فَقْدُ العُلَماء
د عبدالعزيز التويجري
1443/06/03 - 2022/01/06 14:19PM
الخطبة الأولى: فَقْدُ العُلَماء 4/ 6 /1443هـ
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وجعلنا مسلمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، (نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وزوجاته ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الدين .. أما بعد: فاتَّقوا الله أيها المؤمنون حق التقوى .
(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات )
العلماء زينة الحياة الدنيا وبهجتها ، العلماء نبراس الخير ومشعل ضياء للبشرية العلماء نجوم يهتدى بهم ،للعلماء مكانةٌ في الدين لا تُنكَر، وفضلٌ كبير لا يكاد يُحصر؛ هم شهداء الله في أرضه، والأمناء على وحيه، وأهل خشيته، والأنوار في الظلمات، والمنائر في الشبهات، وهم وارثو علم الأنبياء لو كان أحدٌ أشرفَ من العلماء، لقَرَنَهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن اسم العلماء"..
هــم زينة الدنــيا وبهجتها *** وهم لها عمد ممدود الطلب
تحيا بهم كل أرض ينزلون بها *** كأنهم لبقاع الارض أمطــار.
قال العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى: "العلماء هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء؛ بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجةُ الناس إليهم أعظمُ من حاجتهم إلى الطعام والشراب".
وقفدحملة هذا النور رزية في الامة وثلمت في الإسلام
لعَمْرُكَ مَا الرَّزِيَّةُ فَقْدُ مالٍ ** وَلَا شاةٌ تَمُوتُ وَلا بَعيرُ
ولكِنَّ الرَّزِيَّة فَقْدُ شخصٍ ** يَمُوتُ بِمَوْتِهِ بشَرٌ كَثِيرُ
وأعظم فقد فقدته البشرية يوم فقدت مبلغ هذا النور في الآفاق ومخرج الناس من الغواية إلى الهداية r ولما مات وقفت ابنته فَاطِمَةُ على قبره تنعاه: يَا أَبَتَاهُ، يَا أَبَتَاهُ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهُ، يَا أَبَتَاهُ جِنَانُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ.
أطالت وقوفا تذرف العين جهدها ** على طلل القبر الذي فيه أحمد
تهيـــــــــــل عليه الترب أيــد وأعـــــــــــي ** عليه وقد غارت بذلك أسعد
لقد غيبوا حلما وعلما ورحمــــــــــــة ** عشية علوه الثرى لا يوســـــد
فَقْدُ حملةِ الشريعةِ رزية في الأمة.. لما مات زيد بن ثابت فقيه الصحابة وكاتب الوحي، قام أبو هريرة t: فقال: لقد مات اليوم حبر الأمة، ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا . فجلس ابن عباس في ظل، فقال: هكذا ذهاب العلماء، دفن اليوم علم كثير .
وأعظم من يفقدهم أقرانهم، ومن يجلون العلم ويعرفون أثره في الأمة، قال إسحاق بن أحمد: كنا عند محمد بن إسماعيل البخاري، فجائه كتاب فيه نعي الإمام الدارمي صاحب المسند، فنكس البخاري رأسه، ثم رفع، واسترجع، وجعل تسيل دموعه على خديه، ثم أنشأ يقول:
إِن تبْق تفجع بالأحبة كلهم ... وفناء نَفسك لَا أَبَا لَك أفجع
بموت العلماء ينقص العلم ويفشوا الجهل «إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» متفق عليه
مَثَلُ الْعلمَاء مَثَل النُّجُوم الَّتِي يقْتَدى بهَا ، والأعلام الَّتِي يهتدى بهَا ، إِذا تغيبت عَنْهُم تحيروا وَإِذا تركوها ضلوا ..
وإذا ما خلت بلاد من العلم ** فذاك لها نذير شقــــــــــاء!
إننا اليوم قد فقدنا إمامـــــــا ** كان بدرا في الليلة الظلماء
رحم الله عالما قد فقدنـــــــــاه ** على قلة من العلمـــــــــــــــــاء
وفي الحديث «يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ، الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، وَيَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ، أَوِ التَّمْرِ، لاَ يُبَالِيهِمُ اللَّهُ بَالَةً» أخرجه البخاري
ولا غروا أن يخيم الحزن على هذه البلاد بموت صالح له من اسمه القدح المعلى في السعي في إصلاح شؤن الناس، فقد كان منارة من منارات العلم والهدى، والتدريس والقضاء ، والدعوة والاحتساب ..
ذكم هو العَلَم الْوَرِعَ الْتَّقِيَّ أَخَا النَّدَى ** علمَ الهدى علاَّمةَ العلماءِ
فبمثل فقده جرح لا يندمل وثلمة لا تنجبر .. فالعلماء أعلام الإسلام.. العلماء في الأرض كالنجوم في السماء..
العلماء حراس الديانة الأمناء ..
العلماء عقول الأمة، والأمة التي لا تحترم عقولها غير جديرةٍ بالبقاء.
العلماء حملة الشريعة وورثة الأنبياء، والمؤتمنون على الرسالة، حبهم والذب عنهم ديانة، ما خلت ساحة من أهل العلم إلا خلفهم جهال يقودون الناس لمهاوي الردى .. فيعم الضلال، ويتبعه الوبال والنكال، وتطل عندها سحب الفتن تمطر المحن.
والطاعنون في علماء الشريعة هم أهل الأهواء والبدع والنفاق؛ حملة الأقلام المسمومة، والأفكار الكاسدة، مورثة الضغائن، موقظة الفتن، لقطاء الكتابة،
قال يحيى بن معين - رحمه الله تعالى -: "إذا رأيتَ الرجلَ يتكلم في حماد بن سلمة، وعكرمة مولى ابن عباس، فاتَّهمه على الإسلام".
إذا أميتت عدالة أهل العلم والدعوة ضاعت الأمة.
يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن
ومن الوقيعة ما قتل، فنعوذ بالله من الخطل.
وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات فاستغفروه إنه غفور رحيم
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ: .. الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى عَبْدِهِ الْمُصْطَفَى، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اجْتَبَى. أَمَّا بَعْدُ:
رأس الفضائل اصطناع الأفاضل, ورأس الرذائل اصطناع الأراذل, ومن أعظم الفجائع أضاعت الصنائع.
تُصنع عقول الأمة باصطناع عقول الأفذاذ من نوابغ الأفراد .. المجتمع ينتظر مشاعل من فتيان يخلفون الأكابر في العلم والدعوة والاحتساب ..
لايتكبرُ أحد عن العلم أن يتعلمه ، أو يظن أن قطار العمر قد فاته.. قال الإمام البخاري رحمه الله: « وَقَدْ تَعَلَّمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ rفِي كِبَرِ سِنِّهِمْ»
تُضيع العقول وتهدر خزانة فكر الأمة حين يلَبس جلود الضأن على قلوب الذئاب. ويُبرَزُ خِواتُ العلمِ على أن عملهم نبراس يحتذى ، وقوالهم درر تضيئ الفضاء ..
خبن وخسارة أن يتعلم الإنسان كل شي إلا مايهدي طريقه ..يعلم كل مايجري حوله، ويجهل مايبصر دربه ..
الأمة لاتتحسر ولا تحزن إذا ذهب رعاعها وفقدت عامتها .. إنما يصيبها الثلم والنقص حين تفقد علمائها عقلائها ، ويذهب صلحائها وعبادها، ويختفي أولى الرأي والحجى من حملة النور والبصيرة .
إذا ماتَ ذو علمٍ وتقــــــــوى ** فَقَدْ ثُلِمَتْ مِنَ الإِسْلاَمِ ثُلْمَه
وموتُ الْحَاكِمِ العَدْلِ الْمُوَلَّى ** بحكمِ الأرضِ مَنْقَصَة وَنِقْمَـــــــه
وموتُ فتًى كثيرِ الجودِ مَحْل ** فَإِن بَقَاءَهُ خصب وَنِعْمَـــــــــه
وموتُ الْعَابِدِ القَوَّامِ ليـــــلاً ** يناجِي ربَّه في كُل ظُلْمَــــــــه
وموتُ الْفَارِسِ الضرْغَامِ هَدْم ** فكم شَهِدْتْ له بالنَّصْرِ عَزْمَه
فَحَسْبُكَ خمسة يبكَئ عليهم ** وبافي الناسِ تَخْفِيْف ورحمــــــه!
وباقي الناس هم همج رعاع ** وفي إيجادهم لله حكمـــــه
اللهم إنا نسألك حسن الختام والوفاة على الإيمان .. اللهم صل وسلم ..
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وجعلنا مسلمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، (نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وزوجاته ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الدين .. أما بعد: فاتَّقوا الله أيها المؤمنون حق التقوى .
(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات )
العلماء زينة الحياة الدنيا وبهجتها ، العلماء نبراس الخير ومشعل ضياء للبشرية العلماء نجوم يهتدى بهم ،للعلماء مكانةٌ في الدين لا تُنكَر، وفضلٌ كبير لا يكاد يُحصر؛ هم شهداء الله في أرضه، والأمناء على وحيه، وأهل خشيته، والأنوار في الظلمات، والمنائر في الشبهات، وهم وارثو علم الأنبياء لو كان أحدٌ أشرفَ من العلماء، لقَرَنَهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن اسم العلماء"..
هــم زينة الدنــيا وبهجتها *** وهم لها عمد ممدود الطلب
تحيا بهم كل أرض ينزلون بها *** كأنهم لبقاع الارض أمطــار.
قال العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى: "العلماء هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء؛ بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجةُ الناس إليهم أعظمُ من حاجتهم إلى الطعام والشراب".
وقفدحملة هذا النور رزية في الامة وثلمت في الإسلام
لعَمْرُكَ مَا الرَّزِيَّةُ فَقْدُ مالٍ ** وَلَا شاةٌ تَمُوتُ وَلا بَعيرُ
ولكِنَّ الرَّزِيَّة فَقْدُ شخصٍ ** يَمُوتُ بِمَوْتِهِ بشَرٌ كَثِيرُ
وأعظم فقد فقدته البشرية يوم فقدت مبلغ هذا النور في الآفاق ومخرج الناس من الغواية إلى الهداية r ولما مات وقفت ابنته فَاطِمَةُ على قبره تنعاه: يَا أَبَتَاهُ، يَا أَبَتَاهُ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهُ، يَا أَبَتَاهُ جِنَانُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ.
أطالت وقوفا تذرف العين جهدها ** على طلل القبر الذي فيه أحمد
تهيـــــــــــل عليه الترب أيــد وأعـــــــــــي ** عليه وقد غارت بذلك أسعد
لقد غيبوا حلما وعلما ورحمــــــــــــة ** عشية علوه الثرى لا يوســـــد
فَقْدُ حملةِ الشريعةِ رزية في الأمة.. لما مات زيد بن ثابت فقيه الصحابة وكاتب الوحي، قام أبو هريرة t: فقال: لقد مات اليوم حبر الأمة، ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا . فجلس ابن عباس في ظل، فقال: هكذا ذهاب العلماء، دفن اليوم علم كثير .
وأعظم من يفقدهم أقرانهم، ومن يجلون العلم ويعرفون أثره في الأمة، قال إسحاق بن أحمد: كنا عند محمد بن إسماعيل البخاري، فجائه كتاب فيه نعي الإمام الدارمي صاحب المسند، فنكس البخاري رأسه، ثم رفع، واسترجع، وجعل تسيل دموعه على خديه، ثم أنشأ يقول:
إِن تبْق تفجع بالأحبة كلهم ... وفناء نَفسك لَا أَبَا لَك أفجع
بموت العلماء ينقص العلم ويفشوا الجهل «إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» متفق عليه
مَثَلُ الْعلمَاء مَثَل النُّجُوم الَّتِي يقْتَدى بهَا ، والأعلام الَّتِي يهتدى بهَا ، إِذا تغيبت عَنْهُم تحيروا وَإِذا تركوها ضلوا ..
وإذا ما خلت بلاد من العلم ** فذاك لها نذير شقــــــــــاء!
إننا اليوم قد فقدنا إمامـــــــا ** كان بدرا في الليلة الظلماء
رحم الله عالما قد فقدنـــــــــاه ** على قلة من العلمـــــــــــــــــاء
وفي الحديث «يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ، الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، وَيَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ، أَوِ التَّمْرِ، لاَ يُبَالِيهِمُ اللَّهُ بَالَةً» أخرجه البخاري
ولا غروا أن يخيم الحزن على هذه البلاد بموت صالح له من اسمه القدح المعلى في السعي في إصلاح شؤن الناس، فقد كان منارة من منارات العلم والهدى، والتدريس والقضاء ، والدعوة والاحتساب ..
ذكم هو العَلَم الْوَرِعَ الْتَّقِيَّ أَخَا النَّدَى ** علمَ الهدى علاَّمةَ العلماءِ
فبمثل فقده جرح لا يندمل وثلمة لا تنجبر .. فالعلماء أعلام الإسلام.. العلماء في الأرض كالنجوم في السماء..
العلماء حراس الديانة الأمناء ..
العلماء عقول الأمة، والأمة التي لا تحترم عقولها غير جديرةٍ بالبقاء.
العلماء حملة الشريعة وورثة الأنبياء، والمؤتمنون على الرسالة، حبهم والذب عنهم ديانة، ما خلت ساحة من أهل العلم إلا خلفهم جهال يقودون الناس لمهاوي الردى .. فيعم الضلال، ويتبعه الوبال والنكال، وتطل عندها سحب الفتن تمطر المحن.
والطاعنون في علماء الشريعة هم أهل الأهواء والبدع والنفاق؛ حملة الأقلام المسمومة، والأفكار الكاسدة، مورثة الضغائن، موقظة الفتن، لقطاء الكتابة،
قال يحيى بن معين - رحمه الله تعالى -: "إذا رأيتَ الرجلَ يتكلم في حماد بن سلمة، وعكرمة مولى ابن عباس، فاتَّهمه على الإسلام".
إذا أميتت عدالة أهل العلم والدعوة ضاعت الأمة.
يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن
ومن الوقيعة ما قتل، فنعوذ بالله من الخطل.
وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات فاستغفروه إنه غفور رحيم
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ: .. الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى عَبْدِهِ الْمُصْطَفَى، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اجْتَبَى. أَمَّا بَعْدُ:
رأس الفضائل اصطناع الأفاضل, ورأس الرذائل اصطناع الأراذل, ومن أعظم الفجائع أضاعت الصنائع.
تُصنع عقول الأمة باصطناع عقول الأفذاذ من نوابغ الأفراد .. المجتمع ينتظر مشاعل من فتيان يخلفون الأكابر في العلم والدعوة والاحتساب ..
لايتكبرُ أحد عن العلم أن يتعلمه ، أو يظن أن قطار العمر قد فاته.. قال الإمام البخاري رحمه الله: « وَقَدْ تَعَلَّمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ rفِي كِبَرِ سِنِّهِمْ»
تُضيع العقول وتهدر خزانة فكر الأمة حين يلَبس جلود الضأن على قلوب الذئاب. ويُبرَزُ خِواتُ العلمِ على أن عملهم نبراس يحتذى ، وقوالهم درر تضيئ الفضاء ..
خبن وخسارة أن يتعلم الإنسان كل شي إلا مايهدي طريقه ..يعلم كل مايجري حوله، ويجهل مايبصر دربه ..
الأمة لاتتحسر ولا تحزن إذا ذهب رعاعها وفقدت عامتها .. إنما يصيبها الثلم والنقص حين تفقد علمائها عقلائها ، ويذهب صلحائها وعبادها، ويختفي أولى الرأي والحجى من حملة النور والبصيرة .
إذا ماتَ ذو علمٍ وتقــــــــوى ** فَقَدْ ثُلِمَتْ مِنَ الإِسْلاَمِ ثُلْمَه
وموتُ الْحَاكِمِ العَدْلِ الْمُوَلَّى ** بحكمِ الأرضِ مَنْقَصَة وَنِقْمَـــــــه
وموتُ فتًى كثيرِ الجودِ مَحْل ** فَإِن بَقَاءَهُ خصب وَنِعْمَـــــــــه
وموتُ الْعَابِدِ القَوَّامِ ليـــــلاً ** يناجِي ربَّه في كُل ظُلْمَــــــــه
وموتُ الْفَارِسِ الضرْغَامِ هَدْم ** فكم شَهِدْتْ له بالنَّصْرِ عَزْمَه
فَحَسْبُكَ خمسة يبكَئ عليهم ** وبافي الناسِ تَخْفِيْف ورحمــــــه!
وباقي الناس هم همج رعاع ** وفي إيجادهم لله حكمـــــه
اللهم إنا نسألك حسن الختام والوفاة على الإيمان .. اللهم صل وسلم ..
المرفقات
1641478784_فَقْدُ العُلَماء.docx
1641478789_فَقْدُ العُلَماء.pdf