فَضْلْ وَحُقُوقُ اَلصَّحَابَةِ عِنْدَ أَهْلِ اَلسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ

عايد القزلان التميمي
1443/07/02 - 2022/02/03 13:58PM
الحمد لله الذي اختار لنبيّه خيرةَ خلقه من الصّحابة، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له وعدَ من دعَاه بالاستجابة، وأشهد أنّ نبيّنا محمّدًا عبده ورسوله صاحب الخلق الأوفى وحسن الإنابة، صلّى الله عليه وعلى الآل والصحابة.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾
أَمَّا بَعْد فَيَا عِبَاد اَللَّهِ إِنَّ مِنْ أُصُولِ أَهْلِ اَلسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ أَنَّهُمْ يُحِبُّونَ صَحَابَةُ اَلرَّسُولَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُجْلُونَهُمْ ويَتبَعُونْ هَدْيهُمْ. ثُمَّ إِنَّ اللهَ جُلْ وَعِلًا اِخْتَارَ لِهَذَا النَّبِيِّ الْكَرِيمِ صَحَابَةً عُدُولًا،  كَرَّامًا،  عَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَأَيَّدُوهُ- عَلَيْهِ الصَّلَاَةُ وَالسُّلَّامُ- وَبَذَلُوا أَنَفْسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ نُصْرَتِهِ وَنُصْرَةِ دِينِهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   فَفَازُوا بِكُلِّ فَضِيلَةٍ وَسَبَقُوا الْأُمَّةَ فِي الْخَيْرِيَّةِ، وَفَازُوا بِرِضْوَانِ اللهِ  
.فَالصَّحَابِيُّ يَا عِبَاد اَللَّهِ هُوَ مِنْ لَقِيَ اَلنَّبِي صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآمِنٌ بِهِ وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ .
أَيُّهَا اَلْمُؤْمِنُونَ وَفِي كِتَابِ اَللَّهِ اَلْعَدِيدَ مِنْ اَلْآيَاتِ اَلَّتِي تَبَيَّن فَضْلُ صَحَابَةَ اَلنَّبِي - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَمَا قَامُوا بِهِ نُصْرَةً لِدِينِ اَللَّهِ تَعَالَى ، لِيُسَجِّل لِلْأَجْيَالِ أَعْظَمَ صُورَةٍ لِجِيلِ اَلصَّحَابَةِ اَلْكِرَامِ فِي بَذْلِهِمْ وَعَطَائِهِمْ وَصِدْقِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ ،
فَمِنْ اَلْآيَاتِ اَلَّتِي وَرَدَتْ فِي فَضْلِ اَلصَّحَابَةِ وَذِكرَ مَوَاقِفَهُمْ ، مَا وَرَدَ فِي سُورَةِ اَلْأَنْفَالِ: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }،
أَيْ : أَنَّ اَللَّهَ كَافِيكَ وَكَافِي اَلْمُؤْمِنِينَ مَعَكَ شَرَّ أَعْدَائِهِمْ وَمَكْرِهِمْ ، وَهَذِهِ تَزْكِيَةٌ لِلصَّحَابَةِ اَلْكِرَامِ بِأَنَّ اَللَّهَ كَافِيهمْ وَنَاصِرهُمْ عَلَى عَدُوّهِمْ .
 وَمِنْهَا مَا فِي سُورَةِ اَلْأَنْفَالِ أَيْضًا قَالَ تَعَالَى: { وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  }،
وَهَذِهِ فَضِيلَةٌ عَظِيمَةٌ لِلصَّحَابَةِ مِنْ اَلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرِينَ بِأَنَّ اَللَّهَ حَبَّبَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ، وَجَمْعَ قُلُوبِهِمْ عَلَى اَلْحَقِّ وَالْهُدَى فَأَصْبَحُوا مِنْ أَتْبَاعِهِ وَأَنْصَارِهِ .
وفي سورة التوبة يقول الله تعالى: { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }، وَهَذَا بَيَانٌ لِفَضْلِ اَلصَّحَابَةِ اَلْكِرَامِ مِنْ اَلْمُهَاجِرِينَ ، اَلَّذِينَ تَرَكُوا دِيَارُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ طَاعَةً لِلَّهِ ، وَابْتِغَاءُ مَرْضَاتِهِ ، بِأَنَّ لَهُمْ اَلدَّرَجَاتُ اَلْعَلِيَّ فِي اَلْآخِرَةِ ، وَالْمَنَازِلُ اَلرَّفِيعَةُ ، وَأَنَّهُمْ هُمْ اَلْفَائِزُونَ حَقًّا .
وفي سورة الفتح قال تعالى: { لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } وَهَذَا إِخْبَارٌ من اللهِ أنه راضٍ سُبْحَانَهُ عَنْ اَلصَّحَابَةِ اَلْكِرَامِ مِمَّنْ بَايَعَ اَلنَّبِيُّ - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بَيْعةَ الرِّضْوَانِ، وأَنَّهُ سُبْحَانَهُ عِلْم صِدْقِ قُلُوبِهِمْ ، وَثَبَاتهَا عَلَى اَلْإِيمَانِ فَأَثَابَهُمْ عَلَى صَبْرِهِمْ ، وَوَعَدَهُمْ فَتْحَ مَكَّةَ فِي اَلْقَرِيبِ اَلْعَاجِلِ . وفي سورة الفتح أيضاً  قال تعالى: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا  }
وَهَذِهِ فَضِيلَةٌ أُخْرَى سَجَّلَهَا اَلْقُرْآنُ لِلصَّحَابَةِ اَلْكِرَامِ حَيْثُ جَمَعَهُمْ مَعَ اَلنَّبِيِّ - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي وَصْفِهِ لَهُمْ بِأَنَّهُمْ أَشِدَّاءُ عَلَى اَلْكُفَّارِ ، رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ، وَأَثْنَى اَللَّهُ عَلَيْهِمْ ثَنَاءً عِطْرًا لَيْسَ فِي اَلْقُرْآنِ فَقَطْ ، بَلْ أَثْنَى عَلَيْهِمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي اَلْإِنْجِيلِ وَالتَّوْرَاةِ أَيْضًا ،
وَأَخْبَرَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَنْ رِضَاهُ عَنْهُمْ ، وَرِضَاهُمْ عَنْهُ ، ثُمَّ ذَكَرَ أَحْوَالَهُمْ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالْأَجْرِ اَلْعَظِيمِ .
عِبَاد اَللَّهِ وَفِي سَنَةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّد - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – اَلْكَثِير مِنْ اَلْأَحَادِيثِ اَلدَّالَّةِ عَلَى فَضْلِ اَلصَّحَابَةِ ، وَرَفِيعٌ شَأْنِهِمْ
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -: ((خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ))؛ أخرجاه في الصحيحين .
وَلَمَّا أَذْنَبَ أَحَدُ اَلصَّحَابَةِ حِينَ أَخْبَرَ قُرَيْشًا بِمَقْدِمِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَيْشِ عَامَ اَلْفَتْحِ ، وَهُمّ عُمَرْ بْنْ اَلْخَطَّابْ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ بِقَتْلِهِ ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّهُ قَد شَهِدَ بَدرًا ، وَمَا يُدرِيكَ ؟ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهلِ بَدرٍ فَقَالَ : اعمَلُوا مَا شِئتُم ، فَقَد غَفَرتُ لَكُم ) رواه البخاري ومسلم
ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَسُبُّوا أصحابي، فلو أنَّ أحدَكم أَنْفَقَ مثل أُحُد، ذهَبًا ما بَلَغَ مُدَّ أحدهم، ولا نَصِيفَه ))
وقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَنْ سَبَّ أصْحَابي، فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أجمعين))  
وقال ابن عباس رضي الله عنه (( لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمُقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً ــ يعني مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم ــ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ أربعين سنة)) ، وفي رواية (( خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمْرَهُ )).
والأحاديثُ في فضل الصحابة - عباد الله - كثيرةٌ جدًّا يعلمها من يطالع كتب السُّنة.
قال حافظ الحكمي:
 فَكُلُّهُـمْ فِـي مُحْكَـــمِ الْقُرْآنِ   أَثْنَى عَلَيْهِمْ خَالِقُ الْأَكْوَانِ   
فِي الْفَتْحِ وَالْحَدِيدِ وَالْقِتَالِ   وَغَيْــرِهَا بِـأَكْمَـلِ الْخِـصَالِ   
كَذَاكَ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِـيلِ    صِفَاتُهُمْ مَعْلُومَةُ التَّـفْصِيلِ 
وَذِكْرُهُمْ فِي سُنَّةِ الْمُخْتَـــارِ    قَدْ سَارَ سَيْرَ الشَّمْسِ فِي الْأَقْطَارِ
عباد الله: وَمِنْ حُقُوقِ اَلصَّحَابَةِ عَلَيْنَا أُمَّةُ اَلْإِسْلَامِ أَنْ نَعْرِفَ لِلصَّحَابَةِ فَضْلَهُمْ ، وَنَحْفَظُ لَهُمْ قَدْرِهمْ ، وَنَعْرِفُ لَهُمْ مَكَانَتِهمْ ، فَهْمُ أَنْصَار اَلنَّبِيِّ اَلْكَرِيمِ - عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَحَمْلَةُ هَذَا اَلدِّينِ ، وَهُمْ اَلْأُمَنَاءُ اَلْعُدُولَ اَلثِّقَاتِ اَلْإِثْبَاتُ اَلَّذِينَ بَلَغُوا دِينَ اَللَّهِ اَلَّذِي سَمِعُوهُ مِنْ اَلنَّبِيِّ - عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَحَفِظُوهُ وَوَعَوْهُ وَبَلَغُوهُ لِلْأُمَّةِ تَامًّا صَافِيًا نَقِيًّا بِلَا زِيَادَةٍ وَلَا نُقْصَان ،
وَيَجِبَ عَلَيْنَا - عِبَادُ اَللَّهِ - أَنَّ نَعْيَ تَمَامًا أَنَّ اَلطَّعْنَ فِي اَلصَّحَابَةِ أَوْ فِي وَاحِدٍ مِنْهُمْ طَعْنٌ فِي دِينِ اَللَّهِ ؛ لِأَنَّ اَلطَّعْنَ فِي اَلنَّاقِلِ طَعَنٌ فِي اَلْمَنْقُولِ .
وأنَّ مَن سَبَّ الصَّحابةَ رَضِيَ اللهُ عنهم، ورماهم بالكُفرِ أو الفِسقِ، فقد تنقَّص الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وآذاه؛ لأنَّهم أصحابُه الذين رَبَّاهم وزكَّاهم وعَلَّمهم الكِتابَ والحِكْمةَ،
ومن المعلومِ أنَّ تنَقُّصَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كُفرٌ وخُروجٌ عن المِلَّةِ .
عباد الله إن الصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين بلَّغوا لنا دينَ الله، وهم الذين نصحوا لعباد الله، فإذا طُعن في الصحابة، فالدين ذاته مطعون فيه،
ولهذا قال أبو زرعة الرازي: ((إذا رأيتَ الرَّجُلَ ينتَقِصُ أحدًا من أصحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاعلَمْ أنَّه زِنْديقٌ، وذلك أنَّ الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عندنا حَقٌّ، والقُرآنَ حَقٌّ، وإنَّما أدَّى إلينا هذا القُرآنَ والسُّنَنَ أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ))
واعلموا أنَّ سَبِّ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم تكذيبًا وإنكارا للقُرآنِ الكريمِ والأحاديث النبوية، التي تضمَّنَتْ النصوص والأدلة الثابتة في تزكيَتِهم والثَّناءِ الحَسَنِ عليهم.
 بارك الله لي ولكم ...
الخطبة الثانية
الحمد لله يخلُق ما يشاء ويختَار, ويَصطفِي للشَّرف من شاءَ مِنَ الأخيَار، وأشهد أن لا إلهَ إلاّ الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنّ محمَّدًا عبده ورسوله، صلَّى الله وسلَّم وبارك عَلَيه، وعلى الصحابة والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعدُ فيا عباد الله: فَالْوَاجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَحْفَظَ لِصَحَابَةِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْرهُمْ ، فَحُبُّهُمْ إِيمَانٌ وَطَاعَة وَإِحْسَانٌ ، وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ وَشِقَاقٌ وَعِصْيَانٌ .
فَيَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُعَرِّفَ أَبْنَائِنَا وَبَنَاتِنَا بِهَذَا اَلْجِيلِ اَلْعَظِيمِ ، وَنَحُثُّهُمْ عَلَى حُبِّ اَلصَّحَابَةِ وَالِاقْتِدَاءِ بِهِمْ ، وَالدِّفَاعُ عَنْهُمْ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ . ونُذَكِّرَهم بِدَوْرِ اَلصَّحَابَةِ اَلْعَظِيمِ فِي بِنَاءِ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ وَأَنَّهُمْ أَحَدُ أَهَمِّ أَسْبَابِ اِنْتِصَارِ اَلْإِسْلَامِ وَقُوَّتِهِ وَانْتِشَارِهِ فِي كَافَّةِ أَنْحَاءِ اَلدُّنْيَا ، فَلَهُمْ مِنَّا كُلَّ اِحْتِرَامٍ وَتَقْدِيرٍ وَعِرْفَانٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ .
 فَقَدْ كَانَ اَلسَّلَفُ اَلصَّالِحُ يَعْلَمُونَ أَبْنَاءَهُمْ حُبَّ اَلصَّحَابَةِ رَضْوَانْ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وَيَقُصُّونَ عَلَيْهِمْ مَنَاقِبُ اَلصَّحَابَةِ وَمَوَاقِفِهِمْ .
وفي الختام لا نقول إلا كما قال الله تعالى (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ )
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله . اللهم صلِّ وسلم على رسولنا الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين، وارضَ اللهمَّ عن صحابته الغُرِّ الميامين، وارزقنا وإياهم صحبة رسولك في جنات النعيم،  
المرفقات

1643896698_فضل وحقوق الصحابة عند أهل السنة والجماعة 3-7-1443هـ.doc

المشاهدات 850 | التعليقات 0