في ختام رمضان

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1446/09/27 - 2025/03/27 04:08AM
الْحَمْدُ لِلَّهِ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرَا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللهِ وأَحْسِنُوا خِتَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَبِّكُمْ وَاغْتَنِمُوا مَا بَقِيَ مِنْ أَيَّامِ وَلَيَالَيَ شَهْرِكُمْ وَتَقَرَّبُوا إِلَى اللهِ بِصَالِحِ القَولِ والعَمَلِ مِنْ صَلَاةٍ وَتِلَاوَةٍ لِلْقُرْآنِ وَذِكْرٍ وَصَدَقَةٍ وَدُعَاءٍ وَغَيرِهَا مِنْ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ والَّتِي تُقَرِبُكُمْ وَأَحْيُوا لَيْلَكُمْ بِطَاعَةِ رَبِكُمْ فَمَا بَقِي مِنْ شَهْرِكُمْ إِلَّا لَيلَةً أَوْ لَيلَتَينِ وَاحَرِصُوا عَلَى سُنَّةِ الاعْتِكَافِ بِلُزُومِ المَسْجِدِ طَاعَةً للهِ تَعَالَى وَلَوْ لِسَاعَاتٍ قَلِيلَةٍ أَلِحُّوا عَلَى اللهِ بِالدُّعَاءِ فَإنَّهُ سُبْحَانَهُ يُحِبُّ المُلِحِّينَ بِالدُّعَاءِ تَضَرَّعُوا إِلَى اللهِ وَارْجُو مَا عِنْدَهُ وانْطَرِحُوا بَينَ يَدَيْهِ سُبْحَانَهُ وَاسْتَغْفِرُوه اطْلُبُوا مِنْ اللهِ خَيْرَي الدُّنْيَا والآخِرَةِ أَرَوُا اللَّهَ تَعَالَى مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرًا وَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ وَالمَسْأَلَةِ وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لاِغْتِنَامِ مَا تَبَقَى مِنْ شَهْرِكُمْ وَاسْأَلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يُحْسِنَ لَكُمْ خِتَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ بِخَيرٍ اللَّهُمَّ اخْتِمْ لَنَا بِخَيرٍ وَاجْعَلْ عَوَاقِبَ أُمُوْرِنَا إِلَى خَيرٍ يَا رَبَّ العَالَمِينَ عِبَادَ اللهِ لَقَدْ شَرَعَ اللَّهُ لَكُمْ فِي خِتَامِ شَهْرِكُمْ أَعْمَالًا تَجْبُرُونَ بِهَا نَقْصَ صِيَامِكُمْ وَتَقْصِيرِكُمْ وَمِنْ ذَلِكَ إِخْرَاجُ زَكَاةِ الْفِطْرِ الوَاجِبَةِ
فَعَن اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعاً مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمِقْدَارُ زَكَاةِ الْفِطْرِ صَاعٌ من طعام وَيُسَاوِي ثلاثة كِيلُو تقريبًا وَيَجُوزُ أَنْ تُوَزَّعَ عَلَى عِدَّةِ مَسَاكِينَ أَوْ تُعْطَى لِمِسْكِينٍ وَاحِدٍ وَيَجُوزُ إِخْرَاجُهَا قَبْلَ الْعِيدِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ وَأَفْضَلُ وَقْتٍ لِإِخْرَاجِهَا يَوْمُ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَلَا يَجُوزُ تَأْخِيرُهَا عَنْ صَلَاةِ الْعِيدِ بِغَيرِ عُذْرٍ وَلَا يَجُوزُ إِخْرَاجُ الرَّدِيءِ فِي الزَّكَاةِ فَاللَّهُ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّباً فَأَخْرِجُوهَا طَيِّبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ وَلَا يَجُوزُ إِخْرَاجُ القِيمَةِ فِي زَكاَةِ الفِطْرِ لِأَنَّهَا عِبَادَةٌ وَقَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ ﷺ مَا تُخْرَجُ مِنْهُ وَهُوَ الطَّعَامُ وَمِمَّا شُرِعَ لَنَا عِنْدَ إِكْمَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ التَّكْبِيرُ قَالَ اللهُ تَعَالَى : ( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) فَكَبِّرُوا اللَّهَ تَعَالَى مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ لَيْلةَ العِيدِ إِلَى صَلَاةِ العِيدِ كَبِّرُوا اللهَ فِي المَسَاجِدِ وَالبُيَوتِ وَالأَسْوَاقِ وَأَحْيُوا هَذِهِ الشَّعِيرَةِ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إله إلا الله وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنْ الآيَاتِ وَالحِكْمَةِ أَقُوْلُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِلمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرِ اَلْرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمًا لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِي إِلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوأ أَنَّ مِمَّا شُرِعَ لَنَا فِي خِتَامِ رَمَضَانَ صَلَاةُ العِيدِ تَعَبُّداً للهِ أَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ حَتَّى العَوَاتِقُ وذَوَاتُ الخُدُورِ والحُيَّضُ أُمِرنَ بِشُهُودِهَا لِيَشْهَدْنَ الخيرَ ودَعْوَةَ المُسلِمِينَ وليَخرُجِ الرِّجالُ إِلَيهَا مُتَنَظِّفِينَ مُتَطِّيبِينَ لَابِسِينَ أَحْسَنَ ثِيَابِهِمْ وَلْتَخْرُجِ النِّسَاءُ مُحْتَشِمَاتٍ بِالعَبَاءَاتِ السَّاتِرَةِ غَيرَ مُتطيِّباتٍ وَلَا مُتبرِّجاتٍ بِزِينَةٍ والسُّنةُ للِمُسْلِمِ قَبْلَ الخُرُوجِ إِلَى الصَّلَاةِ فِي يَوْمِ عِيدِ الفِطْرِ أنْ يأكُلَ تَمَراتٍ وِتْرًا فَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا رَوَاهُ البُخَارِيُ
وَفَقَنَا اللهُ لِطَاعَتِهِ وَخَتَمَ لَنَا شَهْرَنَا بِالمَغْفِرَةِ وَالعِتْقِ مِن النَّارِ اللَّهُمَّ اِخْتِمْ لَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ بِرِضْوَانِكَ وَالعِتْقِ مِنْ نِيرَانِكَ اللَّهُمَّ يَا رَبَّنَا اجْعَلْنَا مِمَّنْ قَبِلْتَ صِيَامَهُ وَأَثَبْتَهُ عَلَى قِيَامَهُ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ولِمَا فِيهِ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار ) عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))
المرفقات

1743037656_خطبة الجمعة في ختام رمضان 1446هـ.pdf

1743037665_خطبة الجمعة في ختام رمضان 1446هـ.docx

المشاهدات 850 | التعليقات 0