمعة، فتـهب ريح الشمال، فتـحثو في وجوههـم وثيابـهـم فيزدادون حسنا وجـمالا، فيرجعون إلى أهليهـم وقد ازدادوا حسنا وجـمالا، فيـقول لـهـم أهلوهـم: والله لقد ازددتـم بـعدنا حسنا وجـمالا، فيـقولون: وأنتـم والله لقد ازددتـم بـعدنا حسنا وجـمالا». أخرجه مسلم
**أما فرش أهل الجنة وسررهم وأوانيهم**
فقد قال الله تعالى: ( أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا )
وقال سبحانه: (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير)
وقال الله تعالى: (يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ) وقال الله تعالى: (على سرر موضونة * متكئين عليها متقابلين )


**أما أشجار وثمار وأنهار الجنة **
فقد قال الله تعالى: ( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم )
وقال جل وعلا: (متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب )
وقال الله تعالى: (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين * في سدر مخضود * وطلح منضود * وظل ممدود * وماء مسكوب * وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة )
وقال سبحانه: (في جنة عالية * قطوفها دانية * كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية )
وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد أو المضمر السريع مائة عام ما يـقطعها». متفق عليه

**أما صفة نساء أهل الجنة **
فهي كما قال الله
تعالى: (وحور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون )
وقال الله تعالى: ( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * كأنهن الياقوت والمرجان )
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « وَلَوْ أَنَّ امْرَأةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إلَى أَهْلِ الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَـهُـمَا، وَلملأَتْـهُ رِيحاً، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا }
**أما عن اجتماع الذرية والأهل في الجنة **
قال الله تعالى(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
أيها المؤمنون
في الجنَّة يُلقِي المؤمنُ عنه الشقاء والعناء، ويستريح من الوعثاء، ويحمد الله على هذا المستقر، (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ)
أما عن
***أعظم نعيم أهل الجنة ***
فاستمع يوم ينادي المنادي: "يا أهل الجنة! إنَّ ربكم تبارك وتعالى يَسْتَزِيرُكُم، فحيَّ على زيارته، فيقولون سمعًا وطاعةً، وينهضون إلى الزيارة مُبَادِرِين، فإذا بالنجائبِ قد أُعِدَّت لهم، فيستوون على ظهورها مُسْرِعِين، حتى إذا انتهَوا إلى الوادي الأَفْيَحِ الذي جُعِلَ لهم مَوْعِدًا وجُمعوا هناك، فلم يُغَادر الداعي منهم أحدًا أَمَر الربُّ تبارَكَ وتعالى بكرسيه فنُصب هناك.
ثم نصبت له منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، وجلس أدناهم على كثبان المسك، وليس فيهم دني، ما يرون أن أصحاب الكراسي فوقهم في العطايا، حتى إذا استقرت بهم مجالسهم، واطمأنت بهم أماكنهم، نادى المنادي: يا أهل الجنة! إنَّ لكم عند الله موعدًا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألَم يبيِّض وجوهنا، ويثقِّل موازيننا، ويدخلنا الجنة، ويزحزحنا عن النار؟!.

فبينما هم كذلك إذ سطع لهم نورٌ أشرقت له الجنة، فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبَّار -جلَّ جلاله- وتقدست أسماؤه قد أشرف عليهم من فوقهم، وقال: يا أهل الجنة! سلامٌ عليكم. فلا تُردُّ التحية بأحسنَ من قولهم: "اللهمَّ أنت السلام، ومنك السلام، تباركتَ يا ذا الجلال والإكرام".
فيتجلَّى لهم الربُّ تبارك وتعالى يضحك إليهم ويقول: يا أهل الجنة، فيكون أول ما يسمعون منه: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني؟! فهذا يوم المزيد، فيجتمعون على كلمة واحدة: أنْ قد رضينا، فارضَ عنَّا. فيقول: يا أهل الجنة، إني لو لم أرضَ عنكم لم أسكنكم جنتي، هذا يوم المزيد فاسألوني، فيجتمعون على كلمة واحدة: أرنا وجهك ننظر إليك، فيكشف الرب -جل وعلا- الحجُب، ويتجلى لهم، فيغشاهم من نوره، وينسون كل نعيم عاينوه، ولولا أن الله سبحانه قضى ألا يحترقوا لاحترقوا.

ولا يبقى في هذا المجلس أحدٌ إلا حاضَره ربه محاضرة، حتى إنه ليقول: يا فلان، أتذكر يوم فعلتَ كذا وكذا؟ يذكِّره ببعض غدراته بالدنيا، فيقول: يا ربِّ، ألم تغفر لي؟ فيقول: بلى، بمغفرتي بلغت منزلتك هذه".

اللهمَّ إنَّا نسألك لذَّةَ النظرِ إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك في غير ضرَّاء مضرة، ولا فتنة مضلَّة.

[/align]
المشاهدات 4430 | التعليقات 6

جزاك ربي خيرا شيخ فهد وبارك الله في علمك لا أعتقد أن هناك من يقرأ هذه الخطبة ولا يشتاق لها أو لا يحمله شوقه للعمل لها وبذل نفسه وماله وحياته للعيش فيها .


زياد الريسي;17746 wrote:
جزاك ربي خيرا شيخ فهد وبارك الله في علمك لا أعتقد أن هناك من يقرأ هذه الخطبة ولا يشتاق لها أو لا يحمله شوقه للعمل لها وبذل نفسه وماله وحياته للعيش فيها .


أسعدني مرورك أخي زياد وردك الجميل أسأل الله أن يجمعنا نحن وأحبابنا في مستقر رحمته في مقعد صدق عند مليك مقتدر


نسأل الله الجنة وما قرب إليها من قول وعمل .


الحمد لله خلق الخلق لعبادته وطاعته فمن اطاعه واتقاه أسعده ربه في دنياه واخراه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد :
أيها الصائمون القائمون الذين هم لربهم راكعون وساجدون ولخالقهم عابدون وحامدون وله منيبون ومخبتون يفعلون ما يؤمرون به طاعة لله ولرسوله يرجون بذلك رحمة الله وفضله ويخافون عقابه وعذابه
صاموا وقاموا ايمانا واحتسابا لرب البريات وخالق النسمات
تركوا ما تشتهيه أنفسهم من لذيذ الطعام والشراب من أجل أمر خالقهم سبحانه وتعالى وابتعدوا عن الشهوة ومثيراتها رغبة في ما عند مولاهم جل في علاه
هجروا لذيذ النوم والرقاد سهروا الليل في تهجد وقنوت وفي تلاوة وذكر سألت منهم الدموع على الخدود خشية وخوفا وإجلالا وتعظيما للرب جل جلاله وتقدست أسمائه
اجتنبوا قيل وقال فنجوا من وعيد (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه بأن يدع طعامه وشرابه)
فأبشروا وإفرحوا أيها الصائمون الصادقون بما أعد الله لعباده الصالحين أخرج الإمام الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله:
(أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )
واقرؤوا إن شئتم ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
فشمروا عباد الله
(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ( عن أسامةَ بن زيدٍ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال
(ألاَ هَلْ من مُشَمِّرٌ إلى الجنةِ، فإنَّ الجنةَ لا خطر لها، هي وَرَبِّ الكعبةِ نورٌ يَتَلأْلأُ وريحانةٌ تَهْتزُّ وقصرٌ مشِيدٌ ونهرٌ مطَّردٌ وثَمَرةٌ نضِيْجَةٌ وزوجةٌ حسناءُ جميلةٌ وحُلَلٌ كثيرةٌ ومُقَامٌ في أبدٍ في دارٍ سليمةٍ وفاكهةٌ وخضرةٌ وحَبْرةٌ ونعمةٌ في مَحَلَّةٍ عاليةٍ بهيَّةٍ، قالوا: يا رسولَ الله نحن المشمِّرون لها. قال: قولوا إنْ شاء الله. فقال القوم: إنْ شاء الله (، رواه ابن ماجةَ والبيهقيُّ وابنُ حبَّانَ في صحيحهِ.
نسأل الله الفردوس الأعلى من الجنة
أيها الأحبة في الجنة سرور وحبور بهجة وسعادة أنس وفرح إنها وربي سلعة الله الغالية التي أشتاق لها الصالحون وعمل من أجلها المتقون وتنافس لها المتنافسون
فيا قرة العيون وبهجة النفوس عندما يقال {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ }
أيها الأخوة الفضلاء
**كيف يتم استقبال أهل الجنة في الجنة **
قال الله تعالى: (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين )

**أما تربة الجنة وبناءها **
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله... الجنة ما بناؤها؟ قال: «لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَمِلاطُهَا المسْكُ الأَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَاليَاقُوتُ، وَتُرْبَتُـهَا الزَّعْفَرَانُ، مَنْ دَخَلَـهَا يَنْعَمُ وَلا يَبْأَسُ، وَيُـخَلَّدُ وَلا يَـمُوتُ، لا تَبْلَى ثِيَابُـهُـمْ وَلا يَفْنَى شَبَابُـهُـمْ». أخرجه الترمذي والدارمي

**أما أبواب الجنه وسعتها**
قال سبحانه {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ}
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «في الجنة ثمانية أبواب، فيـها باب يسمى الريان لا يدخلـه إلا الصائمون». متفق عليه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم «والذي نفس مـحـمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى )


**أما أول الداخلين لها من البشر ومن الأمم**

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة». متفق عليه
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتـح، فيـقول الخازن: من أنت؟، فأقول: مـحـمد، فيـقول: بك أمرت لا أفتـح لأحد قبلك». أخرجه مسلم

**أما صفة وجوه أهل الجنة وأعمارهم**

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : «أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على آثارهـم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة ,قلوبـهـم على قلب رجل واحد، لا تـباغض بينـهـم ولا تـحاسد». متفق عليه
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلاثين، أو ثلاث وثلاثين سنة». أخرجه أحمد والترمذي
**أما إن سألتم عن قصور الجنة**
فلقد خلق الله عز وجل داخل مساكن وقصور الجنة ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين. قال الله تعالى: (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم)

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهـم، كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينـهـم»، قالوا يا رسول الله: تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال: «بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين». متفق عليه

وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة غرفا ترى ظهورها من بطونـها، وبطونـها من ظهورها» فقام أعرابي فقال: لـمن هي يا رسول ا.؟ قال: «لـمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى . بالليل والناس نيام». أخرجه أحمد والترمذي
**أما خيام أهل الجنة**
وعن عبدالله بن قيس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن للـمؤمن في الجنة لـخيـمة من لؤلؤة واحدة مـجوفة، طولـها ستون ميلا، للـمؤمن فيها أهلون، يطوف عليـهـم المؤمن، فلا يرى بـعضهـم بـعضا». متفق عليه
**أخي في الله هل تريد أن تعرف طعام وشراب أهل الجنة **
قال جلَّ وعلا: (ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون * يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون)

وقال أصدق القائلين : ( مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار)
وقال سبحانه { وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ* وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ }

وقال عز وجل : (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا
وقال الله تعالى: (ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا )
وقال المولى سبحانه: (يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون * ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون )
وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أهل الجنة يأكلون فيـها، ويشربون، ولا يتفلون، ولا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يـمتـخطون» قالوا: فما بال الطعام؟ قال: «جشاء ورشح كرشح المسك يلـهـمون التسبيـح والتحـميد كما يلـهـمون النفس». أخرجه مسلم


**أما سوق أهل الجنة**
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله قال: «إن في الجنة لسوقا يأتونـها كل جـمعة، فتـهب ريح الشمال، فتـحثو في وجوههـم وثيابـهـم فيزدادون حسنا وجـمالا، فيرجعون إلى أهليهـم وقد ازدادوا حسنا وجـمالا، فيـقول لـهـم أهلوهـم: والله لقد ازددتـم بـعدنا حسنا وجـمالا، فيـقولون: وأنتـم والله لقد ازددتـم بـعدنا حسنا وجـمالا». أخرجه مسلم
**أما فرش أهل الجنة وسررهم وأوانيهم**
فقد قال الله تعالى: ( أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا )
وقال سبحانه: (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير)
وقال الله تعالى: (يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ) وقال الله تعالى: (على سرر موضونة * متكئين عليها متقابلين )


**أما أشجار وثمار وأنهار الجنة **

فقد قال الله تعالى: ( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم )
وقال جل وعلا: (متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب )
وقال الله تعالى: (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين * في سدر مخضود * وطلح منضود * وظل ممدود * وماء مسكوب * وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة )
وقال سبحانه: (في جنة عالية * قطوفها دانية * كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية )
وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد أو المضمر السريع مائة عام ما يـقطعها». متفق عليه

**أما صفة نساء أهل الجنة **
فهي كما قال الله
تعالى: (وحور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون )
وقال الله تعالى: ( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * كأنهن الياقوت والمرجان )
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « وَلَوْ أَنَّ امْرَأةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إلَى أَهْلِ الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَـهُـمَا، وَلملأَتْـهُ رِيحاً، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا }
**أما عن اجتماع الذرية والأهل في الجنة **
قال الله تعالى(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
أيها المؤمنون
في الجنَّة يُلقِي المؤمنُ عنه الشقاء والعناء، ويستريح من الوعثاء، ويحمد الله على هذا المستقر، (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ)
أما عن
***أعظم نعيم أهل الجنة ***

فاستمع يوم ينادي المنادي: "يا أهل الجنة! إنَّ ربكم تبارك وتعالى يَسْتَزِيرُكُم، فحيَّ على زيارته، فيقولون سمعًا وطاعةً، وينهضون إلى الزيارة مُبَادِرِين، فإذا بالنجائبِ قد أُعِدَّت لهم، فيستوون على ظهورها مُسْرِعِين، حتى إذا انتهَوا إلى الوادي الأَفْيَحِ الذي جُعِلَ لهم مَوْعِدًا وجُمعوا هناك، فلم يُغَادر الداعي منهم أحدًا أَمَر الربُّ تبارَكَ وتعالى بكرسيه فنُصب هناك.
ثم نصبت له منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، وجلس أدناهم على كثبان المسك، وليس فيهم دني، ما يرون أن أصحاب الكراسي فوقهم في العطايا، حتى إذا استقرت بهم مجالسهم، واطمأنت بهم أماكنهم، نادى المنادي: يا أهل الجنة! إنَّ لكم عند الله موعدًا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألَم يبيِّض وجوهنا، ويثقِّل موازيننا، ويدخلنا الجنة، ويزحزحنا عن النار؟!.

فبينما هم كذلك إذ سطع لهم نورٌ أشرقت له الجنة، فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبَّار -جلَّ جلاله- وتقدست أسماؤه قد أشرف عليهم من فوقهم، وقال: يا أهل الجنة! سلامٌ عليكم. فلا تُردُّ التحية بأحسنَ من قولهم: "اللهمَّ أنت السلام، ومنك السلام، تباركتَ يا ذا الجلال والإكرام".
فيتجلَّى لهم الربُّ تبارك وتعالى يضحك إليهم ويقول: يا أهل الجنة، فيكون أول ما يسمعون منه: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني؟! فهذا يوم المزيد، فيجتمعون على كلمة واحدة: أنْ قد رضينا، فارضَ عنَّا. فيقول: يا أهل الجنة، إني لو لم أرضَ عنكم لم أسكنكم جنتي، هذا يوم المزيد فاسألوني، فيجتمعون على كلمة واحدة: أرنا وجهك ننظر إليك، فيكشف الرب -جل وعلا- الحجُب، ويتجلى لهم، فيغشاهم من نوره، وينسون كل نعيم عاينوه، ولولا أن الله سبحانه قضى ألا يحترقوا لاحترقوا.

ولا يبقى في هذا المجلس أحدٌ إلا حاضَره ربه محاضرة، حتى إنه ليقول: يا فلان، أتذكر يوم فعلتَ كذا وكذا؟ يذكِّره ببعض غدراته بالدنيا، فيقول: يا ربِّ، ألم تغفر لي؟ فيقول: بلى، بمغفرتي بلغت منزلتك هذه".

اللهمَّ إنَّا نسألك لذَّةَ النظرِ إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك في غير ضرَّاء مضرة، ولا فتنة مضلَّة.

عباد الله / شرع الإسلام في ختام شهر رمضان زكاة الفطر قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : " فَرَضَ رَسُولُ اللهِ ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْفِطْرَ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى: الْعَبْدِ، وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ، وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ، وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " . (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ). وَهِيَ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ مِمَا يَقْتَاتُ مِنْهُ الْآَدَمِيُّونَ وَيَجِبُ إِخْرَاجُ زَكَاةِ الْفِطْرِ قَبْلَ صَلَاةِ الْعِيدِ، وَالْأَفْضَلُ إِخْرَاجُهَا يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، وَتُجْزِئُ قَبْلَهُ بِيَوْمٍ أَوْ بِيَوْمَينِ . وَلَا تُجْزِئُ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِيدِ لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،: " فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلْصَائِمِ مِنَ الَّلغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةٌ لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ"


اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل


ربي يفتح عليكم بفضله ويزيدكم علما اثلجتم صدورنا اثلج الله صدوركم يوم القيامة.