في ظلال المراقبة

في ظلال المراقبة

الخطبة الأولى :

الحَمْدُ للهِ السَّمِيعِ المُجِيبِ، الرَّقِيبِ الحَسيبِ، المُطَّلعِ على الضَّمائِرِ، العليمِ بِما في السَّرائِرِ، يَعلمُ ما في الصُّدُورِ، وإِليهِ تُرجَعُ الأُمُورُ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، خَيرُ مَنْ راقَبَ اللـهَ واتَّقَاه، فَطَهَّرَهُ اللهُ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ونَقَّاه، وأَعلَى قَدْرَهُ، وخَلَّدَ في العالَمينَ ذِكْرَه، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجمعين، والتابعينَ لَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.        أَمَّا بَعْدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله ...

عَنْ أَنَسٍ tقَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّـهِ e عَلَى تَمْرَةٍ فِى الطَّرِيقِ مَطْرُوحَةٍ فَقَالَ :«لَوْلاَ أَنِّى أَخْشَى أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ لأَكَلْتُهَا ) البيهقي في السنن الكبرى .

عبادَ الله : إن اللـهَ -جلَّ وعلا- أخبرَكم بأنه رقيبٌ على أعمالِكم، عالمٌ بما في نفوسِك فلا تخفى عليه منكم خافيةٌ، فالسرُّ عنده علانيةٌ، أخبرَكم بذلك لتخافُوه وتخشَوْهُ وتراقِبوه، فقال تقدَّست أسماؤُه( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللـهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ) ،وقال تعالى( إِنَّ اللـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )

 

والرَّقِيبُ اسمٌ منْ أسماءِ اللهِ الحُسنَى، وصِفَةٌ منْ صِفَاتِه العُليا، فَهُوَ الرَّقِيبُ الَّذِي لا يندُّ عَنْ علمِه شيءٌ ولا يغيبُ ( وَكَانَ اللَّـهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً)  

فَهُوَ سُبحانَه المُحصِي لأَعمالِ النَّاسِ الحافظُ لها والمُجازِي عليها، والإنسانُ إذا عقلَ هذا الاسمَ المُقدَّسَ العظيمَ، وأدركَ وفَقِهَ مَعناه، وتعاملَ معْ إخوانِه بِمُقتضاهُ برَّ واتَّقَى، وسَما وارتَقَى، فوَصلَ إلى دَرجَةِ الإِحسانِ الذي هو أعلى مقاماتِ الدين ( أنْ تَعبُدَ اللهَ كأنَّكَ تَراه، فإنْ لمْ تكنْ تراهُ فإِنَّهُ يَراك ).

 

 والْـمُرَاقَبَةُ هي: دَوَامُ عِلْمِ الْعَبْدِ، وَتَيَقُّنِهِ بِاطِّلَاعِ الْـحَقِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى ظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ، ومن عبَدَ اللـهَ أيها المؤمنون مستَحضِراً قُربَه وأنه بين يديه كأنه يراه أوجبَ له ذلك خشيةً وخوفاً وهيبةً وتعظيماً للهِ ربِّ العالمين .

إنَّ صاحِبَ العقيدةِ الرَّاسِخَةِ والضَّمِيرِ الحَيِّ  يَعيشُ حياتَهُ مُراقِباً للهِ في كُلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، لإيمانِه بِأَنَّ اللـهَ مَعهُ حَيثُما كانَ، وهو يَعلمُ عِلْمَ اليقينِ بِأنَّ اللـهَ مُطَّلِعٌ على الضَّمائِرِ، عليمٌ بِما يَجُولُ في السَّرائِرِ،

رقيبٌ علَى البَواطِنِ والظَّواهِرِ، لا يغيبُ عَنْ عِلْمِه شَيءٌ في زمانٍ أو مكانٍ، ولا تَخْفَى عليهِ خافيةٌ في الأرض ولا في السماء ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)

 أيها المؤمنون: إِنَّ لِمُراقبةِ اللهِ عَزَّ وجلَ ثمراتٍ عظيمةً جَمَّةً، وفوائدَ جليلةً مُهمَّةً:

 

 فمِنْ ثَمراتِ المُراقبةِ للـهِ عزَّ وجلَّ الحياءُ مِنْهُ سُبْحانَهُ، ومَنِ استحيا مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ جَعلَ اللهُ بينَه وبينَ معصيتِه حواجزَ وسُدُوداً، فابتعدَ مِنْها وصَدَّ عَنْها صُدُوداً، فَصَاحِبُ هَذَا الْـخُلُقِ يُرَاقِبُ اللهَ تَعَالىَ سِرًّا وَعَلَنًا، فيَحْمِي دِيْنَهُ مِنْ أَيِّ خَلَلٍ، وَيَتَحَاشَى عَنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، يتَخَيَّرَ لِنَفْسِهِ أَحْسَنَ الْخِصَالِ؛ ليبلُغَ بِذَلِكَ غَايَةَ الْكَمَالِ، فلا تَصدُرُ مِنْهُ خَائِنةٌ، ولا تَحدثُ منهُ شائنةٌ.

 فالمراقبة –عباد الله-كابحةٌ للإنسانِ، عاصمةٌ لِجَوارحِه مِنْ كُلِّ مَعصيةٍ، حافظةٌ لَهُ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ سواءً في السِّرِّ والعَلَنِ،

والخَلْوَةِ والجلوةِ، وقَدْ وَرَدَ مَأثُوراً: (ما كَرِهْتَ أنْ يَراهُ النَّاسُ مِنْكَ؛ فَلاَ تَفْعلْهُ بِنَفسِكَ إِذَا خَلَوتَ).

 أَمَّا مَنْ نُزِعَ مِنْهُ الْـحَيَاءُ فَإِنَّهُ لاَ يُبَالِي بِمَا يَصْدُرُ مِنْهُ، ولا يُحاسِبُ نَفْسَهُ على أَعْمَالِهِ أَكَانَ مُحسِنًا فِيها أَمْ مُسِيئًا، يَقُولُ الْرَّسُولُ e (إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ الْنَّاسُ مِنْ كَلاَمِ الْنُّبُوةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْـتَحِ فَاصنَعْ مَا شِئْتَ) .

إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ يوْماً، فلا تَقُلْ                خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ

     ولاَ تحْسَبَنَّ اللـهَ يُغفِلُ ما مضى                         وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيب

عبادَ اللهِ : إِنَّ مِنْ ثَمَراتِ المُراقَبَةِ للـهِ الخَشْيَةَ مِنْهُ، ومَنْ خَشِيَ اللـهَ واتَّقَاه، طَهَّرَهُ اللـهُ مِنْ كُلِّ رِجْسٍ ونَقَّاهُ، والخَشيَةُ والإِشْفَاقُ مِنَ اللـهِ العلِيمِ الخَلاَّقِ تَجْعلُ المَرءَ مُسابِقاً إِلى الخيراتِ وكُلِّ قَولٍ طَيِّبٍ وعَملٍ خَلاَّق، يقولُ اللهُ تَعالى: (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله   قَوْلُ اللَّـهِ عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أَهُوَ الرَّجُلُ يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الـْخَمْرَ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَخَافُ اللَّـهَ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: « لَا، يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّقُ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَخَافُ اللَّـهَ عَزَّ وَجَلَّ) الحاكم وغيره .

ولَقد كانَ الرسولُ e يَدْعُو رَبَّهُ فيقولُ: (اللهم إِنِّي أَسالُكَ خَشيتَكَ في الغَيبِ والشَّهادةِ).

 عباد الله : إن هناك وسائل تنمي في النفس مراقبةَ اللهِ تعالى: المحافظةُ على الصلاةِ ، فإنها صلةٌ بين العبد وربِّه ( إنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاءِ والمنكرِ)

 وَلَيْسَ كَمُلازَمَةِ التَّوْبَةِ وَالإِنَابَةِ إِلَى اللـهِ تَعَالَى مِنْ مُوقِظٍ لِلضَّمَائِرِ والقلوبِ لمراقبةِ علامِ الغيوب(ومن تابَ وعمِلَ صالحاً فإنه يتوبُ إلى اللـهِ متاباً ).

 وَمِنْ خَيْرِ مَا يَحْيَا بِهِ الضَّمِيرُ لمراقبة اللـه تِلاوَةُ آيَاتِ القُرآنِ الكَرِيمِ بِتَدَبُّرٍ وَتَفَهُّمٍ ( إن هذا القرآنَ يهدي للتي هي أقومُ ).

 ألا فَاتَّقُوا اللـهَ -عبادَ اللهِ-، واعلَمُوا أَنَّ أيَّ عَامِلٍ في أَيِّ مَجَالٍ، لا مَهْرَبَ لَهُ مِنْ رَقَابَةِ اللـهِ ولا مَنْفَذَ ولا مَجَالَ (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ، وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور، أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ).       بارك الله ......

 

الخطبة الثانية

الحمد لله .....                                       أَمَّا بَعْدُ:

 فَيا أيُّها المُسلِمُونَ    إِنَّ مَراقَبَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَحْسَنِ الأَدْوِيَةِ وأَنْفَعِهَا وأَنْجَعِها لِعِلاَجِ الغَفْلَةِ، كَما أَنَّ مُراقَبَةَ اللـهِ عَزَّ وجلَّ سَبِيلٌ لإِصْلاَحِ العَمَلِ، ومِنْ ثَمَّ الوُصولُ إِلَى الهَدَفِ وتَحقِيقُ الأَمَلِ، كَما أَنَّ المُراقَبَةَ لَهُ تَعالى عِلاَجٌ فَعَّالٌ في إِصلاَحِ الدِّينِ وسلاَمةِ الطَوِيَّةِ .

عبادَ اللهِ :إنْ على الأولياء ألَا يَمَلُّوا مِنْ مُتَابَعَةِ الْأَبْنَاءِ وَالْبَنَاتِ، وَحِمَايَتِهِمْ مِنْ الْـمُنْزَلَقَاتِ الْخَطِيرَةِ، وَالِانْحِرَافَاتِ الْفِكْرِيَّةِ الَّتِي تُبْعِدُهُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الْـمُسْتَقِيمِ، وَعَنِ النَّهْجِ الْقَوِيمِ، فَمَا أَكْثَرَ أَصْدِقَاءَ السُّوءِ وَالْـمَوَاقِعَ الْمَشْبُوهَةَ الَّتِي تَبُثُّ فِي عُقُولِ النَّاشِئَةِ الْأَفْكَارَ الْـمُنْحَرِفَةَ، فَمِنْ هَذِهِ الْأَفْكَارِ:

أولا: حِمَايَةُ أَبْنَائِهِمْ مِنَ الِانْحِرَافَاتِ الْعَقَدِيَّةِ مِنْ خِلَالِ مَا يَبُثُّهُ أَعْدَاءُ التَّوْحِيدِ، وَدُعَاةُ الْإِلْـحَادِ، وَأَصْحَابُ الْـمَوَاقِعِ الْإِبَاحِيَّةِ الَّتِي تَسْعَى جَادَّةً؛ لِإِفْسَادِ عَقِيْدَةِ الشَّبَابِ وَالْفَتَيَاتِ وَعُقُولِهِمْ، وَأَخْلَاقِهِمْ، وَمَبَادِئِهِمْ، وَقِيَمِهِمْ.  ثانيا: حِمَايَةُ الْأَبْنَاءِ مِنْ انْتِشَارِ الْـمُخَدِّرَاتِ؛ فَلَيْسَ هُنَاكَ أَفْسَدُ مِنْهَا، وَمَا دَمَّرَ عُقُولَ الشَّبَابِ، وَأَفْسَدَ عُقُولَ النَّاشِئَةِ، مِثْلُ الْـمُخَدِّرَاتِ وَالْمُسْكِرَاتِ

إن طريقَ المخدراتِ طَريقٌ مُظلِمٌ، ومُستَقبلٌ مُؤلمٌ، الداخلُ فيه مَفقودٌ، والخَارجُ مِنهُ مَولودٌ، مَن خَرجَ مِنهُ جَاءَ بالنَّذيرِ والتَّحذيرِ، وأَخبرَ بِأحداثٍ تُشبهُ الأَساطيرَ، كَمْ أَفقَرتْ مِن غِنىً، وأَذلَتْ مِن عِزٍّ، وَسَلَبَتْ مِن نِعمَةٍ، وجَلَبَتْ مِن نِقمَةٍ، كَمْ في البُيوتِ فِيهِ من أَخبارٍ حَزينةٍ، وكَم في الصُّدورِ فيه من أَسرارٍ دَفينةٍ، كَمْ ضَاعَ فيهِ مِن كِبارٍ وصِغارٍ وشَبابٍ وفَتياتٍ، وكَمْ تَحَولَّتْ فِيهِ أُسَرٌ من بَعدِ الاجتماعِ إلى الشَّتاتِ .

إنَّ الأرقامَ المُخيفةُ التي تُعلنُ عنها الدَّولةُ في مَضبوطاتِ المُخدِراتِ، والطُرقُ الاحترافيةُ التي يتمُّ تهريبُها بها، يجعلُنا نشعرُ بأنَّ لَهَا سُوقاً رائجةً، وزبائنَ كَثيرةً، والأعظمُ مِنْ ذَلكَ أَنَّ خَلفَ هَذهِ المؤامرةِ أَعداءٌ للعَقيدةِ والدِّينِ، لا يُريدونَ لشبابِ الأمةِ خَيْراً ولا فَلاحاً، ولا لأبناءِ الوَطنِ نُهُوضاً ولا نَجَاحاً، فكَيفُ تُفلحُ أُمَّةٌ أو بِلادٌ وتَصِلُ إلى المُنافسةِ في التَّطَورِ والرُّقيِّ، وشَبَابُها الذينَ هُم أَملُها غَائبٌ عَن الوَعيِّ.

 فيا شباب الأمة : إن أيامَكُم غَاليةٌ فلا تُفرِّطوا منها ولو بِدقيقةٍ، فارفَعوا أنفُسَكُم بالصَّالحاتِ، واجعلوا بينَكُم وبينَ اللهِ طَاعاتٍ، واجعلوا بينَكُم وبينَه خَلواتٍ، واجعلوا بينَكُم وبينَه دعواتٍ، واجعلوا بينَكُم وبينَه دمعاتٍ، فلا هدايةَ إلا عن طريقِه، ولا توفيقَ في الدُّنيا والآخرةِ إلا بسببِه، وهو يحبُّ التَّوابينَ ويُحبُّ المُتَطهرينَ.

اللهم احفظنا ...ثم صلوا ...

 

 

المرفقات

1674755286_في ظلال المراقبة.docx

1674755286_في ظلال المراقبة.pdf

المشاهدات 836 | التعليقات 0