فُوجِئت بإلقاء موعظةٍ أو كلمة أو خُطبة .. هاكَ ما تقول !

رشيد بن ابراهيم بوعافية
1434/07/20 - 2013/05/30 19:45PM
[font="]للحِفظِ التام المتقَن أخي الخطيب[/font][font="] [ تلقيها إذا طُلبَ منكَ نصيحةٌ أو كلمَة أو خُطبة ] : [/font]
[font="] " عشرُ نقاطٍ هي من أعظم الغبن " [/font][font="] [/font][font="]: [/font]
[font="] موعظة أصلُها للشيخ الفاضل صالح المغامسي - حفظه الله- مع الزّيادة والتنويع . [/font][font="]

[/font][font="] الحمدُ للهِ ربّ العالمين ، [/font][font="]يهدي من يشاء برحمته ، ويُضِلُّ من يشاء بحكمته ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد انَّ محمّدًا عبده ورسوله . أمّا بعد : [/font][font="][/font]
[font="] أيها الإخوةُ في الله : ذكرَ اللهُ تعالى يومَ القيامَة فسمّاهُ بأوصافِه ، من ذلك قولُه تعالى :[/font][font="][font="]][/font][/font][font="] [/font][font="]يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُن[/font][font="] [/font][font="][font="][[/font][/font][font="] ( التغابن : 09 ) . و سُمّي بذلك لكثرةِ ما يحصُلُ فيه من الحسرةِ على فواتِ الحظوظ و الفُرَص ! . [/font]
[font="] و الغبن – أيها الأحبّة - لوعَةٌ في الصّدر ، وحسرَةٌ وحُرْقَةٌ في القلب ، يجِدُهَا الإنسانُ عَلَى فواتِ مواسمِ الرّبحِ وفُرصِ التحصيل زَمَنَ الإمكان . [/font][font="] [/font][font="] [/font][font="]
[/font][font="] وأهلُ الدنيا – أيّها الإخوة - تصيبهم حالات الغبن إذا فقدوا شيئاً دنيوياً ؛ إما تجارةً كانوا يؤَمّلونَها [/font][font="]،[/font][font="] [/font][font="]أو عطَاءً لم يحضَرُوا تقسيمه ، أو ما شابه ذلك . و أمّا أهل الآخرة - سلك الله بي وبكُم سبيلهم - إنما يصيبهم الغبن على أمور ربطها[/font][font="] [/font][font="]كتاب الله[/font][font="] تعالى[/font][font="] و سنَّة النبي [/font][font="]صلى الله عليه وسلم[/font][font="] بأحوال :[/font]
[font="] 1/ فمن أعظمِ الغُبن أيها الإخوة أن تعلمَ أنَّ اللهَ خلقَكَ وسوّاكَ وعدّلك ، في أيّ صورةٍ ما شاءَ ركّبك ، و أخرَجَكَ إلى هذه الدنيا لا تعرفُ شيئًا ولا تقدرُ على شيء ، فجعل لكَ السّمعَ والبصر والفؤاد فعرَفت ، و نَمّى لكَ جسمَكَ فكبُرت وقدَرت ، ثمَّ غفلتَ عن عبادته وشُكرِه ، و تركتَ ما أوجبَ عليكَ من طاعةِ أمرِه و تركِ نهيِه ! ، قال الله تعالى :[/font][font="][font="]][/font][/font][font="] [/font][font="]يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ{6} الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ{7} فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ[/font][font="] [/font][font="][font="][[/font][/font][font="] ( الانفطار : 6 – 8 ) . [/font]
[font="] 2/ و من أعظمِ الغُبنِ - أيها الإخوة - أن يُعطيكَ اللهُ على الحسنة عشرَ أمثالِها إلى سبعمائة ضِعف ، و على السيّئةِ مِثلَها بلا مُضاعَفة ، ثمّ تأتي يوم القيامَة وقد غلبَت سيّئاتُكَ حسناتِك ! . [/font]
[font="]3 / ومن أعظم الغبن- أيها الإخوة - أن تسمَعَ قول الله تعالى : [/font][font="][font="]][/font][/font][font="]وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْض[/font][font="] [/font][font="][font="][[/font][/font][font="] ( آل عمران: 133 ) ، فيخْبِرُنَا الله أنها جَنّة ، و أنَّ عرضَهَا السمواتِ والأرض ، ثمّ لا يجِدُ أحَدُنَا فيهَا موضِعَ قَدَم ! . [/font][font="] [/font][font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] 4 / ومن أعظمِ الغُبنِ - أيها الإخوة - أن تعلمَ أنّ النبيّ [/font][font="]صلى الله عليه وسلّم[/font][font="] تحمّل في سبيل تبليغِ الدّين وإيصال الدّعوةِ ما لم يتحمّلهُ بشر ، رمَوهُ بالجنُون ، وقالوا هو ساحرٌ وشاعِر ، حاصَرُوهُ في شِعبِ أبي طالب ثلاث سنين ، و أغرَوا به السُّفهاءَ و ضربُوهُ يومَ الطائفِ حتّى أدمَوا عراقِيبَه - بأبي هو وأمّي - ؛ و أخرَجوه من مكّة ، فصبرَ على كلّ ذلكَ حتّى بلّغَ الرّسالةَ وأدّى الأمانة ، تسمعُ كلّ هذا ؛ ثمّ لا تجدُ من نفسِكَ همّةً لاتّباعِ سُنّتِه و الاقتداءِ بشمائلِهِ و سيرَتِه ! . [/font]
[font="]5 / ومن أعظم الغبن- أيها الإخوة - أن يدرك الفرد منا أبويه ، أَحَدَهُمَا أو كِلاهُمَا وهما أحوجَ الناس إليه و إلى بِرّه ، فلا ينال بِبِرِّهِمَا الجَنّةَ ، والله[/font][font="] [/font][font="]جل وعلا يقول : [/font][font="] [/font][font="][font="]][/font][/font][font="] [/font][font="]إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً[/font][font="] [/font][font="]( 23 )[/font][font="] [/font][font="]وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً[/font][font="] [/font][font="][font="][[/font][/font][font="] ( الإسراء : 23-24 ) ، والنبيُّ [/font][font="]صلى الله عليه وسلم[/font][font="] يقول : " [/font][font="]الزمهما فإنَّ الجنّةَ تحت أرجُلِهِما[/font][font="] " ( صحيح الترغيب والترهيب 2485 ) . [/font]
[font="]6 / ومن أعظم الغبن - أيها الإخوة - أن يَخْرُجَ الإنسان حاجاً إلى بيت الله الحرام ، ويبذُلَ في سبيل ذلك الغاليَ والنّفيس ، ويُكتبَ لهُ أن يقفَ بعَرَفَة و يُتِمّ الحج ، ثمّ يرجعُ إلى بلدِهِ كيومِ ذَهب لا كيومِ ولدتهُ أمُّه ! ، والنبيُّ [/font][font="][font="]صلى الله عليه وسلم[/font][/font][font="] يقول : " [/font][font="]من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه[/font][font="] " متفق عليه . [/font]
[font="]7 / ومن أعظم الغبن- أيها الإخوة - أن يخبِرَ النبي [/font][font="]صلى الله عليه وسلم[/font][font="] عمّن انطبقت عليهم الصخرة ، فتوسلوا[/font][font="] [/font][font="]إلى الله جل وعلا بصالح أعمالهم ، هذا بِبِرّهِ وهذا بعِفّتِهِ وهذا بأمَانَتِه، فتنزل على أحدِنا النوائب ،[/font][font="] [/font][font="]وتحِلّ به المصائب ، وتدلَهِمُّ عليه الخطُوب ؛ ولا يجد في سالِفِ أيّامِهِ عملاً صالحاً يتوسل به إلى الله تعالى ! .[/font]
[font="]8 / ومن أعظمِ الغبنِ - أيّها الإخوة - أن يمرِضَ العبدُ أو يسافِر ، ثمّ لا يتذكّرُ أنَّ لهُ عملاً صالحًا كان يدأبُ عليه و يتعبُ أيَّامَ صِحّتِهِ وإقامتِه ، وهو يسمَعُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول : " [/font][font="]إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما[/font][font="] " ( صحيح الجامع : 799 ) . [/font][font="] [/font][font="][/font]
[font="]
[/font][font="] 9/ و من أعظم الغبن - أيها الإخوة - أن يقول الله عز وجل : [/font][font="][font="]][/font][/font][font="]وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ[/font][font="] [/font][font="][font="]/font][/font][font="] ( المائدة: 83 ) ويكتب للإنسان أن يقرأ القرآن سراً وجهاراً ، وليلاً ونهاراً ، أزمنة مديدة ، وأياماً عديدة ، ولا تفيض للهِ[/font][font="] [/font][font="]عيناه ! ، [/font][font="] [/font][font="]مع أن الله يقول :[/font][font="][font="[/font][/font][font="] [/font][font="]إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً[/font][font="]( 107 )[/font][font="] [/font][font="]وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا[/font][font="]{108}وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَان يبكون وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً[/font][font="] [/font][font="][font="][[/font][/font][font="] ( الإسراء : 107- 109 ) . [/font][font="]

[/font][font="]10 / وإن من أعظم الغبن أن يُصَدَّر الإنسانُ بين الناسِ و يتقدّم ، إمّا بعلمٍ أو دعوةٍ أو قراءةِ قرآن ، ثمّ لا تكونُ لهُ سرِيرةٌ تعدِلُ ما يجهرُ به ، و لا يجدُ شيئًا من ذلكَ في صحيفتِه ، وهو يقرأُ قوله [/font][font="]صلى الله عليه وسلم[/font][font="] :" يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتّل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها " ( صحيح الجامع : 8122) . [/font][font="]
[/font][font="]نعوذ بالله من الخذلان ! . [/font]
[font="] نسأل الله السلامة والعافية ، ونسأله التوفيق إلى ما يحب ويرضَى . [/font]
المشاهدات 2857 | التعليقات 2

جزاك الله خير


أخي الحبيب بارك الله فيك ولدي إضافة تليقُ بالمقام وهي أن الله تبارك وتعالى ذكر ذلك اليوم العصيب وسماه بيم التغابن فقال عز وجل ( يومَ يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التَّغابن ) التغابن 9قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية ما نصُّه : يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن يعني اذكروا يوم الجمع الذي يجمع الله به الأولين والآخرين ويَقفُهم موقفًا هائلاً عظيمًا ويُنبئهم بما عملوا فحينئذ يظهرُ الفرق والتغابنُ بين الخلائق ويُرفعُ اٌقوامٌ إلى عليين في الغرف العاليات والمنازل المرتفعات المشتملة على كل اللَّذات والشهوات ويُخفضُ أقوامٌ إلى أسفل سافلين محلِّ الهمِّ والغمِّ والحزن والعذاب الشديد وذلك نتيجةَ ما قدَّموهُ لأنفسهم وأسلفوهُ أيَّام حياتهم .تفسير السعدي ص 1029
روى الإمام البخاريُّ في صحيحه في كتابِ الرقاق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :قال النبي صلى الله عليه وسلم
[ نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصحةُ والفراغ ] قال الحافظ في الفتح والغبن بالسكون والتحريك هو في البيع بالسكون وفي الرأي بالتحريك .........فليحرص على أن لا يترك شكر الله على ما أنعم به عليه ومن شكره امتثالُ أمره واجتنابُ نواهيه فمن فرَّط في ذلك فهو المغبون.
قال ابن الجوزي : قد يكونُ الانسانُ صحيحًا ولا يكونُ متفرغًا لشُغله بالمعاش وقد يكونُ مستغنيًا ولا يكونُ صحيحًا فإذا اجتمعا فغلبَ عليه الكسلُ عن الطَّاعة فهو المغبون وتمامُ ذلك أن الدنيا مزرعةُ الآخرة وفيها التجارة الذي يظهرُ ربحها في الآخرة فمن استعمل فراغهُ وصحتهُ في طاعة الله فهو المغبوط ومن استعملهما في معصية الله فهو المغبون لأن الفراغَ يعقُبُه الشغل والصحة يعقُبُها السَّقم ولو لم يكن إلا الهرم كما قيل :
يسر الفتى طول السلامة والبقا فكيف ترى طول السلامة يفعل
يرد الفتى بعد اعتدال وصحـة ينوء إذا رام القيام ويخمـــل

صحيح البخاري 3/ص 2810

قلتُ : أردت من خلال هذا الكلام لو بُدئت هذه الكلمات القيمات بنوع تأصيل لكلمة الغين من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم لكان شيئاً يزيدها رونقًا ضف إلى ذلك فإن مظاهر وحالات الغبن كثيرة في ذلك اليوم العظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ومن ذلك ما نحن مُقدمون عليه من شهر الصيام والبركات والرحمات فمن أعظم الغبن أن يوفقك الله لشهر رمضان بأيامه ولياليه ثم لا يُغفر لك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
رغم أنف من أدرك رمضان ولم يغفر له . والله أعلم وبارك الله في الجميع وخاصة القائمين على هذا الموقع المبارك .