في نور آية كريمة.. "ومن أعرض عن ذكري.."
احمد ابوبكر
1438/09/18 - 2017/06/13 07:01AM
أمير سعيد
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ" (124) طه
هذه حال من نأى عن طريق القرآن، وسار في درب ظلمة الشرك والإعراض، أن يصيبه الضيق وتسد أمامه السبل، يقول الشيخ ابن باز رحمه الله: "هذا وعيد شديد لمن أعرض عن ذكر الله وعن طاعته فلم يؤد حق الله، هذا جزاؤه، تكون له معيشة ضنكا وإن كان في مال كثير وسعة لكن يجعل في عيشته ضنكاً، لما يقع في قلبه من الضيق والحرج والمشقة فلا ينفعه وجود المال، يكون في حرج وفي مشقة بسبب إعراضه عن ذكر الله وعن طاعة الله جل وعلا، ثم يحشر يوم القيامة أعمى".
وفي المفردات، يقول الزجاج في معاني القرآن وإعرابه: "الضنك: أصله في اللغة الضيق والشدة، ومعناه - واللَّه أعلم - أن هذه المعيشة الضنك في نار جهنم. وأكثر ما جاء في التفسير أنَّه عذاب القبر".
والإعراض هو الانصراف، وفي اللغة: أعرض عن فلان إذا أدار له ظهره، وقالوا أراه عرض ظهره، قال ابن القيم في التفسير القيم: "وليس المعنى: ومن أعرض عن أن يذكرني (بل) ومن أعرض عن كتابي ولم يتبعه، فإن القرآن يسمى ذكرا".
قال أبو حيان: " والذكر يقع على القرآن وعلى سائر الكتب الإلهية"، قال البغوي: "وقال الشعبي عن ابن عباس: أجار الله تعالى تابع القرآن من أن يضل في الدنيا ويشقى في الآخرة ، وقرأ هذه الآية . "ومن أعرض عن ذكري" يعني : القرآن ، فلم يؤمن به ولم يتبعه"، وزاد القرطبي: "أي ديني، وتلاوة كتابي، والعمل بما فيه. وقيل: عما أنزلت من الدلائل. ويحتمل أن يحمل الذكر على الرسول؛ لأنه كان منه الذكر"، وللقشيري معنى آخر، قال: "ومن أعرض عن استدامة ذكره – سبحانه - بالقلب توالت عليه من تفرقة القلب ما يسلب عنه كلّ روح. ومن أعرض عن الاستئناس بذكره انفتحت عليه وساوس الشيطان وهواجس النّفس بما يوجب له وحشة الضمير، وانسداد أبواب الراحة والبسط. ويقال من أعرض عن ذكر الله في الخلوة قيّض الله له في الظاهر من القرين السوء ما توجب رؤيته له قبض القلوب واستيلاء الوحشة".
واختلف في الضنك؛ فأكثر السلف – كما يقول ابن القيم – على أنه عذاب القبر، وذكر منهم البغوي ابن مسعود وأبا هريرة وأبا سعيد الخدري، وقال "قال الحسن: هو الزقوم والضريع والغسلين في النار. وقال عكرمة: هو الحرام. وقال الضحاك: هو الكسب الخبيث. وعن ابن عباس قال: الشقاء. وروي عنه أنه قال: كل مال أعطي العبد قل أم كثر فلم يتق فيه فلا خير فيه، وهو الضنك في المعيشة، وإن أقواما أعرضوا عن الحق وكانوا أولي سعة من الدنيا مكثرين، فكانت معيشتهم ضنكا، وذلك أنهم يرون أن الله ليس بمخلف عليهم فاشتدت عليهم معايشهم من سوء ظنهم بالله. قال سعيد بن جبير: يسلبه القناعة حتى لا يشبع."
إن الإعراض عن منهج الله، قرآنه، ودينه، وغياب الاطمئنان بذكره، كفيل بأن يحيل حياة الإنسان في دنياه وآخره إلى شقاء وضيق ونكد وعذاب مستمر، وهذا إن كانت شواهده كثيرة في حياة الناس على مر الأزمان؛ فإنه مع شيوع جميع ألوان الرفاهية والرخاء ووسائل الراحة في هذا العصر تبدو الشواهد أكثر وضوحاً وتبياناً. فكل ما وفرته المدنية في عالم الناس اليوم لم يخدش أبداً تلك القاعدة العامة التي وضعتها الآية؛ بل لقد ازداد الضنك والشقاء حتى بين أكثر الناس رفاه وتنعماً، ما يؤكد دوماً أن الراحة والطمأنينة وصفاء النفس هو في اتباع هذا المنهج الرباني، في هذا الذكر الذي أنزله لسياسة الدين والدنيا وإراحة البال وتحقيق السعادة.
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ" (124) طه
هذه حال من نأى عن طريق القرآن، وسار في درب ظلمة الشرك والإعراض، أن يصيبه الضيق وتسد أمامه السبل، يقول الشيخ ابن باز رحمه الله: "هذا وعيد شديد لمن أعرض عن ذكر الله وعن طاعته فلم يؤد حق الله، هذا جزاؤه، تكون له معيشة ضنكا وإن كان في مال كثير وسعة لكن يجعل في عيشته ضنكاً، لما يقع في قلبه من الضيق والحرج والمشقة فلا ينفعه وجود المال، يكون في حرج وفي مشقة بسبب إعراضه عن ذكر الله وعن طاعة الله جل وعلا، ثم يحشر يوم القيامة أعمى".
وفي المفردات، يقول الزجاج في معاني القرآن وإعرابه: "الضنك: أصله في اللغة الضيق والشدة، ومعناه - واللَّه أعلم - أن هذه المعيشة الضنك في نار جهنم. وأكثر ما جاء في التفسير أنَّه عذاب القبر".
والإعراض هو الانصراف، وفي اللغة: أعرض عن فلان إذا أدار له ظهره، وقالوا أراه عرض ظهره، قال ابن القيم في التفسير القيم: "وليس المعنى: ومن أعرض عن أن يذكرني (بل) ومن أعرض عن كتابي ولم يتبعه، فإن القرآن يسمى ذكرا".
قال أبو حيان: " والذكر يقع على القرآن وعلى سائر الكتب الإلهية"، قال البغوي: "وقال الشعبي عن ابن عباس: أجار الله تعالى تابع القرآن من أن يضل في الدنيا ويشقى في الآخرة ، وقرأ هذه الآية . "ومن أعرض عن ذكري" يعني : القرآن ، فلم يؤمن به ولم يتبعه"، وزاد القرطبي: "أي ديني، وتلاوة كتابي، والعمل بما فيه. وقيل: عما أنزلت من الدلائل. ويحتمل أن يحمل الذكر على الرسول؛ لأنه كان منه الذكر"، وللقشيري معنى آخر، قال: "ومن أعرض عن استدامة ذكره – سبحانه - بالقلب توالت عليه من تفرقة القلب ما يسلب عنه كلّ روح. ومن أعرض عن الاستئناس بذكره انفتحت عليه وساوس الشيطان وهواجس النّفس بما يوجب له وحشة الضمير، وانسداد أبواب الراحة والبسط. ويقال من أعرض عن ذكر الله في الخلوة قيّض الله له في الظاهر من القرين السوء ما توجب رؤيته له قبض القلوب واستيلاء الوحشة".
واختلف في الضنك؛ فأكثر السلف – كما يقول ابن القيم – على أنه عذاب القبر، وذكر منهم البغوي ابن مسعود وأبا هريرة وأبا سعيد الخدري، وقال "قال الحسن: هو الزقوم والضريع والغسلين في النار. وقال عكرمة: هو الحرام. وقال الضحاك: هو الكسب الخبيث. وعن ابن عباس قال: الشقاء. وروي عنه أنه قال: كل مال أعطي العبد قل أم كثر فلم يتق فيه فلا خير فيه، وهو الضنك في المعيشة، وإن أقواما أعرضوا عن الحق وكانوا أولي سعة من الدنيا مكثرين، فكانت معيشتهم ضنكا، وذلك أنهم يرون أن الله ليس بمخلف عليهم فاشتدت عليهم معايشهم من سوء ظنهم بالله. قال سعيد بن جبير: يسلبه القناعة حتى لا يشبع."
إن الإعراض عن منهج الله، قرآنه، ودينه، وغياب الاطمئنان بذكره، كفيل بأن يحيل حياة الإنسان في دنياه وآخره إلى شقاء وضيق ونكد وعذاب مستمر، وهذا إن كانت شواهده كثيرة في حياة الناس على مر الأزمان؛ فإنه مع شيوع جميع ألوان الرفاهية والرخاء ووسائل الراحة في هذا العصر تبدو الشواهد أكثر وضوحاً وتبياناً. فكل ما وفرته المدنية في عالم الناس اليوم لم يخدش أبداً تلك القاعدة العامة التي وضعتها الآية؛ بل لقد ازداد الضنك والشقاء حتى بين أكثر الناس رفاه وتنعماً، ما يؤكد دوماً أن الراحة والطمأنينة وصفاء النفس هو في اتباع هذا المنهج الرباني، في هذا الذكر الذي أنزله لسياسة الدين والدنيا وإراحة البال وتحقيق السعادة.