فَضْلُ كِبَارِ السِّنِّ واستقبال السعودية لضيوف الرحمن

محمد البدر
1440/11/22 - 2019/07/25 19:00PM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى : ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54]..
إنَّ مَراحِلَ حَياةِ الإِنسانِ إنَّمَا هِيَ قُوةٌ بَينَ ضَعْفَيْنِ؛ وقَد عَبَّرَ القُرآنُ الكَريمُ عَن ذَلكَ في هكَذا أرادَ اللهُ بحكمَتِهِ، يُولَدُ الطِّفلُ لا يَعلَمُ شَيئاً، يَكتَسِبُ المعَارِفَ، والمهَاراتِ مِن خِلالِ تَفَاعُلِهِ معَ البِيئةِ، ثُم يَبلُغُ، ثُم يَكُونُ شَابًّا قَوِيًّا مَفْتُولَ الْعَضَلَاتِ، مُتحَكِّمًا فِي شُؤونِهِ، ثُمَّ يَكُونُ كَهْلاً بَعْدَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَمَيلُ خَطُّهُ الْبَيَانِيُّ نَحْوَ النُّزُولِ إِلَى أَنْ يَصِلَ إِلَى سِنِّ الشَّيْخُوخَةِ، وَهَذَا قَدَرُ جَمِيعِ الْبَشَرِ، مَهْمَا كَانَ قَدْرُهُمْ وَمَكَانَتُهُمْ، يَقُولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [النحل: 70].
وَقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ »رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.
وإِنَّ إكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ مِمَّا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ إِلَى اللهِ وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ»رواهُ البخاريُّ.
ومِنْ حُقُوقِ كِبَارِ السِّنِّ:أَنْ نُقَدِّمَهُمْ عِنْدَ الْكَلَامِ والْحَيَاءُ وَالتَّأَدُّبُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ:فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، لاَ تَحُتُّ وَرَقَهَا».فَوَقَعَ فِي نَفْسِي النَّخْلَةُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، وَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَلَمَّا لَمْ يَتَكَلَّمَا، قَالَ النَّبِيُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هِيَ النَّخْلَةُ» رواهُ البخاريُّ .
وَمِنْ حُقُوقِ كِبَارِ السِّنِّ: الْإِجْلَالُ وَالِاحْتِرَامُ وَالتَّقْدِيرُ وإِكْرَامُهُمْ، وَالشَّفَقَةُ عَلَيْهِمْ، وَالرِّفْقُ بِهِمْ:
فَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَكَادُ أُدْرِكُ الصَّلَاةَ مِمَّا يُطَوِّلُ بِنَا فُلَانٌ فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْ يَوْمِئِذٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مُنَفِّرُونَ فَمَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ فِيهِمْ الْمَرِيضَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ » رواهُ البخاريُّ.
عِبَادَ اللهِ :من الحقوق الواجبةٌ علينا تجاه كِبَارِ السِّنِّ ، وتتأكَّد كلَّما قرُبَتْ صِلَتُنَا بهم احترام كِبَارِ السِّنِّ وتقديرهم، ومبادرتُهم بالسلام والمصافحة، والسؤالُ عن حالهم، وتقبيلُ رأسهم  ،والتبسُّم والبشاشةُ في وجوههم، وأنْ نُشعرهم بفرحنا وسرورنا لرؤيتهم ومدحهُم والثناء عليهم، وذكرُ محاسنهم وماضيهم، وإبرازُ جهودهم وأعمالهم، فهم أشدُّ ما يكون رغبةً، في الحديث عن ماضيهم وتاريخهم.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: إن لضيوف الله علينا حقوقاً عظيمة نسأل الله أن يعيننا على قضائها بيسر وسهولة فنحن في هذه البلاد قد شرفنا الله بخدمة بيته الحرام وأنعم علينا بنعمة الأمن والأمان وأفاض علينا من نعمه الظاهرة والباطنة
عِبَادَ اللَّهِ: في هذه الأيام تستقبل بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين و رجالهم المخلصين وأبناءهم البررة وكل المقيمين يستقبلون بكل فخر واعتزاز ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام لهم علينا حقوق وواجبات سواء ما كان منها على مستوى الدولة التي لم تألوا جهداً في تقديم وتسهيل ما يحتاجه الحجاج من كافة الوجوه أو ما كان على مستوى المواطن عموماً، فعلينا أن نحسن الوفادة و العناية التامة بالحجاج والإحسان إليهم والرفق بهم ومساعدتهم على أداء مناسكهم في يسر واطمئنان وأن نعاملهم بالحسنى قَالَ تَعَالَى :﴿إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾. (الحجرات:10) فعلي كل من له علاقة بخدمة الحجاج سواء كان موظفاً أو رجل أمن أو مطوفاً أو طبيباً أو داعية أو بائعاً أو سائقاً أن يتقوا الله فيهم ويؤدوا ما ائتمنوا عليه على الوجه الأكمل ابتغاء مرضاة الله وطلباُ لثوابه واحتساب ما ينالهم من تعب ومشقة عليه سبحانه وتعالى.
و يا رجال الأمن يا من تقفون بالشمس وتحتسبون الأجور اعلموا: إنكم تقومون بعمل جليل عظيم عند الله، وهنيئا لكل من يقوم على شئون الحج.
الا وصلوا ..
المرفقات

كِبَارِ-السِّنِّ-واستقبال-السعودية-ل

كِبَارِ-السِّنِّ-واستقبال-السعودية-ل

كِبَارِ-السِّنِّ-واستقبال-السعودية-ل-2

كِبَارِ-السِّنِّ-واستقبال-السعودية-ل-2

المشاهدات 755 | التعليقات 0