في التحذير من الظلم في الميراث

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1446/07/01 - 2025/01/01 19:56PM

الحَمْدُ لِلهِ لَهُ الحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَة أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى نِعَمِهِ الظَّاهِرَة وَالبَاطِنَةِ وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَتَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ رَحِمَكُمُ اللهُ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا سَبِيْلَ للِفَوْزِ وَالفَلَاحِ إلَّا بطَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ ﷺ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ))

عِبَادَ اللهِ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍ َضِيَ  اللهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ  ﷺ قَالَ اللهُ عزَّ وَجَلّ ( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَينَكُمْ مُحَرَّماً فَلَا تَظَالَمُوا ) فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاحْذَرُوا الظُّلْمَ فِي المِيرَاثِ وَأَكْلِ حُقُوقِ الوَرَثَةِ وَالتَّحَايُلِ عَلِيهِمْ وَأَكْلِ أَمْوَالِ اليَتَامَى وَالأَرَامِلِ والضُعَفَاءِ فَكَمْ مِنْ اِمْرَأَةٍ حُرِمَتْ مِنْ مِيرَاثِهَا وَكَمْ مِنْ يَتَامَى أُكِلتْ حُقُوقُهُمْ وَكَمْ مِنْ ضُعَفَاءٍ حُرِمُوا مِنْ مِيرَاثِهِمْ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ وَمِمَّا يُؤْسَفُ لَهُ أَنْ يَتَنَاحَرَ أَبْنَاءُ الأُسْرَةِ مِنْ إِخْوَةٍ وَأَخَوَاتٍ بَعْدَ مَوْتِ مُوَرِثِهِمْ مِنْ أَجْلِ حُطَامٍ زَائِلٍ وَمَتَاعٍ مِنْ الدُّنيَا قَلِيل فَالمِيرَاثُ وَمَا يُخلِّفُهُ المُوَرِثُ من مَالٍ يَجْمَعُ الأُسْرَةُ وَلَا يُفرِّقها وَيُقَوِّيهَا وَلَا يُضْعِفُهَا وَلَا يُقدَّمُ حُبُّ المَالِ عَلَى حُبِّ الإِخْوَةِ وَالأَخَوَاتِ فَمَنْ كَانَ يَتَوَقْعُ أَنْ يَشْتَكِيَ أَخاً أَخَاهُ فِي المَحَاكِم وَمَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّ الإِخْوَةَ وَالأَخَوَاتِ بَعْدَ اِجْتِمَاعٍ وَوِصَالٍ تَفَرَقُوا وَتَهَاجَرُوا وَتَقَاطَعُوا

عِبَادَ اللهِ وَإِنَّ مِنْ التَّعَدِي وَالطُّلْمِ فِي المِيرَاثِ أَنْ تَبْقَى التَرِكَةُ بَعْدَ مَوْتِ المُوَرِثِ فَتْرَةً طَوِيلَةً دُونَ تَوْزِيع وَقَدْ يَكُونُ بَعْضُ الوَرَثَةِ فِي حَاجَةٍ إِلَيهَا وَهَذَا مِنْ الظُّلْمِ لِأَنَّ فِي ذَلِكَ مُمَاطَلَةٌ بِالحَقِّ فَالوَاجِبُ أَنْ يُقْسَمَ المِيرَاثُ بَعْدَ مَوْتِ المُوَرِثِ دُونَ تَأْخِيرٍ بَعْدَ وَفَاءِ ُحُقُوقِ التَّرِكَةِ مِنْ الدَّينِ وَالوَصيِّةِ فَلْيُبَادِرْ وَرَثَةُ المَيِّتِ بِقِسْمَةِ المِيرَاثِ وَإِعْطَاءِ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ مِنْ المِيرَاثِ وَلْتَحْذَرُوا الظُّلْمَ فِي ذَلِكَ فَالقَصَاصُ يَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ بِالحَسَنَاتِ والسِّيَئَاتِ أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشِّيطَانِ الرَّجِيمِ

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنْ الْآيَاتِ وَالْحِكْمَةِ أَقُولُ قَولِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ                وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيَكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَانِهِ               وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ  وَاعْلَمُوا أَنَّ شَهْرَ رَجَبٍ شَهْرٌ مُحَرَّمٌ وهُوَ أَحَدُ الأَشْهُرِ الحرُمُ الَّتِي قَالَ اللهُ تَعَالَى فِيهَا (( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ )) وَالوَاجِبُ عَلَينَا أَلَّا نَخُصَ شَهْرَ رَجَبٍ إِلَّا بِمَا خَصَّهُاللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ ﷺ مِنْ أَنَّهُ شَهْرٌ مُحَرَّمٌ يَتَأَكَّدُ فِيهِ اجْتِنَابُ المُحَرَمَاتِ لِعُمُومِ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (( فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )) وَلَيسَ لَهُ مَزِيَةٌ فِي العِبَادَةِ عَنْ غَيرِهِ مِن الشُّهُورِ فَالنَّبِي ﷺ أَدْرَكَهُ وَلَمْ يَزِدْ فِيهِ عَنْ غَيرِهِ وَحَرِيٌبِالمُسْلمِ أَنْ يَكُونَ مُتَّبِعًا لَا مُبْتَدِعًا فَاتَقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاحْذَرُوا البِدَعَ وَالمُحْدَثَاتِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةً وَكُلَّبِدْعَةٍ فِي الدِّينِ ضَلَالَةً وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ

فقالَ سُبِحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وقَالَ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِالْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ولِمَا فِيهِ خَيرٌ للِبِلَادِ وَالعِبَادِ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار ) عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))

المرفقات

1735750592_خطبة الجمعة ٣ رجب ١٤٤٦هـ في التحذير من الظلم في الميراث.pdf

المشاهدات 1258 | التعليقات 0