فضل العلم والعودة إلى مقاعد الدراسة

خالد الكناني
1445/01/29 - 2023/08/16 17:18PM

فضل العلم والعودة إلى مقاعد الدراسة 2 / 2 / 1445هـ

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم.....وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

أما بعد : عباد الله اتقوا الله تعالى حق التقوى وراقبوه جل وعلا في السر والنجوى . أيها المسلمون:

العِلمُ أَشرفُ مَطْلُوبٍ وَطَالِبُهُ ... للهِ أكْرمُ مَن يَمْشِي عَلَى قَدَمِ

يَا طَالبَ الْعِلْمِ لا تَبْغِي بِهِ بَدَلاً ... فَقد ظِفْرت وربِّ اللوحِ والقلمِ

العلم يزكي صاحبه ويرفع قدره قال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } ومن فضائل العلم وبركاته أن القرآن الكريم لم يقبل مجرد المقارنة بين أهل العلم وفاقديه وأنكر ذلك ، قال تعالى : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ }

نعم بالعلم يعبد الله على بصيرة ويتقى، ويقضي الناس في الدنيا مآربهم على ضياء من أحكام الشرع الكريم، وبالعلم يقيمون مراسيم حياتهم في زواج أو تجارة أو غيرها، فيعرف كل منهم ما له وما عليه.

وقبل هذا كله فالعلم هو الطريق إلى المعرفة والاعتقاد والتوحيد.

قال تعالى: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ }

ولمكانة العلم في الإسلام كان أول ما نزل من القرآن آمرا بالقراءة والتعلم، قال تعالى : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)

ولفضل العلم وكرامته أخبر سبحانه وتعالى بالفضل والمن على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى { وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا } ولهذا أمره بطلب الزيادة من العلم قال تعالى : { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}

ولفضل العلم في حياة الخلق نجد أنه لا يحمله إلا كرام الناس وأهل الأمانة

فعن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» مشكاة المصابيح (1/ 82)

وأهل العلم هم أهل الخشية قال تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }

وهم أهل الشهادة مع ربهم والملائكة الكرام ، قال تعالى : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

وهم أهل الخيرية

قال حميد بن عبد الرحمن، سمعت معاوية، خطيبا يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله، لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتي أمر الله» صحيح البخاري (1/ 25)

وطريق طلاب العلم هو طريق الجنة ونعيمها في الدنيا والآخرة ومجالسهم مضنات السكينة والرحمة

فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة )) صحيح مسلم (4/ 2074)

وعن صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه قال:

أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد متكئ على برد له أحمر، فقلت له: يا رسول الله! إني جئت أطلب العلم. فقال:

"مرحبا بطالب العلم، إن طالب العلم تحفه الملائكة [وتظله]  بأجنحتها، ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب )) صحيح الترغيب والترهيب (1/ 139)

أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم

الحمد لله الذي رفع العلم وأهله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

أما بعد : أيها المسلمون اتقوا الله تعالى واشكروه وأطيعوه وراقبوه ولا تعصوه واعلموا أن التقوى هي أساس العلم ومفتاح الفهم ، قال تعالى : { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}

عباد الله : بعد غدٍ بإذن الله تعالى يعود أولادنا إلى فصول الدراسة ، لبداية عام دراسي جديد ، فنقول لهم هنيئًا لكم وأنتم تنطلقون لأشرف أمر ألا وهو طلب العلم ، أخلصوا لله تعالى في طلبكم للعلم ، احرصوا على ذلك بالحضور إلى مدارسكم وجامعاتكم ، وتدبوا بآدب طالب العلم ، واحترموا اساتذتكم ، وتزودوا من العلم النافع واعملوا به ، واعلموا أن ذلك يتطلب منكم الجد والاجتهاد وبذل ما في وسعكم ، وليعلم طلاب اليوم أنهم رجال الغد فتزودوا من العلم في زمن الصبا فالله الله الجد الجد تجدوا والصبر الصبر تبلغوا ، والهمة الهمة ترتفعوا ، فإن من يقصر الأن يندم في المستقبل وقد فات الأوان ، ونقول للأباء والأمهات والمعلمين والمعلمات ، كونوا عونا لأولادكم وطلابكم أرفقوا بهم ، احرصوا على تعليمهم ، وبناء أخلاقهم ، شجعوهم أكرموهم ، أنصحوهم ، أصبروا على ما ينالكم من متاعب وأنتم تعلمون وتربون ، وتأملوا ما لكم من الأجور والحسنات العظام عند ربكم تبارك وتعالى .

فعَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» ، صحيح البخاري (6/ 192)

وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِي أن رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ )) سنن الترمذي ت بشار (4/ 347)

*اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما

هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال جل من قائل: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))

 

 

المرفقات

1692195487_فضل العلم.pdf

المشاهدات 718 | التعليقات 0