فوائد و عبر من سيرة الفاروق رضي الله عنه
محمد بن خالد الخضير
1433/04/22 - 2012/03/15 11:16AM
الخطبة الأولى
ان الْحَمْد لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " أَمَّا بَعْدُ :
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضلالة و كل ضلالة في النار
عباد الله
إنّ هذه الأمة أمة عظيمة، أمّة كريمة مجيدة، ما شهد التاريخ مثلَها، أمّة تغفو ولكنّها لا تنام، قد تمرض ولكنّها لا تموت، أمّة أنجبت للدّنيا علماء فقهاء، وأخرجت للكون أبطالا شرفاء، ولنا اليوم وقفةٌ مع تاريخِ هذه الأمة، لنقلّب الصفحات نلتمّس العبَر والعِظات.
اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر ظل قوم ليس يدرون الخبر
ووقفةُ اليوم مع علَم من أعلام هذه الأمة، ورجلٍ من خِيرة رجالاتها، صائم إذا ذكر الصّائمون، وقائم إذا ذكِر القائمون، وبطَل مِغوار إذا ذكِر المجاهدون. إذا ذكر الخوف قيل: كان له خطّان أسودان من البكاء، وإذا ذكر الزّهد والإيثار قيل: لم يكن يأكل حتى يشبَع المسلمون، وإذا ذكِرت الشدّة في الحق قيل: هو الذي كان إبليس يفرق من ظلّه، والشياطين تسلُك فجًّا غيرَ فجِّه.
أحسبكم قد عرفتموه، إنه الفاروق عمر بن الخطاب صاحب رسول الله ، ورفيقُه في دعوتِه وجهاده، والخليفة الراشد بعد وفاة النبي وصاحبه رضي الله عنه.
كان النبي يدعو الله تعالى أن يعز به الإسلام فاستجاب الله دعاءه، وفي قصة إسلامه أنه سمع النبي يقرأ سورة الحاقة وهو قائم يصلي عند الكعبة، فقال في نفسه: هذا شاعر، فسمع قوله تعالى: وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون فقال عمر في نفسه: إذن هو كاهن، فسمع قوله تعالى: ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون تنزيل من رب العالمين فشرح الله صدره للإسلام وكذلك أيضاً أنه دخل على أخته فاطمة وزوجها وعندهما خباب يعلمهم القرآن فاستمع إلى الآيات من سورة طه فلما أسلم ضرب النبي صدره ثلاثاً وهو يقول: ((اللهم أخرج ما في صدره من غل وأبدله إيماناً)).
كان إسلامه عزة للإسلام قال ابن مسعود: (ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر) [رواه البخاري].
وقال ابن مسعود عن عمر: (كان إسلامه فتحاً، وهجرته نصراً، وكانت إمارته رحمة، ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر) .
سماه النبي الفاروق: أي الذي يفرق بين الحق والباطل.
كان شديد الخوف من الله تعالى حتى حفرت الدموع خطين أسودين في وجهه من كثرة البكاء، ومن خاف الله تعالى أخاف الله منه كل شيء، فعن سعد بن أبي وقاص أن النبي قال لعمر: ((والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك)) [رواه البخاري ومسلم]. وعن بريدة أنه قال: ((إن الشيطان ليفر منك يا عمر)) [أحمد والترمذي صحيح الجامع 1650].
لقد جعل الإسلام من شدة عمر رضي الله عنه شدة في أمر الله، اهتزت وفرَقت منها قلوب الشجعان، وفيه يقول الرسول في معرض الثناء على صحابته الكرام: ((وأشدّهم في أمر الله عمر))؛
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها بفضل ربك حصناً من أعاديها
ولما دقت ساعة الهجرة هاجر الناس مستخفين متسلّلين، أما عمر رضي الله عنه فقد صنع شيئا مهولاً؛ إذ تقلد سيفه وتنكَّب قوسه، ومضى قِبَل الكعبة، فطاف بالبيت ثم صلى، وخاطب الملأ من قريش بهذا البيان الرسمي الخطابي فقال: (شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس ـ أي: الأنوف ـ، من أراد أن يُثكل أمه أو ييتِّم ولده أو يُرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي)، فما تبعه أحد من سادات قريش.
وسأل عمرو بن العاص رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب الرجال إليه فقال: ((أبو بكر، قال: ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب)) وعد رجالاً.
أن النبي قال: ((لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب)) [أحمد والترمذي صحيح الجامع 5160]. بشره النبي بالجنة مراراً وبشره بالشهادة في سبيل الله، ورأى له الرؤى التي تدل على فضله وشرفه، فعن ابن عمر قال: قال رسول الله : ((بينا أنا نائم أتيت بقدح من لبن فشربت حتى رأيت الري يخرج من أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر)) قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله قال: ((العلم))، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((رأيتني في المنام والناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها إلى كذا، ومر عمر بن الخطاب يجر قميصه)) فقيل يا رسول الله: ما أولت ذلك قال: ((الدين)).
عن جابر بن عبد الله قال رسول الله : ((أبو بكر وعمر من هذا الدين كمنزلة السمع والبصر من الرأس)) حسنه الألباني.
أيها الإخوة الكرام، في عهد هذا الصحابي الإمام انتظمت أمور المسلمين، واتسعت دولتهم، وعزَّ أهل الإسلام، وتخوفهم المجرمون والأعداء. ولقد عجب الناس من رجل واحد تهابه الشياطين وتخشاه الملوك، ويشق جنوده الآفاق فاتحين ومنتصرين،
في يوم من الأيام يأتي الهرمزان مستشار كسرى لابسًا تاجًا من ذهب وزبرجد وعليه الحرير، يدخل المدينة فيقول: أين قصر الخليفة؟ قالوا: ليس له قصر، قال: أين بيته؟ فذهبوا فأروه بيتًا من طين وقالوا له: هذا بيت الخليفة، قال: أين حارسه؟ قالوا: ليس له حارس.
وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالحوادث كلهن أمان
طرق هرمزان الباب فخرج ولده، قال له: أين الخليفة؟ فقال: التمسوه في المسجد أو في ضاحية من ضواحي المدينة، فذهبوا إلى المسجد فلم يجدوه، وبحثوا عنه فوجدوه نائمًا تحت شجرة، وقد وضع درته بجانبه، وعليه ثوبه المرقع وقد توس ذراعه في أنعم نومة عرفها زعيم. تعجّب الهرمزان مما رأى وهو الذي فتح الدنيا ينام بهذه الهيئة تحت شجرة وقال كلمته المشهورة: حكمتَ فعدلت فأمنت فنِمت يا عمر.
وراعَ صاحبَ كسرى أن رأى عمَرًا بين الرعيـة عُطلاً وهـو راعيهـا
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملاً ببردة كـاد طـول العهد يبليهـا
وعهـده بملـوك الفـرس أن لهـا سورًا من الجند والأحراس حاميها
فقال قولة حـقٍ أصبحـت مثـلاً وصار الجيل بـعد الجيـل يحكيها
أمنت لما أقمـت العـدل بينهـمُ فنمت نومَ قـرير العـين هانيهـا
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملاً ببردة كـاد طـول العهد يبليهـا
وعهـده بملـوك الفـرس أن لهـا سورًا من الجند والأحراس حاميها
فقال قولة حـقٍ أصبحـت مثـلاً وصار الجيل بـعد الجيـل يحكيها
أمنت لما أقمـت العـدل بينهـمُ فنمت نومَ قـرير العـين هانيهـا
قال أسلم رحمه الله: خرجت ليلة مع عمر إلى حرة، وأقام حتى إذا كنا بصرار إذا بنار، فقال: يا أسلم ! هاهنا ركب قد قصر بهم الليل، انطلق بنا إليهم، فإذا امرأة مع صبيان لها وقدر منصوبة على النار، وصبيانها يتضاغون، أي: يصيحون، فقال عمر : السلام عليكم يا أصحاب الضوء! قالت: وعليك السلام، قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون؟ قالت: من الجوع، فقال: وأي شيء على النار، قالت: ماء أعللهم به حتى يناموا، الله بيننا وبين عمر ,فبكى عمر رضي الله عنه، ورجع يهرول إلى دار الدقيق، فأخرج عدلاً من دقيق، وجراباً من شحم، وقال: يا أسلم ! احمله على ظهري، فقلت: أنا أحمله عنك يا أمير المؤمنين! فقال: أنت تحمل أوزاري يوم القيامة؟فحمله عمر على ظهره، وانطلقنا إلى المرأة، فألقى عن ظهره الدقيق، وأخرج من الدقيق فرماه بالقدر، وألقى عليه من الشحم، وجعل ينفخ تحت القدر عمر بن الخطاب الخليفة الراشد الفاروق أفضل الأمة بعد رسولها وبعد أبي بكر رضي الله عنه، جعل ينفخ تحت القدر، والدخان يتخلل لحيته، ثم أنزلها عن النار، وقال: ائتني بصحفة، فأوتي بها، فافرغ فيها، ثم تركها بين يدي الصبيان، وقال: كلوا، فأكلوا حتى شبعوا والمرأة تدعو له، وهي لا تعرفه، فلم يزل عندهم حتى نام الصغار
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
عباد الله
لا زالت الدّنيا ترزى بموت الأخيار، وتبلى بوفاة الأطهار، تأتي نهاية عمَر بالموت كما هو سبيلُ كلّ حيّ سوى الله، فبينما عمر يصلّي بالناس صلاةَ الفجر إذ طعنه أبو لؤلؤةَ المجوسي، وطعن معه ثلاثةَ عشر رجلا، وتناول عمر يدَ عبد الرحمن بن عوف فقدّمه ليتمّ الصلاة، وأهلُ المسجد لا يدرون ما يجرِي إلا من كان خلفَ عمر، غيرَ أنهم فقدوا صوتَ عمر وهم يقولون: سبحان الله! سبحان الله! فصلّى بهم عبد الرحمن صلاةً خفيفةأما الشقي فقد طار بسكينه يشق صفوف المصلين .. ويطعن المسلمين .. يميناً وشمالاً ..
حتى طعن ثلاثة عشر رجلاً .. مات منهم سبعة ..
ثم وقف شاهراً سكينه ما يقترب منه أحد إلا طعنه .. فاقترب منه رجل وألقى عليه رداءً
غليظاً ..
فاضطرب المجوسي .. وعلم أنهم قدروا عليه .. فطعن نفسه ..
وحُمِل عمر مغشياً عليه إلى بيته .. وانطلق الناس معه يبكون ..
وظل مغمى عليه .. حتى كادت أن تطلع الشمس ..
فلما أفاق .. نظر في وجوه من حوله .. ثم كان أول سؤال سأله .. أن قال :
أصلى الناس ؟ قالوا : نعم ..فقال : الحمد لله .. لا إسلام لمن ترك الصلاة ..
ثم دعا بماء فتوضأ .. وأراد أن يقوم ليصلي فلم يقدر ..فأخذ بيد ابنه عبد الله فأجلسه خلفه .. وتساند إليه ليجلس ..
فجعلت جراحه تنزف دماً ..قال عبد الله بن عمر .. والله إني لأضع أصابعي .. فما تسد الجرح ..فربطنا جرحه بالعمائم .. فصلى الصبح ..كان يسأل وهو في سكرات الموت: هل صليت؟ هل أكملت الصلاة؟ قال: لا، قال: الله المستعان.
كل أمنياته أن يكمل الصلاة؛ ليلقى الله تعالى وقد صلى صلاة الفجر، لم يسأل عن ولاية ولا عن ولد، ولا عن بلد، ولا عن زوجة، ولا عن ميراث، وإنما سأل عن الصلاة، ولم يهدأ له بال حتى أتمّها
ثم قال : يا ابن عباس انظر من قتلني ..
فقال : طعنك الغلام المجوسي .. ثم طعن معك رهطاً .. ثم قتل نفسه ..
فقال عمر : الحمد لله .. الذي لم يجعل قاتلي يحاجني عند الله بسجدة سجدها له قط
أتي بلبن فشربه فخرج من جرحه، فعلموا أنه ميّت،
دخل عليه علي بن أبي طالب ليلقي كلمات الوداع، التي ما رأيت أصدق منها، إذا ودع الحبيب حبيبه.
اتكأ علي ابن عباس رضي الله عنهما والدموع تفيض من عينيه، وأخذ يقول لعمر: يا أبا حفص، والله لطالما سمعت رسول الله يقول: ((جئت أنا وأبو بكر وعمر، وذهب أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، فأسأل الله أن يحشرك مع صاحبيك)).
قال عمر: يا ليتني أنجو كفافاً، لا لي،
وجاء رجل شابّ فقال: أبشر ـ يا أمير المؤمنين ـ ببشرى الله لك من صحبة رسول الله وقدمٍ في الإسلام ما قد علمت، ثمّ ولِّيتَ فعدَلت، ثم شهادة، قال عمر: ودِدتُ أنّ ذلك كفاف، لا لي ولا عليّ، فلما أدبر الشابّ إذا إزاره يمسّ الأرض، فقال عمر: ردّوا عليّ الغلام، قال: ابن أخي، ارفع ثوبك، فإنه أبقى لثوبك وأتقى لربك.
ثم دعا ابنه عبد الله فأمره أن يقضيَ ما عليه من الديون، ثم أمره أن ينطلقَ إلى عائشة ليستأذنها في أن يدفَنَ مع صاحبَيه، فأذنت له وآثرته بالمكان على نفسها، فلمّا رجع عبد الله وأخبر عمر الخبر قال عمر: إن أنا قضيتُ فاحملوني ثم سلّم فقل: يستأذنُ عمر بن الخطاب، فإن أذِنت فأدخلوني، وإن ردّتني ردّوني إلى مقابر المسلمين.
قال عثمان بن عفان: أنا آخركم عهدا بعمَر، دخلتُ عليه ورأسُه في حجر ابنه عبد الله، فقال له: ضع خدي على الأرض، فقال عبد الله: فهل فخذي والأرض إلا سواء؟! فقال عمر: ضع خدّي بالأرض لا أمّ لك، وسمعتُه يقول: ويلي وويلَ أمّي إن لم تغفِر لي حتى فاضَت نفسه.
يقول علي، وعمر يكفّن، قبل أن يصلّي عليه: والله ما أريد أن ألقى الله بعمل رجلٍ إلا بعمل رجلٍ مثلك.
هذا هو عمر الذي عجَزت نساء الدنيا أن يلدنَ مثله، وقصرت أرحامهن أن تخرج للأرض رجلا على شاكلته. ما بلغ عمر وأصحابُه ما بلغوا إلاّ بهذا الدين الذي أعزّهم الله به، ومن أراد أن يدرك الركبَ فليأخذ بما أخذوا، وليلتَزم ما التزموا، ومن يفعَل ذلك فقد هدِي إلى صراط مستقيم.
فتشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم إنّ التشبّهَ بالكرام فلاح
.
اعلموا أنّ الله أمركم بأمرٍ عظيم، ألا وهو الصلاة والسلام على النبيِّ الكريم،
اللهم صلِّ وسلم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين