قراءة لبيان العلماء حول الغلو وتفجيرات القطيف والدمام// أمير سعيد
احمد ابوبكر
1436/08/15 - 2015/06/02 02:42AM
[align=justify]البيان الذي أصدره عشرات من العلماء والدعاة في المملكة العربية السعودية بشأن التفجيرات الأخيرة التي وقعت في مسجدين يرتادهما الشيعة في بلدة القديح بمنطقة القطيف وحي العنود بمدينة الدمام اجتذب اهتماماً لافتاً من وسائل الإعلام والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، كونه جاء بعبارات حاسمة واضحة تنزع أي رداء يتخذه الغلاة تبريراً لمثل هذه الجرائم التي تثير فتناً وتحقق ما يصبو إليه أعداء هذه الأمة في هذا الظرف الدقيق.
والحقيقة أن أهم ما يلفت النظر في هذا البيان، والذي تداعى إلى التوقيع عليه ثلة من كبار علماء المملكة العربية السعودية ودعاتها ومفكريها، بعدد كبير قارب المائة، أنه يعبر عن وعي كبير من هؤلاء بمغبة ما تسعى إليه المجموعة المضللة التي أقدمت على هكذا أعمال غير مشروعة؛ فالذين وقعوا على هذا البيان لديهم إدراك واضح بخطورة المسار الذي اتخذه هذا التنظيم المسؤول عن هاتين الجريمتين.
ولذا؛ فإن ما يسترعي النظر جيداً أن العلماء الذين تحدثوا بالأمس عن حرمة الدماء المعصومة، وعن الموادعين، هم ذاتهم الذين لم يسكتوا يوماً عن التحذير من العقائد الضالة، وعن الحذر من الوقوع في ضلال الفرق المبتدعة، سواء أكانت من هذه الفئة أو تلك، وهم بعد يجدون أنفسهم أمناء على علم توارثوه عالماً عن عالم، يحذر من الاستهانة بالدماء المحرمة أيا ما كانت مشاربها، ولا يبيح استحلالها دون دليل ونتاج اجتهادات خاطئة، وهي إذ خرجت تدين منذ سنوات وتحذر من استحلال دماء أهل السنة الذين طالتهم تفجيرات مجرمة قبل سنوات في الرياض وغيرها، لا تثاقل عن واجبها اليوم في التحذير من استحلال دماء غيرهم ما داموا مستأمنين على أرواحهم ودمائهم.
هذا الموقف المبدئي للعلماء يبرهن على أن ما يحرك أهل العلم لا ينبغي أن يخضع للأهواء والعواطف، وإنما النصوص الشرعية، والتزام مقام الشريعة وأحكامها، وهذا يختلف جذرياً عما نلمسه من آخرين يستحلون دماء أهل السنة في العراق وسوريا واليمن وغيرها بذرائع تفجرها الضغائن والأحقاد العقدية الضالة أو التاريخية المغلوطة.
يُقرأ أيضاً من هذا البيان، أن العلماء لم يستغرقوا في تناول تلك الجرائم من زواياها الفقهية وحدها، وهم يعلمون أن الدوافع الرئيسة لهذه الجرائم ليست نتاج انحراف في التناول العقدي أو الفقهي لها من قبل الفاعلين، وإنما يدرك العلماء أن الظرف الذي حدثت فيه لا ينفك عن إرادات إقليمية، وتحديداً من أصحاب المشروع الصفوي الذين أزعجهم كبح قطاره السائر باندفاع في المنطقة استيلاء على عواصمها واحدة تلو الأخرى، ومهيمناً على مقدرات هذه الأمة، ومعرقلاً لأي مشروع مناهض له، ولذلك؛ فقد حذر البيان بوضوح من "استغلال العدو للغلاة في تحقيق أهدافه الخبيثة، فقد أصبحوا مطايا يوظفون لصالح الأعداء علموا أم لم يعلموا"، فالاستنتاج الذي توصل إليه العلماء هذا تعززه شواهد كثيرة، ليس أقلها هذا التزامن بين صعود هذه الموجة من أعمال العنف مع الأزمة التي يعاني منها الحوثيون في اليمن، حلفاء إيران، وإحدى أدوات مشروعه الصفوي، حيث أتت هذه العمليات لتقدم مبررات على طبق من ذهب لمن يرغبون في رد الصاع لهذه البلاد عقاباً لها على تقليم أظافر الصفويين. ولقد بدا هذا جلياً بنتائج ليست طيبة لاستغلال هذه الحوادث الإجرامية لكل صاحب هوى سواء أكان موالياً للمشروع الصفوي يريد من ورائها تحقيق مكاسب له داخل الدول الخليجية ذاتها، أم كان صاحب فكر تغريبي يسوق مثل هذه الأعمال ذريعة له ليستهدف مناهج التعليم والخطاب الوسطي للعلماء والدعاة بها.
ولهذا، فالعلماء الذين وقعوا البيان حينما حذر من النتائج الكارثية لمثل هذه الجرائم، وساقوا عشرة أسباب عظيمة، كل واحد منها كفيل بردع كل صاحب فكر منحرف لو كان يملك مسكة من عقل أو إرادة حقيقية، بخلاف سفك الدماء المحرمة.. أعربوا عن خشيتهم في المقابل من تجاوز الحد في الجانب الآخر، منبهين إلى أن "محكمات الدين لا يجوز أن تمس ولا أن يستهان بها، ومنها: مكانة الجهاد العالية من الدين، وحق الشعوب في مقاومة العدوان، وواجبهم في موالاة المؤمنين، ومعاداة الكافرين.
كما نؤكد على أن الغلو لا يجوز أن يقابل بغلو آخر، إنما يعالج بالمنهج الشرعي الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة".
[/align]
والحقيقة أن أهم ما يلفت النظر في هذا البيان، والذي تداعى إلى التوقيع عليه ثلة من كبار علماء المملكة العربية السعودية ودعاتها ومفكريها، بعدد كبير قارب المائة، أنه يعبر عن وعي كبير من هؤلاء بمغبة ما تسعى إليه المجموعة المضللة التي أقدمت على هكذا أعمال غير مشروعة؛ فالذين وقعوا على هذا البيان لديهم إدراك واضح بخطورة المسار الذي اتخذه هذا التنظيم المسؤول عن هاتين الجريمتين.
ولذا؛ فإن ما يسترعي النظر جيداً أن العلماء الذين تحدثوا بالأمس عن حرمة الدماء المعصومة، وعن الموادعين، هم ذاتهم الذين لم يسكتوا يوماً عن التحذير من العقائد الضالة، وعن الحذر من الوقوع في ضلال الفرق المبتدعة، سواء أكانت من هذه الفئة أو تلك، وهم بعد يجدون أنفسهم أمناء على علم توارثوه عالماً عن عالم، يحذر من الاستهانة بالدماء المحرمة أيا ما كانت مشاربها، ولا يبيح استحلالها دون دليل ونتاج اجتهادات خاطئة، وهي إذ خرجت تدين منذ سنوات وتحذر من استحلال دماء أهل السنة الذين طالتهم تفجيرات مجرمة قبل سنوات في الرياض وغيرها، لا تثاقل عن واجبها اليوم في التحذير من استحلال دماء غيرهم ما داموا مستأمنين على أرواحهم ودمائهم.
هذا الموقف المبدئي للعلماء يبرهن على أن ما يحرك أهل العلم لا ينبغي أن يخضع للأهواء والعواطف، وإنما النصوص الشرعية، والتزام مقام الشريعة وأحكامها، وهذا يختلف جذرياً عما نلمسه من آخرين يستحلون دماء أهل السنة في العراق وسوريا واليمن وغيرها بذرائع تفجرها الضغائن والأحقاد العقدية الضالة أو التاريخية المغلوطة.
يُقرأ أيضاً من هذا البيان، أن العلماء لم يستغرقوا في تناول تلك الجرائم من زواياها الفقهية وحدها، وهم يعلمون أن الدوافع الرئيسة لهذه الجرائم ليست نتاج انحراف في التناول العقدي أو الفقهي لها من قبل الفاعلين، وإنما يدرك العلماء أن الظرف الذي حدثت فيه لا ينفك عن إرادات إقليمية، وتحديداً من أصحاب المشروع الصفوي الذين أزعجهم كبح قطاره السائر باندفاع في المنطقة استيلاء على عواصمها واحدة تلو الأخرى، ومهيمناً على مقدرات هذه الأمة، ومعرقلاً لأي مشروع مناهض له، ولذلك؛ فقد حذر البيان بوضوح من "استغلال العدو للغلاة في تحقيق أهدافه الخبيثة، فقد أصبحوا مطايا يوظفون لصالح الأعداء علموا أم لم يعلموا"، فالاستنتاج الذي توصل إليه العلماء هذا تعززه شواهد كثيرة، ليس أقلها هذا التزامن بين صعود هذه الموجة من أعمال العنف مع الأزمة التي يعاني منها الحوثيون في اليمن، حلفاء إيران، وإحدى أدوات مشروعه الصفوي، حيث أتت هذه العمليات لتقدم مبررات على طبق من ذهب لمن يرغبون في رد الصاع لهذه البلاد عقاباً لها على تقليم أظافر الصفويين. ولقد بدا هذا جلياً بنتائج ليست طيبة لاستغلال هذه الحوادث الإجرامية لكل صاحب هوى سواء أكان موالياً للمشروع الصفوي يريد من ورائها تحقيق مكاسب له داخل الدول الخليجية ذاتها، أم كان صاحب فكر تغريبي يسوق مثل هذه الأعمال ذريعة له ليستهدف مناهج التعليم والخطاب الوسطي للعلماء والدعاة بها.
ولهذا، فالعلماء الذين وقعوا البيان حينما حذر من النتائج الكارثية لمثل هذه الجرائم، وساقوا عشرة أسباب عظيمة، كل واحد منها كفيل بردع كل صاحب فكر منحرف لو كان يملك مسكة من عقل أو إرادة حقيقية، بخلاف سفك الدماء المحرمة.. أعربوا عن خشيتهم في المقابل من تجاوز الحد في الجانب الآخر، منبهين إلى أن "محكمات الدين لا يجوز أن تمس ولا أن يستهان بها، ومنها: مكانة الجهاد العالية من الدين، وحق الشعوب في مقاومة العدوان، وواجبهم في موالاة المؤمنين، ومعاداة الكافرين.
كما نؤكد على أن الغلو لا يجوز أن يقابل بغلو آخر، إنما يعالج بالمنهج الشرعي الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة".
[/align]