قارب الثلث الأول على الرحيل
محسن الشامي
1433/09/07 - 2012/07/26 15:26PM
يوم الجمعة 8/9/1433هـ يرجى التأكد من التشكيل وفق الله الجميع
الْحَمْدُ لِلَّهِ جَعَلَ الصِّيَامَ جُنَّةً وَسَبَبا مُوَصِلا إِلَىَ الْجَنَّةِ،أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ هَدَىَ وَيَسَّرْ فَضْلَا مِنْهُ وَمِنَّة، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا الَهَ إِلَا الْلَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ جَعَلْنَا عَلَىَ أَوْضَحِ مَحَجَّةٍ وَأَقْوَمَ سُنَّة،صَلَّىَ الْلَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آَلِهِ وَ أَصْحَابِهِ وَالْتَّابِعِيْنَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَىَ يَوْمِ الْدِّيِنِ أَمَّا بَعْد عِبَادَ الْلَّه أُوْصِيْكُم وَنَفْسِي بِتَقْوَى الْلَّه فَهِي جِمَّاعُ الْخَيْرِ كُلِّه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } إخوة الايمان مَا أَسرَعَ مُرُورَ اللّيَالي وَمُضِيَّ الأَيَّامبِالأَمسِالقَرِيبِ دَخَلَ شَهرُ رَمَضَانَ وَكَانَ المُسلِمُونَ في شَوقٍعَظِيمٍ لِبُلُوغِهِ وَكَانَت نُفُوسُهُم في لَهفَةٍ شَدِيدَةٍ لإِدرَاكِهِ ثُمَّ هَا هُوَ اليَومَ قارب ثُلثُهُ الأول عَلَى الرحيل وَنَحْن نُوْشِك أيها المسلمون أَن نُوَدِّعَ العشر الْأَولَ مِن هَذَا الْشَّهْرِ الْكَرِيم ثَمَّةَ تَسَاؤُلَاتِ عَرِيْضَة تَبْعَثُهَا الْنَفَسُ فِي غِمَارِ هَذَا الْوَدَاع أَلَا وَإِنَّ أَوَّل هَذِه الْتَّسَاؤُلَات مَا حَالُنَا في مضى مَعَ الخَيرَاتِ هَل نَحنُ في الخَيرَاتِ مُسَارِعُونَ؟وَإلى أَسبَابِ المَغفِرَةِ مُسَابِقُونَ؟أَم أَنَّنَا مُتَبَاطِئُونَ مُتَكَاسِلُونَ ؟لِيَنظُرْ كُلٌّ مِنَّا حَالَهُ مَعَ الصَّلَوَاتِالمَفرُوضَةِ أَوَّلاً مَا حَظُّهُ مِنَ المُحَافَظَةِ عَلَيهَا مَعَ الجَمَاعَةِ؟وَهَل هُوَ حَرِيصٌ عَلَى إِدرَاكِ تَكبِيرَةِالإِحرَامِ مَعَ الإِمَامِ ؟ هَل هُوَ ممَّن يحافظ على صَلاةَ الفَجرِ إذن فلينظر كلٌ منا الى حاله أهو من المسابقين المسارعين للخيرأم أنه ذلكم الرجل الذي أثقلتْه الآثام وكبَّلتْه الغفلة وأقعدتْه نفسُه الأمَّارة ذاك الرجل الذي ربَّما أدمن علىالمحرمات وهَجَرِ الباقيات الصالحات ربَّما عاش بعيدًا عن ربِّه متعرِّضًا لسخطه مُيمِّمًا وجهَه نحوَ الهوىوالشيطان فإلى من كانت هذه حاله افق يا عبدالله واستدرك ما بقي من شهر الغفران وحاسبَ نفسكَ واهجر حالةَ الشقاءِ التي تعيشُها والحق بركْب الطائعين وذلِّل وجهَك للهِ مع القانتين الساجدين ومن التساؤلات ياعباد الله وَنَحْنُ نُوْشِكُ أَنَّ نُوَدِّعَ الْثلث الْأَوَّلِ مِنْ شَهْرِ الْتَّسَامُحِ يَا تُرَىْ الْقُلُوْبُ الْمُتَنَافِرَةِ وَالْنُّفُوْسُ الْمُتَشاحِنّة هَلْ لَازَالَتْ مُعَانَدَةً هَلْ لَازَالَ الْكِبْرُ يُوْقِدُ ضِرَامَهَا؟ وَيُشْعِلُ فَتِيْلَهَا؟أَمَا آَنَ لَهَا أَنْ تَتَصَافَح أَمَا نَجَحَ ما مضى من رَمَضَانَ فِيْ أَنْ يُعِيْدَ الْبَسْمَةَ لِشِفَاهٍ طَالَ انْغِلَاقَهَا؟إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوْب يُخْشَىَ عَلَيْهَا والله إِنْ لَمْ تُفْلِحْ الْمَوَاعِظُ فِيْ لِيِّهَا لِلْحَقِّ، فَإِنَّ لَفْحَ جَهَنَّمَ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىَ أَنْ يَكْسِرَ مُكابَرَتِهَا وَيُرْغِمَ أَنْفَ بَاطِلَهَا.سُئِلَ النبيُّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَفْضَلُ الْنَّاسِ فَقَالَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ((كُلِّ مَخْمُومُ الْقَلْبِ صَدُوْقُ الْلِّسَانِ قَالُوْا صَدُوْقُ الْلِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ هُوَ الْتَّقِيُّ الْنَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيْهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ) أَلَا فَمَا أَحْرَى الْقُلُوْبُ الْقَاسِيَةِ أَنَّ تَلِيْنَ وتَتَعَقَّلَ وَتَتَّعِظَّ فَفِيْ وَعِيْدِ الْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ وَاعِظ قَالَ(هَجْرُ الْمُسْلِمِ كَسَفْكِ دَمِهِ) وَقَالَ(تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ عَلَىَ الْلَّهِ كُلَّ إِثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ إِلَا الْمُتَخَاصِمَينَ فَيَقُوْلُ الْلَّهُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّىَ يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّىَ يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّىَ يَصْطَلِحَا )) وَإِنْ لَّمْ يُفْلِحُ رَمَضَانَ فِيْ إِزَالَةِ صَلَابَةِ هَذِهِ الْقُلُوْبَ فَوَعِيدُ الجبار غَيْرَ بَعِيْدٍ{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوْا فِىْ ٱلَأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ *أَوْلَـئِكَ ٱلَّذِيَنَ لَعَنَهُمُ ٱلَلَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىَٰ أَبْصَـٰرَهُمْ}وَقَوْمٌ وَلَجَتْ بُيُوْتَهُمُ الْلَّعْنَةُ أَيْنَ يَجِدُوْنَ طَعْمَ الْرَّاحَةِ؟ فَالَبِدَارَ الْبِدَارَ يَا مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيْهِ شَحْنَاء اوْ قَطِيْعَةِ اسْتَدْرَكَ شَهْرَ الْتَّسَامُحِ والغفران
أَيُّهَا الْمُبَارَكُونَ وَنَحْنُ عَلَىَ مَقْرُبَةٍ مِنْ رَحِيْلِ الْثلث الْأَوَّلِ مِنْ شَهْرِ الْتَّوْبَةَ وَالانَابَةَ يا مِنَ ابْتُلِيَ بِشُرْبِ الْدخانِ وَتَعَاطِيَ الِشْمَةِ،وَغَيْرِهَا مِنْ الْخَبَائِثِ أَمَا آَنَ لَكِ الآوَانَ أَنْ تَتُوْبَ وَتُقْلِع عَنْ هَذِهِ الْخَبَائِثِ أَمَّا نَجَحَ رَمَضَانَ فِيْ توبتك عَنْ تِلْكَ الخبائث أَمْ أَنَّكَ لّا تَزَالُ مُكَابِرَا مُعَانِدَا الَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ االله جَلَّ جَلَالُهُ{وَلَا تُلْقُوُا بِأَيْدِيَكُمْ إِلَىَ الْتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَا إِنَّ الْلَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِيْنَ}فيامن لايزال عاكفاً على تلك المحرمات دُوْنَ خَوْفٍ وَلَا حَيَاءٍ مِنَ الْلَّهِ تَعَالَىْ ادرك نفسك فَرَمَضَانُ فُرْصَةٌ عَظِيْمَةٌ لِتَصْحِيْحِ الاتِّجَاهِ وَتَقْوِيْمِ الْطَّرِيْقِ وَتَرْكُ هَذِهِ الخَبَائث خَوْفا مِنْ الْلَّهِ وَرَغْبَةً فِيْمَا عِنْدَ الْلَّهِ مِنْ الْخَيْرِ وَرَهْبَةً مِنْ سُوَءِ الْخَاتِمَةِ فَمَنْ تَرَكَ شَيْئا لِلَّهِ عَوَّضَهُ الْلَّهُ خَيْرَا مِنْهُ .
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُوْنَ لنَسْتَدْرّك أَوْقَاتِ هَذَا الْشَّهْرِ الْكَرِيمِ وَلِنَعْلَم وَالَّذِي لَا الَهَ الَا هُوَ وَلَا رَبّ لنا سِوَاهُ أَنَّنَا مَسْؤُوْلُوْنَ عَنِ هَذِهِ الْأَوْقَاتِ مِنْ أَعْمَارِنَا، فِيْمَا قَضَيْنَاهَا؟ أَفِيَ طَاعَةِ الْلَّهِ وَذِكْرِهِ أَمْ قَضَيْنَاهَا فِيْ الْسَّهَرِ أَمَامَ الْقَنَوَاتِ وَفِيْمَا قَدْ يُبَاعِدُنَا عَنْ الِلَّهِ تَعَالَىْ وَعَنْ مَرْضَاتِهِ وَيُقَرِّبُنَا مِمَّا يُسْخِطُهُ وَالْعَيَاذُ بِالْلَّهِ تَعَالَىْ؟ فلن تَزُوْلَ قَدَمَا عبدٍ عَنْ مَوْقِفِ الْحِسَابِ يَوْم الْقِيَامَةِ حَتَّىَ يُسْأَلَ عن اربع فَعَنْ أَبِيْ بَرْزَةَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ((لَاتَزَوُلُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّىَ يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيْمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيْمَا أَبْلَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيْهِ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ أَخَذَهُ وَفِيْمَا أَنْفَقَهُ) فلا اله الا الله كم نسمع عَنْ فَضْلِ أوقات هَذَا الْشَّهْرِ وَمَا فِيْهِ مِنْ الْخَيْرَاتِ وَالْبَرَكَاتِ ثُمَّ لَا تَطْمَئِنُّ نُفُوسُنا إِلَا بِتَضْيِيعِ أَوْقَاتِنَا فِيْمَا لَا يَزِيْدُنَا إِلَا بُعْدَا عَنْ ربنا تَبَارَكَ وَتَعَالَىْ وَكَأَنَّ صُحُفِنَا قَدْ مُلِئَتْ بِالْحَسَنَاتِ وَضَمِنَّا دُخُوْل الْجَنَّة فإِلَىَ مَتَىَ نَرْضَى بِالْنُّزُوْلِ فِي مَنَازِلِ الْهَوَانِ؟ هَلْ مَضَىْ مِنْ أَيَّامِنَا يَوْمٌ صَالِحٌ سَلِمْنَا فِيْهِ مِنْ الْجَرَائِمِ وَالْقَبَائِحِ؟ تَالِلَّهِ لَقَدْ سَبَقَ الْمُتَّقُوْنَ الْرَّابِحُونَ وَنَحْنُ رَاضُوْنَ بِالْخُسْرَانِ أَعْيُنِنَا مُطَلَقَةٌ فِيْ الْحَرَامِ وَأَلْسِنَتِنَا مُنْبَسِطَةٌ فِيْ الْآَثَامِ وَلَأَقْدَامِنَا عَلَىَ الْذُّنُوبِ إِقْدَامُ ونَسينَا أَنَّ الْكُلَّ مُثَبَّتٌ عِنْدَ الْمَلِكِ الْدَّيَّانِ{أَحَصَاهُ الْلَّهُ وَنَسُوْهُ } فَاحْذَرُوا ياأُمَّةَ مُحَمَّدٍ مِنَ الْتَّفْرِيْطِ فِيْ هَذَا الْشَّهْرِ الْعَظِيْمِ فَأَيَّامُهُ مَعْدُوْدَة وَسَاعَاتُهُ مَحْدُوْدَة إِحْذَرُوا مِنْ الْغَفْلَةِ وَالْإِعْرَاضِ عَنْ الْرَّحَمَاتِ وَالْنَّفَحَاتِ الْإِلَهِيَّةِ قَالَ تَعَالَىْ { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِيْ فَإِنَّ لَهُ مَعِيْشَةً ضَنْكا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّي لَمَا حَشَرْتَنِيْ أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيْرا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيْتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىَ}فَاجْتَهِدُوْا أَيُّهَا الْأُخْوَةُ الْمُؤْمِنُوْنَ فِيْ اغْتِنَامِ أَيَّام هذا الشَّهر وَلَيَالِيْهِ وَفَّقَنَا
الْلَّهُ وَإِيَّاكُمْ لِكُلِّ خَيْر بَارَكَ الْلَّهُ لِيْ وَلَكُمْ فِيْ الْقُرْآَنِ الْعَظِيْمِ ..........
الْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي فَضَّلَ أَوْقَاتَ رَمَضَانَ عَلَى غَيْرِه مِن الْأَزْمَان وَأَنْزلَ فِيْه الْقُرْآَن هُدى وَبَيِّنَاتٍ مِّن الْهُدَى وَالْفُرْقَان أَحْمَدُه سُبْحَانَه وَأَشْكُرُهوَأَشْهَد أَن لَا الَه إِلَا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَدُ أَن نَبِيَّنَا مُحَمَّدا عَبْدُه وَرَسُوْلُه وصفيه وخليله صَلى الله وسلم عَلَيْه وَعَلَى آَلِه وَأَصْحَابِه الْطَّاهِرِيْن ومن تبعهم الى يوم الدين أَمَّا بَعْدُ فاتقوا الله عبادالله ولِيَسْأَل كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا نَفْسَهُ مَاذَا عمل فِيْ ثمان ليالي مَضَتْ من هذا الشهر؟ هَلْ كَانَ مِنْ عُمَّارِهَا أَمْ مِنَ الْغَافِلِيْنَ عَنْهَا؟ لَقَدْ أَفْلَحَ أُنَاسٌ عَرَفُوْا قَدْرَ رَمَضَانَ فَكَانُوْا مِنَ عُبَّادِهِ وَقُوَّامِهِ يَقْرَؤُوْنَ الْقُرْآَنَ وَيَخْتُمُونَهُ الْخَتَمَاتِ وَيَسْتَغْرِقُونَ سَاعَاتِهِمْ فِيْ الْذِّكْرِ وَالتِّلَاوَةِ وَالْعِلْمِ وَالْصَّدَقَةِ وَالْمَعْرُوْف أَقْبَلُوَا عَلَىَ الطَّاعَاتِ حين سَمِعُوْا الْمُنَادِيَ:((يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ)) وَكَفُّوا عَنِ الْشَّهَوَاتِ حين سَمِعُوْا الْمُنَادِيَ ((يَا بَاغِيَ الْشَّرِّ أَقْصِرْ) فَكَمْ وَاللَّهِ تتَأَلَّمُ الْنُّفُوْس وَتَتَقَطَّعُ حَسْرَةً عَلَىَ مَا تَرَاهُ مِنْ بعض شَبَابِ الْمُسْلِمِيْنَ اليوم من التفريط اجْتَمَعُوْا عَلَىَ الْلَّهْوِ وَقَتْلِ الْأَوْقَاتِ فِيْ لَيَالِيْ رَمَضَانَ الْفَاضِلَة كَمْ مِنَ الْحُرُمَاتِ لِلَّهِ تُنْتَهَكُ وَمَعَاصِيْ يُجَاهَرُ بِهَا فَيَا خَسَارَةَ الْمُفْرِّطِيْنَ وَيَا نِدَامَتَهُمْ يَوْمَ وُقُوْفِهِمْ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُوْنَ اوَشِك الثلث الْأَوَّلُ من هذا الشهر عَلَىَ الْرَّحِيْلِ وَبَيْنَ صُفُوْفِنَا مَنْ فَاتَتْهُ صَلَوَاتٌ وَجَمَاعَات وَقَدْ آَثَرَ الْنَّوْمَ وَالْرَّاحَةَ عَلَىَ كَسْبِ الْطَّاعَةِ وَالْعِبَادَةِ اوَشِك الثلث الْأَوَّلُ عَلَىَ الْرَّحِيْلِ وبيننا من لايزال مقاطعا لأخيه فَأَحْسَنَ الْلَّهُ عَزَاءَ هَؤُلاءِ جَمِيْعَا فِيْما مضى من شْهَرَهمْ وَجَبَرَهُمْ فِيْ مُصِيْبَتِهِمْ وَأَحْسَنَ الْلَّهُ لَهُمْ اسْتِقْبَال الْبَقِيَّة وَجَعَلَهُمْ فِيْ مَا يَسْتَقْبِلُوْنَ خَيَّرَا مِمَّا وَدَّعُوَا وَلَئِنْ كُنّا فَرَّطْنَا فيما مضى فمَا بَقِيَ أَكْثَرَ مِما فَاتَ فَلْنُرِيَ الْلَّهَ مِنْ أَنْفُسِنَا خَيْرَا فَلُقِيَا الْشَّهْر غَيْرَ مُؤَكَّدَة وَرَحِيْلُ الْإِنْسَانِ منتطر فحاسب نَفْسك يا عبدالله عَلَى الْتَّفْرِيْط وَلُمْهَا قال الحسنُ البصريُّ رحمه الله" إِنَّ الْعَبْدَ لا يَزَالُ بِخَيْرٍ مَا كَانَ لَهُ وَاعِظٌ مِنْ نَفْسِهِ وَكَانَتِ الْمُحَاسَبَةُ مِنْ هِمَّتِه )أسأل الله العظيم أَنْ يُصْلِحَ نِيَّاتِنَاوذرياتنا وَأَنْ يَغْفِرَلَنَا أَلَا وَصَلُّوْا وسلموا
الْحَمْدُ لِلَّهِ جَعَلَ الصِّيَامَ جُنَّةً وَسَبَبا مُوَصِلا إِلَىَ الْجَنَّةِ،أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ هَدَىَ وَيَسَّرْ فَضْلَا مِنْهُ وَمِنَّة، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا الَهَ إِلَا الْلَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ جَعَلْنَا عَلَىَ أَوْضَحِ مَحَجَّةٍ وَأَقْوَمَ سُنَّة،صَلَّىَ الْلَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آَلِهِ وَ أَصْحَابِهِ وَالْتَّابِعِيْنَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَىَ يَوْمِ الْدِّيِنِ أَمَّا بَعْد عِبَادَ الْلَّه أُوْصِيْكُم وَنَفْسِي بِتَقْوَى الْلَّه فَهِي جِمَّاعُ الْخَيْرِ كُلِّه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } إخوة الايمان مَا أَسرَعَ مُرُورَ اللّيَالي وَمُضِيَّ الأَيَّامبِالأَمسِالقَرِيبِ دَخَلَ شَهرُ رَمَضَانَ وَكَانَ المُسلِمُونَ في شَوقٍعَظِيمٍ لِبُلُوغِهِ وَكَانَت نُفُوسُهُم في لَهفَةٍ شَدِيدَةٍ لإِدرَاكِهِ ثُمَّ هَا هُوَ اليَومَ قارب ثُلثُهُ الأول عَلَى الرحيل وَنَحْن نُوْشِك أيها المسلمون أَن نُوَدِّعَ العشر الْأَولَ مِن هَذَا الْشَّهْرِ الْكَرِيم ثَمَّةَ تَسَاؤُلَاتِ عَرِيْضَة تَبْعَثُهَا الْنَفَسُ فِي غِمَارِ هَذَا الْوَدَاع أَلَا وَإِنَّ أَوَّل هَذِه الْتَّسَاؤُلَات مَا حَالُنَا في مضى مَعَ الخَيرَاتِ هَل نَحنُ في الخَيرَاتِ مُسَارِعُونَ؟وَإلى أَسبَابِ المَغفِرَةِ مُسَابِقُونَ؟أَم أَنَّنَا مُتَبَاطِئُونَ مُتَكَاسِلُونَ ؟لِيَنظُرْ كُلٌّ مِنَّا حَالَهُ مَعَ الصَّلَوَاتِالمَفرُوضَةِ أَوَّلاً مَا حَظُّهُ مِنَ المُحَافَظَةِ عَلَيهَا مَعَ الجَمَاعَةِ؟وَهَل هُوَ حَرِيصٌ عَلَى إِدرَاكِ تَكبِيرَةِالإِحرَامِ مَعَ الإِمَامِ ؟ هَل هُوَ ممَّن يحافظ على صَلاةَ الفَجرِ إذن فلينظر كلٌ منا الى حاله أهو من المسابقين المسارعين للخيرأم أنه ذلكم الرجل الذي أثقلتْه الآثام وكبَّلتْه الغفلة وأقعدتْه نفسُه الأمَّارة ذاك الرجل الذي ربَّما أدمن علىالمحرمات وهَجَرِ الباقيات الصالحات ربَّما عاش بعيدًا عن ربِّه متعرِّضًا لسخطه مُيمِّمًا وجهَه نحوَ الهوىوالشيطان فإلى من كانت هذه حاله افق يا عبدالله واستدرك ما بقي من شهر الغفران وحاسبَ نفسكَ واهجر حالةَ الشقاءِ التي تعيشُها والحق بركْب الطائعين وذلِّل وجهَك للهِ مع القانتين الساجدين ومن التساؤلات ياعباد الله وَنَحْنُ نُوْشِكُ أَنَّ نُوَدِّعَ الْثلث الْأَوَّلِ مِنْ شَهْرِ الْتَّسَامُحِ يَا تُرَىْ الْقُلُوْبُ الْمُتَنَافِرَةِ وَالْنُّفُوْسُ الْمُتَشاحِنّة هَلْ لَازَالَتْ مُعَانَدَةً هَلْ لَازَالَ الْكِبْرُ يُوْقِدُ ضِرَامَهَا؟ وَيُشْعِلُ فَتِيْلَهَا؟أَمَا آَنَ لَهَا أَنْ تَتَصَافَح أَمَا نَجَحَ ما مضى من رَمَضَانَ فِيْ أَنْ يُعِيْدَ الْبَسْمَةَ لِشِفَاهٍ طَالَ انْغِلَاقَهَا؟إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوْب يُخْشَىَ عَلَيْهَا والله إِنْ لَمْ تُفْلِحْ الْمَوَاعِظُ فِيْ لِيِّهَا لِلْحَقِّ، فَإِنَّ لَفْحَ جَهَنَّمَ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىَ أَنْ يَكْسِرَ مُكابَرَتِهَا وَيُرْغِمَ أَنْفَ بَاطِلَهَا.سُئِلَ النبيُّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَفْضَلُ الْنَّاسِ فَقَالَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ((كُلِّ مَخْمُومُ الْقَلْبِ صَدُوْقُ الْلِّسَانِ قَالُوْا صَدُوْقُ الْلِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ هُوَ الْتَّقِيُّ الْنَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيْهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ) أَلَا فَمَا أَحْرَى الْقُلُوْبُ الْقَاسِيَةِ أَنَّ تَلِيْنَ وتَتَعَقَّلَ وَتَتَّعِظَّ فَفِيْ وَعِيْدِ الْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ وَاعِظ قَالَ(هَجْرُ الْمُسْلِمِ كَسَفْكِ دَمِهِ) وَقَالَ(تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ عَلَىَ الْلَّهِ كُلَّ إِثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ إِلَا الْمُتَخَاصِمَينَ فَيَقُوْلُ الْلَّهُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّىَ يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّىَ يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّىَ يَصْطَلِحَا )) وَإِنْ لَّمْ يُفْلِحُ رَمَضَانَ فِيْ إِزَالَةِ صَلَابَةِ هَذِهِ الْقُلُوْبَ فَوَعِيدُ الجبار غَيْرَ بَعِيْدٍ{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوْا فِىْ ٱلَأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ *أَوْلَـئِكَ ٱلَّذِيَنَ لَعَنَهُمُ ٱلَلَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىَٰ أَبْصَـٰرَهُمْ}وَقَوْمٌ وَلَجَتْ بُيُوْتَهُمُ الْلَّعْنَةُ أَيْنَ يَجِدُوْنَ طَعْمَ الْرَّاحَةِ؟ فَالَبِدَارَ الْبِدَارَ يَا مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيْهِ شَحْنَاء اوْ قَطِيْعَةِ اسْتَدْرَكَ شَهْرَ الْتَّسَامُحِ والغفران
أَيُّهَا الْمُبَارَكُونَ وَنَحْنُ عَلَىَ مَقْرُبَةٍ مِنْ رَحِيْلِ الْثلث الْأَوَّلِ مِنْ شَهْرِ الْتَّوْبَةَ وَالانَابَةَ يا مِنَ ابْتُلِيَ بِشُرْبِ الْدخانِ وَتَعَاطِيَ الِشْمَةِ،وَغَيْرِهَا مِنْ الْخَبَائِثِ أَمَا آَنَ لَكِ الآوَانَ أَنْ تَتُوْبَ وَتُقْلِع عَنْ هَذِهِ الْخَبَائِثِ أَمَّا نَجَحَ رَمَضَانَ فِيْ توبتك عَنْ تِلْكَ الخبائث أَمْ أَنَّكَ لّا تَزَالُ مُكَابِرَا مُعَانِدَا الَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ االله جَلَّ جَلَالُهُ{وَلَا تُلْقُوُا بِأَيْدِيَكُمْ إِلَىَ الْتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَا إِنَّ الْلَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِيْنَ}فيامن لايزال عاكفاً على تلك المحرمات دُوْنَ خَوْفٍ وَلَا حَيَاءٍ مِنَ الْلَّهِ تَعَالَىْ ادرك نفسك فَرَمَضَانُ فُرْصَةٌ عَظِيْمَةٌ لِتَصْحِيْحِ الاتِّجَاهِ وَتَقْوِيْمِ الْطَّرِيْقِ وَتَرْكُ هَذِهِ الخَبَائث خَوْفا مِنْ الْلَّهِ وَرَغْبَةً فِيْمَا عِنْدَ الْلَّهِ مِنْ الْخَيْرِ وَرَهْبَةً مِنْ سُوَءِ الْخَاتِمَةِ فَمَنْ تَرَكَ شَيْئا لِلَّهِ عَوَّضَهُ الْلَّهُ خَيْرَا مِنْهُ .
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُوْنَ لنَسْتَدْرّك أَوْقَاتِ هَذَا الْشَّهْرِ الْكَرِيمِ وَلِنَعْلَم وَالَّذِي لَا الَهَ الَا هُوَ وَلَا رَبّ لنا سِوَاهُ أَنَّنَا مَسْؤُوْلُوْنَ عَنِ هَذِهِ الْأَوْقَاتِ مِنْ أَعْمَارِنَا، فِيْمَا قَضَيْنَاهَا؟ أَفِيَ طَاعَةِ الْلَّهِ وَذِكْرِهِ أَمْ قَضَيْنَاهَا فِيْ الْسَّهَرِ أَمَامَ الْقَنَوَاتِ وَفِيْمَا قَدْ يُبَاعِدُنَا عَنْ الِلَّهِ تَعَالَىْ وَعَنْ مَرْضَاتِهِ وَيُقَرِّبُنَا مِمَّا يُسْخِطُهُ وَالْعَيَاذُ بِالْلَّهِ تَعَالَىْ؟ فلن تَزُوْلَ قَدَمَا عبدٍ عَنْ مَوْقِفِ الْحِسَابِ يَوْم الْقِيَامَةِ حَتَّىَ يُسْأَلَ عن اربع فَعَنْ أَبِيْ بَرْزَةَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ((لَاتَزَوُلُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّىَ يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيْمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيْمَا أَبْلَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيْهِ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ أَخَذَهُ وَفِيْمَا أَنْفَقَهُ) فلا اله الا الله كم نسمع عَنْ فَضْلِ أوقات هَذَا الْشَّهْرِ وَمَا فِيْهِ مِنْ الْخَيْرَاتِ وَالْبَرَكَاتِ ثُمَّ لَا تَطْمَئِنُّ نُفُوسُنا إِلَا بِتَضْيِيعِ أَوْقَاتِنَا فِيْمَا لَا يَزِيْدُنَا إِلَا بُعْدَا عَنْ ربنا تَبَارَكَ وَتَعَالَىْ وَكَأَنَّ صُحُفِنَا قَدْ مُلِئَتْ بِالْحَسَنَاتِ وَضَمِنَّا دُخُوْل الْجَنَّة فإِلَىَ مَتَىَ نَرْضَى بِالْنُّزُوْلِ فِي مَنَازِلِ الْهَوَانِ؟ هَلْ مَضَىْ مِنْ أَيَّامِنَا يَوْمٌ صَالِحٌ سَلِمْنَا فِيْهِ مِنْ الْجَرَائِمِ وَالْقَبَائِحِ؟ تَالِلَّهِ لَقَدْ سَبَقَ الْمُتَّقُوْنَ الْرَّابِحُونَ وَنَحْنُ رَاضُوْنَ بِالْخُسْرَانِ أَعْيُنِنَا مُطَلَقَةٌ فِيْ الْحَرَامِ وَأَلْسِنَتِنَا مُنْبَسِطَةٌ فِيْ الْآَثَامِ وَلَأَقْدَامِنَا عَلَىَ الْذُّنُوبِ إِقْدَامُ ونَسينَا أَنَّ الْكُلَّ مُثَبَّتٌ عِنْدَ الْمَلِكِ الْدَّيَّانِ{أَحَصَاهُ الْلَّهُ وَنَسُوْهُ } فَاحْذَرُوا ياأُمَّةَ مُحَمَّدٍ مِنَ الْتَّفْرِيْطِ فِيْ هَذَا الْشَّهْرِ الْعَظِيْمِ فَأَيَّامُهُ مَعْدُوْدَة وَسَاعَاتُهُ مَحْدُوْدَة إِحْذَرُوا مِنْ الْغَفْلَةِ وَالْإِعْرَاضِ عَنْ الْرَّحَمَاتِ وَالْنَّفَحَاتِ الْإِلَهِيَّةِ قَالَ تَعَالَىْ { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِيْ فَإِنَّ لَهُ مَعِيْشَةً ضَنْكا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّي لَمَا حَشَرْتَنِيْ أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيْرا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيْتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىَ}فَاجْتَهِدُوْا أَيُّهَا الْأُخْوَةُ الْمُؤْمِنُوْنَ فِيْ اغْتِنَامِ أَيَّام هذا الشَّهر وَلَيَالِيْهِ وَفَّقَنَا
الْلَّهُ وَإِيَّاكُمْ لِكُلِّ خَيْر بَارَكَ الْلَّهُ لِيْ وَلَكُمْ فِيْ الْقُرْآَنِ الْعَظِيْمِ ..........
الْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي فَضَّلَ أَوْقَاتَ رَمَضَانَ عَلَى غَيْرِه مِن الْأَزْمَان وَأَنْزلَ فِيْه الْقُرْآَن هُدى وَبَيِّنَاتٍ مِّن الْهُدَى وَالْفُرْقَان أَحْمَدُه سُبْحَانَه وَأَشْكُرُهوَأَشْهَد أَن لَا الَه إِلَا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَدُ أَن نَبِيَّنَا مُحَمَّدا عَبْدُه وَرَسُوْلُه وصفيه وخليله صَلى الله وسلم عَلَيْه وَعَلَى آَلِه وَأَصْحَابِه الْطَّاهِرِيْن ومن تبعهم الى يوم الدين أَمَّا بَعْدُ فاتقوا الله عبادالله ولِيَسْأَل كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا نَفْسَهُ مَاذَا عمل فِيْ ثمان ليالي مَضَتْ من هذا الشهر؟ هَلْ كَانَ مِنْ عُمَّارِهَا أَمْ مِنَ الْغَافِلِيْنَ عَنْهَا؟ لَقَدْ أَفْلَحَ أُنَاسٌ عَرَفُوْا قَدْرَ رَمَضَانَ فَكَانُوْا مِنَ عُبَّادِهِ وَقُوَّامِهِ يَقْرَؤُوْنَ الْقُرْآَنَ وَيَخْتُمُونَهُ الْخَتَمَاتِ وَيَسْتَغْرِقُونَ سَاعَاتِهِمْ فِيْ الْذِّكْرِ وَالتِّلَاوَةِ وَالْعِلْمِ وَالْصَّدَقَةِ وَالْمَعْرُوْف أَقْبَلُوَا عَلَىَ الطَّاعَاتِ حين سَمِعُوْا الْمُنَادِيَ:((يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ)) وَكَفُّوا عَنِ الْشَّهَوَاتِ حين سَمِعُوْا الْمُنَادِيَ ((يَا بَاغِيَ الْشَّرِّ أَقْصِرْ) فَكَمْ وَاللَّهِ تتَأَلَّمُ الْنُّفُوْس وَتَتَقَطَّعُ حَسْرَةً عَلَىَ مَا تَرَاهُ مِنْ بعض شَبَابِ الْمُسْلِمِيْنَ اليوم من التفريط اجْتَمَعُوْا عَلَىَ الْلَّهْوِ وَقَتْلِ الْأَوْقَاتِ فِيْ لَيَالِيْ رَمَضَانَ الْفَاضِلَة كَمْ مِنَ الْحُرُمَاتِ لِلَّهِ تُنْتَهَكُ وَمَعَاصِيْ يُجَاهَرُ بِهَا فَيَا خَسَارَةَ الْمُفْرِّطِيْنَ وَيَا نِدَامَتَهُمْ يَوْمَ وُقُوْفِهِمْ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُوْنَ اوَشِك الثلث الْأَوَّلُ من هذا الشهر عَلَىَ الْرَّحِيْلِ وَبَيْنَ صُفُوْفِنَا مَنْ فَاتَتْهُ صَلَوَاتٌ وَجَمَاعَات وَقَدْ آَثَرَ الْنَّوْمَ وَالْرَّاحَةَ عَلَىَ كَسْبِ الْطَّاعَةِ وَالْعِبَادَةِ اوَشِك الثلث الْأَوَّلُ عَلَىَ الْرَّحِيْلِ وبيننا من لايزال مقاطعا لأخيه فَأَحْسَنَ الْلَّهُ عَزَاءَ هَؤُلاءِ جَمِيْعَا فِيْما مضى من شْهَرَهمْ وَجَبَرَهُمْ فِيْ مُصِيْبَتِهِمْ وَأَحْسَنَ الْلَّهُ لَهُمْ اسْتِقْبَال الْبَقِيَّة وَجَعَلَهُمْ فِيْ مَا يَسْتَقْبِلُوْنَ خَيَّرَا مِمَّا وَدَّعُوَا وَلَئِنْ كُنّا فَرَّطْنَا فيما مضى فمَا بَقِيَ أَكْثَرَ مِما فَاتَ فَلْنُرِيَ الْلَّهَ مِنْ أَنْفُسِنَا خَيْرَا فَلُقِيَا الْشَّهْر غَيْرَ مُؤَكَّدَة وَرَحِيْلُ الْإِنْسَانِ منتطر فحاسب نَفْسك يا عبدالله عَلَى الْتَّفْرِيْط وَلُمْهَا قال الحسنُ البصريُّ رحمه الله" إِنَّ الْعَبْدَ لا يَزَالُ بِخَيْرٍ مَا كَانَ لَهُ وَاعِظٌ مِنْ نَفْسِهِ وَكَانَتِ الْمُحَاسَبَةُ مِنْ هِمَّتِه )أسأل الله العظيم أَنْ يُصْلِحَ نِيَّاتِنَاوذرياتنا وَأَنْ يَغْفِرَلَنَا أَلَا وَصَلُّوْا وسلموا