فضل عشر ذي الحجه 26/11/1438
يحيى جبران جباري
الحمدلله جعل لعباده مهلة ووهبهم لزيادة الأجر مواسم احمده سبحانه واشكره ماذكره ساجد أوقائم وأستعينه واستهديه وأستغفره ؛ هوالمعين لكل حالم ؛ والهادي لكل من في الضلال هائم ؛ وغافرالزلات لمن تاب اليه بعد أن كان على المعاصي جاثم ؛ وأشهدأن لاإله الاالله وحده لاشريك له بكل شي عالم ؛ وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله خيرذاكر ومنفق ومصل وصائم ؛ صل الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ماجرت الرياح بالغمائم .
ثم أمابعد :
فأوصيكم ايها المسلمون ونفسي المقصرة بتقوى الله جل وعلا وخشيته ؛ فالتقوى هي الحق ؛ ومن اتق الله فبركب الصالحين سيلحق ؛ ومن ضيع التقوى في ظلمات الهوى وملذات الحياة سيغرق ؛
( ياأيهاالذين امنوا اتقواالله ولتنظرنفس ماقدمت لغد واتقواالله ان الله خبير بماتعملون )
ايهاالمسلون ؛ كل الخلائق لهم مساويء وفيهم عيوب والكل واقع في الخطايا والزلات الامن عصم علام الغيوب ؛ ومن انكر فمكابر وكذوب ؛ انماالفرق بين الخلق أن هذايصيب الذنب ويرتع فيه ؛ والآخر يفعله ثم يستدرك الأمر فيستغفر ويتوب ؛ (والذين اذافعلوا فاحشة اوظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفرالذنوب الا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون اولائك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين ) ويقول عليه الصلاة والسلام ( ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) فهذا فضل من الله والفضل بيده سبحانه يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم ؛ ومن كمال فضل الله على عباده وهباته لهم ؛ أن جعل لهم مواسم للخيرات ؛ تضاعف فيها الدرجات ؛ وتعفر الزلات والسوءات ؛ فذاك رمضان أتى وانتهى ؛ الله اعلم ماقدمنا فيه وماأودعنا ؛ وتبعه عيد ومناسبات ؛ وأفراح وسفرات ؛ وذهاب وجيات ؛ كم فيهامن التجاوزات والزلات ؛ غفر الله لنا ولكم الخطيئات ؛ ومن البشارات لمن كان حاله كحالي فيما فات ؛ إقبال عشرذي الحجة ؛ ذات العظيم من الحسنات ؛ يقول فيهن عليه السلام والصلاة بعد أن أقسم بهن رب البريات ؛ ( ليس أيام العمل الصالح فيهن احب الى الله من عشرذي الحجة ؛ قال الصحابة يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بماله ونفسه فلم يرجع من ذلك بشيء ) فياباغي الخير أقبل ؛ معظم الناس يتجاهل هذه العشر ويتغافل عمافيها من خيرات وأجر ؛ فلايجتهد فيها بذكر ولاعمل ؛ ولابتوبة لربه ولاعليه يقبل ؛ فتمركغيرها من الأيام وهومنشغل بالحياة ومافيهامن زحام ؛ نسأل الله الهدى والسلام ؛
ومماجعل لهذه العشر فضلا على غيرها ؛ أن جمع الله بها أمهات العبادات ؛ ففيهاالتهليل والتكبيرات مطلقات ومقيدات ؛ وفيها الصلوات ؛ وفيها الصيام لغيرالواقف بعرفات ؛ وفيها الحج لمن كتب الله له المعونات ؛ وفيها النحر لرب البريات ؛ ليخرج منها الهداياللأقربين وللفقراء الزكوات ؛ ومن استزاد فيها من الخيرات ؛ فقد فازبفضل رب البريات ؛ اكثروا فيهن من قراءة القرآن والصدقات ؛ صلوا أرحامكم والقرابات ؛ اجتهدوا في بركم بالآباء والأمهات ؛ دعوا عنكم ودع الجمع والجماعات ؛ ابحثوا عن كل معروف وافعلوه واحذروا كل منكر واجتنبوه ؛ احفظوا الألسن من سيء الكلام ؛ وصونوا الجوارح عن المعاصي والآثام ؛ أكثروا من التوبة والاستغفار والذكر لرب الأنام ؛ فماهي إلا أيام وتمر بسلام ؛ قال الله في أعظم كلام (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولاتكفرون ) فلا أفلح النوام ؛ اطلبوا العون من المنان واعقدواالنية والعزم على الطاعة والاجتهاد وسيأتيان؛ استعيذوا بالله من الشيطان ؛ ولايغرنكم بالشهوات والكسل والفتور ؛ فتضيع الحسنات والأجور ؛ ( إن الشيطان لكم عدوفاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) نعوذ بالله من كل شيطان ونافخ كير ؛ فكن عبدالله مع النفير واجمع في أيام معدودات حسنات تنوء بحملها العير ؛
وكن عظيما كبيرافي الهمة لا صغير .. نسأل الله حسن العمل والتدبير ..
قلت ماتسمعون واستغفرواالله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم ....
الحمدلله له الحكم والأمر ؛ أحمده سبحانه واشكره سرا وجهر ؛ وأشهدأن لاإله الاالله جعل لكل شيء قدر ؛ وأشهد أن محمداعبدالله ورسوله رفع الله له الذكر ؛ عليه صلوات ربي وسلامه وعلى آله وأصحابه وأتباعه أمد الدهر ..
وبعد ياكل طالبا للأجر ؛ اتق الله فمن اتق الله بجنته سيظفر ؛ ( ياايهاالذين آمنوااتقواالله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )
عبادالله يقول ربكم ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) هذه سطور ؛ صغتها مذكرا بهانفسي ومن منكم يبتغي الأجور ؛ فالله أمر نبيه أن يبلغ عنه عباده فنعم الآمر والمأمور ؛ استغلوا مواسم الخيرات واغتنموا الفرصة ؛ فليس الحي كمن مات ؛ هدى الله الأحياء منا للصواب وغفر ورحم الأموات ؛ هذه العشرمقبلات فتزودمنها قبل الفوات ؛ فلن يعلم فضلها ولامافيها من خيرات ؛ إلا من استغلها بالطاعات ؛ أسأل الله لي ولكم العون والثبات ؛ وجهوا الأهل والزوجات والأبناء والبنات ؛ وأخبروهم بأن فضل الله في العشر وعمل الخير والطاعة فيهن اعظم وافضل من العمل في غيرهن من الأوقات ؛ فكم فينا من غافل وكم فيهن من غافلات ؛ ومن أراد أن يضحي فليمسك فيهن عن حلق الشعر وقص الأظافر حتى يضحي فهذا هدي خيرالبريات .. بلغناالله واياكم العشر وأعاننا على الاستزادت فيهن من الخيرات ..
ثم السلام والصلاة .. على جميل الخصال والصفات
من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه في محكم الآيات ... ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ...