فضيلة العلم وتوجيهات للعودة الحضورية

saleh-33 saleh-33
1443/06/18 - 2022/01/21 07:16AM
الحمد لله.. الحمد لله الذي اتصف بالعلم وتسمى به وأفاض على نبيه ما شاء منه فسما به، وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له أحاط علمه بالكائنات وأنار العقول بمحكم الآيات... وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير البريات.. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما دامت الأرض والسموات . أما بعد ُأيها النّاس / اتقُوا اللهَ في سِركم وعلانيتِكم، فغدًا تُبلى السرائرُ، وتكشف الخبايا وتظهرُ مافي الضمائرِ، والناجون هم الصادقونَ المُتقون ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ( الحمدُ للهِ على نعمائهِ بعدَ لُطفِ بلائهِ، فيا رَبَّنا مَا أَمْجَدَكَ وَأَجْوَدَكَ، وَأَرْأَفَكَ وَأَلْطَفَكَ، وَأَرْحَمَكَ وَأَعْلَمَكَ، وَأَقْدَرَكَ وَأَقْهَرَكَ وَأَحْلَمَكَ وَأَحْكَمَكَ فالحمدُ للهِ على بلوغِ هذهِ اللحظةِ المفرحةِ وقد عادت الحياة للحياة وسيعود أبناؤنا وفلذات أكبادنا إلى ميادين العلم والمعرفة أيها المسلمون: أول ما صدر للبشرية هو التعليم: ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا...) [البقرة:31]،  وأول مانزل به جبريل عليه السلام على سيد الأنام وهو يتعبد في غار حراء (ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِی خَلَقَ ۝١ خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِنۡ عَلَقٍ ۝٢ ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ۝٣ ٱلَّذِی عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ۝٤ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مَا لَمۡ یَعۡلَمۡ).. خمسُ آياتٍ كانت بمثابةِ الإعلانِ بانتهاء عصر ظلمات الجهل والجاهلية، وبداية أنوار العلم والإسلام..  بالعلمِ حياةُ الأُممِ، وبالجهلِ خُذلانُها، ولا يَبْلُغُ المجدَ جاهلٌ، والجهلُ مَطِيَّةُ  سوءٍ.. مَن ارْتَحَلَها ضَلّ، ومَن قادَهاَ ذَلْ، وَمَن سَارَ عليها زَلّ، العِلْمُ عِمادُ العِزِّ، ورداءُ السؤددِ، وتاجُ الشَّرَف. هَلْ عَلِمْتُمْ أُمةً في جَهْلِهَا ** ظَهَرَتْ في المجدِ حَسْناءَ الرِّداء قال سفيان الثوري: "لا أعلم بعد النبوة أفضل من العلم". طلب العلم أفضل من نوافل العبادات، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (العلم أفضل من القائم الساجد). والْعِلْمُ فَضْلُهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُشْهَرَ، وَأَوْضَحُ مِنْ أَنْ يُظْهَرَ، فُهُوَ أَعَزُّ مَطْلُوبٍ وَأَشْرَفُ مَرْغُوب، تَسَابَقَ الْفُضَلاءُ لِطَلَبِهِ، وَتَنَافَسَ الأذْكِياءُ لِتَحْصِيلِهِ، مَنِ اتَّصَفَ بِهِ فَاقَ غَيرَهُ، وَمَنْ اتَّسَمَ بِهِ بَانَ نُبْلُهُ ؛ رَفَعَ اللهُ أَهْلَهُ دَرَجَاتٍ، وَنَفَى الْمُسَاوَاةَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ غَيْرِهِمْ كَرَّاتٍ وَمَرَّات، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: "الْعُلَمَاءُ فَوْقَ الْمُؤْمِنِينَ مِائَةَ دَرَجَةٍ، وَمَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ والمُعَلِّمُ.. هُوَ مَنْ يَنْشُرُ العِلْمَ ويَبْذُلُه، ويُنَمِّيْ العَقْلَ ويَصْقُلُه، ويحاربُ الجهلَ ويقاوِمُه، ولا يزالُ المُعَلِّمُ البارعُ المُخْلِصُ.. هُو صَاحبُ الصَّدَارَةِ فِي مَقَامَاتِ الشَّرَفِ، وصَاحِبُ القيادةِ في ميادين الريادة.   فالعِلْمُ نُوْرٌ والتَّعْلِيْمُ شَرَفْ، والعِلْمُ هِدَايَةٌ والمُعَلِّمُ دَلِيْل.  أَفْلَحَ مُعَلِّمٌ أَخْلَصَ للهِ وَجَدَّ واجْتَهَد، وكفى المعلمَ غِبطةً أَنْ يَنَالَ هَذا الثوابَ،  عن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأهْلَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِي النَّاسِ الخَيْرَ» رواه الترمذي وصححه الألباني عباد الله: وَشَرَفُ التعليمِ وثَوابُ المُعَلِّمِ.. هُوَ لِمَنْ بَذَلَ ونَصحَ وَجَدَّ واجْتَهَدْ، وَلَنْ يَنَالَ شَرَفَ التَّعْلِيْمِ مَنْ امْتَهَنَهُ وَظِيْفَةً وَضَيَّعَهُ أَمَانَةً، من اتَّخَذَهُ كَسْبَاً، وَفَرَّطَ فِيْهِ دِيَانَةً،  إنَّ المُعَلِّمَ في إخلاصهِ ونُصْحِهِ وَبَذْلِهِ، لَيُربِيَ جيلاً، ويُبَصِّرُ عُقُوْلاً، ويُنَوِّرُ أفكاراً، وينشرُ عِلْماً،   ومهما كان العلمُ قليلاً.. فإِنَّهُ مَع الإِخْلاصِ يَزْكُو وَيَنْمُو وَيَنْفَع ويرفع .  وكم من مُعلمٍ مُخْلِصٍ.. أَسَّسَ لِنَفْسِهِ عَملاً باقياً.. في طُلابٍ أخلَصَ في بذل العلمِ والنصحِ لَهم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ والمُعَلِّمُ المخْلِصُ يُخَلفُ علماً يُنتفعُ به، ويُخلفُ طالباً صالحاً يدعو له أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وبِمُنَاسَبَةِ اكْتِمالِ عَوْدَةِ الدِّراسَةِ اَلْحُضوريَّةِ لِأَبْنَائِنَا - وَلِلِّهِ الحَمْدُ وَالمِنَّةُ - وساعات قليلة تفصلنا عن عودتهم وبين يدي هذه العودة إليكم بعض التوجيهات والوصايا: يا معشر الآباء والأمهات.. أنتم تضعون الغراس، وتسقون البذرة، وترقبون النماء، حببوا أبناءكم في العلم، اقرؤوا عليهم فضائله، علموهم ثمراته، أبرزوا لهم نماذجه وقدواته، شجعوا فيهم الفضول وطرح الأسئلة، حاولوا أن توجهوا شغفهم واهتماماتهم للعلم بأن تربوهم على الجد والتحصيل  فَالْأُسْرَةُ عَلَى عَاتِقِهَا دَوْرٌ مُهِمٌّ فِي تَهْيِئَةِ الأَبْناءِ سُّلوكِيًّا وَعِلْمِيًّا ؛ فَقَدْ كَانَ السَّلَفُ يَعَلِّمُونَ أَبْنَاءَهُمْ الأَدَبَ والْعِلْمَ بَعْدَمَا كَانُوا قُدْواتٍ لَهُمْ فِي الخَيْرِ والصَّلاحِ ! لِيَنْهَلوا مِنْهُمْ الْآدَابَ الفاضِلَةَ وَالأَخْلَاقَ الكامِلَةَ قال أبو حامدِ الغَزَالي رحمه الله : (الصبيُ أمانةٌ عند والديه، وقلبُه الطاهرُ جوهرةٌ نفيسةٌ سَاذِجَةُ، خَالِيَةٌ عَنْ كُلِّ نَقْشٍ وَصُوْرَةُ، وَهوَ قَابِلٌ لِكُلِّ مَا نُقِشَ، ومائلٌ إلى كل ما يمالُ بِهِ إِليه، فإنْ عُوِّدَ الخيرَ وعُلِّمَهُ نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرةِ وشاركه في ثوابهِ أبواهُ وكلُّ مُعَلِّمٍ لَه وَمُؤَدِّب) ا.هـ  يا معشر المعلمين والمعلمات.. أنتم رواد السفينة، وقادة العلم، أبناؤنا بين أيديكم، وفي أمانتكم، فخذوا الأمر بحقه، التعليم ليس مجرد وظيفة تتكسبون بها، بل هي أمانة تسألون عنها، فما أنتم قائلون؟! الأمل فيكم كبير، والظن بإذن الله فيكم لن يخيب.. يا معشر الطلاب والطالبات.. أنتم كنز الأمة، وقلبها النابض، وروحها التي تبث فيها الأمل.. عليكم تعقد الآمال، وبكم تحقق الأحلام، فيكم نرى الشافعي وأحمد، وابن الهيثم وصلاح الدين.. فيكم نرى عز الإسلام، وعودة مجده، وإحياء الجيل الذي ينتشل الأمة من أوحال الضعف، إلى معالي القوة.. العلم خير ما تنالون به المعالي، وترفعون به الرؤوس، وتنفعون به الأمة، فأخصلوا نياتكم لله، واستعينوا به أولا وآخرا، أنتم أبناء اليوم وأنتم رجال الغد.  اليوم نقودهم، واليوم نوجههم، واليوم نرشدهم، وغدا نستمع إلى حديثهم، وغدا نستمع إلى توجيهاتهم، قال ربنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا)[التحريم: 6].قال علي -رضي الله عنه-: "أي أدبوهم وعلموهم". وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ(أقولُ قَوْلِي هذا وأَسْتَغفرُ الله َالْعظيمَ الجليلَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فاسْتغفروهُ وتُوبوا إليْهِ إنّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم .   الحمد لله خالق اللوح والقلم، أحمده سبحانه وأشكره على ما أسدى وأنعم، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله الهادي إلى السبيل الأقوم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: اتقوا اللهَ عبادَ الله ، فبِالتّقوى يَصلحُ العملُ، ويُغفر الزللُ وينال العلم ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم واتقوا الله ويعلمكم الله ، وَاعْلَمُوا أَنَّ عَلَيْنَا جَمِيعًا الْقِيَامَ بِدَوْرِ التَّوْجِيهِ والنُّصْحِ والْإِرْشادِ لِأَبْنَائِنَا لَاسِيَّمَا وَنَحْنُ بِهَذِهِ الظُّروفِ الصِّحّيَّةِ ، ومَعَ عَوْدَتِهِمْ إِلَى الدِّراسَةِ اَلْحُضُوريَّةِ ؛ بِـحَثِّهِمْ عَلَى الِاهْتِمامِ بِتَوْجِيهاتِ وِزارَةِ الصِّحَّةِ الْـمُوَقَّرَةِ مِنْ أَخَذِ اَللَّقاحِ والْبُعْدِ عَنْ التَّجَمُّعاتِ ، وَلُبْسِ الْكَمَّامِ ، وَتَطْهيرِ الأَيْدِي ،  والتَّباعُدِ بَيْنَ زُمَلاَئِهِمْ بِالْجُلُوسِ  ، وَتَجَنُّبِ الْـمُصافَحَةِ والْمُلامَسَةِ بِالْأَيْدِي ، وَعَدَمِ الِازْدِحَامِ عِنْدَ الدُّخولِ والْخُروجِ ؛ وَكَمَالُ كُلِّ شَيْءٍ وَتَمَامُهُ : تَحْقِيقُ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ تَعَالَى ، والِاعْتِمادِ عَلَيْهِ ، وِالثِّقَةِ بِهِ ، والْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ ، والْبُعْدِ عَنْ مَعَاصِيهِ نسأل الله أن يرفع عنا الوباء والبلاء وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يرزقنا علما نافعا ثم صلوا عباد الله وسلموا على المعلم الأول محمد بن عبد الله اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته، وارض اللهم عن خلفائه الأربعة -أبي بكر وعمر وعثمان وعلي- وعن سائر صحابة نبيك أجمعين والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، اللهم انصر من نصر الدين واخذل الطغاة والملاحدة والمفسدين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين.. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا وولي عهده بتوفيقك ، وأعزهم بطاعتك ، وأعلِ بهم كلمتك ، وانصر بهم دينك ، واجمع بهم كلمة المسلمين على الحق والهدى يارب العالمين ... اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - واجعلهم رحمةً لعبادك المؤمنين ،  اللهم الطف بالمسلمين وادفع عنهم البلاء والمحن يارب العالمين. اللهم وفرّج هَمّهُمْ، ونفسّ كَرْبَهُم، واحمل حافيهم واكسوا عاريهم واستر عوراتهم وآمن روعاتهم واجعل البرد سلاما عليهم  اللّهم وعليك بعدوهم ، اللهم يا قويّ يا جبّار عليك بالظالمين المعتدين ،وكن لجنودنا على الحوثيين وعَجّل بوعدِك ونصرك المبين، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين، وفك أسر المأسورين، واقض الدين عن المدينين، واشف برحمتك مرضانا ومرضى المسلمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولجميع المسلمين.. اللهم اهد شباب المسلمين وشاباتهم وشيبهم ونساءهم وعامتهم. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أن التواب الرحيم.. عباد الله : )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .    
المشاهدات 547 | التعليقات 0