فضل بسم الله الرحمان الرحيم

الشيخ محمّد الشّاذلي شلبي
1432/03/26 - 2011/03/01 10:42AM
[font="] [/font][font="]فضل بسم الله الرحمــان الرحيـــم[/font]
[font="] [/font]
[font="]الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على نبيّه الذي اصطفى و على آله و صحبه و من اهتدى..[/font]
[font="] [/font]
[font="]أعلموا عباد الله، أنّ أوّ ل ما خلق الحقّ تبارك وتعالى اللوح والقلم، أمر الله القلم فجرى على اللوح بما هو كائن إلى يوم القيامة، فأوّل ما كُتِبَ على اللوح " بسم الله الرحمان الرحيم "، فجعل الله هذه الآية أمانا لخلقه ما داموا على قراءتها، وهي قراءة أهل سبع سماوات، و أهل الصفح الأعلى، و أهل سرادقات المجد و الكروبيين، و الصّافين و المسبّحين، فأوّل ما أنزلت على آدم عليه السلام، فقال: قد أمن ذرّيتي من العذاب ما داموا على قراءتها و قولها..ثمّ رفعت بعده فأنزلت على إبراهيم الخليل عليه السلام، في سورة الحمد فتلاها وهو في المنجنيق، فجعل الله النارَ عليه بردا و سلاما.. ثمّ رفعت بعده فأنزلت على موسى عليه السلام في الصحف، فيها قهر فرعون و سحرته، و هامان و جنوده، و قارون و أتباعه، ثمّ رفعت بعده فأنزلت على سليمان ابن داود عليهما السلام، فعندها قالت الملائكة: اليوم و الله تمّ ملكك يا ابن داود، فلم يقرأها سليمان على شيء إلاّ خضع له بإذن الله تبارك و تعالى، و أمره سبحانه يوم أنزلها عليه أن ينادي في أسباط بني إسرائيل: ألا من أحبّ منكم أن يسمع آية أمان الله فليحضر إلى سليمان في محراب داود عليه السلام، فإنّه يريد أن يقوم خطيبا، و اجتمعت الأحبار و العبّاد و الزهّاد و الأسباط كلّها عنده، فقام فرقي منبر الخليل إبراهيم و تلا عليهم آية الأمان: " بسم الله الرحمان الرحيم ". فلم يسمعها أحد إلاّ امتلأ فرحا و قالوا: نشهد أنّك لرسول الله حقّا، فبها قهر سليمان ملوك الأرض، و بها افتتح الله لنبيّه محمد صلى الله عليه و سلم مكّة، ثمّ رفعت بعد سليمان فأنزلت على عيسى بن مريم عليه السلام، ففرح بها و استبشر بها الحواريون، فأوحى الحقّ تعالى إليه: " يا ابن العذراء البتول أتدري أيّ آية أنزلت عليك ؟ إنّها آية الأمان " بسم الله الرحمان الرحيم " فأكثر تلاوتها في قيامك و قعودك و مضجعك و مجيئك و ذهابك و صعودك و هبوطك، فإنّه من وافى بها يوم القيامة و في صحيفته " بسم الله الرحمان الرحيم " ثمانمائة (800) مرّة و كان مؤمنا بي و بربوبيتي أعتقته من النار، و أدخلته الجنّة، فلتكن افتتاح قراءتك و صلاتك، فإنّ من جعلها في افتتاح قراءته و صلاته إذا مات على ذلك لم يرعه ناكر و نكير ( أي لم يروّعه ملكي المسائلة بعد خروج آخر رجل من المقبرة ).. و هُوِّن عليه سكرات الموت، قال تعالى: " و جاءت سكرة الموت بالحقّ "، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إنّ للموت لسكرات ".. و ضغطة القبر.. و كانت رحمتي عليه.. و أفسح له في قبره.. و أنوّر له في قبره.. و أنوّر له فيه مدّ بصره، و أخرجه من قبره ( يوم القيامة ) أبيض الجسم و أنور الوجه، يتلألأ نوره.. و أحاسبه حسابا يسيرا.. و أثقّل موازينه " فأمّا من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ".. و أعطيه النّور التّام على الصراط حتّى يدخل الجنّة، و آمر المنادي أن ينادي به في عرصات القيامة بالسعادة و المغفرة..[/font]
[font="]قال عيسى عليه السلام: اللهمّ يا ربّ فهذا لي خاصّة ؟ فقال سبحانه و تعالى: " لك خاصّة و لمن تبعك و أخذ أخذك و قال بقولك، و هو لأحمد و أمّته من بعدك ".[/font]
[font="]و أخبر عيسى عليه السلام بذلك أتباعه، فقال تعالى: " و مبشّرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ". [/font][font="]( سورة الصفّ الآية: 6 )[/font][font="].[/font]
[font="]و قد قال صلى الله عليه و سلم: " لا يردّ دعاء أوله بسم الله الرحمان الرحيم، و قال: و إنّ أمّتي يأتون يوم القيامة و هم يقولون: " بسم الله الرحمان الرحيم " فتثقل حسناتهم في الميزان، فتقول الأمم: ما أرجح موازين أمّة محمّد، فيقول الأنبياء لهم: لأنّ أمّة محمّد صلى الله عليه و سلم مبتدأ كلامهم ثلاثة أسماء من أسماء الحقّ تبارك و تعالى، لو وضعت في كفّة الميزان و وضعت سيّئات الخلق جميعا في الكفّة الأخرى لرجحت حسناتهم ".أي لغلبت كل الحسنات. و قال: و جعل الله هذه الآية شفاء من كلّ داء، و عونا لكلّ دواء، و غنى من كلّ فقر، و سترا من النار، و أمانا من الخسف و المسخ و القذف ما داموا على قراءتها..[/font]
[font="]بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم، و نفعني الله و إيّاكم منه بالآيات و الذكر الحكيم، و أجارني و إيّاكم من عذابه الأليم.. [/font]
[font="]اللهمّ ارزقنا دوام قراءتها و قولها.. اللهم املأ بها صدورنا و أفض بها قلوبنا.. اشف بها مرضانا، و عاف بها مبتلانا.. اللهم هوّن بها علينا سكرات الموت و ضغطة القبر، و أفسح بها قبورنا و نوّر بها وجوهنا يا أرحم الراحمين يا ربّ العالمين..[/font]
[font="]و صلّى الله على سيّدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
[/font]

[font="]
[/font]

[font="] لم يعد لنا مزيد و غدا إن شاء الله هناك جديد. [/font]
المشاهدات 3691 | التعليقات 0