في ختام شهر رمضان

يحيى جبران جباري
1444/09/22 - 2023/04/13 16:26PM

الحمدلله يعفو ويرحم ، هو من كل الكرام أكرم ، أحمده سبحانه وأشكره تفضل وتكرم ، وأستعينه وأستهديه وأستغفره من كلما أزل وآثم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، من تهاون بعبادته أهانه ، ومن يهن ربي فماله من مكرم ، وأشهد ان محمدا عبدالله ورسوله مامن أحد من البشر على أمته منه أرحم ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه مابقي في السماء أنجم .
ثم أما بعد : فأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المقصرة بتقوى الله جلا وعلا ، اعتقادا وقولا وعملا ، والاجتهاد للآخرة والحذر من الدنيا ، قبل الموت والبِلا ، فما الحياة إلا وقت ويُقضى ، وما العمر إلا أيام ويَفنى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ١٨ (الحشر)
أيها الصائمون : يامن ناداكم ربكم بقوله (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ١٨٣ ) ثم أخبركم بقلة أيام ماكتب عليكم ، بعد ماناداكم ، تخفيفا وترغيبا،فقال سبحانه ( أياما معدودات ... الآية ١٨٤ (البقرة) فسبحان الله ما أسرع ما انقضى ، وكأنه يوم أوبعض يوم مضى ، ولكن العزاء في الطمع بأن الله تقبل منكم ومنا ، وفي أملنا في أنه ، إن ذهب من شهر رمضان معظمه ، فقد بقي أعظمه ، روى البخاري في صحيحه ، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت (كانَ
النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ ) فالخواتيم أرجى لبلوغ الفضل ، لمن داوم واستمر على العمل ،
ونشط فيها من توانى قبلها وكسل ، وأدرك الركب من تهاون وعن الفضل غفل ، جاء في صحيح ابن حبان عن معاوية رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إنما الأعمال بخواتيمها كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله وإذا خبث أعلاه خبث أسفله ) وله شواهد في البخاري ومسلم . والفطن الكيس ، من استغل مابقي وإن قل ، ومن لم يضيع الكل إذا ذهب الجل ، فليس أعظم قياما عند الله من قيام العشر الأواخر من رمضان ، ففيها ليلة هي خير عند الله من ألف شهر ، فما أقل الجهد ، وما أكثر الأجر ، أسأل الله لتقصيرنا جبراناً ولنا يغفر ، ولا يظننّ غير قائم يصلي فيها ، أنه سيدرك فضلها ، فهي خاصة لمن أكثر من القرآن فيها وقام ، سواء كان ذلك بمفرده أو مع الإمام ، فلا تشغلنكم أموالكم وأولادكم وبيوتكم عنها ، فمن حرم خيرها فقد حرم ، ولاتعلم أتدركها من قابل ، أو أن الأجل قبل العود قادم ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (إنا أنزلناه في ليلة القدر ١ وما أدراك ماليلة القدر ٢ ليلة القدر خير من ألف شهر ٣ تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ٤ سلام هي حتى مطلع الفجر ٥ (القدر) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وبسنة خير المرسلين ، أقول ماتسمعون وأستغفرالله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه إنه هوالغفور الرحيم.

الحمدلله في ليلة القدر كتابه أنزل ، أحمده سبحانه وأشكره كمايحب ويقبل ، وأشهد أن لا إله سواه ، فضله أسأل، وان محمدابدين الحق أرسل،
صلى الله وسلم عليه ماملك للأرض أُنزل .
وبعد: يامن على نفسه بالمجيء إلى ربه تفضل ، إتق الله واجتهد في مواسم الخيرات واعمل ، فمن اتقاه سبحانه عمله يقبل( ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا ٥ (الطلاق)
أيها الصوام : بقي أن أذكر نفسي وإياكم ، بأن
زكاة فطركم ، إخراجها مكفر للغو والرفث وهي طعمة للمساكين قبل صلاة العيد في يومه أوقبله بليلتين ، صاعاً ، من تمر أو بر أو شعير أو زبيب أو دقيق أو أرز ، كما جاء في الاحاديث الصحيحة وثبت ، وهي بالوزن الحالي خروجا من الاختلاف وجبرا للنقص ، ثلاثة كيلو جرامات ، عن كل صغير وكبير وذكر وأنثى حي وليس من الأموات ، تقبل الله منا ومنكم ونسأله على طاعته الثبات ، وختاما،يقول ريكم داعيا لكم ، إذا أدركتم آخر ليلة من شهركم (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون ... الآية١٨٥ (البقرة) فإذا كانت ليلة العيد ، فأكثروا من التكبير طاعة للرحمن ، بلغنا الله وإياكم مرتبة الإحسان .
ثم الصلاة والسلام الأكملان ** على الذي كان من الخوف أمان ** ما مر من وقت ومايأتي زمان.
اللهم صلي وسلم على رسولك محمد ....

المشاهدات 570 | التعليقات 0